أين الماء والكهرباء؟.. لبنانيون يردون على دعوة نصرالله للجهاد الزراعي

بيروت- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثار الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الغضب مجددا في بيروت، بعد أن دعا اللبنانيين في 7 يوليو/تموز، إلى الاتجاه نحو الجهاد الزراعي والصناعي، حيث اتهمه ناشطون بالفشل والإفلاس السياسي والانفصال عن واقع التدهور الاقتصادي في البلاد.

واستنكر ناشطون عبر تغريدهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الجهاد_الزراعي، طرح نصر الله ورفضه المساس ببنية النظام السياسي في لبنان، مؤكدين أن أي حديث عن الانفتاح على موارد جديدة في ظل النظام الحالي يكرس سطوة رأس المال والسلطة الحاكمة ولا يحل الأزمات التي تعانيها البلاد.

ورأى ناشطون أن مختصر خطاب "نصر الله" أنه يقول للشعب اللبناني: "ازرعوا فأنا غير قادر على إطعامكم"، لافتين إلى أنهم كانوا يترقبون خطاب إنقاذ للبنان ولكنه فضح "إفلاس" حزب الله.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية تتصاعد وتيرتها منذ مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد الفساد، مدفوعة بانهيار العملة الذي أدى إلى تدمير الشركات وإغراق العائلات في حالة من العوز.

كما فقدت الليرة اللبنانية نحو 60٪ من قيمتها في السوق السوداء، منذ يونيو/حزيران 2020، مهددة بدفع الاقتصاد إلى دوامة تضخم مفرطة، بسبب انخفاض القوة الشرائية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، الأمر الذي دفع الجيش اللبناني لسحب اللحوم من قوائم مأكولات العسكر، كما رفعت الحكومة سعر الخبز بمقدار الثلث.

وتتعرض البلاد لانقطاع متواصل في التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود، مما يسبب خسائر فادحة، بالإضافة إلى ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، وتزايد حالات الانتحار بسبب الوضع الاقتصادي المتأزم.

خطاب مهلهل

واستهجن ناشطون خطاب نصر الله، وحموله وحزبه مسؤولية الانهيار الاقتصادي الذي وصل إليه لبنان، وسط توفير الحماية للفاسدين. 

وعقبت الصحفية اللبنانية جوزفين ديب، على كلمة نصر الله قائلة: إن "الجوع الحقيقي لا تُشبعه الزراعة على أهمية ثقافتها في مجتمعنا، جوعنا الحقيقي هو لمحاسبة الفاسدين وسارقي أموالنا وتعبنا، جوعنا هو لمعركة حقيقية ضد من يرفض المشاركة في دفع فاتورة الدين رغم مسؤوليته فيها، معركة ضد من يسرق أحلامنا وطموحنا ليجعله مقتصرا على الأكل فقط".

وأعربت ديما صادق عن حزنها لما وصل إليه نصر الله من قائد هز العالم العربي والإسلامي في 2006 (الحرب مع إسرائيل)، ثم تدحرج ليصبح قائدا للشيعة مع دخوله سوريا، ثم عاد وتدحرج ليصبح قائدا يخاطب فقط حزبه عندما قال بأنه سيظل يُؤمن رواتبهم بالدولار (ماذا عن باقي الشيعة؟) ليصل إلى الحضيض مع خطاب اقتصادي مُضحك لا يُقنع حتى أنصاره".

وتساءل مرزوق سعود: "حينما #يتحدث المتهم الأول في كل ما سبب من دمار وتخريب و#إرهاب، ماذا تتوقع منه! غير محاولة استمالة طرف ما؟

ولفت نبيل الحلبي إلى أن مرشد الجمهورية حسن نصر الله يعطي لنفسه هالة مقدسة، وهو يتزعم أكبر عصابة نهبت المال العام وقطعت عن اللبنانيين سبل العيش الكريم، وكل شرايين الدعم لسنوات، وفق تعبيره.

وأكد نايف الجربا أن إطلالات حسن نصر الله التلفزيونية باتت نذيرا للبنانيين ورمزا لاستعصاء أزمتهم، مشيرا إلى قوله أمس إنه وحزبه لا يمثلان "عائقا" أمام الولايات المتحدة إذا أرادت مساعدة لبنان.

سخرية وتهكم

وتساءل ناشطون عن مصير ملفات الفساد والكهرباء وارتفاع أسعار الدولار وتدهور العملة اللبنانية، وعن ما تحتاجه الزراعة والصناعة من رأسمال وكهرباء ومياه وغيرها، ساخرين من تصريحات نصر الله التصعيدية ضد إسرائيل وأميركا وحثه بالنهاية الشعب على الاتجاه إلى الزراعة.

وقالت أسماء ساخرة: "الزراعة والصناعة ما بدهم رأسمال وكهرباء وأرض ولا هيدول بيجو بالحمام الزاجل؟".  

وأكد ناشط آخر أن الزراعة والصناعة تحتاج إلى كهرباء ومياه وأسمدة ومواد للتصنيع، متسائلا عن الجهة التي ستؤمن هذه المستلزمات للشعب. 

وسخر الصحفي السوري أحمد الشامي، من تهديدات نصر الله لإسرائيل وأميركا، قائلا: "سوف نمطر إسرائيل بالطماطم، والخيار، ونرميهم بالقرع واليقطين كل ما اشتد لهيب المعارك .. سوف لن نستخدم الخس والبقدونس إلا لإجبارهم على طلب المفاوضات!، الجرجير هو سلاحنا الأكثر فعالية في حسم هذه المواجهة"، وفق تعبيره.

وتهكم مايكل شامون قائلا: "نصر الله حل المشاكل بالزراعة! إذا بدي كهرباء، بزرع جبران باسيل مثلا؟". 

فشل حزب الله

واتهم ناشطون حزب الله المشارك في الحكومة اللبنانية بالسرقة ونهب المال العام والفشل في إنقاذ البلاد. 

ونشر أحد المغردين رسوما بيانية توضح حصص الأحزاب اللبنانية والشخصيات السياسية الأكثر تمثيلا في الحكومات بين عامي 1990 و2019، مشيرا إلى تولي ما يُعرف بالثنائي الشيعي "حركة أمل وحزب الله" وزارات الزراعة والصناعة لمدة تتجاوز منذ 1990 حتى اليوم. 

وأوضح أنهما شاركا بكل الحكومات ووافقوا على كل الخطط والسياسات وصرفوا أموالا من الموازنة، متسائلا: "شو عملتوا بهالـ15 سنة؟؟".

وقال علي سرور: إن خطابات نصر الله ترقيع ليلّي، لا تختلف عن غيرها من خطابات من فشلوا بالسلطة، وهدفهم هو ربح كم يوم زيادة بالسلطة، مؤكدا أن السلطة والنظام سقطوا وفشلوا.

ورأى يوسف أن نصر الله تحدث عن الاقتصاد المنتج وتجاهل أن لبنان في مرحلة توزيع الخسائر، وحمل الخسائر للشعب ليحمي رأس مال المصارف وأرباح حيتان المال.

وأضاف: "لتلاقي شعب قادر يصمد وينتج لاحقا، بدك تدافع عن حقوقه مش تضحي فيه وتسكت عن سياسة تحميله الخسائر اللي ضربت قيمة مداخيله وعَدَمت قدرته الشرائية!". 

وأكدت تغريد يحيى أن الإفلاس السياسي يظهر حينما يظهر المسؤولون عن مصير بلد ليشجعوا ويحثوا على خطوات صوب الزراعة والصناعة البدائية والفردية، متناسيين أنهم مسؤولون عن تطبيق خطة إنقاذ شاملة.