بعد قرار الإفراج عن أبو هواش.. هكذا أثار "الأسطورة الإنسانية" هستيريا في إسرائيل

بعد 141 يوما من الإضراب عن الطعام، انتزع الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش مساء 4 يناير/كانون الثاني 2022 قرارا من سلطات الاحتلال بالإفراج عنه محققا انتصارا لقي كثيرا من الاحتفاء.

وخضع الاحتلال الإسرائيلي إلى مطالب أبو هواش حتى توصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراحه في 26 فبراير/شباط من العام نفسه، علق بموجبه إضرابه عن الطعام.

وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في الكيان المحتل، ظهرت آثاره في اعتداء عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، في ذات اليوم، على عائلة الأسير داخل المستشفى الذي يقبع فيه، موجها لهم عبارات نابية.

فيما شهدت جلسة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في 5 يناير والتي حضرها رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت شغبا عارما، وهتف أعضاء من المعارضة ضده ونعتوه بـ"أنت عار". وبدورها، رأت العضو كيتي شطريت أن الحكومة دمرت الردع وجلبت العار، وفق تعبيرها.

في المقابل، تحدث ناشطون على تويتر عن صمود أبو هواش، ودعم الفلسطينيين له ووقوف المقاومة خلفه، مما مكنه من الانتصار في معركة الأمعاء الخاوية، مذكرين بتهديد المقاومة الفلسطينية بالرد عسكريا حال أصابه مكروه.

وكانت حركتا المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي قد حذرتا الاحتلال بأن استشهاد أبو هواش "سيقلب الطاولة" وأن قضيته أصبحت "قنبلة موقوتة، ستتسبب بانفجار المنطقة بأكملها، إن تعرض للأذى بسبب تجاهل معاناته".

كما ساندتهم منظمة التعاون الإسلامي، بمطالبتها بالإفراج عن الأسير الفلسطيني، وإعلانها الوقوف إلى جانب المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والعمل على إيصال صوتهم ومعاناتهم إلى العالم أجمع.

"أسطورة إنسانية"

وتداول الناشطون على تويتر عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #هشام_أبو_هواش_ينتصر صور الأسير الذي كان محكوما بالسجن 6 شهور قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.

ونشروا تصريحا لزوجته بعد فك إضرابه تقول فيه "مقاومتنا بكل فصائلها سياج الوطن، وما أُخِذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، كنتم قوتنا وسند هشام في انتزاع حريته من أمعائه الخاوية". 

سياسيون وناشطون أثنوا على ما حققه أبو هواش، وعدوه انتصارا وردعا للاحتلال، وأعربوا عن ثقتهم في نجاح معركة الأمعاء الخاوية.

عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس إبراهيم المدهون، قال إن ما حققه هشام أبو هواش قفزة في عالم الإرادات ومواجهة الطاغية بابتسامة حنونة وقلب موجوع وأمعاء تجوع بلا ركوع.

وأضاف: "نحن أمام أسطورةٍ إنسانية بالدرجة الأولى ووطنية وعربية تتقدم بنموذج واضح ومؤثر، فيجب أن تُحفر تجربته في الوجدان البشري، وترسم صوره وينقش اسمه مع عظماء التحرر العالميين".

وأكد النائب مشير المصري، أن هذا الانتصار يكشف عن مكامن القوة والقدرة لدى الشعب الفلسطيني وأسراه الأحرار على الانتصار في كل معاركهم ضد الاحتلال والعدوان.

وقال عمار الحكيم، إن ثقافة الأحشاء الخالية كانت واحدة من الرسائل البسيطة لرفض العنجهية الإسرائيلية، مباركا للأسير الفلسطيني هشام أبو هواش حريته في شباط القادم لتبقى فلسطين قضية لا تسقط بالتقادم وفي حدقات العيون.

لغة القوة

وأشار ناشطون إلى أن ما حققه أبو هواش، دليل على أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة التي تمكن بها من هدم قلاع الكيان الإسرائيلي، مادحين تبني حركات المقاومة الفلسطينية لهذه القوة وتهديدها بردع الاحتلال حال استشهاد أبو هواش.

الإعلامي تامر المسحال، أكد أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، مشيرا إلى أن عنوان يديعوت أحرنوت العبرية هذا الصباح كان "بعد تهديد حماس والجهاد الإسلامي وسلسلة أحداث على الجدار مع غزة إسرائيل قررت الإفراج عن الأسير أبو هواش".

أستاذ العلوم السياسية طارق خوري، نشر صورة تعبيرية لهواش مدون عليها عبارة "إرادتنا تنتصر على خرافتهم"، قائلا: "إنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.. مبروك الحرية للأسير البطل ولشعبنا الصابر الصامد".

وكتب محمد المدهون: "بعد 141 يوما من الإضراب عن الطعام.. الأسير البطل هشام أبو هواش ينتزع قرارا بإنهاء اعتقاله الإداري تمهيدا للإفراج عنه من سجون الاحتلال".

محمد سعيد نشوان كتب: "#هشام ينتصر ويكسر مجددا صورة الصهاينة".

وقال عباس محمد الزين: "عندما تهدد المقاومة الفلسطينية بالتصعيد في حال استشهاد الأسير #هشام_أبو_هواش فإنها تتحدث باسم أهل #غزة".

وتابع: "التصعيد سيقابله رد إسرائيلي بعدوان.. أهل غزة بأكملهم وضعوا حياتهم فداءً لحياة الأسير أبو هواش".

خيبة أمل الاحتلال

وانتقد إعلاميون وسياسيون اعتداءات أعضاء بالكنيست الإسرائيلي أبرزهم المتطرف إيتمار بن غفير، على عائلة الأسير أبو هواش، وتوجيه لهم عبارات نابية.

الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، قال إن محاولة عضو الكنيست الحاقدة الاعتداء على البطل هشام أبو هواش، سلوك إرهابي همجي يؤكد حجم الانحطاط الإنساني لليمين الصهيوني.

وبين أن هذا السلوك يعكس أيضا حجم الخيبة التي تتملك رموز الإرهاب الصهيوني من الانتصارات المتتالية التي يحققها شعبنا ومقاومته.

ونشرت الإعلامية سمر جراح، مقطع فيديو اقتحام أعضاء الكنيست، قائلة: "عنصريون حتى النخاع، أعضاء ما يُمثل الكيان الصهيوني، الكنيست، يهرعون إلى المستشفى الذي يتواجد به #هشام_أبو_هواش يحاولون التعبير عن غضبهم لأنه انتصر عليهم".

ونشر الإعلامي عدنان حميدان، المقطع ذاته، قائلا: "تقهر أمثال بن غفير بطولات أمثال هشام".