في ذكرى وفاته.. مصريون يتحسرون على عهد مرسي وينددون بالانقلاب وتداعياته

12

طباعة

مشاركة

في إحياء الذكرى الرابعة لوفاته، تحسر ناشطون على عهد محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، والذي رحل بعد سجنه في ظروف قاسية وانتقامية.

ورحل مرسي في 17 يونيو/حزيران 2019، عن عمر ناهز 68 عاما، بعدما تعرض لنوبة إغماء عقب جلسة محاكمة تحدث فيها أمام المحكمة لمدة 20 دقيقة ثم أغشي عليه وتوفي إثر ذلك.

وكان النظام المصري بقيادة رئيسه الحالي وزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي يحاكم مرسي وقتها ومعه 23 آخرون، فيما يعرف بقضية التخابر مع قطر.

واتهمت جماعة "الإخوان المسلمين" التي كان ينتمي إليها الراحل، السلطات المصرية بـ "قتله ببطء" في بيان بعنوان "اغتيال الرئيس محمد مرسي".

وقالت الأمم المتحدة من خلال المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام التعسفي حينها آنييس كالامار، والفريق المعني بالاحتجاز التعسفي؛ إن نظام السجون في مصر قد يكون أدى مباشرة إلى وفاة مرسي، لافتة إلى أنه احتُجز في ظروف لا يمكن وصفها إلا بأنها وحشية.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #محمد_مرسي، تحدث ناشطون عما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في مصر بعد أربع سنوات من وفاة مرسي، بعد إحالته لمحاكمة كيدية تعسفية عقب انقلاب عسكري نفذه السيسي في 2013.

وذكروا بنزاهة الرئيس الراحل مرسي ونظافة يديه طوال فترة رئاسته القصيرة لمصر، كما تطرقوا إلى مواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية والشعوب المستضعفة، مؤكدين أنه لم ينتفع بسلطة ولم تتعاظم ثروته ولم يكن ديكتاتورا.

وحمل ناشطون الأنظمة العربية والقوى الإقليمية التي تآمرت على مرسي ودعمت الانقلاب العسكري عليه المسؤولية عن وفاته، مشيرين إلى أن فترة حكمه شهدت اضطرابا وتهييجا من خصومه قبل أن يجرى الانقلاب عليه وحتى بعد وفاته. 

تباك على عهده

وتفاعلا مع الأحداث، عرض سمير العليمي، مقطع فيديو لمرسي خلال حواره مع الإعلامي أحمد منصور، على قناة الجزيرة، يتحدث فيه عن سياسة الاقتراض والديون وأموال مصر المنهوبة والمهربة خارج البلاد في بنوك العالم.

وأوضحت عائشة السيد، أن مرسي الرئيس المدني المنتخب الذي حاربه عبد الفتاح السيسي وحاشيته العسكرية من الجيش المصري وغيرهم من الفاسدين لمجرد أنه إنسان شريف.

وأضافت في تغريدة أخرى: "مرسي لم يهدم بيتا ولم يشرد شملا ولم يسجن لكم ابنا ولم يبن من الاموال قصرا ولم يفرط في الارض شبرا".

وأشار أحد المغردين، إلى أن السيسي قبل وصوله للحكم كان المليون جنيه يعادل 144 ألف دولار، بينما حاليا يعادل 26 ألف دولار، وكان سعر جرام الذهب 230 جنيها الآن 2315 جنيها، وكان سعر كيلو الفراخ 15 جنيها الآن 75 جنيها، وكان سعر كيلو السمك 13 جنيها الآن 85 جنيها، وكان سعر كيلو اللحمة 40 جنيها الآن 350 جنيها، ساخرا بالقول: "برده 25 يناير السبب".

وقال آخر: "لو حضرتك اختلفت معه -في إشارة إلى مرسي- في أمور إدارية وآراء فكرية.. تُحترم.. ولكن يجب تعترف بالغلاء والوباء والخوف وقلة حيلتك الآن".

وتهكم مغرد آخر، قائلا: "الحمدلله الحالة الاقتصادية بقت عال العال، الدولار من 6 بقي بـ40 جنيها ولسه، الجاز من 70 قرشا بقي بـ8 جنيهات ولسه، الأنبوبة من 7 جنيهات بقت بـ95 جنيها ولسه، الرز من 3 جنيهات بقي بـ34 جنيها ولسه، اللحمه من 60 جنيها بقت بـ340 جنيها ولسه".

وأكدت هبة محمد، أن صورة مرسي ستبقى أيقونة على انقلاب وخيانة الخسيسى "السيسي" وعصابة العسكر، (منفذ) أكبر مجازر حدثت في تاريخ مصر الحديث رابعة والنهضة، وفق تعبيرها.

معاناة مرسي

وسلط ناشطون الضوء على معاناة مرسي وما تعرض له من ظلم وإساءة لسمعته وتشويه لصورته، مبشرين بأن الأيام القادمة ستشهد رد الاعتبار له وأفصحوا عن أمنياتهم لمآل الأحداث والأوضاع في مصر وكان أبرزها إطلاق سراح المعتقلين كافة.

وأشار السياسي والحقوقي أسامة رشدي، إلى أن الرئيس مرسي سقط في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات شهيدا في قاعة المحكمة في قفص زجاجي صنع له خصيصا لكي يعزلوه عن العالم ويمنعوه من الكلام وقول حقيقة ما جرى وما يحمله من أسرار بعد أن اختطفوه وفريقه الرئاسي.

وبين أنهم "وضعوهم في أماكن شديدة العزلة ومنعوا عنهم كل وسيلة للتواصل لمدة 6 أعوام حتى فاضت روحه الكريمة".

وبشر بأن الشعب المصري سيرد الاعتبار لهذا الرئيس الذي ظلم حيا وميتا، مؤكدا أن الجميع فهم الآن أن من استهدفوا مرسي كانوا يستهدفون الديمقراطية التي قضوا عليها والحكم الوطني للحيلولة دون نهوض مصر وتبوئها لمكانتها.

وتمنى الإعلامي حسام الغمري، في ذكرى وفاة مرسي، إطلاق سراح نجله أسامة، وأن تتوقف سياسة التنكيل بأهالي السياسيين، وأن يصبح هذا من ثوابت الدولة المصرية فمصر تستحق أن تتفرد بكل جميل وراق.

وحث مهند الحداد، على ألا ينسى أحد يوم 17 يونيو يوم اغتيال أول رئيس ديمقراطي منتخب في مصر الرئيس مرسي شهيد الديمقراطية وثورات الربيع العربي.

وكتب الناشط السياسي خالد الجهني: "ذكراك جمرة باردة لها مع الطغاة ميعاد ويوم الثأر ستحتدم".

رثاء ووعيد

وترحم ناشطون على مرسي، مؤكدين أن جريمة اغتياله لن تسقط بالتقادم، وتعهدوا بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.

وقالت الناشطة اليمنية توكل كرمان: "في ذكرى استشهاد مانديلا العرب، أول رئيس ديمقراطي منتخب في مصر القائد المعلم محمد مرسي، ألف رحمة ونور عليه، وألف تب لقاتليه وقاتلي الديمقراطية المصرية، ومن تآمر معهم وساندهم وصمت وبارك هذه الجريمة المروعة".

وأكدت رئيس المجلس الثوري المصري مها عزام، أن "جريمة قتل الرئيس الشهيد مرسي من قبل النظام العسكري جريمة ضد الشعب المصري بأكمله ولا تسقط بالتقادم".

وذكر عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، بقول الله تعالى في الآية 33 من سورة الإسراء (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا)، مشيرا إلى أن مرسي قضى نحبه، وأتم عهده، ثم لقي ربه صابر محتسبا.

كما ترحم أحمد عبدالعزيز عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل، على مرسي قائلا: "رحم الله رجلا أراد للمصريين أن يكونوا رجالا.. وأراد لمصر أن تكون دولة ذات سيادة، وأن يكون للعرب والمسلمين شأن بين الأمم.. ولا رحم أولئك الذي كادوا له وتآمروا عليه".

وقالت المغردة نعيمة: "في الدكتاتوريات العربية الجرائم تسقط وتدفن! وقد تصرف الأموال والأنظار كي لا تذكر! لكنها جريمة اغتيال كبيرة ولن تسقط لا بالتقادم ولا بالدفن والمُدَان معروف عند المصريين وعند المجتمع الدولي".

وحذرت سمية السروري بالقول: "ولا يظن أولئك المعنيون أن جرائمهم ستسقط بالتقادم إننا نورثها للأجيال ثأرا".

وأكد الصحفي سمير العركي، أن وفاة مرسي في محبسه ستظل خزيا في ضمير التاريخ المصري فقد ظلم ظلما عظيما ولم يكن يستحق ما حدث له.

نزاهة كبيرة

وشهد ناشطون بحسن سيرة مرسي ونزاهته ونظافة يديه، ملمحين إلى دور الأنظمة الداعمة للانقلاب العسكري عليه، وتورطها في دمائه.

وعلق الممثل وجدي العربي، على صورة مرسي قائلا: "رشوة لا . محسوبية لا . فساد و ظلم للناس لا .تضييع أوقات على الناس لا . تضييع فرص على الوطن لا".

وكتب مغرد آخر: "طبت حيا و ميتا .. نشهد الله أنك ما خنت ولا سرقت ولا فرطت.. غفر الله لك وأبدلك خيرا بصبرك على المِحن والخذلان وجمعك الله مع الأنبياء والصديقين والشهداء وجمعنا الله معك".

وكتب الكاتب الصحفي وائل قنديل: "أربع سنوات على اغتيال الرئيس محمد مرسي شهيدا وشاهدا على المتواطئين الخّرْس والأصدقاء المزيفين الذين استثمروا فترة اختطافه وسجنه ليظهروا في صورة أنبياء الديمقراطية والإنسانية، فلما مات راحوا يمدون الجسور مع القتلة ويأخذونهم بالأحضان".

وقال أستاذ الدراسات التشريعية وصفي عاشور أبو زيد، إن اليوم ذكرى استشهاد الرئيس محمد مرسي، الذي جاء في زمان غير زمانه ومكان غير مكانه، ولا تزال الشكوك تحوم حول حادثة وفاته؛ حيث تآمرت عليه القوى المحلية والإقليمية والعالمية، وخذله الأصدقاء والأعداء. 

وأضاف أن مرسي سلك طريقا لم يقصر فيه، ولكن إرادة الله غالبه، وسننه حاكمة، وطريق الحرية والتحرر طويلة، ما زالت تحتاج الكثير، والله غالب على أمره، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!.

وبين أحد المغردين، أنه في مثل هذا اليوم قتل أول رئيس مصري منتخب علي يد عميل إسرائيل في مرئي ومسمع من العالم العربي والغربي بعد أن اشترك الحكام الفاسدين في قتله.

وذكر سالم ربيح، بأن مرسي كان أول رئيس مدني في تاريخ مصر أول رئيس عربي يحمل شهادة الدكتوراة، وأول رئيس مسلم يحفظ كتاب ﷲ، وكان أمل مصر والوطن العربي لإحداث نهضة عربية.