"مستوطنة إيرانية".. غضب متصاعد من محاولات تهجير أهالي درعا السورية

دمشق - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تواصلت تفاعلات انقلاب النظام السوري على اتفاق التهدئة الذي عقده أهالي درعا مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام مطلع سبتمبر/أيلول 2021 برعاية روسية.

الناشطون شددوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #درعا_تحت_التهجير، #درعا_البلد، #التهجير_القسري، #درعا، درعا_تحت_القصف، #حصار درعا، وغيرها، على أن النظام السوري بمساعدة روسيا يجهز درعا لمليشيات إيران.

واستتكروا الصمت الإسلامي والعربي والغربي على جرائم النظام السوري وحليفيه (روسيا وإيران) في درعا مهد الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام في 2011، وآخر معقل للمعارضة جنوبي سوريا، وأكبر مدينة سنية تقع على حدود فلسطين المحتلة.

وندد الناشطون بصمت المؤسسات والهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية على ما يجري في درعا من قتل وقصف واستعداد لتهجير جميع الأهالي، بعدما نقض النظام والروس والإيرانيون للاتفاقية الأخيرة، مستهجنين الصمت الإعلامي عن 75 يوما من الحصار والقصف.

لجنة المفاوضات عن أهالي درعا أعلنت في 3 سبتمبر/أيلول 2021، انهيار الاتفاق المبرم مع الروس والنظام السوري مؤخرا، وطالبت بالخروج الآمن للأهالي إلى تركيا والأردن، متهمة النظام بالانقلاب على الاتفاق والتيار الإيراني بإفشاله.

وناشدت اللجنة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لحماية المدنيين بالأحياء المحاصرة من المدينة، موضحة أن النظام يتعنت في تنفيذ شروطه التعجيزية، وأن المليشيات الإيرانية المتخفية بزي الفرقة الرابعة، هي السبب الرئيس لتشديد الطلبات ليصبح تحقيقها مستحيلا. 

استهداف السنة

الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، أكد أن موسكو هي العدو، متسائلا: "هل بات معلوما للفصائل السياسية والعسكرية بعد كل هذا الثمن الرهيب المدفوع لعقد كامل أن التعويل على لعب روسيا دور الوسيط أو الضامن إنما هو سراب بقيعة؟".

ورأى أن درعا فضحت الجميع، وروسيا متواطئة مع إيران لتفريغ سوريا من السنة، مشيرا إلى قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ البداية: "لن يحكم السنة".

وقال الكاتب بسام جعارة: إن المجرمين الروس يتحدثون عن إعادة اللاجئين ويعملون الآن على تهجير عشرات الآلاف من أهالي درعا البلد لتصبح مستوطنة إيرانية برعاية أميركية.

ولفت الصحفي إياد أبو شقرا، إلى وجود معالم تفاهم روسي - أميركي - إيراني - إسرائيلي على مواصلة تنفيذ تهجير السنة من سوريا تسهيلا لتقاسمها، حتى يثبت العكس، موضحا أن لبنان والعراق جزء من الصورة التآمرية البشعة.

وأشار المغرد أبو علي، أن مدينة بأكملها تهجر لمصلحة روسيا وإيران بعد قصف استمر قرابة شهرين، لافتا إلى أن أهل السنة لا بواكي لهم.

أمن إسرائيل

وإلى جانب تأكيد الناشطين على أن تهجير سنة سوريا هو هدف الحرب التي تقودها روسيا وإيران ضد أهل السنة، أكدوا أيضا بأن التصعيد في درعا يتعلق بأمن الاحتلال الإسرائيلي.

الإعلامي السوري فيصل القاسم، قال: "علينا أن نعلم أن المرابطين في درعا البلد يواجهون حلفا دوليا تقوده إسرائيل ويضم روسيا والنظام وإيران ومليشياتها". 

وأكد أبوعبدالله مضر أبو الهيجاء، أن إسرائيل تعتبر مدينة درعا السورية أهم وأخطر من قطاع غزة، وفق تعبيره.

الناشط السوري عبدالوهاب عليوي، سخر قائلا: "يبدو أن إسرائيل لا تريد إيران على حدودها على الإعلام فقط أما الحقيقة فهذه إيران أصبحت على حدودها بعد تهجير أهل درعا".

خذلان عربي

واستنكر ناشطون الخذلان العربي لأهالي درعا، محذرين من تبعات "الصمت المخزي" عما يتعرضون له على أيدي النظام وحلفائه.

خبير شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عزام، حذر العرب من سقوط درعا، قائلا: "سيعض العرب أصابع الندم على سقوط آخر معقل للثورة جنوب سوريا بيد إيران ومليشياتها".

وأضاف أن إيران باتت تحاصرنا بمباركة العالم وأهل درعا كفوا ووفوا ومن خذلهم سيخذل في موطن يطلب فيه النصرة فلا يجدها.

واستنكر المغرد عمر تهجير أهل السنة في سوريا تحت عين وبصر الإطار الإقليمي السني في المنطقة! لافتا إلى أن سوريا تم تقديمها كورقة تفاوض في الملفات الكبرى مع إيران، ولم تكن روسيا إلا راعية وميسرة لهذه الترتيبات.

وأضاف أن رئيس النظام السوري "المجرم" بشار الأسد عندما تحدث عن أن سوريا مفيدة، كان يقصد أنها مهمة لإيران وروسيا.

ووجه الصحفي محمد الهادي، تساؤلا إلى الدول العربية التي تدعي محاربة إيران: "أين أنتم مما حصل في درعا؟.. السعودية كيف الوضع عندكم؟".

صمت عالمي

وندد ناشطون بصمت العالم وتواطئه المخزي، أمام ما يتعرض له أهالي درعا من تهجير قسري على أيدي المليشيات الإيرانية والروسية والنظام السوري المجرم، مؤكدين أنها جريمة ضد الإنسانية تجرمها كل الأعراف والمواثيق الدولية.

 أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، تساءل: "أي عدالة وما زال الأسد يلتهم الأطفال، أي سياسة وما زال الأسد يقمع شعبه، أي ديمقراطية وما زال المجرم يحكم سوريا"، مؤكدا أن خلل السياسة والضمير الإنساني ومأساة سوريا مأساة هذا العصر.

وتساءلت مقدمة البرامج الساخرة ورد النجار: "أين العالم من تهجير أهل درعا من منازلهم للإيرانيين؟"، قائلة: "تبقى الأرض لأصحابها ولو تآمر الطغاة".

وتعجب عبدالله المحمد من صمت العالم والنخب والقنوات العربية والإسلامية عن درعا، في مقابل هبتهم للشيخ جراح في القدس!، ملقيا باللوم على النخب السورية والإعلاميين والناشطين لتقصيرهم في التنسيق بينهم وتوحيد الهاشتاقات ومخاطبة المشاهير والمنظمات وتفعيل القضية.

وأشار المغرد وليد مامو، إلى أن التهجير القسري في عفرين حصل أمام صمت العالم أجمع واليوم في درعا، العملية ذاتها إلى مناطق الشمال السوري وأمام خذلان الدول العربية وبمباركة روسية وأميركية.