رغم لقاء بارزاني مع أردوغان.. لماذا لم يُستأنف تصدير نفط العراق عبر تركيا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

كشف موقع المونيتور الأميركي أن فصائل عراقية مسلحة، مدعومة من إيران، ترفض التعاون مع تركيا لحل مشكلة صادرات النفط العراقي إليها.

وأشار الموقع إلى أن رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، كان أول زعيم أجنبي يجري زيارة رسمية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد إعادة انتخابه في مايو/أيار 2023.

ففي 20 يونيو/ حزيران 2023، استقبل أردوغان، في المجمع الرئاسي بأنقرة، بارزاني، في لقاء مغلق، حضره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وبعد اللقاء، كتب "بارزاني" على تويتر أنه هنأ الزعيم التركي على إعادة انتخابه وأن الاثنين "بحثا دفع العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان وتركيا، وآخر التطورات في العراق والمنطقة".

واتفق الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التنسيق والتعاون بما يحقق الأمن والاستقرار بالمنطقة ولا سيّما في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري" وفق ما قاله المكتب الإعلامي لبارزاني.

وأوضح الموقع الأميركي أن "الزيارة أتت وسط استمرار حالة الجمود، بشأن تصدير نفط إقليم كردستان، عبر خط أنابيب يمتد إلى محطات التصدير على شواطئ البحر المتوسط في تركيا".

وبالإضافة إلى اجتماع أردوغان وبارزاني، أجرى وفد تركي من قطاع الطاقة، زيارة إلى بغداد، التقى فيها بمسؤولين عراقيين، إلا أنه لم يحسم المشكلة، وما زال الطرفان بحاجة إلى إجراء مزيد من المحادثات، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" البريطانية.

تعويضات لبغداد

وكانت تركيا قد أوقفت صادراتها البالغة 450 ألف برميل يوميا من شمال العراق، عبر خط الأنابيب العراقي-التركي، في 25 مارس/آذار 2023، بعدما أصدرت غرفة التجارة الدولية حكما ضدها.

وأمرت الغرفة أنقرة بدفع تعويضات للعراق بقيمة 1.5 مليار دولار، مقابل الأضرار التي لحقت بها من تصدير حكومة إقليم كردستان النفط بدون تصريح من الحكومة المركزية في بغداد، بين عامي 2014 و2018.

وأفاد التقرير بأن "الحكومة العراقية رفعت قضية التحكيم على أساس أن مبيعات نفط إقليم كردستان إلى تركيا كانت غير قانونية".

وأورد أن الدخل الذي يعود على إقليم كردستان من النفط يُستخدم في تغطية أجور العمالة الحكومية.

وحسب وكالة "رويترز"، فإن خسائر حكومة إقليم كردستان بسبب الانقطاع فوتت عليه مكاسب بأكثر من 2.2 مليار دولار.

ووفق المونيتور، فقد كان من المتوقع أن يستأنف تدفق النفط إلى تركيا، في أعقاب الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي انتهت في 28 مايو 2023، بموجب اتفاق توصلت إليه شركة تسويق النفط العراقية (سومو) وحكومة إقليم كردستان.

"ومع ذلك، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن تركيا تتمسك بموقفها من أجل انتزاع تنازلات من بغداد"، وفق التقرير.

ونقل الموقع عن مصادر دبلوماسية إقليمية مطلعة على المفاوضات، أن أنقرة قلقة من نتيجة قضية تحكيم أخرى رفعها العراق، تغطي المبيعات بين 2018 وبداية هذا العام 2023.

"ولذلك، تريد تركيا من العراق التخلي عن هذه القضية كشرط مسبق لاستئناف صادرات النفط"، حسب التقرير.

وقالت مصادر دبلوماسية -التي تحدثت إلى موقع المونيتور شريطة عدم الكشف عن هويتها- إن مليشيات مدعومة من إيران غير مستعدة للتعاون وحل الأزمة.

كما كشف التقرير أن "الولايات المتحدة كانت تضغط على بغداد وأنقرة خلف الكواليس، لكن جهودها لم تسفر عن تأثير يذكر".

وأوضح المونيتور أنه "لم يكن مرجحا حدوث انفراجة في اجتماع أردوغان وبارزاني، لأن المنوط باتخاذ القرار لحل الأزمة هي بغداد وليس إقليم كردستان".

"ومع ذلك، فقد مهد هذا اللقاء الطريق لعهد جديد من التعاون بين أردوغان وبارزاني"، وفق الموقع.

وأضاف أن "زعيم حكومة إقليم كردستان يتمتع بعلاقات قوية مع وزير الخارجية التركي الجديد، هاكان فيدان، إذ ترسخت علاقتهما خلال سنوات طويلة من التعاون كرئيسين للمخابرات في بلديهما".

وأشار الموقع إلى أن "فيدان -الذي ينحدر من أصول كردية- حضر الاجتماع بين أردوغان وبارزاني، والتقى الأخير بشكل منفصل أيضا".

وأردف أن المسؤول الكردي العراقي المفضل لدى أردوغان هو ابن عم رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق.

مصالح مشتركة

وكرئيس لحكومة حكومة إقليم كردستان في عام 2013، ساعد "بارزاني" في تعزيز اتفاق ضخم لتصدير الطاقة إلى تركيا، ممهدا بهذا الاتفاق الطريق لصادرات النفط، من خلال خط الأنابيب المصمم لهذا الغرض، والذي أصبح معطلا حاليا.

"ويتمتع الاثنان -أردوغان بارزاني- بكيمياء قوية، حيث دُعي رئيس إقليم كردستان لحضور حفل تنصيب الرئيس التركي في 3 يونيو 2023، في أنقرة، تماشيا مع البروتوكول، لكن أيضا بسبب صداقته بأردوغان"، وفق المونيتور.

واستدرك: "لكن هناك قبول متزايد في الدائرة المقربة من أردوغان لفكرة أن رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان صاحب السلطة الأكبر في الإقليم".

إذ كشفت مصادر تحدثت لموقع المونيتور أن "فيدان لعب دورا رئيسا في التوسط في الاجتماع بين أردوغان وبارزاني".

وأضاف الموقع أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة، مسعود بارزاني، لا يزال القوة الأكثر نفوذا في إقليم كردستان العراق".

ويعد الحزب الديمقراطي الكردستاني حليفا رئيسا في الحملة العسكرية المستمرة لأنقرة ضد حزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يتمركز كبار قادته في الجبال الوعرة التي تفصل تركيا عن العراق.

وتنشر تركيا الآلاف من القوات في أنحاء المنطقة الكردية العراقية، وتستهدف كوادر حزب العمال الكردستاني بشكل ممنهج، في ضربات بطائراتها المسيرة في العراق وسوريا.

فبينما كان بارزاني يجتمع بأردوغان، أفادت وسائل الإعلام الموالية لحزب العمال الكردستاني أن طائرة تركية مسيرة استهدفت اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الذاتية التي تقودها التنظيمات الكردية المسلحة في شمال شرق سوريا.

وأفاد المونيتور أن الرئيسة المشاركة للمجلس الإداري في مدينة القامشلي السورية (يسرى درويش)، لقيت مصرعها بعد أن قُصفت سيارتها خارج المدينة المحاذية لتركيا.

وأوضح الموقع أن "الصداقة مع حكومة إقليم كردستان تسمح لأنقرة بإثبات أنها ليست معادية للأكراد بشكل عام، وأن عداوتها موجهة فقط لحزب العمال الكردستاني وحلفائه".

"وقد لعب أردوغان بهذه الورقة خلال حملته الانتخابية، بمساعدة كبيرة من الحزب الديمقراطي الكردستاني"، حسب المونيتور. وفي المقابل، "يستفيد كردستان العراق من تركيا أيضا.

 فبالإضافة إلى كونها المنفذ الوحيد لإقليم كردستان إلى الغرب، فإن تركيا أيضا قوة وازنة وحيوية ضد إيران، الجارة المتطفلة والمميتة أحيانا بالنسبة لأكراد العراق، وفق الموقع.

ومع ذلك، وعلى الرغم من جميع المصالح المشتركة التي تربط أنقرة وأربيل، لم تمر الزيارة مرور الكرام دون ملاحظة أن علم الإقليم لم يوضع خلال الاجتماع، كما اتضح من الصورة الرسمية له، حيث لم يوجد سوى علمين تركيين.

وأفاد الموقع بأنه منذ عام 2015، عندما فشلت محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، ثم تحالف أردوغان بعد ذلك مع القوميين، اختفى علم كردستان العراق.