"مسرحية هزلية".. رفض شعبي عربي واسع لانتخابات الأسد الصورية

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

مع بدء انتخابات الرئاسة السورية 26 مايو/أيار 2021، جدد ناشطون على تويتر، رفضهم لإعادة تدوير رئيس النظام بشار الأسد لنفسه، ومحاولته كسب شرعية مفقودة عبر ممارسة غير شرعية لترسيخ حكمه الديكتاتوري.

ووصف الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها: #لا_شرعية_للأسد_وانتخاباته، #بشار_الأسد، #الانتخابات_السورية، وغيرها، انتخابات الأسد بالمسرحية الهزلية المحسوم نتائجها لصالح الأسد ونظامه.

وأكدوا أن الانتخابات تجري خارج إطار القرارات الدولية الصادرة عن مؤتمر جنيف ومجلس الأمن، التي طالبت جميع الأطراف بالتوقف عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، والدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات بإشراف أممي بهدف تحقيق تحول سياسي.

وتداولوا مقاطع فيديو وصورا لحشود خرجت في مظاهرات من كل المدن والقرى السورية من الجنوب السوري وغربه وشرقه وشماله، تعلن رفضها للانتخابات الرئاسية السورية، وتجدد كلمتها: "الشعب يريد إسقاط النظام".

وأجمع ناشطون على أن الأسد سفاح أباد شعبه بالكيماوي وقتل وشرد وعذب وأخفى وجرح الملايين من المواطنين ودمر المدن على رؤوس الأطفال والنساء والعجائز والمرضى وخرب الاقتصاد وجلب الغزاة ومزق خريطة البلاد ودمر عملتها.

وأعربوا عن غضبهم من دول سمحت بإجراء تلك الانتخابات وساهمت في إعادة الشرعية للأسد، ودعمت عودته للواجهة، مستنكرين عدم اكتراث المجتمع الدولي لجرائمه وتعويمه ضمنيا.

واعتبروا استنكار بعض الدول الغربية (كأميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا)، للانتخابات السورية مجرد نفاق سياسي وتوزيع أدوار، داعين تلك الدول إذا كانت صادقة فيما أعلنته اليوم إلى القيام بما ينبغي لدفع القرارات الدولية إلى حيز التنفيذ وإتمام الحل السياسي. 

مسرحية هزلية

وأشار ناشطون إلى أن مسرحية الانتخابات السورية التي ستجري اليوم هي لاختيار رئيس جديد لسوريا نتائجها معروفة سلفا قبل أن تبدأ.

وقال أستاذ العلوم السياسية بالكويت عبدالله الشايجي، إن بشار الأسد، رغم قتله نصف مليون، وتشريده نصف شعبه وإفقار نصفه الثاني، يمضي في مسرحية استخفاف هزلية بانتخابات رئاسية رابعة ل7 سنوات اليوم-محسومة سلفا وغير معترف بنتائجها دوليا وغير مقبولة إقليميا. 

وأضاف أن "الخطيئةالصادمة" هي سعي النظام العربي لتعويم وشرعنة نظام الأسد الدموي في سوريا.

وكتب الناشط الحقوقي جمال عيد: "لازم تكون غبي، لو صدقت ان اللي في سوريا انتخابات، ومجرم لو دعمت المجرم بشار وارث الحكم من ابوه حافظ، ومتواطئ لو غمضت عن مذابح عيلة الأسد ضد شعب سوريا، ومتطرف لو تختزل الصراع على أنه"شيعة وسنة".

وأضاف أن ما يحدث في سوريا هو صراع ضد السفاح بشار والمتطرفين المدعومين سعوديا، مؤكدا أن المواطنة والحكم المدني هو الحل، وفق تعبيره.

وعدد ناشطون جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد منذ بداية الحرب منتصف مارس/آذار 2011، وحتى الآن، وانتهاكاته ضد الشعب، من قتل وقمع واعتقال وتعذيب وتهجير وتدمير للبنى التحتية وقصف الشعب بالكيماوي، وغيرها من الجرائم الموثقة والمقدمة أدلتها أمام المحاكم الدولية.

وسخر الناشط الحقوقي أسامة رشدي، قائلا: "انتخبوا بشار الأسد، قتل مليونا من شعبه وهجر 6 مليون آخرين ودمر سوريا وشرعن احتلالها من قوى دولية مختلفة تتحكم في مصيرها، انتخبوا السفاح ابن السفاح الذي ورث السلطة ورفض الديمقراطية وكانت أعظم هداياه لشعبه البراميل المتفجرة العشوائية والسلاح الكيماوي وقتل الأطفال".

وكتب مغرد آخر: "إجرام وإرهاب واستخدام أسلحة محرمة، قتل مئات الآلاف، اعتقل مئات آلاف، هجر الملايين، أغرق أوروبا والمنطقة بالمخدرات، ورغم هيك بقي في السلطة"، متسائلا عن نوع العمالة التي يقدمها بشار الأسد حتى سكت عنه كل من الشرق والغرب.

تخاذل المجتمع الدولي

وندد ناشطون يإعادة الأسد انتخاب نفسه على تلال من الأشلاء والحطام، وسط مرأى ومسمع وصمت جزء كبير من المجتمع الدولي.

وقال المحلل العسكري والإستراتيجي السوري العميد ركن أحمد رحال، إن المجرم بشار أسد يضع حافره الانتخابي على أنقاض مدينة دوما التي دمرها ببراميله وصواريخه وطائراته وأسلحته الكيماوية.

وأضاف: "قد تكون للباطل جولة ولكن الأحرار منتصرون بعون الله وستبقى تلك المشاهد والمسرحية عارا على جبين المجتمع الدولي الذي يعلم الحقيقة ويظلم شعبا جريمته أنه طالب بالحرية".

وأشار الدكتور جون حنا دحله، إلى أن المجتمع الدولي يخدر عقول المتعلقين بالوهم بعبارة "لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا!!" منذ أول الثورة، لافتا إلى أن كل من صرح هذا التصريح لم يفعل شيئا لإزاحة النظام، بل دعموه واخترقوا الثورة من أجل إبقائه في الحكم. 

واستهجن ناشطون استنكار وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، وفرنسا جان ايف لودريان، وألمانيا هايكو ماس، وإيطاليا لويجي دي مايو، وبريطانيا دومينيك راب، للانتخابات السورية قبل ليلة واحدة من إجرائها وقولهم إنها "لن تكون حرة ولا نزيهة".

قال الضابط الطيار المنشق عن جيش الأسد العقيد مصطفى بكور، إن كل بيانات التصريحات الدولية حول عدم شرعية انتخابات الرئاسة السورية  هراء وذر للرماد في العيون ما لم تترافق بطرد السفراء ومصادرة أموال الأسد وعائلته وأعوانه وتفعيل المحاكم الدولية لمحاكمة مجرمي الكيماوي والاعتراف بالثورة السورية كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.

وأكد الكاتب والإعلامي أحمد الهواس، أن الانتخابات الهزلية في سوريا هي مكافأة أميركية صهيونية، لما قام به النظام الطائفي وحلفاؤه من تدمير وقتل وتهجير للشعب السوري، ورغبة النظام الرسمي العربي والأنظمة الوظيفية بذلك، لأن سقوط نظام الخيانة يعني سقوط هذا البناء.

تلميع رغم الجرائم

وتداول الناشطون صورا تبرز حجم الدمار الذي سببه الأسد في سوريا، ساخرين من رفعه لافتات لدعايا انتخابية لترشحه للرئاسة.

ونشر الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، صورة لبيوت قصفها الأسد ومرفوع عليها لافتات له، متهكما عليها بالقول: "في انتخابات دول العالم يركز المرشحون على إبراز إنجازاتهم (مستشفيات، مراكز تسوق، طرق جديدة، مشاريع عملاقة...)، أما بشار فيركز على إبراز الدمار الذي ألحقه ببلده!". 

ونشر هيثم نبيل العياصرة صورة أخرى تبرز الدمار مركبا عليه صورة الأسد، مؤكدا أنها تتكلم عن إنجازاته.

وصب ناشطون غضبهم على المملكة السعودية التي استضافت  وزير السياحة في النظام السوري، محمد رامي مارتيني، 25 مايو/أيار 2021، في أول زيارة له للمملكة منذ عشر سنوات، والمقرر استمرارها 3 أيام لحضور فعاليات سياحية. 

وقال الكاتب والإعلامي أحمد موفق زيدان، إن السعودية ساهمت بفتح أبواب الجحيم يوم أسقطت العراق في حضن إيران، لتسقط بوابة بغداد، واليوم تستقبل وزير العصابة الطائفية السورية، وهي التي رددت أن النظام سيرحل عسكريا أو سياسيا، لتفتح أبواب جحيم أخرى لا سمح الله إن كسر الصفويون بوابة دمشق.

وتعجب القائم على حساب نحو الحرية، من أن السعودية والإمارات ترى في بشار الذي هجر العباد ودمر البلاد، طرفا يمكن الجلوس معه والقبول به سياسيا، بل وإعادته "للحضن العربي".