أوكرانيا تحشد مليون جندي وتطلب أسلحة غربية محددة.. ماذا تخطط؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "الإندبندينتي" الإسبانية، أن ثمة معركة تواصل أوكرانيا التحضير لها، قد تغير موازين الحرب الروسية المتواصلة بالبلاد منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمر قواته في الأيام الأخيرة بتشكيل جيش قوامه مليون فرد، لتولي مهمة استعادة المناطق الجنوبية من القوات الروسية.

هدف إستراتيجي

ونقلت الصحيفة أن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، صرح لصحيفة التايمز البريطانية أنه "سياسيا، تعد هذه الخطوة ضرورية جدا للبلد. والرئيس أمر بوضع الخطط لتحقيق ذلك". 

وأضافت أن هدف كييف يتمثل في تعزيز القوات المسلحة بقوات جديدة وامتلاك قوة قتالية قوامها مليون شخص، مزودة بأسلحة حديثة يوفرها الغرب تكون مسؤولة عن تحرير الأراضي الجنوبية التي تحتلها روسيا.

أما الهدف النهائي، فيتمثل في استعادة السيطرة على المناطق الساحلية على البحر الأسود، والتي أدت خسارتها إلى خنق اقتصاد البلاد في الأشهر الأخيرة، خاصة في ظل المعركة على صادرات الحبوب التي تركت أكثر من 20 مليون طن مجمدة في الموانئ الأوكرانية. 

كما نقلت عن المؤرخ الأميركي ألكسندر موتيل، أن "الوصول إلى مليون جندي هو هدف طموح". 

ويوضح قائلا: "يملك الأوكرانيون حوالي 700 ألف فرد في قواتهم المسلحة و300 ألف آخرين من حرس الحدود. ومن بين المجموعة الأولى، هناك العديد ممن جرى تجنيدهم مؤخرا ولا يزالون في مرحلة التدريب". 

ولفتت الصحيفة إلى أن خطط كييف تتزامن مع التوقف التشغيلي للجنود الروس بعد التقدم في دونيتسك.

وأوردت أن معهد دراسة الحرب، الذي يحلل مجرى الحرب يوميا، كشف أن "القوات الروسية في خضم توقف تشغيلي على مستوى جميع العمليات في كل أنحاء أوكرانيا". 

وفي بعض المناطق، تتناوب القوات وفي مناطق أخرى تصل وحدات جديدة استعدادا لاستئناف التقدم، خاصة في مقاطعة دونيتسك، حيث أعادت قوات روسيا تجميع صفوفها بعد الهجوم الفاشل على كييف الربيع الماضي. 

لكن القصف متواصل على الرغم من الحديث عن توقف تشغيلي للقوات الروسية. 

توقف تشغيلي

وندد زيلينسكي بهذا الأمر بالقول: "في الأسبوع الماضي، تحدث كثيرون عما يسمى بالتوقف العملياتي للمحتل في دونباس وأجزاء أخرى من أوكرانيا. لكن، نفذ الطيران الروسي 34 غارة جوية في اليوم الأخير، وكانت بمثابة رد على كل أولئك الذين تحدثوا عن هذا التوقف". 

نتيجة لهذه الغارات، قتل ما لا يقل عن 24 شخصا في غارة جوية على ثلاثة مبان سكنية في تشاسيف يار، وهي مدينة أوكرانية يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة على بعد 20 كيلومترا جنوب شرق كراماتورسك، أحد أهداف الهجوم الروسي بعد الاستيلاء الكامل على لوغانسك. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الساحات الجنوبية التي احتلتها القوات الروسية المرسلة من شبه جزيرة القرم المجاورة لها أهمية بشكل خاص بالنسبة لكييف، التي تسعى للرد على التقدم الروسي الأخير في الغرب وجهود رفع الروح المعنوية للروس. 

في هذا السياق، يشرح الباحث المشارك في جمعية هنري جاكسون الأميركية تاراس كوزيو، أن "السر يكمن في مقاطعة خيرسون، التي تقع شمال شبه جزيرة القرم مباشرة وتتحكم في إمدادات المياه العذبة لشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو، والتي تم إغلاقها بين عامي 2014 و2022.

وهي أيضا المنطقة الوحيدة التي تمكنت فيها روسيا من الاستيلاء على مركز إقليمي. 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإستراتيجية تبدو مرجحة بشكل متزايد. ويضيف كوزيو قائلا: "تواصل القوات الأوكرانية التقدم في خيرسون وتجد نفسها على بعد 20 كيلومترا من المدينة. بمجرد سقوط هذه المدينة، ستتحرك القوات الأوكرانية جنوب منطقة زابوريا". 

ويتوقع المحلل أن "الهجوم الأوكراني سيبدأ هذا الصيف، لأنه من الضروري تحرير الأراضي قبل الشتاء وقبل ضم روسيا رسميا هذه المناطق".

وتحسبا لبدء العمليات، تلقى سكان المحافظتين الجنوبيتين إنذارات في الأيام الأخيرة تحثهم على بدء النزوح الجماعي. وأكد مسؤولون أوكرانيون أن عمليات الإخلاء جارية بالفعل وطالبوا مرة أخرى السكان بمغادرة إقليمي خيرسون وزابوريزهيا "بكل الوسائل الممكنة المتاحة لهم".

الدعم الغربي

ونقلت الصحيفة عن الباحث كوزيو، أنه "من أجل القيام بعمل عسكري لا يقتصر فقط على الجانب الدفاعي، كما كان الحال حتى الآن، وشن هجمات لاستعادة السيطرة على الأرض، سيكون من الضروري تعبئة أكبر عدد من الرجال والنساء". 

ويضيف الخبير: "الجزء الثاني من المعادلة يتطلب أسلحة غربية يمكن استخدامها في العمليات الهجومية، مثل قاذفات الصواريخ المتعددة المزودة بنظام  هيمارس". 

في الأثناء، تواصل كييف الإصرار على الحاجة إلى الحصول على أسلحة غربية "بشكل أسرع لإنقاذ حياة جنودها"، كما يقول وزير الدفاع الأوكراني.

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن أعلنت قبل أيام عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية للبلاد بقيمة 400 مليون دولار مع أسلحة "ذات قدرة دقة أكبر". 

واعترف البنتاغون بأن "أوكرانيا تضرب بنجاح المواقع الروسية في أوكرانيا عبر الخطوط الأمامية وتعطل قدرتها على القيام بعمليات مدفعية".

ونقلت الصحيفة عن الخبير الأوكراني سيرجي سومليني، قوله إن "كييف بحاجة إلى مزيد من الذخيرة والمزيد من الأسلحة الثقيلة. كما يمكن للمدفعية بعيدة المدى أن تضرب المستودعات ومراكز الاتصالات والقيادة الروسية". 

فالميزة الروسية الوحيدة هي الاستخدام المكثف للمدفعية، مع قذائف غير محدودة تقريبا وعدم احترام مطلق للأهداف المدنية. 

ويرى أنه "يمكن القضاء على المدفعيات الروسية بواسطة أنظمة المدفعية بعيدة المدى الأوكرانية". ويضيف: "ستكون أنظمة الدفاع الجوي جيدة للغاية، لكن احتياطيات الذخيرة الكبيرة وأنظمة المدفعية بعيدة المدى ستكون أكثر حسما".

وبينت الصحيفة أن الأسلحة الغربية قد تؤدي إلى تسريع الخطط لشن هجوم مضاد في الجنوب. وبحسب المؤرخ، ألكسندر موتيل، فإنه "من الناحية الإستراتيجية، سيكون الاستيلاء على مقاطعة خيرسون وزابوريز خطوة مهمة للغاية. 

إذ لن يمنح أوكرانيا السيطرة على إمدادات المياه في شبه جزيرة القرم فحسب، بل يساعد على استعادة نهر دنيبر، ويعيد السيطرة الجزئية على بحر آزوف، ويسمح بالتجارة في البحر الأسود، ويعطل الخطط الروسية لإنشاء ممر بري. 

علاوة على ذلك، سيضع مرسى سيفاستوبول وجسر كيرتش في نطاق المدفعية الأوكرانية، تختم الصيحفة الإسبانية.