لماذا تصاعدت دعوات "الذباب الإلكتروني" بطرد اليمنيين من السعودية؟

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب إعلان مجلس التعاون الخليجي استضافة مؤتمر للحوار بين اليمنيين، تصدر قائمة الوسوم الأعلى تداولا في السعودية وسم #ترحيل_اليمنيين_مطلب_أمني_ووطني.

أعلن مجلس التعاون الخليجي، في 17 مارس/آذار أنه سيستضيف في العاصمة السعودية الرياض مشاورات للأطراف اليمنية في 29 من ذات الشهر، بهدف وقف إطلاق النار في بلادهم.

وغلب على الوسم الذي يستهدف اليمنيين تغريدات قال ناشطون إنها موجهة بواسطة الذباب الإلكتروني. وردا على ذلك، أطلق ناشطون حملة #السعوديه_عدو_تاريخي_لليمن.

واستنكروا ما تحمله حملة الذباب الإلكتروني من مطالب عنصرية تحريضية ضد المغتربين اليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية، وعدوها حملة للفتنة والإيقاع بين الشعبين.

واتهموا السلطات السعودية بتبني الحملة التحريضية، وتحريك ذراعها المتمثل في الذباب الإلكتروني لتبني خطاب مناهض لليمنيين، وبث الكراهية والحقد عليهم، متبرئين ممن يقول إن المملكة جارة أو شقيقة للشعب اليمني.

وتحدث ناشطون عن كل الفرص التي كان بإمكان السعودية فيها ردع مليشيا الحوثي لكنها أضاعتها إما للتماهي مع الإمارات، أو لتحقيق أطماعها هناك.

وذكروا بأنها أوصلت الحوثي إلى صنعاء وسلمت عدن إلى مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إلى أبوظبي كما منحت الإمارات جزيرة سقطرى.

واتهموا السعودية بالتآمر على اليمن والجيش الوطني، مؤكدين أن اليمني لم يسلم على أراضيها من التشبيح والتخويف والتهديد بالطرد، وفي بلده من القصف والحصار والقتل والفقر والجوع الذي تسببت فيه الحرب المشتعلة منذ مارس/آذار 2015.

واستنكر ناشطون تعويل البعض على الموقف السعودي وانتظار تحركات مشرفة لاستعادة الدولة اليمنية، محملين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من إطالة أمد الحرب وتبعاته الخطيرة على أمن المملكة ودمار اليمن لقيادة البلدين.

ويتزامن تفعيل الوسوم مع فشل السعودية التي تخوض حربا في اليمن منذ 7 سنوات، في ردع مليشيا الحوثي التي تطور قدراتها العسكرية وتشن هجمات عدة تستهدف عمق المملكة، ومنشآتها الاقتصادية، مما دفع الرياض لاستجداء الحماية من العالم والتنصل من المسؤولية.

وفي 21 مارس/آذار 2022، أخلت السلطات السعودية مسؤوليتها من "نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية"، معتبرة أن هجمات جماعة الحوثي التي تستهدف منشآتها النفطية، تشكل تهديدا مباشرا لأمن سوق النفط.

الذباب الإلكتروني

الناشطون اتهموا السلطات السعودية بالوقوف وراء الوسم المحرض على اليمنيين المقيمين في المملكة، معلنين تبرؤهم منه وتأكيدهم أنه لا يمثل الشعب السعودي، وأنه مفعل بواسطة الذباب الإلكتروني، وليس له وجود على أرض الواقع، وإنما ينشط ويتكاثر فقط في تويتر.

منذ منتصف يوليو/تموز 2021 تشن السلطات السعودية حملات ترحيل مكثفة تستهدف اليمنيين بدعوى ضبط سوق العمل السعودي دون النظر إلى وضع البلاد الراهن وما ستلحقه هذه الخطوة من أزمات اقتصادية وإنسانية وتهاو في العملة الوطنية.

وأنهت بالفعل عقود العديد من المغتربين اليمنيين العاملين جنوبي المملكة، وبينهم مئات الأكاديميين والأطباء. 

وفي أعقاب ذلك دعت منظمات حقوقية أبرزها هيومن رايتس ووتش، السلطات السعودية إلى "تعليق" قرار تسريح الموظفين اليمنيين في المملكة، ما قد يجبرهم على العودة إلى بلدهم الذي يعاني أزمة إنسانية حادة.

ولا توجد إحصائية رسمية دقيقة حول عدد المغتربين اليمنيين في السعودية، لكن مركز صنعاء للدراسات (غير حكومي) قدر عددهم، في أغسطس /آب 2021، بحوالي مليونين. 

الناشطة الحقوقية السعودية حصة الماضي، أكدت أن المملكة تقف خلف هاشتاج #ترحيل_اليمنيين_مطلب_امني_ووطني.

وتساءلت: "ما هذا الظلم!؟ ألا يكفي السلطة #السعودية اعتداءها الغاشم على #اليمن وأهلها وقتلهم وتشريدهم وحصارهم مما نتج عنه حصول أكبر كارثة إنسانية بسبب هذه الحرب!؟".

فيما قال الناشط عبدالله خليدي، إن الذباب الإلكتروني الخاص برئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ والمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، الملقب بوزير الذباب الإلكتروني، بضوء أخضر من أبو منشار الدب الداشر، ولي العهد محمد بن سلمان يطلقون هاشتاجا يطالب بترحيل اليمنيين من السعودية.

وخاطب صاحب حساب "نحو الحرية"، أهل اليمن، مؤكدا أن الوسوم والهاشتاجات التي يرفعها مركز "اعتدال" (لمكافحة التطرف) بإشراف "سعود القحطاني" لا تمثل شعب بلاد الحرمين.

ونصحهم بألا يخدعهم الذباب، وألا تضرهم تخرصاتهم، قائلا: "شعب واحد على قلب رجل واحد".

"عدو تاريخي"

وبرزت تأكيدات ناشطين على معاداة السعودية للشعب اليمني، إذ أكد الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، أن السياسات والأفعال التي تنتهجها المملكة في اليمن تدل على أنها عدو تاريخي له.

وأشار الصحفي توفيق أحمد، إلى أن السعودية تاريخيا كانت الخنجر المسموم في الخاصرة اليمنية، وكانت خلف الحروب الأهلية بين اليمنين، مؤكدا أنها ضد استقرار اليمن ووحدته ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

وبين أحد المغردين بأن آل سعود عدو تاريخي لليمنيين، مشيرا إلى أن من توصيات الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الذي وصفه بالمجرم، لأبنائه أن يبذلوا قصارى جهدهم في محاربة اليمن وأهلها، وفق تعبيره.

وأضاف أنه كلما اشتدت كربات اليمنيين كان هذا في مصلحة آل سعود، وسار أبناؤه على هذا النهج.

وصب ناشطون غضبهم على المملكة السعودية وعددوا الدلالات التي تؤكد عداوتها لليمنيين، ووصفوها بأنها جارة سوء لليمن.

معاذ الشرجبي، تساءل عن هدف السعودية من العبث باليمن، وما الذي ستستفيده من إضعافه وتفكيكه وتدميره، قائلا: "هل هذه دولة ونظام مسلم وعنده دين أو عروبة أو أخلاق؟".

أحد المغردين، أوضح أن من الأدلة على حقد السعودية على اليمنيين عدم حسم المعركة ضد الانقلاب الحوثي، وزرع كيانات مليشيات الانتقالي والأحزمة والنخب وتسليحهم بأحدث الأسلحة المتطورة، ومنع السلاح على الجيش الوطني والأمني المنضوي تحت الشرعية.

وقال عبدالقوي الشميري: "يقصفون اليمن ويدمرونها ويقتلون شعبها ويرتكبون أبشع جرائم الحرب وبكذبة إعادة الشرعية ومحاربة مشروع إيران.. ثم ها هم يريدون تقسيمه لأجل النفوذ والسيطرة ونهب المقدرات.. انفضحت نواياهم الخبيثة وانكشفت أجندتهم وأهدافهم وأطماعهم".