يحارب كتابا جديدا لابنة أخيه.. ما الذي يخشاه ترامب من كشف ماضيه؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن توجه عائلة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بقيادة شقيقه إلى المحكمة العليا في نيويورك لمنع "ماري" ابنة شقيقهم، من نشر كتابها الذي يلخص رسالة مفادها بأن العائلة قد أخرجت أخطر رجل في العالم.

وقالت الصحيفة البريطانية: إن عائلة الرئيس ترامب بقيادة شقيقه روبرت، ونيابة عن باقي العائلة قد حثت القاضي على إصدار قرار مؤقت لمنع نشر كتاب لابنة شقيقة الرئيس ترامب، ماري، قائلين: إنهم لا يريدون إصدار مذكرات أخرى مثل جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي.

أسرار العائلة

ونقلت عن تشارلز هاردر محامي العائلة، قوله: إنهم لا يريدون مذكرات أخرى كمذكرات مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، يقدح في سمعة ترامب. وأفاد المحامي في مذكرة قانونية بأن القاضي حكم بأن بولتون انتهك اتفاق عدم الكشف عن المعلومات داخل البيت الأبيض، إلا أن العديد من نسخ الكتاب قد تسربت بالفعل ولم يتمكن من إسكاته.

وأوضحت الصحيفة أنه بناء على ما ذكره، طلب هاردر أمرا تقييديا من قاضي في مقاطعة دتشيس، شمال نيويورك، في أقرب وقت ممكن لأن كتاب ماري سيصدر في 28 يوليو/تموز 2020.

وأشار هاردر إلى أن كتاب بولتون نشره سايمون وشوستر، نفس الناشرين الذين لديهم حقوق كتاب ابنة شقيق الرئيس ترامب، ماري.

تجدر الإشارة إلى أن ابنة أخ الرئيس دونالد ترامب، ماري ترامب تقوم بكتابة كتاب يعد برفع الغطاء عن جميع أسرار العائلة، حيث من المتوقع أن تكشف عن ملابسات وفاة والدها فريد جونيور، شقيق ترامب، في عام 1982 بسبب إدمانه للكحول.

تقييد مؤقت

وقال هاردر في عريضته القانونية: "يسعى المدعي لتجنب الوضع المعروض في قضية الولايات المتحدة الأخيرة ضد بولتون حيث رأت المحكمة أنه على الرغم من أن الحكومة قد أثبتت أن بولتون انتهك التزاماته التعاقدية في نشر كتابه، فلا يوجد أمر قضائي يمكن أن يصدر لأنه في حين أن الكتاب لم يتم إصداره بعد، فقد تم توزيعه وتمكن العديد من الأشخاص من الوصول إلى نسخ من الكتاب".

وأكد المحامي أن أمر التقييد المؤقت الذي يسعى إليه المدعي سيوقف الأمور لفترة طويلة بما فيه الكفاية للمحكمة للبت في القضايا التي أثارها اقتراح المدعي.

وأشار هاردر إلى أنه بدون مثل هذا الأمر، نشعر بالقلق من أن سيمون وشوستر (الذي نشر أيضا كتاب بولتون) سيتخذان خطوات تجعل من المستحيل تنفيذ أمر قضائي أولي إذا تم إصداره، مما يبطل حق المدعي في الحصول على تعويض قضائي وافقت عليه ماري ترامب في اتفاق التسوية لعام 2001.

ولفت المحامي إلى أنه في الوقت الذي عرضت فيه قضية كتاب بولتون على القاضي رويس لامبرث في المحكمة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، كانت مقتطفات قد ظهرت بالفعل في صحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" وغيرها.

وكشف كتاب بولتون أن الرئيس عرض تقديم المساعدة للديكتاتوريين وتوسل للصين لمساعدته على الفوز في الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني. ويؤكد المراقبون أن كتاب بولتون قد تسبب في حرج بالغ للرئيس الأميركي في حين أن بولتون يقوم بالعديد من الرحلات الترويجية للترويج لكتابه.

وأكدت الصحيفة البريطانية أنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن أي مقتطفات من كتاب ماري، على الرغم من أن الوصف المدرج في القائمة يشير إلى أنه سيكشف عن كابوس الصدمات، والعلاقات المدمرة، ومزيج كارثي من الإهمال وإساءة المعاملة.

جاءت الخطوة القانونية الجديدة التي قامت بها عائلة ترامب بعد أن خسروا محاولتهم الأولى لمنع ماري ترامب من نشر قصة حياة أسرة الرئيس الأميركي، مدفوعة بها ومعها شقيقها فريد ترامب الثالث في عام 2000 حول وصية والد الرئيس فريدريك ترامب.

رفض المنع

قاضي محكمة كوينز سيروجينت في نيويورك كان قد أصدر حكما في 25 يونيو/ حزيران 2020 برفض إصدار قرار المنع المؤقت واصفا طلبهم بأنه "معيب بشكل قاتل".

وقال القاضي بيتر كيلي: إن محاكمته كانت الاختصاص القضائي الخاطئ وأن أي محاولة لعرقلة الكتاب الذي يحمل عنوان "الكثير والكثير: كيف خلقت عائلتي أكثر الرجال خطورة في العالم"، يجب أن تتم من خلال المحكمة العليا.

كان القرار بمثابة ضربة محرجة أخرى لترامب بعد أن اضطروا إلى إعادة طلبهم لأنهم لم يدفعوا الرسوم التي تُقدر بـ 45 دولارا.

وأشار القاضي كيلي إلى أن عائلة ترامب التي تقدمت بطلبها في محكمته كانت غير لائقة و خارج المعايير.

وبالفعل تقدمت أسرة ترامب إلى المحكمة العليا في 26 يونيو/ حزيران 2020 بطلب لإصدار أمر لمنع نشر الكتاب. في غضون ذلك، قال الرئيس وأشقاؤه في طلبهم الجديد ما قالوا في وقت سابق: إنهم سيعانون من ضرر لا يمكن إصلاحه إذا تم نشر كتاب ماري.

الدعاية الترويجية للكتاب الذي قامت بكتابته ماري ترامب، عالمة النفس البالغة من العمر 55 عاما تصف في الكتاب ما أسمته "كابوس الصدمات، والعلاقات المدمرة، ومزيجا كارثيا من الإهمال وإساءة المعاملة".

وذكرت عائلة ترامب في طلبهم الجديد لأمر التقييد المؤقت على ماري والناشرين سيمون وشوستر: "لا يمكن لأي مبلغ من التعويضات المالية أن يخفف من الخسارة التي ستتكبد إذا سمح لماري ترامب بانتهاك اتفاقية التسوية والنشر". في وقت زعمت فيه العائلة أن ماري كانت قد تعهدت بعدم كتابة أية مذكرات في عام 2001 بموجب شروط التسوية التي حلت نزاعا عائليا مريرا على ملكية فريد ترامب الأب.

اتفاق مسبق

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الاتفاق ينص على أنه بسبب شهرة دونالد ترامب وأخته ماريان كونها قاضية فيدرالية في ذلك الوقت، اتخذت الأسرة القرار بشكل جماعي للدخول في اتفاقية من شأنها الحفاظ على سرية الأمور الخاصة للعائلة.

ونقلت عن تيودور بطرس محامي ماري ترامب قوله: إن عائلة ترامب يسعون إلى هذا التقييد غير القانوني لأنهم لا يريدون أن يعرف الجمهور الحقيقة. وقال: "إن المحاكم لن تتسامح مع هذا الانتهاك الوقح للتعديل الأول".

وقال محامو سايمون وشوستر، ناشري كتابي بولتون وماري، أيضا إنهم سيحاربون القضية في التعديل الأول قائلين: إن ترامب يحاول التدخل في حرية الصحافة.

وأكد محامو سيمون وشوستر أن التعديل الأول يحمي بلا شك حق ماري ترامب بالمشاركة في النقاش الانتخابي عن طريق الكتابة وعملها فيما يتعلق بشخصية الرئيس وملاءمته للمنصب، مشددين على ضرورة عدم إصدار أية أوامر منع نشر مؤقتة لمنع نشر كتاب يتعلق برئيس الولايات المتحدة أثناء عام الانتخابات.

من ناحية أخرى، قال محامي ترامب تشارلز هاردر، في طلبهم يوم الجمعة (25 يونيو/ حزيران 2020): إنها ليست القضية الأولى. وأكد محامي عائلة ترامب أن توقيع ماري لاتفاق يلزمها بعدم نشر أسرار العائلة يصبح قيد التنفيذ فور توقيع الاتفاق وأن الأمر ليس له علاقة بالتعديل الأول، لافتا إلى أن ترشيح أحد أفراد هذه العائلة للرئاسة، بعد مرور 15 عاما، لا يغير ذلك من الاتفاق الملزم شيئا.

وفي الوقت الذي أكد فيه هاردر أن لماري ترامب الحق كليا في التحدث عن الإدارة الرئاسية وليس الرئيس ترامب فقط، فقد بيّن أن طلبه لا يمنع ماري ترامب من الانخراط في التعليق على كيفية إدارة ترامب الأمر في الولايات المتحدة.

ضربتان على الرأس

وذكرت الصحيفة البريطانية: مؤكد أن الصراع العائلي في أسرة ترامب لن ينتهي في محكمة مقاطعة في شمال نيويورك، وأن الصراع برمته سينتقل إلى محكمة اتحادية بغض النظر عن القرار الذي ستصدره المحكمة.

في غضون ذلك، قال فريد ترامب الثالث، شقيق ماري: إن الأخيرة لا تزال ملزمة باتفاقية "عدم إفشاء" مع عائلة ترامب، وكان يجب ألا تكتب كتابا عن العائلة تعتزم نشره الشهر المقبل يوليو/ تموز 2020.

وخلال بيان صادر حصريا إلى صحيفة "ديلي ميل" قال فريد: "في الوقت الذي تم فيه حل قضيتنا مع العائلة، تلقيت أنا وماري تسوية مالية سخية من العائلة وكنا أكثر رغبة للموافقة على تنفيذ أحكام عدم الإفشاء، والتي تمت الموافقة عليها والتوصية بها من قبل محامينا ومستشارينا في ذلك الوقت".

وذكر فريد في بيانه أنه وعائلته على علاقة قوية مع أسرتنا الممتدة ولم يكن لديهم أي مشاركة أو اهتمام في إعداد هذا الكتاب. وأكد في بيانه أن ابن ماري، ويليام الذي يعاني من الشلل الدماغي كانت العائلة قد تخلت عن رعايته، إلا أن الحقيقة التي تعلمها ماري أيضا تقول: إن ابننا ويليام قد تمت رعايته جيدا ماليا لسنوات عديدة من خلال صندوق ويليام ترامب الطبي من قبل خالاتي وأعمامي، ماريان، دونالد، إليزابيث، وروبرت.

في الوقت الذي حاولت فيه الصحيفة الوصول إلى فريد ترامب إلا أن محاولاتها لم تسفر عن شيء. وقالت "ديلي ميل": إن عائلة الرئيس ترامب يبدو قد تعلمت درسا قاسيا من كتاب جون بولتون الذي أساء كثيرا لسمعة الرئيس، للدرجة التي يحاولون فيها استصدار قرار منع مؤقت حتى يمنعوا الكتاب من الوصول إلى مراكز التوزيع والبيع.

إلا أن تغريدات ماري ترامب على "تويتر" تشير إلى اللهجة التي سيكون عليها كتابها الذي يمثل صاعقة ضربت رأس الرئيس الأميركي في الوقت الذي لا يزال يعاني من ضربة الرأس التي وجهها له جون بولتون. يبدو أن الأيام القادمة ستشكل علامات فارقة في مصير ترامب كرئيس، كما أنها ستكون أياما فاصلة في حياة عائلته، بحسب الصحيفة.