قصفت قاعدة قرب بولندا.. ماذا يعني استهداف روسيا مناطق غربي أوكرانيا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تطرقت مجلة إيطالية إلى رمزية توسع الهجوم الروسي ضد أوكرانيا نحو الغرب واستهدافه عدة أهداف أبرزها قاعدة يافوريف العسكرية غرب البلاد القريبة من الحدود البولندية.

وكانت السلطات الأوكرانية المحلية قد أفادت بمقتل وإصابة عشرات الأشخاص في غارة جوية شنتها روسيا على القاعدة العسكرية الأوكرانية الكبيرة في 13 مارس/آذار 2022.

وذكر ماكسيم كوزيتسكي حاكم منطقة لفيف غربي أوكرانيا، في مؤتمر صحفي أنه جرى استهداف منشأة يافوريف العسكرية بأكثر من 30 صاروخا.

توسيع الهجوم

وقالت مجلة "فورميكي" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق العنان لصواريخه على عدة مدن في غرب أوكرانيا مستهدفا قاعدة قريبة من بولندا من المحتمل أنها تستضيف جنودا أجانب.

لفتت المجلة إلى وجود مؤشرات سابقة على أن روسيا قد تبدأ في توسيع هجومها على أوكرانيا إلى المناطق الشرقية بالنسبة للحدود الأوروبية. 

وتأكد ذلك على إثر هجوم صاروخي على مدينة لفيف أدى إلى مقتل 35 شخصا على الأقل وأكثر من مئة جريح، وفقا لحصيلة أولية قدمتها السلطات المحلية تبقى مرشحة للارتفاع.

كما استهدفت الضربات الجوية باستخدام صواريخ كروز أيضا زيتومير غربي كييف وترنوبل وريفن وإيفانو فرانكيفسك إلى الغرب وأيضا منطقة فولين في الشمال الغربي. 

كما اعتبرت المجلة الإيطالية تعرض قاعدة عسكرية في يافوريف على بعد بضعة كيلومترات من الحدود البولندية في لفيف، بأنه تصعيد محفوف بالمخاطر على طول هذه المناطق بالنظر إلى أن بولندا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

يتعلق الأمر بالمركز الدولي لحفظ السلام والأمن التابع لمجموعة التدريب المشتركة متعددة الجنسيات بأوكرانيا حيث تشرف القوات الأميركية والأوروبية على تدريب حرس الحدود الأوكرانيين.

استهدف أكثر من 30 صاروخ كروز روسي منشأة التدريب المترامية الأطراف التي تبعد أقل من 25 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية مع بولندا التي تعد المنفذ الرئيس الذي تمر به المساعدات العسكرية الغربية المتوجهة إلى أوكرانيا، تشير الصحيفة الإيطالية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن بلاده ستواصل هجماتها على من وصفهم بالمرتزقة الأجانب.

وأضاف أن "روسيا استخدمت أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى لضرب يافوريف ومنشأة منفصلة في قرية ستاريتشي".

وبين أن القاعدتين تستخدمان لتدريب "المرتزقة الأجانب" وتخزين الأسلحة.

وأوضح أنه "نتيجة الضربة، قتل ما يصل إلى 180 من المرتزقة الأجانب وجرى تدمير كمية كبيرة من الأسلحة (المقدمة) من الخارج".

وبدوره، وصف سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في 12 مارس الشحنات التي تنقل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا بأنها "أهداف مشروعة" وذلك على إثر فشل محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

من جانبه، قال مسؤول أوكراني إن جنودا روسا نهبوا أيضا قافلة إنسانية كانت تحاول الوصول إلى مدينة ماريوبول الساحلية التي تعرضت لقصف عنيف ولحصار أدى إلى مقتل أكثر من 1500 شخص.

مصادر القلق

فيما دعت الرئاسة الأوكرانية للإفراج عن عمدة المدينة الذي اعتقلته القوات الروسية.

وبحسب حكومة كييف، كان هناك أيضا مدربون عسكريون أجانب داخل القاعدة التي قصفها الروس ليل 12 و13 مارس.

أشارت فورميكي إلى أنه منذ أن غزت روسيا أوكرانيا، نجت لفيف إلى حد كبير من الهجمات الروسية.

وأشارت  إلى أن مركز يافوريف التدريبي يعد أقصى هدف إلى الغرب الأوكراني جرى استهدافه في الغزو المستمر إلى غاية الآن. 

وذكرت أن هذه المنشأة العسكرية كانت قد استضافت أيضا تدريبات دولية لحلف شمال الأطلسي.

لهذه الاعتبارات، يرمز الموقع إلى ما شكل على الدوام مصدر قلق موسكو أو ربما ذريعة مفادها أن حلف الناتو يقترب أكثر من أي وقت مضى من حدود روسيا ويسعى إلى ضم أوكرانيا، وفق تعبير المجلة. 

ولذلك، تحث روسيا كييف على التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ضمن مطالبها التي قدمتها قبل بداية الغزو.

تشرح المجلة الإيطالية بأنه غالبا ما يجري إطلاق هذه الصواريخ أيضا بواسطة قاذفات ثابتة من المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي، لأن ذلك يوفر الوقت والوقود، ولتجنب أن ينتهي بها المطاف تحت نيران أوكرانية مضادة للطائرات.

لذلك تتجنب القوات العسكرية الروسية اختراق المجال الجوي للعدو لكي لا تصبح أهدافا من السهل القضاء عليها، توضح المجلة. 

وألمحت بالقول إن "لفيف مدينة تعيش فيها واحدة من أهم الجاليات اليهودية الأوكرانية التي نجت من وحشية الزعيم النازي أدولف هتلر وهي تستضيف اليوم اللاجئين الفارين من مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا". 

اعتبرت المجلة أن هذا جانب مهم بالنظر إلى أن رواية بوتين تصف الهجوم في أوكرانيا والذي يسميه "عملية خاصة"، بأنه مهمة لتخليص البلاد من النازيين الذين يديرونها.

كما أطلق مقاتلون روس النار على مطار في مدينة إيفانو فرانكيفسك الغربية، على بعد 250 كيلومترا من الحدود الأوكرانية مع سلوفاكيا والمجر، في هجوم قال عمدة المدينة إن من شأنه "زرع الذعر والخوف".

فيما جرى استهداف المطار الذي يضم مطارا عسكريا ومدرجا للرحلات المدنية في 11 مارس.

وتضيف المجلة الإيطالية أن غارة جوية أخرى وقعت في منطقة دونيتسك خارج سيطرة الانفصاليين، استهدفت قطارا متجها غربا لإجلاء الفارين من الشرق، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر.

ولقي شخص مصرعه وأصيب آخر شمال شرق كييف، في تشيرنيهيف في غارة جوية روسية دمرت مجمعا سكنيا.

في الأثناء، تشتد المعارك حول العاصمة، الهدف السياسي والإستراتيجي الأهم للغزو، مع قصف ليلي على الضواحي الشمالية الغربية ووقوع هجوم صاروخي دمر مستودعا بالشرق في 13 مارس.

كما قتل صحفي أميركي مراسل لصحيفة نيويورك تايمز برصاصة في رقبته عند نقطة تفتيش في إيربين بالحزام الغربي للعاصمة وهي مدينة تعرضت بدورها لقصف صاروخي عنيف طيلة أيام، تختم المجلة تقريرها.