تشن حملات سرية.. "فيسبوك" يحذف شبكة حسابات مرتبطة بالسعودية

12

طباعة

مشاركة

أعلن موقع "فيسبوك" العثور على دليل لشيء طالما اشتبه فيه خبراء الأمن القومي و"الأمن السيبراني"، وهو وجود أشخاص مرتبطين بالحكومة السعودية يشنون حملات سرية على موقعي "فيسبوك" و"إنستجرام" في محاولة لتعزيز الدعم للمملكة ومهاجمة أعدائها.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن إعلان يوم الخميس الماضي، هو أول كشف علني لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن عثوره وحذف حملة تأثير سرية مرتبطة بالحكومة السعودية.

دعم مالي

وأضاف التقرير، أن "الأشخاص الذين يقفون وراء الحملة - الذين لم يذكر "فيسبوك" اسمهم لكنه قال إنهم مرتبطون بالحكومة السعودية – أداروا عملية موسعة تضمنت مئات من صفحات وحسابات فيسبوك".

وقال "فيسبوك"، وفقا لتقرير الشبكة الأمريكية، فإنهم اختلقوا شخصيات وهمية، وكانوا يتمتعون بموارد جيدة، حيث أنفقوا أكثر من 100 ألف دولار على الإعلانات على "فيسبوك" و"إنستجرام"، وأن الصفحات المشاركة في الحملة ضمت أكثر من مليون متابع.

ونقلت "سي إن إن" عن ناثانيل جليشر، رئيس سياسة الأمن السيبراني على "فيسبوك"، قوله: "لقد تبادلنا المعلومات حول النتائج التي توصلنا إليها مع إنفاذ القانون، وشركاء الصناعة وصانعي السياسات".

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنها تواصلت مع الحكومة السعودية للتعليق على الموضوع، لكن لم يتسن الحصول على إجابات من المسؤولين.

وبحسب "سي إن إن"، فإنه على مدار العامين الماضيين، عيّن "فيسبوك" موظفين لديهم خلفيات في مجالات مثل الاستخبارات وإنفاذ القانون والصحافة ليكونوا جزءا من فريق يكتشف ويغلق الحملات المنسقة على المنصة، بما في ذلك بعض المعلومات المضللة المنتشرة والمتصلة بالدول الوطنية.

وذكرت، أن جليشر كتب قائلا: "نحن نعمل باستمرار على اكتشاف هذا النوع من النشاط وإيقافه، لأننا لا نريد استخدام خدماتنا للتلاعب بالناس. إننا نزيل هذه الصفحات والمجموعات والحسابات استنادا إلى سلوكهم وليس المحتوى الذي نشروه. وأمكن لمحققي تهديدات الشركة الوصول إلى معلومات مثل عناوين "آي بي" وعناوين البريد الإلكتروني والمؤشرات الأخرى التي يستخدمونها لتحديد من يقف وراء شبكة من الحسابات ومن أين يعملون.

انتقاد دول

وأشار إلى أن "بعض الصفحات السعودية، مثّلت مواقع إخبارية محلية تستهدف أشخاصا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وتم تشغيل حسابات أخرى باستخدام أشخاص يبدون كسكان محليين من البلدان في تلك المناطق. نشرت شبكة الصفحات والحسابات حول خطة الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي التي أعدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ودوّنت ما وصفته بأنه نجاح للقوات المسلحة السعودية في اليمن، وشاركت في كثير من الأحيان في انتقاد الدول المجاورة بما في ذلك إيران وقطر وتركيا، وشككت في مصداقية شبكة الجزيرة الإخبارية ومنظمة العفو الدولية".

ونقلت شبكة "سي إن إن"، عن شركة "فيسبوك" قولها، إن التقارير الأخيرة من موقع التحقيق "بلينكات" ساعدت الشركة على تحديد الصفحات التي تم حذفها.

وأشارت إلى أنه في يونيو/ حزيران الماضي، أصدر "بلينكات"  تقريرا يزعم فيه أن سعود القحطاني، مدير اتصالات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتورط في اغتيال الصحفي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، قام بشراء خدمات القرصنة وشارك في إنشاء حسابات مزيفة لوسائل التواصل الاجتماعي.

وبيّن تقرير شبكة "سي إن إن" أن "فيسبوك" أوضح أنه على الرغم من استفادته من المعلومات التي نشرتها شركة "بلينكات"، فإنه لم يجد أي روابط مباشرة بين الصفحات التي أزالتها والقحطاني.

وذكرت، أن المملكة ألقت باللوم في مقتل خاشقجي على بعض أقرب مساعدي بن سلمان. وقد أعفي القحطاني وعدد من المسؤولين الآخرين من مناصبهم في عام 2018. وقال ممثلو الادعاء السعوديون إن القحطاني يخضع للتحقيق ومنع من مغادرة المملكة.

وبحسب تقرير "سي إن إن"، ففي المجمل، حذف "فيسبوك" 217 حسابا، و144 صفحة و5 مجموعات على "فيسبوك" و 31 حسابا على "إنستجرام" كانت جزءا من الشبكة.

مصر والإمارات

وأفادت نقلا عن "فيسبوك" بأن الصفحات التي تنشر معظمها باللغة العربية تركز بشكل أساسي على "قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن".

وأكدت، أنه كان للصفحات أكثر من مليون متابع، ولكن كما هو الحال دائما في أي عملية مثل هذه، من غير الواضح عدد هؤلاء المتابعين الذين كانوا حقيقيين وعددهم مزيف، أو تم شراؤهم في محاولة لجعل الصفحات تبدو شرعية.

ونقل تقرير الشبكة الأمريكية عن جليشر، قوله: "إننا نحذف هذه الصفحات والمجموعات والحسابات بناءً على سلوكهم، وليس المحتوى الذي نشروه".

وكشفت "سي إن إن" أن "فيسبوك" أعلنت حذف شبكة منفصلة غير مرتبطة من الحسابات تنفد من الإمارات العربية المتحدة ومصر. كان للصفحات في تلك الشبكة ما يقرب من 14 مليون متابع وأنفقت 167 ألف دولار على الإعلانات "فيسبوك".

وقال "فيسبوك"، بحسب التقرير، إن الصفحات تدار من اثنتين من شركات التسويق في الإمارات العربية المتحدة ومصر، وتستهدف الجماهير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتواصلت "سي إن إن" مع الشركة الإماراتية المزعوم تورطها. ولم يتم العثور على معلومات الاتصال بالشركة المصرية.

وفي ختام التقرير، أكد جليشر، أن الصفحات تحدثت حول "الدعم المزعوم للجماعات الإرهابية من قطر وتركيا ونشاط إيران في اليمن والنزاع في ليبيا ونجاح التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن واستقلال أرض الصومال".

ذباب إلكتروني

وتواجه المملكة العربية السعودية، اتهامات بإدارة "ذباب إلكتروني" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للنيل من الشخصيات المعارضة لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان، وكذلك شن حملات تشويه ضد قطر وتركيا، عبر فرق يرأسها مستشار بن سلمان، سعود القحطاني.

وكشفت تقارير صحفية، أن الكثير من المنابر النقاشية (غرف التشات" كان وراءها بحسب شهادات ناشطين، وأسهم القحطاني في تشكيل سياسة المملكة في الأمن الإلكتروني، حيث شملت شبكته على قراصنة لملاحقة نقاد الحكومة في الداخل والخارج.

 وبحسب تقرير نشرته مجلة "فانيتي فير"، الأسبوع الماضي، فقد عمل القحطاني مع شركة "هاكينغ تيم" الإيطالية، التي تقوم ببيع أنظمة للقيام بالهجمات الإلكتروني، فيما تتبعت تقارير أخرى علاقة السعودية بمجموعة "أن أس أو" الإسرائيلية، التي طورت برمجية باسم "بيغاسوس" الذي أدى دورا في ملاحقة ثلاثة معارضين على الأقل.

ونوهت المجلة إلى أن هذا التطور ظهر في الوقت الذي عُيّن فيه محمد بن سلمان مستشارا بارزا للديوان الملكي، وبعد ذلك وليا للعهد في عام 2017، وبعدها أصبح القحطاني مديرا لمركز دراسات الشؤون الإعلامية والفيدرالية السعودية للأمن الإلكتروني والبرمجة والطائرات المسيرة".

وكان تحقيق سابق نشره موقع "بيلينج كات" البريطاني المختص في الاستقصاء الإلكتروني، قد كشف توصيف القحطاني الوظيفي، بأنه "أمير الذباب الإلكتروني" ويتركز عمله في القرصنة ومراقبة منتقدي النظام السعودي وبن سلمان، مشيرا إلى أنه في عامي 2012 و2015 حاول شخص -يعرّف نفسه باسم القحطاني- شراء أدوات المراقبة من شركة برامج تجسس إيطالية مثيرة للجدل.