معاريف: هذه السيناريوهات المقبلة في "إسرائيل" بعد الانتخابات الثالثة

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقالا للكاتبة آنا براسكي، سلطت فيه الضوء على مرحلة ما بعد فوز حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في انتخابات الكنيست المعادة للمرة الثالثة، والسيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة الجديدة.
وبدأت آنا براسكي مقالها بالقول: إنه "يجب الاعتراف بالحقيقة، لقد فاز بنيامين نتنياهو والليكود بالكأس الذهبي في الجولة الأخيرة من الانتخابات. رجل يبلغ من العمر 70 عاما وتُوجه ضده ثلاث لوائح اتهام، وهو أول رئيس وزراء في التاريخ يفشل مرتين في مهمة تشكيل الحكومة بعد حصوله على تفويض من رئيس الدولة".
"على حافة المعجزة"
وأضافت: "يخوض نتنياهو حملة انتخابات لمدة عام في مواجهة معسكر كبير، ويتقدم إلى الأمام نحو كل الصعاب ويعيد نفسه ومعسكره إلى المكانة نفسها التي بدأ منها كل شيء قبل عام"، مشيرة إلى أنه "في اللعبة السياسية، يعتبر هذا إنجاز على حافة المعجزة".
ورأت الكاتبة أن نتنياهو لم يُعد إلى "الليكود" ونفسه الملكية فحسب، بل قام بتحسين النتائج في أبريل/ نيسان 2019، حيث أنهت الكتلة اليمينية الحملة بـ59 مقعدا، واليسار بـ55 مقعدا، و"إسرائيل بيتنا" بـ5 مقاعد. حينها حصل حزب "كولانو" على 4 مقاعد، ولم يثر موشيه كحلون أية متاعب.
وأردفت: أما في الحملة الثانية، فقد بدت النتائج بمثابة كارثة لنتنياهو على الرغم من دمج حزب "كولانو" مع "الليكود"، واستقالة موشيه فيغلين، فقد خسر حزب الليكود 3 مقاعد، وتعززت قوة أفيغدور ليبرمان، وضعفت الكتلة اليمينية بأربعة مقاعد مقابل اليسار، الذي كان قد رأى نفسه فعلا بالسلطة.
وأشارت الكاتبة إلى أن مسؤولي "الليكود" توقعوا انهيار حزبهم، وقالوا حينها: "إذا لم نقم بتشكيل حكومة وحدة، ففي المرة القادمة سنحصل على 24 إلى 26 مقعدا في أقصى الحالات، وسنذهب إلى المعارضة".
وتابعت: أما نتنياهو ففي الاجتماع الأول لفريق الحملة الانتخابية الأخيرة، قال: "في المرة الثالثة، سوف نعيد أولئك الذين لم يصوتوا لنا للمرة الثانية".
وبحسب الكاتبة، فإنه ورغم ضحك وسخرية ناشطي "الليكود" من حديث نتنياهو، لكن الحقيقة لقد فعلها، وأصبح الليكود هو أكبر حزب في الكنيست، وعادت كتلة اليسار إلى 55 مقعدا، واليمين ينقصه 3 مقاعد فقط لتشكيل الحكومة.
وبرأي آنا براسكي، فإن الخط في حملة الليكود كان صحيحا، إذ ركز نتنياهو على إنجازاته كرجل دولة وعلاقاته بقادة العالم الكبير، وخصوصا مع واشنطن، وموسكو، وإعلان "صفقة القرن"، وإعادة المعتقلة الإسرائيلية في روسيا إلى إسرائيل نعمة يسسخار.
وأردفت: إضافة إلى ذلك، تمكن نتنياهو من تحويل الأجندة القانونية التي هددته إلى حملة ناجحة أخرى خدمت مصالحه، فقد قبل الجمهور هذه الانتخابات كاستفتاء على مسألة الثقة في النظام القضائي ووسائل الإعلام، لافتة إلى أن "الـ 58 مقعدا التي حصل عليها اليمين هي من كل شخص يعتبر أن لوائح الاتهام الثلاث لا تلغي نتنياهو، بل تمجده أكثر".
ونوهت الكاتبة إلى أن ضعف كتلة "أزرق- أبيض" وكتلة "اليسار- وسط"، يشير إلى أنه لا يمكن استبدال الحكومة برسالة "سنغير الحكومة" فقط، لأن الجمهور يبحث عن أيديولوجية ومنصة متنوعة وقائد مساو لمن يريد استبداله. طالما أن الوضع في "يسار- وسط" ليس كذلك، فبالنسبة إلى نتنياهو فالحفل لم ينته.
ثلاثة سيناريوهات محتملة
واعتبرت أن فوز نتنياهو هو فوز شخصي، ففي الاعتبارات التنافسية يمكن القول: إن التعادل هو سيد الموقف، لأن الفوز من الناحية السياسية في إسرائيل يعني تشكيل ائتلاف وتشكيل حكومة. الوضع الآن هو كالآتي، حكومة وحدة بطريقة أو أخرى مع "أزرق- أبيض" أو بتخطيط من الرئيس.
لكن هذه المرة حصلت كتلة اليمين على 58 مقعدا، ويدعي المقربون من نتنياهو أنهم أكثر استرخاء وثقة في السياق القانوني. يجادلون بأن رئيس الوزراء مستعد وراغب في عرض الوحدة على أساس التناوب، وحسب الكاتبة، فإنه وفقا لهذا السيناريو فإن نتنياهو لن يمنح بيني غانتس نفس شروط التناوب التي عرضها عليه في المفاوضات السابقة.
أما السيناريو الثاني والأكثر واقعية- بحسب الكاتبة- هو انضمام حزب "العمل" إلى الائتلاف، ولا يوجد أي حساسية هنا، لأن الحزب ورئيسه عمير بيرتس نفسه كانا بالفعل أعضاء في حكومة نتنياهو سابقا، وأن نية بيرتس لجلب الناخبين اليمينيين إلى حزبه دليل آخر على أن حزب "العمل" يميل إلى الوسط أكثر مما كان عليه في الماضي.
ولفتت الكاتبة إلى أن السيناريو الثالث من جانب اليمين هو الذهاب إلى انتخابات رابعة. إذا تمكن الشعب من هضم ثلاثة جولات انتخابية في 11 شهرا، فستكون الانتخابات الرابعة سهلة عليهم.
وتساءلت الكاتبة: هل هناك خيار رابع: عودة حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان إلى تكتل اليمين وجلوسه بائتلاف مع الحريديم، على الرغم من تصريحات قادتها؟.
وأجابت، قائلة: بالنسبة لنتنياهو، فإن هذه القصة مستحيلة. نظرية رئيس الوزراء هي أن ليبرمان يظن في أن الشرطة تبحث عنه، وعلى الرغم من أنه لم يكن مرتبطا بقضية "إسرائيل بيتنا" ولم يتم استدعاؤه للإدلاء بشهادته في وحدة التحقق 433، إلا أن ليبرمان واثق من إجراء تحقيق سري ضده.
وتابعت الكاتبة: يدعي نتنياهو أن كل ما يهم ليبرمان هو إسقاطه، ليحوز على إعجاب النظام القضائي، الذي هدفه إقصاء نتنياهو. وعندما سألوا الأخير عن إمكانية تشكيل حكومة مع ليبرمان، قال: إن "ليبرمان لن ينضم، ولن يكون ائتلاف كهذا".
ولفتت إلى أنه في محيط رئيس "إسرائيل بيتنا"، يظنون أن الوضع بالعكس، فقبل موعد الانتخابات الثانية، أخبر ليبرمان الكاتب بن كاسبيت أن نتنياهو كان يشغّل شركة تحقيق خاصة ضده وعائلته للعثور على مواد من شأنها أن تنهي مسيرته السياسية. لذا فإن احتمال أن يكون ليبرمان هو الشخص الذي يكمل النصاب القانوني ويعطي نتنياهو إمكانية تشكيل ولاية أخرى مستحيلة.
وأردفت: تلقينا دليلا إضافيا في الأسبوع الجاري، عندما أعلن حزب "إسرائيل بيتنا" أنه سيدعم قانونا قدمه "أزرق- أبيض" يحظر على الشخص المتهم تشكيل حكومة (قانون من شأنه أن يحرم نتنياهو شخصيا من ترؤس الحكومة).
واستدركت الكاتبة، قائلة: لكن من أجل تمرير القانون، يجب أن تتوفر عدد من الشروط. أولا، يجب أن يصل غانتس إلى الرئيس بـ 59 توصية على الأقل من شأنها أن تسمح له بالحصول على تفويض التحالف. والخطوة التالية هي: عقد اللجنة التنظيمية. إذا حصل رئيس "أزرق- أبيض" على الحق في تشكيل ائتلاف أولا، فستنتقل اللجنة التنظيمية إلى حزبه.
وخلصت إلى أنه خلال هذه المرحلة، فإن الشخص الذي يمكنه منع تقديم القانون هو رئيس الكنيست. تماما كما في قصة الحصانة، ستكون معضلة يولي إدلشتاين رئيس الكنيست وهو عضو عن حزب "الليكود" كما يلي: هل سيمنع تقديم القانون ويدفع ثمنه في منصبه؟ إذا أقر القانون رئيس الكنيست، فإن طريقة إقراره لن تكون معقدة بعد ذلك.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: الغرض من القانون ليس عزل نتنياهو الفوري، بل خلق ضغط على رئيس "الليكود" للموافقة على حكومة وحدة مع "أزرق- أبيض"، مع أن تولي غانتس الفترة الأولى، سيناريو يصعب تصور أن يتقبله نتنياهو.