حتى مع أقوى مرشح.. صحيفة تركية: لهذا لن تفوز المعارضة بالانتخابات

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة تركية أنه بينما تتواصل التكهنات بشأن اسم مرشح التحالف السداسي بين المعارضة لخوض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، هناك مسألة أخرى أكثر أهمية تغيب عن وعي الكثيرين.

وأوضحت صحيفة ستار، أن الرئيس أردوغان سيدخل السباق الانتخابي ببرنامج سياسي واضح، بينما التحالف السداسي المعارض لم يرسم بعد برنامجا سياسيا يقنع به الناخب برؤيته لمستقبل البلاد، ناهيك عن الخلافات الدائرة عن اسم المرشح.

و"الطاولة السداسية" إطار يضم 6 من أحزاب المعارضة، هي الشعب الجمهوري، والجيد، والديمقراطية والتقدم، والمستقبل، والسعادة، والديمقراطي.

ورغم تأكيد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو رغبته أكثر من مرة في الترشح، لم يصدر بعد عن هذه الطاولة اسم لمرشح مشترك لخوض رئاسيات صيف 2023، لمواجهة أردوغان المرشح عن "تحالف الشعب" الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية. 

تفييم ضروري

وفي مطلع المقال، تساءلت الصحيفة التركية: إلى أي مدى يمكن إجراء تقييم فقط على أساس المرشحين لانتخابات الرئاسة دون ذكر أو مقارنة أو مناقشة البرامج السياسية لهم؟

وأضافت: تقترب الانتخابات العامة الرئاسية والبرلمانية لعام 2023، ومن المهم معرفة ما سيختاره الناخبون، وهناك تساؤلات عن القضية الرئيسة والسياسة التي سيتبعها المرشحون.

 لكن الطاولة السداسية تركز على النقاش بشكل أكبر على من سيكون المرشح لا على البرنامج السياسي الذي سيتبعه المرشح.

أما مرشح التحالف الجمهوري مؤكد، وهو الرئيس أردوغان، والبرنامج السياسي له واضح أيضا ولا يبدو أن هناك خلافا كبيرا داخل التحالف في هذا الصدد.

ويبدو من المستحيل على التحالف السداسي أن يتحد على برنامج سياسي متماسك بشأن القضايا الأساسية لتركيا، بسبب الخلافات الأيدولوجية الكبيرة بين أحزابه.

ولهذا السبب يتجنب هذا التحالف بعناية الجدل الدائر بشأن البرنامج السياسي، ويناقش فقط "من سيترشح للرئاسة؟".

ولهذا السبب يريد التحالف قصر السياسة والانتخابات على النقاش بشأن من سيكون المرشح. 

وإذا تمكن التحالف الجمهوري من بدء نقاش سياسي وانتخابي لا فقط بشأن الملف الشخصي للمرشح وموهبته وخبرته، بل أيضا عن برنامجه السياسي الثابت والقوي.

فيمكنه أن يكشف بوضوح أن التحالف السداسي لن يكون قادرا على طرح برنامج سياسي متسق وموثوق به، وأن هذا التحالف لن يكون ناجحا حتى مع أقوى مرشح في العالم.

ولفت إلى أنه في الآونة الأخيرة، أثار تعليق لأحد السياسيين المعارضين موجة من الإثارة على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا. 

إذ قال السياسي: "إذا تبين أن المرشحين هما أردوغان ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، يمكن أن أصوت لأردوغان. لأنه حينذاك، القضية الرئيسة لن تتغير، والعلاقة بين الدولة والسياسة لن تتغير".

وتابع: "وإذا كان على واحد منهما أن يجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "فهل أثق في منصور يافاش أم أردوغان؟".

وأجاب: "من الواضح جدا أنني أثق في أردوغان. لكن لو كان كليتشدار أوغلو لكنت وثقت به". 

تغيير جذري

واستدركت الصحيفة بالقول: لقد غير أردوغان وحزب العدالة والتنمية والتحالف الجمهوري بشكل جذري العلاقة بين الدولة والسياسة في تركيا، وتم تدمير نظام الوصاية الذي أنشأته الانقلابات المتتالية. 

وكان انعكاس ذلك في السياسة الخارجية هو أن تركيا تحررت من وصاية التحالف الغربي وتحولت إلى سياسة خارجية أكثر ترابطا.

أما انعكاس ذلك على السياسة الداخلية فهو نهاية وصاية البيروقراطية العسكرية والأجنبية والقضائية على السلطة السياسية المنتخبة وتوسيع مجال السياسة من خلال تحرير المجال السياسي من قبضة البيروقراطية. 

ومن الواضح أن التحالف السداسي، وخاصة حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد، هو حركة رد فعل على هذا التغيير والتحول الكبير. 

فحزبا الشعب الجمهوري والجيد، هما الفاعلان السياسيان في مشروع تضييق المجال السياسي في الداخل والتحالف الغربي في الخارج، ليكونا صناع القرار الرئيسيين في القضايا الأساسية في تركيا.

وفي هذا الصدد، ينبغي التأكيد على أن التحالف الجمهوري والتحالف السداسي يفكران بشكل مختلف اختلافا جوهريا من حيث القضايا الأساسية لتركيا.

ففي حين يعتزم التحالف الجمهوري مناقشة كل قضية من قضايا تركيا من خلال جعل نزاعها موضوعا للسياسة وطرحه على المجتمع والبحث عن حل.

يمثل التحالف السداسي مشروعا سياسيا، على الرغم من التناقضات الداخلية في حد ذاته، ويضيق نطاق السياسة ويزيد من دور البيروقراطية والتحالف الغربي.

ولا يقتصر الأمر على الخصائص الشخصية والقدرات والصفات القيادية وخبرة الرئيس؛ بل ينبغي أيضا مناقشة البرنامج السياسي الذي لديه.

فلا يوجد زعيم بمنأى عن برنامجه السياسي، وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يشير إلى خطر كبير وفقدان السلطة للسياسة والأحزاب السياسية والتحالفات السياسية. 

لأنه إذا لم ينظر المرء إلى البرنامج السياسي والمشاريع والأهداف السياسية التي يعد بها القائد السياسي عند تقييمه والإشراف عليه، فهذا يعني أن كل مبادرة ستترك للزعيم والجهات الفاعلة التي ستؤثر عليه. 

وهذا من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بالتمثيل والسياسة والنظام الديمقراطي. فيجب أن تكون بوصلة ومحك السياسة والناخبين هنا هي البرامج السياسية الموعودة.

برنامج سياسي

وأوضحت الصحيفة التركية أنه في الفترة التي تسبق انتخابات عام 2023، تشهد الأحواض المحيطة بتركيا اضطرابا كبيرا. 

فتركيا من بين البلدان التي ستتأثر بشكل مباشر بهذه التطورات في النظام الدولي. وفي هذا الصدد، فإن الصفات القيادية والذكاء والخبرة التي يتمتع بها الرئيس المراد انتخابه مهمة جدا. 

بطبيعة الحال، من المهم للغاية من سيمثل تركيا أمام بوتين أو قادة العالم. لكن الأهم من هذا هو البرنامج السياسي الذي سينفذه.

لأن الشخص الذي يقول إنه يفضل أردوغان على منصور ياوش لمواجهة بوتين، يقول إنه سيفضل كمال كليتشدار أوغلو على أردوغان. 

وبعيدا عن القدرات الشخصية ليافاش وكليتشدار أوغلو، لا يوجد فرق من حيث الاستسلام للغرب في الخارج، وتضييق مجال السياسة في الداخل، وتنفيذ برنامج سياسي يترك القضايا الأساسية لقرارات البيروقراطية. 

وفي هذا الصدد، من الضروري إجراء تقييم من خلال مراعاة البرامج السياسية الموعودة.

ومن أجل فتح وتعميق آفاق السياسة في تركيا، سيكون من المناسب النظر إلى النقاشات السياسية والانتخابية على أنها نقاش لبرامج ومشاريع سياسية تتجاوز سطحية من سيكون قائد الفريق، وأي قائد يمكنه تنفيذ هذه البرامج والمشاريع. 

خلاف ذلك، قد تتحول القضية إلى تفسيرات خيالية تتطور وفقا للذوق الشخصي والعلاقات والفصائل. 

والنقاش بشأن يافاش أو كليتشدار أوغلو يلخص معضلة المعارضة بشكل جيد للغاية.

وعلى الرغم من مرور خمس سنوات، لم تتمكن المعارضة من طرح برنامج سياسي وأطروحة أمام نفسها وأمام تركيا. 

وعلى أي حال، فإن إجراء مفاوضات ومناقشات في الانتخابات ليس فقط عن المرشح ولكن أيضا بشأن البرنامج السياسي سيكون في مصلحة تركيا بأكملها.