جريمة إنسانية.. استنكار واسع لحرمان الحوثي أطفال اليمن من اللقاحات الوقائية

صنعاء - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون يمنيون حملة شارك فيها مسؤولون بارزون، للتنديد بجرائم الحوثي بحق الشعب اليمني، وعلى رأسها حرمان الأطفال من تلقي اللقاحات الوقائية اللازمة للتحصين ضد الأوبئة المنتشرة، ونهب المساعدات المخصصة لمواجهة تلك الأمراض.

الحملة جاءت في أعقاب تجديد وزير الإعلام والثقافة، معمر الإرياني، تحذيره من عودة تفشي أمراض الطفولة الستة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا "الحوثي" الإرهابية التابعة لإيران، في ظل تصاعد حملات التحريض والحرب الإعلامية الممنهجة التي تقودها المليشيا.

وأوضح الوزير أن الحكومة الشرعية دشنت الجولة الأولى من الحملة الوطنية الاحترازية للتحصين ضد شلل الأطفال في المناطق المحررة، وتستهدف مليونا و290 ألفا و46 طفل وطفلة ما دون الخامسة من العمر.

وأشار الإرياني، إلى أن الحملة تنفذ من منزل إلى منزل في 120 مديرية بمشاركة كادر صحي قوامه 10 آلاف و569 موزعين على أكثر من 5 آلاف و707 فرقات ثابتة ومتحركة يشرف عليها 1370 شخصا.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واليونسيف ومنظمة رعاية الطفولة بموقف حازم إزاء هذه الممارسات التي تنذر بكارثة صحية تهدد حياة ملايين الأطفال، وظهور وتفشي الإصابة بعدد من الأمراض والأوبئة التي أعُلن خلو اليمن منها.

وهي المطالبات التي تبناها ناشطون على تويتر، عبر مشاركتهم في وسم الحملة #منع_اللقاحات_جريمة_حوثية، مستنكرين منع مليشيا الحوثي اللقاحات عن أطفال المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

ونددوا بتنظيم المليشيا ندوات تحريضية ضد برامج التحصين وحملات لإعاقة تلقيح الأطفال ضد أمراض الطفولة، عبر منابر المساجد وتحت قبة البرلمان، بزعم أنها "مؤامرة خارجية" تستهدف الإضرار بالأطفال، وأن اللقاحات مصنوعة من مشتقات نفطية.

وأشار ناشطون إلى أن الأمراض المنقرضة في اليمن عادت إليه في ظل الاحتلال الحوثي، ومنها شلل الأطفال والحصبة، والكوليرا، متهمين الحوثي بصناعة الوباء استجابة لتوجيهات إيرانية، بينما تشاركه المنظمات والجهات الفاعلة في اليمن التربح من الأزمات التي يورط فيها البلاد.

واستنكروا الصمت المخزي لمنظمة الصحة العالمية التي لم تتخذ أي موقف تجاه ما تقوم به من جرائم بحق الشعب اليمني، متداولين صورا عدة تجسد معاناة أطفال اليمن نتيجة منع حملات التحصين وإتلاف اللقاحات من قبل الحوثي.

جريمة حوثية

وتفاعلا مع الحملة، قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية، محمد قيزان، إن "منع اللقاحات عن الأطفال اليمنيين من قبل مليشيا الحوثي جريمة لا تقل عن قتلها للأطفال بالرصاص والصواريخ".

وعّد الإعلامي عبدالكريم المدى، منع الحوثي للقاحات أطفال اليمن "جريمة بحق الإنسانية"، داعيا لإنقاذ الأطفال الذين تمنع عنهم مليشيات الحوثي اللقاحات والغذاء والدواء ورواتب آبائهم التي تعيلهم وتطببهم وتعطيهم القوت الأساسي. وأكد السكرتير الإعلامي لمحافظ سقطرى، عبدالكريم السقطري، أن "مليشيات الحوثي تعمَّدت تدمير القطاع الصحي بكل مرافقه، ونهبت المخصصات المالية، وهو ما تسبب بانتشار الأوبئة وعودة أمراض قد اختفت من العالم".

ندوات الميليشيا

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تنظيم الحوثي ندوات ضد اللقاحات واستضافة شخصيات حوثية لإشاعة الأكاذيب حولها، آخرها ندوة "اللقاحات ليست آمنة ولا فعالة"، رغم تحذير الأطباء والمسؤولين في القطاع الصحي من أن الامتناع عن أخذها "كارثة صحية". 

وعرض وكيل وزارة الإعلام، عبدالباسط القاعدي، مقطع فيديو لعنصر حوثي يتحدث عن رفضه للقاحات باعتبارها "خطة زمبليطية" لاستهداف البشرية، مشيرا إلى أن "هذا الحديث بحضور من يفترض به وزيرا للصحة في جمهورية الموز الحوثية".

وأضاف: "جماعة الموت النابتة من الكهوف لن تجيد سوى صناعة الموت، أما الحياة فهي في خصومة معها".

ونشر الكاتب والباحث السياسي عبدالله إسماعيل، المقطع ذاته، قائلا: "هذا الفيديو ليس رأيا فرديا لشخصية جاهلة ومتخلفة فقط، بل توجه جماعة تحضر بكل قياداتها المنتحلة لمواقع حكومية".

واستنكر الدعم الأممي الذي لم يتوقف للميليشيا، مقدما المقطع لكل الجهات الفاعلة في اليمن كاليونسيف، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر، والأمم المتحدة.

واستنكر الصحفي أحمد الصباحي، عقد الحوثي محاضرات وندوات وفعاليات ممولة بعضها بحضور رئيس حكومتهم ووزير الصحة وكلها للتحريض ضد تطعيمات الأطفال وأدوية الأوبئة المنتشرة في البلاد بسبب فساد وعبث هذه المليشيا التي هي أم المرض وأبو الأوبئة. وندد نائب رئيس قطاع التلفزيون خالد عليان، بـ"شيطنة الحوثي للقاحات، عبر قيادة حملات مضادة للقاحات ومناهضة لحملات التحصين ضد الأمراض القاتلة والتي عادت للتفشي والانتشار في مناطق سيطرتهم".

وأوضح أن "القبح وصل بالحوثي لإقامة ندوة تحت قبة البرلمان المختطف للتحريض ضد التحصين إصرار على ارتكاب جرائم إبادة بحق أطفال اليمن".

ورأت عضو "مشاورات الرياض"، عفاف ثابت، أن "إقامة المليشيات لندوة في البرلمان التابع لهم للتحريض ضد التحصين، إصرار من الجماعة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق أطفال اليمن، خصوصا مع ظهور النتائج الكارثية لحملات شيطنة اللقاحات المنافية للعلم والمنطق ورصد عشرات الحالات الجديدة بالأمراض القاتلة".

جرائم "الحوثي"

وسلط ناشطون الضوء على جرائم أخرى ترتكبها مليشيا الحوثي، إلى جانب منعها اللقاحات، ومنها استباحة المساجد، وتضليل الشعب وتزييف وعيه وغسل أدمغته في مناطق سيطرتها، وتسليح الأطفال والزج بهم في المعارك، وغيرها من الجرائم الأخرى. 

وعرض الكاتب إبراهيم عبدالقادر، مقطع فيديو لأفراد حوثيين يتراقصون داخل المسجد، قائلا: "هكذا أصبحت المساجد التي سلمت من التفجير والتفخيخ الحوثي؛ ساحة وديوان للبرع والرقص والنوم وأكل القات!".

وأضاف: "هذه هي الحوثية الشنيعة، جماعة منحلة بلا مبادئ ولا قيم ولا أخلاق، الدين عندها مجرد شعارات ووسيلة تسويق وحسب، وإلا فحقيقتها مجردة من كل شيء محترم وذو قيمة".

ورأت سارا العريقي، أن "مليشيا الحوثي تفوقت بإجرامها على كل المليشيات في العالم". وأشار ثابت الأحمدي، إلى أن "جرائم الحوثي لا تعد ولا تحصى، ويبتكر كل أنواع الجرائم، ولا ينافسه أحد بصنع الجريمة، والضحية المواطن اليمني"، قائلا: "يكفي ما يحدث في وطني، يكفي، لم يعد المواطن يحتمل أكثر، إلى أين تريدون إيصاله". وأوضح السياسي والحقوقي عبدالكريم عمران، أن "من وسائل الحوثيين لتكريس هيمنتهم، إعاقة المجتمع اليمني ذهنيا وحركيا، بإجباره على اعتناق عقيدة وثقافة الخرافة والكهنوت، وتركه فريسة للأمراض والأوبئة بمنع لقاحات التحصين من الأمراض القاتلة". وكتب مقدم برنامج "صناع الرأي"، محمد مصطفى: "عندما نقول بأن السكان الخاضعون لسلطة الحوثي رهائن نحن لا نبالغ، تخيلوا أثناء وباء كورونا رفض الحوثي استلام جرعات اللقاح المجانية المقدمة من منظمة الصحة العالمية، واضطر المواطن والطبيب للسفر إلى تعز أو مأرب لكي يحصل على اللقاح". ولفت مستشار وزير الإعلام، فهد طالب الشرفي، إلى "تصاعد جرائم الحوثية بحق المجتمع اليمني، منها تدمير القطاع الصحي والتعليمي وتحويل كل مؤسسات الدولة إلى ثكنات طائفية كهنوتية إرهابية". وأكد الباحث في الشؤون السياسية، حشر البدراني، أن "منع اللقاحات عن الأطفال والتسبب بتفشي الأمراض يعد أقل جرائم المليشيا الحوثية بحق أطفال اليمن واليمنيين، فقد عمدت المليشيات بقتل الأطفال عمدا وذلك بتفخيخ عقولهم والزج بهم بمعارك الموت على الطريقة الإيرانية". وأوضح الأكاديمي والإعلامي، ياسر الشرعبي، أن "جرائم الحوثي مستمرة، إذ دمروا المستشفيات والمراكز الصحية ونهبوا المساعدات الدوائية، وهجروا الأطباء وحرموهم من حقوقهم، ونشروا العلاجات المنتهية والقاتلة، وحرموا الناس من اللقاحات"، متسائلا: "عصابة فماذا ننتظر منها؟ من ينقذ الشعب؟". وقال الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي، حسن محمد القطوي، إن "جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية بحق أبناء الشعب اليمني لا تنتهي عند حد فمن قتل الآلاف في الجبهات إلى القتل بالألغام الأرضية والفكرية وصناعة الإرهاب، إلى قتل الطفولة بمنع اللقاحات عن الأطفال وتركهم عرضة للموت".

المجتمع الدولي

وناشد ناشطون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيقاف "العبث" الحوثي وردعه وثنيه عن تدمير صحة الأجيال القادمة.

ودعت الإعلامية والحقوقية، وضحى مرشد، المجتمع الدولي لـ"التحرك من أجل منع ثقافة الحوثي السلبية والمناقضة للعلم والصحة والحقيقة على حد سواء، وإدانة ما يحدث، والقيام بواجبها عبر خطوات تضمن عدم انتشار هذه السلوك الكارثي".

وطالب الصحفي محمد المخلافي، كلا من اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والأمم المتحدة، بإعلان موقفها من التحريض الحوثي على اللقاحات وإعادة الاوبئة إلى اليمن". وقال زين العابدين الضبيبي: "لا يمكن أن ندين الممارسات الإجرامية لعصابة الحوثي التي لم تضع في حسبانها يوما أمن وسلامة الإنسان اليمني، بمعزل عن إدانة الصمت المخزي لمنظمة الصحة التي لم تتخذ أي موقف تجاه ما تقوم به من جرائم بحق شعبنا والتي كان آخرها منع وإتلاف اللقاحات".

يد إيران

واتهم ناشطون إيران بالوقوف وراء منع مليشيا الحوثي، للأسر في المحافظات الخاضعة لسيطرتها من تطعيم أطفالهم باللقاحات المضادة للأمراض والأوبئة، ملمحين إلى استفادة المنظمات المانحة الحوثي مساعدات من تلك الأزمة.

وأكد مستشار وزير الإعلام، أحمد المسيلي، أن "مليشيا الحوثي الإيرانية تقتل أطفال اليمن بالرصاص والصواريخ وبمنع اللقاحات عنهم، وتتخذ من الشعارات الكاذبة شماعة للنهب، لتسطو على المساعدات وتبيعها في السوق السوداء، وتتعمد توفير البيئة المناسبة لانتشار الأوبئة لتتاجر بها أمام العالم، وتبتز المنظمات".

من جانبه، قال فارس الصليحي، إن "حرب إيران وأدواتها القذرة على الشعب اليمني لا تقتصر عسكريا فحسب، بل تجاوزت الفكر والمنهج والحضارة والتاريخ والصحة والتعليم والدواء والغذاء وارتفاع معدل الفقر والجوع والبطالة وانتشار الجريمة المنظمة". وأشار الصحفي هائل البكالي، إلى أن "مليشيا الحوثي طالبت بدخول لقاحات ذات مصدر إسلامي في الوقت الذي صرَّح فيه مسؤول إيراني كبير بأن بلاده أصبحت رابع دولة في إنتاج اللقاحات، ما يعني أن المليشيا تضغط على المنظمات لاستيراد هذه اللقاحات من إيران وعبرها". وتساءل المحلل السياسي ياسر اليافعي: "أي مستقبل ينتظر أطفال اليمن ومليشيا الحوثي تحاربهم منذ ولادتهم من خلال منع اللقاحات، وعندما يكبرون يغسلون عقولهم بأفكار رجعية طائفية إرهابية؟"، مؤكدا أن "تجهيل وإفقار الشعب بهدف السيطرة عليه وتركيعه، سياسة إيرانية تحاول المليشيا تطبيقها في شمال اليمن". وقال شمريهرعش الحميري، إن "ملالي إيران يقتلون أطفال إيران بالسم ومرتزقتهم الحوثيين الإرهابيين يقتلون أطفال اليمن برميهم بالمعارك، ولما توقف أغلب اليمنيين عن إرسال أطفالهم للقتال مع المحتل الحوثي الإيراني الإرهابي فقد توجه المحتل الحوثي الإيراني لتدمير أطفال اليمن بمنع اللقاحات عنهم".