إفراج السعودية عن علي النمر.. ضغوط حقوقية أم تقارب مع إيران؟

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعدما قضى المعتقل 10 أعوام من عمره داخل سجون النظام السعودي بسبب مشاركته في مظاهرات خرجت في المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية في 2011-2012، أفرج عن علي النمر في 27 أكتوبر/تشرين الأول.

علي النمر هو ابن شقيق رجل الدين الشيعي البارز نمر باقر النمر الذي أثار إعدامه موجة من الغضب في السعودية وإيران في 2016، اعتقل هو واثنان من رفاقه، كانوا في السابعة عشرة والخامسة عشرة من عمرهم عند اعتقالهم.

وبحسب المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالسعودية، فإن علي النمر اعتقل قاصرا على خلفية خليط من التهم، تتعلق بالتجمعات السلمية والتعبير عن الرأي، وحكم بالإعدام تعزيرا في "محاكمة جائرة وتعذيب قاس"، وبعد ضغوطات دولية تغير الحكم من الإعدام إلى السجن 10 سنوات.

حفاوة بالإفراج

أسرة الشاب، عبر مشاركتها في وسم #علي_النمر، احتفت بالإفراج عن النمر، متداولين مقاطع فيديو تحمل مشاهد من استقبال والدته له ومسارعته الخطى للارتماء في أحضانها وعناقها طويلاً.

والدة علي النمر، كتبت على حسابها بتويتر: "لك الحمد يا رب حتى ترضى.. مرحبا بقدومك يا ولدي #علي_النمر تخذلُني الحروفُ.. تتوه مني المعاني وهل هناك كلمات تستطيع أن تصفَ لهفة قلب أم اجتمعَت مع ابنها بعد طول عناء!، وهل هناك تعابير تملك أن ترسم فرحة عين أم تنظر إلى ولدها بعد قسوة السجن".

وقال والده، محمد النمر: "اليوم طُويت صفحة سجن الابن علي النمر وبزغ فجر جديد من رحم عتمة الظلام".

وكتب عمه جعفر النمر: "علي النمر إلى الحرية.. حمدا لله على سلامتك".

تقربا لإيران؟

وربط ناشطون بين إطلاق سراح علي النمر، وتقارب النظام السعودي مع إيران، واعتبروها عربون مصالحة.

قال أبو سيف، إنه لا يمكن فصل ما يحدث في حرب اليمن والتفاوض مع إيران وإعادة العلاقات معها عن إطلاق سراح علي النمر.

وفي رصد المغرد عبدالله للتضاد في تصرفات السعودية، أشار إلى عفو الرياض عن علي النمر الشيعي بعد حكمه بالإعدام تقرباً من إيران.

وأضاف في تغريدة أخرى، أن السعودية تطلق سراح علي النمر إرضاء لإيران، أما العلماء والمفكرون في سجونها من دعاة السنة فهؤلاء ليس لهم إلا الموت في سجونها، مؤكدا أن المملكة لم تكن يوما إلا خنجرا في خاصرة المسلمين السنة.

وأكد حبيب عبدالحسين، أن الإفراج عن علي النمر، مؤشر آخر على تخفيف التوتر بين إيران والسعودية.

وتساءل مغرد آخر: "هل تعلمون لماذا أطلق سراح علي النمر؟ هل هو بسبب التقارب السعودي الإيراني؟ هل تتعامل الدولة مع مواطنيها كأسرى حرب!".

ثمار الضغوط

الناشطون والمنظمات الحقوقية رفضوا استخدام النظام السعودي الإفراج عن النمر لتحقيق مكاسب في الملف الحقوقي لأن هناك قُصّر مازالوا معتقلين وآخرون طالهم سيف الإعدام، مشيرين إلى أن الضغوط الحقوقية تجني ثمارها ويمكنها أن تنقذ الأبرياء.

المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أشارت إلى أن السعودية استغلت تغيير الأحكام في قضية النمر ورفاقه، لتروج بإيقاف إعدام القاصرين تعزيرا، ولكنها في الواقع ما تزال تهدد حياة 5 قاصرين بالإعدام.

وأضافت: "قد يكون هناك المزيد من القاصرين المهددين بالإعدام، لم تصل إليهم المنظمة بسبب ترهيب الحكومة للعائلات والتلاعب في بعض القضايا".

ولفتت لينا الهذلول، إلى أن الضغط على الحكومة السعودية يعمل، معربة عن سعادتها بلحظات الإفراج عن المعتقلين.

وذكر محمد الحربي بالطفل مصطفى محمد، الذي أعدمته السلطات السعودية ظلما وجورا تحت حكم ظالم، وكان في ذلك الوقت لم يتجاوز 15 عاما، مشيرا إلى أنه حتى لحظة القبض عليه لم يكن مستوعبا لما جرى.

معاناة وتبريكات

ورصد الناشطون معاناة علي النمر طول عشر سنوات قضاها في السجن، واتهموا الحكومة السعودية بتضييع أعمار شبابها، داعين النمر إلى محاكمة المتسببين في سجنه.

الناشطة علياء أبو تايه الحويطي، حثت النمر على التفكير بمقاضاة نظام آل سعود بما اقترفته أيديهم، من إعدام إلى مؤبد إلى إفراج، متسائلة: "ماهذا !!!! حياة الناس وزهرة شبابهم ومستقبلهم ليس لعبه للنظام أعمى إرهابي مستبد!".

علي أموري، لفت إلى أنه طيلة 10 سنوات كان السيف مصلطا على عنق النمر بعد أن حُكم بالإعدام في محاكمةٍ بالغة الجور، قبل أن تُلغى عقوبة الإعدام للقاصرين.

خالد أبو خلود، قال إن علي النمر حر طليق بعد أن سرقت الحكومة السعودية 10 سنوات من عمره في السجون.

وتداول الناشطون مقطع فيديو للقاء الأول الذي جمع علي بوالدته واستقبالها له بالأحضان، مباركين ومهنين خروج النمر، ومتهمين النظام السعودي بتضييع أعمار الشباب والتنكيل بهم.

الناطقة باسم حزب التجمع الوطني السعودي المعارض مضاوي الرشيد، نشرت الفيديو قائلة: "فرحة أم بعد إطلاق سراح ابنها من سجون النظام السعودي".

الناشطة الحقوقية ابتسام الصباغ، باركت لأم باقر خروج ابنها علي، راجية أن تحمل الأيام القادمة لهم أجمل المناسبات.

لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في الجزيرة العربية، رأت أن إطلاق سراح النمر المعتقل وهو بعمر 17 عاما، بعد قضائه عشر سنين من عمره الشبابي بسبب مشاركته في مسيرات سلمية، يكشف مدى إجرام نظام #ال_سعود بحق شعب الجزيرة العربية وتضييع عمر الأطفال والشباب في السجون، وحرمانهم فرصة التعليم المناسب ومتعة الحياة.

الكاتب جمال شعيب، نشر صورة لعلي إبان اعتقاله وأخرى له بعد الخروج، معلقا عليها بالقول: "في السعودية دخل السجن فتى يافعا وحكم عليه بالإعدام فقط لأنه تظاهر مطالبا بحقوقه، وخرج اليوم رجلا عزيزا حرا بفضل الله وصبر أهله"، مستنكرا أن علي يوم اعتقل لم يسمع صوت المنافقين مدعي الحريات وحقوق الإنسان.