عزالدين الحزقي لـ"الاستقلال": انقلاب قيس سعيد ولد ميتا ونقاومه بالأمعاء الخاوية
.jpg)
أكد المناضل اليساري التونسي عز الدين الحزقي أن انقلاب قيس سعيد ولد ميتا ومن الضروري إعداد خطة لما بعد دفنه، مؤكدا أنه لجأ إلى المقاومة عبر "الأمعاء الخاوية" للدفاع عن البلاد مثلما كان يفعل منذ 40 عاما.
وأضاف الحزقي في حوار من "الاستقلال" أنه نفذ 33 إضراب جوع في حياته وهو في السجون، وها هو بعد الثورة و10 سنوات من الحرية يجد نفسه مضطرا لفعل الشيء نفسه، لأنه مقموع ولا يسمح له بالتظاهر.
وشدد على أن قيس سعيد لم يعد رئيسا، فبموجب أي شيء لا يزال رئيسا وقد ألغى الدستور، إنما هو مغتصب للسلطة يسيطر على الجيش والشرطة ويروج للوهم والشعوذة.
كما وجه المناضل التونسي دعوة للجيش وقوات الشرطة أن يدافعوا عن حق المواطنين في الأمن وأن يلتزموا بالقسم الذي أقسموه على دستور البلاد.
والحزقي هو أحد أشهر المناضلين اليساريين في تونس، وسبق أن تعرض للسجن سنوات عدة خلال حكم الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.
وعارض أيضا حكومات ما بعد الثورة بمختلف رؤسائها وانتماءاتهم، ويعارض بشدة حاليا انقلاب 25 يوليو/ تموز 2021 الذي نفذه قيس سعيد.
وأعلن الحزقي انخراطه منذ البداية في مبادرة " مواطنون ضد الانقلاب " قبل أن يدخل في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2021 في إضراب عن الطعام رفضا للممارسات القمعية من قبل أجهزة الأمن.
وتعيش تونس منذ 25 يوليو/ تموز 2021 مرحلة حرجة، على خلفية انقلاب على السلطات المنتخبة، وفي خضم مطالب محلية ودولية بالإعلان عن خارطة لإنهاء تفرده بالسلطة، أعلن سعيد في 13 ديسمبر 2021، تنظيم استفتاء حول النظام السياسي بالبلاد في 25 يوليو/ تموز 2022.
إضافة إلى تجميد البرلمان حتى إجراء انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، كما كشف عن تنظيم مشاورات "شعبية" عبر الإنترنت بداية من يناير/كانون الثاني 2022 بشأن الإصلاحات التي يجب إدخالها على النظام السياسي.
اغتصاب السلطة
لماذا قررتم الدخول في إضراب عن الطعام في هذا الوقت بالذات؟
إضراب الجوع هو وسيلة راقية من وسائل النضال ضد الاستبداد، وأنا قمت بـ33 إضراب جوع في حياتي، لكنها جميعا كانت في السجون، واليوم بعد الثورة و10 سنوات من الحرية أجد نفسي من جديد مقموعا في شارع الحبيب بورقيبة، ولا يسمح لي بالتظاهر.
ومن قمعنا هو البوليس القمعي وليس الأمن الجمهوري، فلا يوجد لدينا أمن جمهوري يقمعنا، وذلك كله لأننا أردنا نصب خيمة للاعتصام.
وعندما لم يعد لدينا وسيلة للتعبير عن أفكارنا، لمقاومة عملية اغتصاب السلطة التجأت إلى جسدي وأمعائي مثلما كنت أفعل منذ 40 عاما.
التجأت إلى نفس السلاح الذي أستعمله منذ 40 عاما عندما كان عمري 25 عاما، لأن جسدي لا يتطلب أخذ رخصة من أحد.
دخلنا لإضراب الجوع لنندد بمهزلة المحاكمات العسكرية للنواب المدنيين المنتخبين الشرعيين أكثر من قيس سعيد نفسه، لأنهم انتخبوا ولم يتنكروا للدستور ومن انتخبهم.
هل تعتبر أن المحاكمات الجارية سياسية؟
ليست محاكمات سياسية، بل تدل على نقمة، إنسان في معركة مع أشخاص، هو يستعمل أجهزة الدولة من شرطة وجيش وقضاء لإرضاء نزواته.
لا يريد من ينتقده لأنه يعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، فهو يسب كل الناس، ويقول إن كل الناس مجرمون وحشرات وغيرها من الشتائم، لأنه يعتبر نفسه على عكسهم .
نحن دخلنا لإضراب الجوع للتنديد بمحاولة استحواذه على القضاء، هو فتك بالسلطتين التنفيذية والتشريعية، والآن عينه على السلطة القضائية، من أجل إصدار الأحكام على معارضيه بحسب رغباته.
كذلك اليوم الإعلام أصبح مدجنا وخائفا، صحيح أن هنالك إعلاما تابعا للمافيا أو للمنظومة القديمة، لكن هناك إعلاميين أيضا حاولوا الخروج عن السرب لكنه الآن يقوم بهرسلتهم.
ما رسالتكم للأطراف السياسية؟
هذا الإضراب هو صرخة ونداء لأصدقائنا، للديمقراطيين في البلاد، للذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات، وكذلك لأصدقائنا في الخارج من مناصري الديمقراطية، نحن دخلنا في إضراب لنخاطب قلوبكم، نريدكم أن تناضلوا معنا و تدافعوا على قضيتنا .
كما ندعو عبر الإضراب كل القوى الرافضة للانقلاب أن تشمر عن ذراعيها، وتتجاوز خلافاتها الإيديولوجية، وتبني بسرعة خطة لما بعد دفن الانقلاب، لأنه ولد ميتا.
كما نوجه دعوة للجيش وقوات الشرطة أن يدافعوا عن حق المواطنين في الأمن وأن يلتزموا بالقسم الذي أقسموه على دستور البلاد.
ما بعد الانقلاب
ماذا نتج عن الحوار مع الأطراف السياسية حتى الآن؟
نعمل على جمع الأطراف السياسية من أجل وضع خطة لما بعد الانقلاب، كما نعد لبرنامج تحركات داخل الجمهورية بالتزامن مع ذكرى أحداث ثورة 17 ديسمبر 2010 -14 يناير 2011.
ونستعد للتحرك في عيد الثورة من أجل تحريك جزء كبير من الشعب التونسي ليقول كلمته، ونسعى بكل الوسائل السلمية المتاحة لإبلاغ أصواتنا .
والآن بدأت بالفعل السير نحو تشكيل جبهة سياسية واسعة معارضة للانقلاب، وسنرى في القريب العاجل أخبار في هذا الصدد أفضل عدم ذكرها حاليا .
قيس سعيد تقدم بخارطة طريق وسقف زمني للانتخابات المقبلة تمر عبر استفتاء، ما رأيك بها؟
ما يحصل هو ترويج للوهم، قيس سعيد لم يعد رئيسا، بأي موجب هو رئيس للجمهورية؟ بحكم القانون والدستور؟ هو ألغى الدستور إذا انتهت مهمته، هو الآن مغتصب للسلطة ويستعمل مؤسسات الدولة والجيش والشرطة من أجل ذلك .
ما اقترحه سعيد ليس للشعب التونسي ولكن اقترحه لأسياده في الخارج، من أجل أن يتسول للحصول على التمويل لترقيع الميزانية، ولن يحصل على شيء .
المنصة الإلكترونية التي اقترحها لتعديل الدستور والنظام السياسي هي مجرد شعوذة ووهم، الدولة لم تنجح في وضع منصة لإصدار جوازات تلقيح كورونا فهل ستنجح اليوم لتنظيم استفتاء إلكتروني؟
نحن تقدمنا بخارطة طريق قابلة للتطبيق، لكن قيس سعيد رفض كل الحلول، لأنه لا يبحث عن مصلحة الشعب هو فقط يبحث عن السلطة.
لو كان يهمه الشعب لتحدث مع المنظمات الوطنية أو مع الأحزاب، والآن يقدم تواريخ للغرب بحثا عن أموال من عندهم.
رسالة للتونسيين
ما رسالتك لمعارضي الانقلاب على اختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية والأيديولوجية؟
أنا ذاهب إلى زوال، والوطن سيستمر وما نزرعه اليوم نحصده غدا، إذا كنت في عمري هذا أخوض إضرابا عن الطعام، فذلك ليس من أجلي، أنا ما طمحت إليه حققته، لكن ما أقوم به من أجل أحفادي حتى لا يقولوا مثلما قلت أنا عن جدي لماذا لم يناضل من أجلي.
دعوتي للجميع، شباب وكهول وشيوخ، بلادكم باقية وأنتم راحلون، والتاريخ لا يرحم، لذلك أنا أدعو كل من له روح وطنية أن يقف في وجه هذا المستبد الذي يجر تونس نحو الهاوية.
أنا دخلت السجون ونفذت 33 إضراب جوع، اعتدى علي بالعنف مرات ومرات، وها أنا اليوم حي أرزق، ومازلت أناضل، وعاشق لوطني وللعمل النضالي، المستبد يبتسم في وجهك ويحتقرك من بعد.
ما رسالتك لقيس سعيد؟
انتهى أمرك منذ 25 يوليو 2021، بقاؤك في القصر اغتصاب لمنصب رئيس الجمهورية، ولن نسامحك على ذلك، مثلما لم نسامح من كان قبلك رغم أنهم كانوا أشد قوة منك.
أنت بالنسبة لنا مغتصب للبلاد والعباد، وأقول لك ارحل ببعض الكرامة، أنت تسب معارضيك لأنك تعيش عزلة، واليوم أنت تجرم في حق البلاد ونحن لن نسكت على ذلك.