السيسي "يتطلع للتعاون مع فرنسا".. وناشطون: يعادي المسلمين ويتحداهم

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يواصل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، تحديه لكل الأصوات المنددة بإساءة فرنسا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والداعية لمقاطعتها، وأكد الاثنين، أن بلاده تتطلع للتعاون البناء مع الشركات الفرنسية، في إطار العلاقات الثنائية الإستراتيجية بين القاهرة وباريس.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي، رئيس شركة "أورانج" العالمية للاتصالات، ستيفان ريتشارد، بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكبار مسؤولي الشركة في مصر وعلى المستوى الإقليمي.

الناشطون على تويتر استقبلوا تحركات السيسي بالتنديد والسخرية والاستنكار، مؤكدين عبر مشاركتهم في وسم #السيسي_عدو_الله، أن موقف السيسي لن يزيدهم إلا إصرارا على مواصلة حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية التي انطلقت منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما زالت مستمرة، داعين لمقاطعة شركة "أورانج".  

واتهموا السيسي بالتماهي مع "الصهاينة في العالم العربي"، ومعاداة الإسلام والمسلمين، وتعمد معاندة المصريين خصوصا والمسلمين عموما، المتعهدين باستمرار المقاطعة حتى إفلاس الشركات الفرنسية وتركيع الرئيس إيمانويل ماكرون المساند للإساءات والمدافع عنها بقوة.

وتأتي محاولات رئيس النظام المصري مساندة فرنسا في أعقاب تقارير اقتصادية تؤكد حدوث هبوط حاد في أسهم الشركات الفرنسية الكبرى في الآونة الأخيرة نتيجة حملات المقاطعة،  بسبب الإساءة الفرنسية.

تحدي المقاطعة

تصريحات السيسي، استبقها بتحركات أخرى أظهرت دعمه لفرنسا، بداية من تجاهله توجيه أي إدانة واضحة لماكرون أو للصحف التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي، مرورا باتصالاته الهاتفية معه وحديثهما عن ما أسموه "محاربة الإرهاب والتطرف".

وتمادى السيسي من خلال إعلان تطلعه للتعاون مع الشركات الفرنسية، رغم اتساع الحملات المناهضة لسياسة فرنسا، وتنديد أكثر من 13 دولة رسميا بتصريحات رئيسها الاستفزازية ضد المسلمين، وانتشار آلاف التغريدات المطالبة بمقاطعة منتجاتها، التي دفعتها لدعوة حكومات الدول الإسلامية إلى وقفها.

الأمر الذي اعتبره ناشطون تحديا لحملات المقاطعة، وتعجب رئيس تحرير صحيفة المصريون، جمال سلطان، من تصريح السيسي عن تطلعه للتعاون البناء مع الشركات الفرنسية، وسط أجواء الغضب العارم في أنحاء العالم الإسلامي واتساع نطاق مقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب دفاع ماكرون عن إهانة النبي الكريم. 

 ورأى وكيل اللجنة الدينية السابق بالبرلمان، محمد الصغير، تصريح السيسي بأنه "تحد لحملة مقاطعه المنتجات الفرنسية، قائلا: "نحن قبلنا التحدي ولا بد أن تشعر أورانج بشؤم السيسي عليها من خلال مقاطعة جماعية لخطوطها وإلغاء الاشتراك فيها".

واستنكر الخطيب ما صرح به السيسي، قائلا: "على عكس ما يفعله المسلمون بمقاطعة فرنسا.. السيسي يستقبل رئيس شركة أورانج ويؤكد تطلعه للتعاون مع الشركة وغيرها من الشركات الفرنسية".

حلول بديلة

شركة أورانج "فرانس تيليكوم سابقا" التي استقبل السيسي رئيسها، تقدم خدمات المحمول والإنترنت، وأنشأت العلامة في 1994 لصالح شبكة خدمات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة التابعة لشركة هاتشيسون للاتصالات، وقامت "فرانس تيليكوم" بشرائها وامتلاكها في أغسطس/آب 2000.

وتعتبر "أورانج" أكبر الشركات الفرنسية للاتصالات، بلغت إيرادات المبيعات المجمعة لها عام 2019، 42 مليار يورو، ويعمل بها 147 ألف موظف بنهاية عام 2019 بما في ذلك 87 ألف موظف في فرنسا.

الناشطون طرحوا حلولا بديلة لردع السيسي بعد تصريحاته الاثنين خلال استقباله لرئيسها، لإفشال محاولته إنقاذ فرنسا، إذ قال الباحث الديني حامد نبهان: إن "أنجع حل هو تحويل الرقم من أورانج إلى شركة أخرى وليس التخلص منه بالإتلاف".

وأضاف: أن "التحول لمشغل آخر يحرم أورانج من استخدام الرقم مرة ثانية، مطالبا كل من يحمل أورانج بعدم الاتصال عليه وإفهامه أن هذا خيانة لله ورسوله".

معاداة المسلمين

منذ الانقلاب العسكري الذي قاده في صيف 2013 على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، محمد مرسي، لا يفوت السيسي فرصة لإظهار معاداته للإسلام والمسلمين، بادعاء محاربة الإسلام السياسي والإرهاب المزعوم، وهدم المساجد وإرغام الأوقاف على تطبيق سياساته، واعتقال المسلمين والدعاة، ومحاولة السيطرة على قرارات الأزهر.

الناشطون ذكروا السيسي ببعض مواقفه التي "أثبتت معاداته للإسلام والمسلمين، وشككوا في عقيدته ورأوا أن وقوفه إلى جانب فرنسا وتجاهل الغضب الشعبي منها طبيعيا ومنسجما مع سياساته".

ولفت أحد المغردين إلى أن السيسي "يتودد لفرنسا على حساب دينة، وفي تحد صريح لحملات المقاطعة التي أطلقها المسلمون ضد فرنسا دفاعا عن رسول الله، السيسي يشيد بجهود شركة أورانج وغيرها من الشركات الفرنسية"، مؤكدا أن "السيسي على استعداد أن يتنازل عن أي شيء للحفاظ على منصبه".

وأكد مغرد بحساب "ترند مصر"، أنه لا يستغرب تصريحات السيسي ورغبته في توثيق الشراكة مع الشركات الفرنسية وإعلانه دعمها، لأنه قال في تصريحات سابقة: "اللي ميرضيش ربنا احنا معاه".

فيما كتبت مغردة تسمى "الريم بنت ثاني": "يخرب بيتك يا بلحة كذا على المتفشي صحيح أنك صهيوني، الحركة ذي عناد في المسلمين ولا علشان تزيد الصهاينة في العالم العربي، وين مصر الي طلع منها أئمة المسلمين راحت وصارت تحت الحكم الصهيوني".