الشيخ عبدالمجيد مراد زهي.. أشهر رجل دين معارض يعاني داخل السجون الإيرانية

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيراني الضوء على رسالة صادرة عن عائلة الشيخ عبدالمجيد مراد زهي، وهو رجل دين سني بلوشي معروف، ومعتقل منذ 6 أشهر.

وأوضح موقع "إيران واير" بناء على الرسالة التي نشرتها منظمة "حال وش" لحقوق الإنسان والمعنية بالشأن البلوشي أن "عائلة مراد زهي طلبت من علماء أهل السنة ومنظمات حقوق الإنسان العمل من أجل إطلاق سراح رجل الدين الذي اعتقل خلال الاحتجاجات التي انتشرت في محافظة بلوشستان".

وأضافت أن "الاعتقال تم بداية العام 2023 عقب خروج المواطنين في مظاهرات ضد النظام الحاكم بعد موت الفتاة مهسا أميني في مركز احتجاز بسبب سوء حجابها".

وكانت السلطات الإيرانية قد ألقت القبض على الشيخ مراد زهي، الذي يبلغ 63 عاما من العمر، وهو مستشار الشيخ عبدالحميد زهي، إمام أهل السنة والجماعة بمدينة زاهدان، وأحد القادة الروحيين للشعب البلوشي في إيران، وصوت المحتجين على سلوك قوات الأمن تجاه المتظاهرين، والمعروف بخطبه المعارضة للنظام.

اعتقال واتهامات

وأشارت السلطات إلى أن "سبب اعتقال مراد زهي هو القلق العام، وتعدد الاتصالات مع الأجانب ووسائل الإعلام، وتشويه الرأي العام".

والشيخ مرادزهي الذي يُعتبر اليد اليمنى للشيخ عبدالحميد هو مدير دار نشر "فاروق أعظم" في زاهدان، وكذلك معهد "المرتضى" للبحوث الثقافية.

ونقل الموقع عن نشطاء من بلوشستان أن اعتقال الشيخ مراد زهي من أحد شوارع زاهدان، في يناير/كانون الثاني 2023، "كان للضغط على الشيخ عبدالحميد زهي، للتوقف عن إلقاء الخطب ضد الحكومة".

وتزامن الاعتقال مع وصول "جهود الحكومة الإيرانية لقمع احتجاجات الشعب البلوشي ذروتها، وذلك بعد أن أصبح يوم الجمعة من كل أسبوع مناسبة لخروج المظاهرات في مدينة زاهدان ومحافظة بلوشستان بقيادة الشيخ زهي، الذي يوجه انتقادات لاذعة للحكومة والنظام الحاكم بسبب استخدام العنف في مواجهة المواطنين".

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في بلوشستان، وعاصمتها زاهدان، بعد اتهام قائد شرطة المدينة بالاعتداء الجنسي على فتاة بلوشية تبلغ من العمر 15 عاما في مدينة تشابهار، إلا أنها سرعان ما ارتبطت بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في كل مكان بإيران، واستمرت أيام الجمعة الاحتجاجية في زاهدان كل أسبوع.

وقالت مصادر لموقع "إيران واير" إن "السلطات اعتقلت الشيخ مرادزهي حتى تمنعه من إعلان ما توصل إليه من حقائق حول اعتداء رجال الأمن على نساء وفتيات من بلوشستان".

ورغم ما يقال عن أن الاتهامات الموجهة إلى مراد زهي تحتوي على إرباك الرأي العام، والاتصالات العديدة مع وسائل الإعلام الأجنبية، وتشويه الرأي العام، فإنها "اتهامات ليست محددة".

وكان مصدر مطلع من زاهدان قال لموقع "إيران واير" إن "أقارب مرادزهي وعائلته لا يقبلون هذه الاتهامات، وإن رجال الأمن أنفسهم يعرفون أن هذه الاتهامات النمطية لا يمكن أن تلصق بشخص مشهور ومؤثر مثله".

وأكد المصدر المطلع أن الناس في الشوارع والأسواق يعدون الشيخ مرادزهي رجلا "شريفا وكريما" و"مؤمنا وقائدا حقيقيا".

وقال: "مجتمع بلوشستان متدين ومحروم جدا. وللقادة الروحيين مكانة خاصة لدى الناس، وهذا لا علاقة له بالسنة أو السنتين الماضيتين، فهم يساعدون الناس، ويقفون معهم في الفقر والحرمان، في وقت تقتل فيه الحكومة الناس بأي طريقة ممكنة".

وأضاف المصدر أن "الشيخ مثله مثل الشيخ عبدالحميد، إذ يحظى بثقة الناس، ويتحدث الناس إليه بما في قلوبهم، والآن، سواء في احتجاجات زاهدان يوم الجمعة أو في الاحتجاجات التي نظمت لعدة أسابيع في مدينة إسماعيل أباد خاش، مسقط رأس الشيخ، يطالب الناس بالإفراج عنه".

استمرار المقاومة

وورد في الرسالة التي نشرتها عائلة مراد زهي، وطلبت فيها من النشطاء مساعدة رجل الدين المحبوب والمعروف، أنه محتجز في الحبس الانفرادي منذ 4 أشهر بحجة التحقيق والاعتقال المؤقت، وأنه محروم من حقوقه الأساسية، مثل المكالمات الهاتفية المنتظمة مع أسرته، والزيارات، والحصول على العلاج الذي يحتاجه.

وجاء في الرسالة: "مرّت أربعة أشهر على أسر العالم الصالح الذي أسمع نداء مظلومية الشعب البلوشستاني المضطهد للعالم، أولئك الذين قتلوا في الجمعة الدامية في مدينة زاهدان، بعد أن أطلقوا عليهم الرصاص وهم في المصلى".

وذكرت الأسرة في الرسالة أن "الشيخ مراد زهي يتعرض للتعذيب النفسي والجسدي، ويُحرم من جميع حقوق المواطن التي يتمتع بها السجين، رغم تقدمه في السّن وتعدد أمراضه".

ونقل الموقع عن محمد صابر مالك رئيسي، وهو سجين سياسي سابق، أن آخر مكالمة هاتفية للشيخ مراد زهي مع عائلته كانت قبل حوالي شهر، وأن حالته لم تكن على ما يرام خلال الزيارة الأخيرة، وأن أسرته وأنصاره قلقون جدا على حياته، لأنه يعاني من أمراض في المعدة والقلب، ومنع من الوصول إلى الطبيب والعلاج خلال هذه الفترة.

وفي بداية مايو/ أيار 2023، أفادت منظمة "حال وش" الحقوقية أن السلطات الإيرانية "استدعت شقيق الشيخ عبدالمجيد وابنه واستجوبتهما بسبب التغطية الإعلامية لحالته".

وكتبت المنظمة أن "عملاء المخابرات هددوا عبد الصمد مراد زهي، شقيق الشيخ عبدالمجيد، بالاعتقال بسبب التغطية الإعلامية لقضية شقيقه، وأنشطته في الفضاء الإلكتروني، وحذرته من التظاهر السلمي من أجل الإفراج عنه".

وبحسب مالك رئيسي، وهو أحد مديري منظمة "حال وش"، فإن الشيخ عبدالمجيد يخضع لاستجواب مكثف، وجاءت عناصر الأمن من زاهدان مرتين على الأقل للتفاوض معه لكي يضغط على المصلين في مسجد مكي من أجل وقف احتجاجات الجمعة في زاهدان.

وأضاف رئيسي أن عناصر الأمن تتهم الشيخ عبدالمجيد كل مرة تهما مبتذلة أو غير واقعية، مثل "مقابلة مع شبكات أجنبية"، أو "شكوى خاصة"، وليس من الواضح حتى ما هي الاتهامات الموجهة إليه.

وأكد أن قضية مراد زهي، لم تحل إلى المحكمة بعد 6 أشهر من الاستجواب والحبس الانفرادي، والضغط عليه لإجباره على الاعتراف، والتوقف عن الخطب الاحتجاجية.

وذكرت مصادر حقوقية بلوشية أن عائلة رجل الدين السني "قد توجهت إلى السلطات القضائية، وأن هذه السلطات لم تستجب لمطالبهم".

وقال مالك رئيسي لـ"إيران واير" عن لقاءاته مع رجل الدين السني المعروف، مرادزهي، في معتقل المخابرات وفي سجن مشهد: "من الواضح أنه لا يزال يقاوم، لأن وكيل النيابة أخبر أقاربه في آخر لقاء معه أنه لم يركن إلى العزلة، وأحاط نفسه بمجموعة من الموجودين في مكان الاعتقال".

وبحسبه، فإن أبناء الشيخ عبدالمجيد، طلبوا من وكيل النيابة أن ينظر في حالته الصحية الخطيرة، خاصة أنه مصاب بأمراض المعدة، ويحتاج إلى تناول طعام طازج، بما في ذلك الفواكه والخضراوات.

وردا على ذلك، تحجج وكيل النيابة بأن "عدم تعاون الشيخ معهم هو أحد أسباب عدم النظر في موضوع سلامته وصحته وتغذيته".

وحتى طلب الأسرة تمويل شراء أطعمة طازجة لمراد زهي في السجن، لم يجد استجابة من المسؤولين، رغم أنه يمكن ذلك من خلال إيداع نقود من العائلة في حساب السجن.

ووفقا للعائلة فإن "عدم حصول مراد زهي على الطعام الطازج والأدوية قد يكون له عواقب وخيمة على حياته، بسبب الأمراض التي يعاني منها والتعذيب الجسدي والنفسي المستمر والضغوط التي يتعرض لها".