تأهل مستحق بمونديال قطر.. كيف كسر فوز المغرب على إسبانيا كبرياء الغرب؟

الدوحة - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

بالسجود ورفع العلم الفلسطيني، احتفل المنتخب المغربي بالتأهل التاريخي لدور الثمانية (ربع النهائي) بعد فوزه على نظيره الإسباني.

وحجز أسود الأطلس مقعدهم في الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم 2022، لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية خلال المونديال المقام لأول مرة في دولة قطر.

وفاز المغرب 3- صفر بركلات الترجيح عقب التعادل السلبي بين الفريقين بعد شوطين إضافيين.

وأصبح المنتخب المغربي أول فريق إفريقي يصل هذه المرحلة في كأس العالم منذ غانا في نهائيات 2010؛ ومن المقرر أن يواجه المنتخب البرتغالي في دور الثمانية.

وبرزت حالة من السعادة على منصة تويتر، واحتفى سياسيون وكتاب وصحفيون وإعلاميون وناشطون بفوز المنتخب المغربي، معربين عن سعادتهم بالطريقة التي احتفل بها أسود الأطلس والمشجعون في المدرجات بتأدية سجدة شكر ورفع علم فلسطين.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #المغرب_إسبانيا أن ما حققه المنتخب يكسر الحاجز الهش الذي صنعه الغرب ويفضح الشائعات الأوروبية والغربية بأنهم الأفضل دوما وأن الفرق الآسيوية والعربية أقل شأنا من منتخباتهم.

وأشار مغردون إلى أن انتصار المغرب يلجم العالم الغربي المتغطرس ويعلن إفلاسه ويسقط نظرته الدونية للشعوب العربية وتقليله من قدراتهم، ويلقنهم درسًا قاسيا.

ورأى ناشطون في توشح لاعبي المنتخب المغربي بالعلم الفلسطيني ورفعهم له رسالة مباشرة للمطبعين والمتماهين مع الاحتلال الإسرائيلي فحواها أن "التطبيع خيانة" وأن الشعوب تتبرأ منه وتؤمن بأن فلسطين وتحريرها هي قضية كل العرب. 

تهاني وتبريكات

وتداولوا صورا للاعبي المنتخب المغربي وهم يؤدون سجدة شكر بعد فوزهم التاريخي ومقاطع فيديو لمدربهم وليد الركراكي، وبعض اللاعبين يحتفون بالفوز بتقبيل أمهاتهم في المدرجات واحتضانهم وإهدائهم الفوز، معربين عن سعادتهم بهذه المشهد.

وتفاعلا مع فوز المنتخب المغربي، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، عن فخره بهذا الإنجاز لأول منتخب عربي يتأهل لربع النهائي في تاريخ كأس العالم، مؤكدا أن أسود الأطلس أسعدوا الجماهير العربية في أول كأس عالم على أرض عربية في قطر.

ونشر استاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، صورة لاحتفال لاعبي منتخب المغرب، بعد الفوز، قائلا: "زأرت أسود المغرب، ففرّت ثيران إسبانيا".

كما عرض الإعلامي القطري جابر الحرمي، صور أخرى للمنتخب المغربي، ووصفهم بأنهم "أبطال".

وبث الصحفي المغربي عبد الصمد ناصر، مقطع فيديو يظهر سعادة لاعبي منتخب بلاده بالتأهل إلى دور ربع نهائي، ويرددون جماعياً أغنية "العيون عيني .. والساقية الحمراء ليا".

وقال المغربي علي تيراز، إن فوز الأسود يضع على عاتق الحكومة وباقي المؤسسات ثقلا كبيرا، منها التوزيع العادل للمرافق الرياضية بين مختلف مناطق المغرب، والوعي كل الوعي بأن الشعب المغربي لم يعد يقبل الهزيمة في الرياضة وغيرها، مؤكدا أن "المغاربة ملُّوا من الإخفاق".

رسالة للمطبعين

وأشاد ناشطون برفع لاعبي المنتخب المغربي العلم الفلسطيني، موجهين الشكر لهم على تعبيرهم عن موقف الشعوب العربية المناهض للتطبيع.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، في رفع لاعبي المغرب علم فلسطين بين أيديهم، بعد الفوز ردا واضحا وصريحا على برنامج التطبيع.

وكتب الباحث في القضايا الفكرية والتاريخية زيد بن علي الفضيل: "وانتصر المغرب على إسبانيا. الأجمل والنصر الحقيقي في مونديال قطر 2022 هو انتصار الحق على الظلم، فلسطين على إسرائيل.. حقا كان انتصارا للشعوب العربية على الساسة المطبعين وليتهم يعقلون وكان خزيا وعارا على إسرائيل ومراسليها".

وأشار المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، إلى أن الوجه الحقيقي للمغرب والذي تعرض به نفسها أمام العالم، ظهر في حدث عالمي كبير عندما احتفل المنتخب المغربي الفائز بانتصاره في المباراة مع إسبانيا برفعه العلم الفلسطيني في الملعب وأمام كل العالم، لافتا إلى أنه لهذا السبب كتب الإعلام الإسرائيلي عن هذه التفاصيل بغيظ.

ونقل الناشط أدهم أبو سلمية، هتافات المشجعين المغاربة والعرب بعد فوز المنتخب العربي المغربي بهتاف "تسقط تسقط إسرائيل"، "بالروح بالدم نفديك فلسطين".

كما قال الإعلامي والكاتب السياسي فواز العجمي: "هذه فرحة الشعب الفلسطيني بفوز المغرب فكيف ستكون فرحة المغرب والشعب العربي بتحرير فلسطين قلب وروح وقضية العرب؟"

وقال الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي، إن أسود الأطلس استحقوا الفوز مرتين، مرة بجدارتهم ومهاراتهم واجتهادهم، ومرة أخرى بطريق احتفالهم بالفوز برفع علم فلسطين الحبيبية، ألف مبارك لمنتخب المغرب فوزه إلى ربع نهائيات كأس العالم 2022 كأول منتخب عربي يصل إلى هذا المستوى.

توحد عروبي

وتحدث ناشطون عن أسباب ودلالات الحفاوة العربية الواسعة بفوز المنتخب المغربي وتأهله إلى دور الثمانية، مؤكدين أن اتحاد العرب في كأس العالم أرعب الغرب.

وأوضح الصحفي أيمن الصياد أن "العروبة" التي تدين بها الشعوب هي السبب الذي جعل العرب (جميعا) يحتفلون بفوز المغرب؟ ودفع الفريق المغربي لأن يحمل علم فلسطين في الملعب للمرة الأولى، وذلك مهما كان شأن الحكومات؛ صمتا، أو تحالفات أو تطبيع.

وأكد أستاذ العلوم السياسية الكويتي عبدالله الشايجي، أن كأس العالم قطر 2022، أثبت أن رياضة كرة القدم توحد العرب.

وقال: "كلنا كنا السعودية وتونس وقطر والمغرب وشجعنا من المحيط إلى الخليج وشهدنا وعشنا خاصة اليوم لحظات نشوة الفرح بقهر المغرب إسبانيا وفرح العرب من الخليج إلى المحيط وثبت أن السياسة تفرقنا وتضعفنا".

وأشارت الصحفية صبا مدور، إلى أن من يعيش في الغرب يقدر تماما أهمية ما صنعه فريق المغرب اليوم في تعزيز هيبة الصورة العربية، لافتة إلى أن كل منجز في الفنون والرياضة والأدب هو بناء للقدرات العربية.

تأديب للغرب

ورأى ناشطون أن فوز منتخب المغرب على إسبانيا في هذا المونديال أذل كبرياء الغرب، وأعلن الخلاص من وهم ما صدروه للعرب بأنهم أقل منهم رياضيا.

وبارك المحامي الكويتي ناصر الدويلة، لمنتخب المغرب فوزه على اسبانيا، مؤكدة أن أي فوز على الغرب بتنافس رجولي لا مياعة فيه ولا ابتذال ولا فسوق يجوز الفرح فيه لأنه كسر لاستعلاء الغرب وتكريس لنهضة العرب.

واستدل على ذلك بفرح المؤمنين بنصر الروم على الفرس كما جاء في سورة الروم بقوله تعالى (ويومئذ يفرح المؤمنون) لأنهم أهل كتاب.

وقال الأكاديمي في العقيدة والفلسفة والفكر والسلوك مسلم الوهيبي، إن المغرب أعطت الثقة للمدرب الوطني، وأظهرت قضية المسلمين الأولى (فلسطين) وسجدت شكرا للخالق فوفقها للفوز التاريخي الفريد، الذي يعطي الشباب الإسلامي دفعة أمل ومصدر إلهام قوة في الترقية الحضاري مقابل غطرسة الغرب الذي يفرض نفسه في كل شيء.

وأعرب عبدالله محمد، عن سعادته وفخره بفوز المغرب ونجاح قطر وتفوقها، وأي فوز على الغرب، وأي منافسة له وأي تفوق عليه، لأن ذلك يكسر غروره ويحطم تكبره واستعلاءه.

وأكد عبده تامر، أن المغرب لو دفعت آلاف المليارات لتسويق نفسها عالميا لن تحصد ولن يأتي المردود مثل ما فعله المنتخب في نسخة دوحة العرب فقد غير وجهة نظر الغرب والشرق عن العرب والمسلمين وانتهت عقدة الخواجة وأصبح كل شيء ممكن وأصبح الحلم حقيقة.