رد المقاومة على مقترح الهدنة.. إشادة بذكائها وتحذير من أكاذيب الاحتلال

12

طباعة

مشاركة

سلّم وفد مشترك من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" رد المقاومة الفلسطينية للوسيطين القطري والمصري حول المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو/أيار 2024، لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.

ويتضمن المقترح ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار، وينص في نهاية المطاف على وقف دائم للأعمال القتالية، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين.

وفي بيان مشترك من حماس والجهاد، أكد أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، سلما في 11 يونيو/حزيران 2024، الرد على مقترح الهدنة إلى وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقالت المقاومة إن "الرد يضع الأولوية لمصلحة شعبنا، وضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة بشكل تام"، كما أبدى الوفد الفلسطيني جاهزيته للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية.

وأفادت مصادر بأن الرد الفلسطيني الذي تم تسليمه اشتمل على تعديلات للمقترح الإسرائيلي بما يشمل "وقف تام لإطلاق النار، والانسحاب من كامل قطاع غزة بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا".

وفي أول تعليق للاحتلال، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مسؤول "إسرائيلي"، زعمه أن "حركة حماس رفضت اقتراح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي قدمه بايدن"، مدعيا أن "حماس غيرت كل المعايير الرئيسة والأكثر أهمية في الاقتراح:.

كما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين، قولهما إن "رد حماس يعد رفضا للمقترح الذي أعلنه بايدن، لتحرير الرهائن ووقف إطلاق النار، وذلك دون أن يحدد المسؤولان أي البنود التي رفضتها الحركة في المقترح المكون من 3 مراحل".

بدوره، أعلن مستشار اتصال الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أنهم تلقوا ردا من حماس فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع، وأنهم بدأوا في تقييم الرد، قائلا: "سنأخذ الوقت الكافي لتقييم الرد بالطريقة المناسبة قبل تحديد الخطوات التالية".

وتأتي التطورات، في أعقاب تبني مجلس الأمن الدولي مشروع قرار صاغته واشنطن يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وحذر ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصة "إكس" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حماس، من ترويج الاحتلال الإسرائيلي لأكاذيب مضللة حول موقف المقاومة الفلسطينية من المقترح الإسرائيلي الأميركي، وزعم إسرائيل رفض المقاومة للمقترح.

وذكروا بأن المقاومة الفلسطينية أبدت مرونة في محطات التفاوض كافة، مع التمسك بالحق الفلسطيني ومطالبها المعلنة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من غزة وإطلاق سراح الأسرى. 

وصب ناشطون جام غضبهم على الإدارة الأميركية، وسخروا من إعلانها أنها ستأخذ الوقت الكافي لتقييم رد حماس بعدما كانت تستعجل المقاومة للرد وترجوها على الموافقة، مؤكدين أن واشنطن شريكة تل أبيب في إبادة غزة، وأن المقاومة أدارت العملية السياسية بدهاء.

رسائل إيجابية

وتقييما لرد حماس والطريقة التي أعلنت بها موقفها، أشار الكاتب محمد حامد العيلة، إلى أن المقاومة سلّمت ردّها على المقترح الذي تسلمته قبل عدة أيام، حيث اتسم بالإيجابية والمرونة.

ودون عدة ملاحظات على المقترح ومنها، أنه يتكون من ثلاث مراحل متصلة، تنتهي بتلبية المطالب الأساسية المتمثلة في وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار.

وأشار إلى أن من المتوقع في المرحلة الأولى تفكيك جميع المواقع الإسرائيلية وسط قطاع غزة، والانسحاب من معبر رفح، ومحور فيلادلفيا، وحرية الحركة داخل قطاع غزة بما في ذلك عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله.

ولفت العيلة، إلى أن هنالك تركيزا على إغاثة وإيواء الأهل في قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز والبنى التحتية والبدء الفوري بإزالة الركام.

 وأكد أن الرد ينسجم مع قرار مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك التثبيت النهائي لوقف إطلاق النار في المرحلة الثانية، ومن ضمانات الوصول إلى هذه المرحلة تسليم الأسرى الضباط والجنود في المرحلة الثانية وليس الأولى.

وأضاف أن الاتفاق يشمل خطة إعادة إعمار قطاع غزة تستغرق 3 إلى 5 سنوات تشمل جميع الفئات المتضررة، وبدعم دولي متعدد، قائلا إن "في حال تعامل العدو بإيجابية مع المقترح، فإن الوصول إلى وقف إطلاق النار يحتاج إلى عدة أيام". 

وأكد ناصر قنديل، أن حماس والجهاد تربحان بالنقاط بالذكاء المقاوم على الذكاء الصناعي لمبادرة بايدن، مشيرا إلى أن "ردّ المقاومة يربط بدء المرحلة الثانية بانتهاء المفاوضات على اتفاق إنهاء الحرب".

وعلق الصحفي أحمد فوزي، على صورة تجمع هنية ونخالة، قائلا إن "حماس والجهاد أرسلتا رسالة مهمة بهذه الصورة مع تسليم رد فصائل المقاومة للوسطاء".

وأشار الصحفي محمد أبو طاقية، إلى أن "إسرائيل" لأول مرة تفاوض، مؤكدا أن "هذا جزء من غضب البعض الصهيوني".

وقال إن "الفلسطيني الذي (يُضحك) عليه وُيسلب منه موقفه للحديث باسمه بلسان عربي لم يعد موجودا ولن يكون، الفلسطيني اليوم كما سطر صفحات مجد وعز وصمود في الميدان، يسطر نموذجا فريدا ومشرفا في ملعب والسياسية والتفاوض؛ لأنه خريج هذه الأرض وابن هذا الحق والدم".

مآل المفاوضات

وتحت عنوان "عن رد حماس على مقترح الكيان الذي قدّسه بلينكن!"، أوضح المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن "الورقة الجديدة لا تبتعد عن الورقة التي قدمتها مصر ووافقت عليها الحركة سابقا، مع إضافات تخصّ معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وتأكيد الربط بين المراحل، والوقف الدائم لإطلاق النار، ورفع الحصار كاملا في المرحلة الثالثة، بجانب رفض أي فيتو على أسماء أسرانا في التبادل".

وقال إن "الحال أن نتنياهو الذي لم يوافق على كلام بايدن، لا يُتوقّع أن يوافق على هذه الورقة، وما كان يريده من ورقته (المرفوضة) هي المرحلة الأولى فقط، وحين تحدّث بايدن عن وقف نهائي لإطلاق النار، بادر إلى رفض ذلك".

وأضاف الزعاترة، أن الأميركان تسلّموا الورقة من الوسيطين المصري والقطري، وقالوا سندرسها، لكن الحقيقة أنهم سينتظرون رد "الكيان"، ولا يتوقع منهم شيء (بعد رفض مرجّح)، اللهم سوى استمرار اللهاث خلف صفقة تعين بايدن انتخابيا، وعلى أمل أن تفضي (بعد الهدنة) إلى انتخابات مبكّرة في "الكيان" تُبعد نتنياهو، لكن الأخير الذي تمرّس في ألعاب السياسة لن يكون صيدا سهلا على الأرجح.

وأكد أن هذا لا يعني أن نتنياهو مرتاح، بل العكس هو الصحيح، فهو مأزوم في الحرب ونزيفها، وفي الشرذمة الداخلية، والاقتصاد، ومع أهالي الأسرى، وفي الشمال مع حزب الله، ومخاوف تصعيد أكبر يحذّره منه الأميركان، وفوق ذلك تحوّل كيانه إلى "كيان مجذوم" في العالم، وقضية محكمة العدل الدولية، ثم "الجنايات" مازالت حاضرة.

وعد الزعاترة، الوضع بالغ التعقيد محليا وإقليميا ودوليا، ويصعب الجزم بمآلاته القريبة، أما بعد ذلك، فقد انتهى كتب "الطوفان" بداية النهاية المعروفة، مهما استغرقت الرحلة نحو الهاوية.

وقال الباحث سعيد زياد، إن "رد حماس لا يعني نهاية الحرب، لكنه يعني أن هناك فرصة للوصول إلى اتفاق"، موضحا أن "مسار المفاوضات الحالي، إذ انهار ربما نكون أمام، مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الإدارة الأميركية والمقاومة حول الأسرى الإسرائيليين الخمس الذين يحملون الجنسية الأميركية".

وأضاف أنه "حال انهيار مسار المفاوضات الحالي ربما نكون أمام اتفاق أميركي سعودي بدون إسرائيل، وتوتر أكبر في جبهة الشمال، وتصاعد حدة الخلاف الداخلي في قيادة العدو، وتصاعد حدة المظاهرات المطالبة بصفقة خاصة بعد انسحاب وزير الحرب بيني غانتس".

وأوضح زياد، أن رد حماس تضمن اشتراط انسحاب العدو من معبر رفح ومحور فيلادلفيا في المرحلة الأولى، حيث لا يمكن أو يكون هناك أرضية لعودة الهدوء وبدء مرحلة تفاوض حقيقة بدونها، متوقعا أن هذين البندين ربما يحملان المعضلة الأهم التي سيحمّل عليها نتنياهو فشل المفاوضات.

واستنكر ترويج جميع الصحف والقنوات التابعة لنتنياهو، سيمفونية "حماس ترفض عرض الرئيس بايدن"، مؤكدا أنها "تهدف لشيطنة رد المقاومة، ونسف مسار المفاوضات قبل أن يبدأ".

وأوضح الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن “رد حماس والجهاد للمصريين والقطريين فيه موافقة واضحة مع تأكيد وقف إطلاق النار والانسحاب، وهذان لا يعطلان الاتفاق، فهما ضمن مضامين وتأكيدات مؤتمر بايدن وقرار الأمم المتحدة”.

وعقب خبير إدارة الأزمات مراد علي، على إعلان قطر ومصر تسلمهما ردا من حماس والفصائل الفلسطينية حول مقترح الهدنة، قائلا: "العالم كله على أطراف أصابعه في انتظار رد حماس (الإرهابية) التي يريد نتنياهو وحلفاء إسرائيل من الغرب ومن العرب التخلص منها". 

وأضاف: "سبحان الله: من كان يريد العزة فلله العزة جميعا".

ونقل الإعلامي جمال ريان، عن عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، قوله إن "رد حركة حماس والفصائل الفلسطينية، يتسم بالمسؤولية والجدية والإيجابية، وينسجم مع مطالب شعبنا ومقاومتنا، ويفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق، وتحريض الإعلام الإسرائيلي على رد حماس، مؤشر على محاولات التهرب من استحقاقات الاتفاق".

أكاذيب وتضليل

ورفضا للترويج بأن المقاومة الفلسطينية ترفض المقترح، أشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى أن "الإعلام الإسرائيلي بدأ يتحدث عن أن حماس رفضت المقترح"، مؤكدا أن "هذا الكلام غير دقيق وأن من أعلن رفض حماس للورقة هو الاحتلال الإسرائيلي".

وعد ذلك انعكاسا لرفض الاحتلال للورقة، قائلا إن "الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية شريكان في الإبادة الجماعية ويريدان من حماس التوقيع على شيك من بياض، ولا يريدون لها الحديث في التفاصيل أو وقف الحرب والانسحاب من غزة".

وذكر أبو سلمية، بأن "المقاومة الفلسطينية وضعت منذ اليوم الأول محددا واضحا وهو الانسحاب من كامل قطاع غزة ووقف العدوان، وذلك أول الأولويات"، مؤكدا أن "الاحتلال يريد لهذه الحرب أن تطول ولا يريد وقف الحرب أو العدوان".

وقال: "لو كانت هناك نية مسبقة أصلا لدى الاحتلال لوقف العدوان على قطاع غزة لما انسحب غانتس من مجلس الحرب".

وأضاف أبو سلمية: "إذا كان غانتس وآيزنكوت القادمان من معسكر الدولة ويعدون أكثر عقلانية من نتنياهو واليمين المتطرف وصلوا إلى قناعة أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب هل تريدون منا أن نقتنع أن نتنياهو يريد وقفا لهذه الحرب، هذا ضرب من الجنون والخيال".

وحذر المحلل السياسي ياسين عز الدين، من "لعبة أميركية خبيثة جدا، يسعى خلالها القادة الأميركيون إلى تصوير أمر الصفقة على أنه متعلق بموافقة حماس ومزاج وعناد يحيى السنوار (كما يزعمون)"، مؤكدا أن "لهذا حرصت حماس اليوم على أن تسلم ردها برفقة الجهاد الإسلامي للتأكيد على أن القرار وطني فلسطيني وليس قرار حركة ولا أشخاص".

وتوقع أن "الصفقة لن تحصل، لأن نتنياهو لا يريدها، لكن الأميركيين يلعبون لعبة قذرة ويريدون وضع اللوم على حماس أنها ترفض وتخضع (لمزاج السنوار وغير السنوار) حتى يبرؤوا نتنياهو من جريمة استمرار الحرب".

وأوضح عز الدين، أن "نقطة الخلاف الرئيسة والتي تعطل كل شيء هي أن المقاومة تريد وقفا تاما للحرب بينما نتنياهو يريد إنجاز تبادل الأسرى ثم استئناف الحرب، لا يوجد قائد فلسطيني عاقل أو نصف عاقل يقبل بذلك (ما عدا محمود عباس لأنه ليس فلسطينيا ولا قائدا ولا عاقلا ولا بني آدم)".

وحث على عدم تكرار كلام الأميركيين بأن "حماس تمانع وحماس ترفض والسنوار راكب راسه"، حماس حركة عقلانية ومسؤولة تسعى لمصلحة شعبها وتتشاور مع جميع فصائل المقاومة.

واستنكر عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض عمر عبدالعزيز، "ترويج الصهاينة سردية أن حماس ترفض المقترح"، داعيا إلى "عدم الانسياق للروايات الصهيونية".

واستحضر ما قالته فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانها بأن "حماس لم ترفض وإنما لا ترغب باتفاق لا يضمن حقوق الشعب الفلسطيني".

وكتب الصحفي أحمد فوزي: "حماس ترفض عرض الرئيس بايدن.. أخبار تروّجها وسائل إعلامية ووكالات إخبارية عربية وعالمية تتبنى الرواية الصهيونية بهدف شيطنة رد المقاومة".

وأكد الصحفي إسماعيل الثوابتة، أن حماس تعرب عن موافقتها على وقف إطلاق النار وفق مصالح شعبنا، بوقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين والناس إلى منازلهم، وإعادة إعمار الدمار، بينما الاحتلال يريد مواصلة الإبادة الجماعية ولا يريد الانسحاب من غزة، ويرفض عودة النازحين، ويرفض رفع الحصار وإعادة الإعمار.

لعبة أميركية

وعن إعلان البيت الأبيض أنه سيأخذ الوقت الكافي لتقييم رد حماس بالطريقة المناسبة ومن ثم معرفة الخطوات التالية، أكد المغرد مرسي، أن "الوقت الكافي لتقييم رد حماس معناه مزيد من الضحايا والمجازر".

وسخر قائلا: "البيت الأبيض يقول لحماس مش انتو مش موافقين.. تمام!  ادونا وقت نفكر وخلوهم يكملوا قتل فيكم".

واستنكر الكاتب محمود سالم الجندي، تغيير أميركا قولها من "لابد من رد حماس الآن، إلى سنأخذ الوقت الكافي".

وعلق أحد المغردين على تصريح البيت الأبيض، قائلا: "الوقت الكافي للمزيد من الجرائم"، متسائلا: "أي وساطة هذه التي ترد فيها أميركا وليس المختل".

وتهكم أحد المغردين من تعليق البيت الأبيض على رد حماس، قائلا: “من المفيد أننا حصلنا على رد من حماس.. البيت الأبيض ... تخيل يا مؤمن ؟!”

وأكد المغرد عبدالله، أن "البيت الأبيض يريد إيهام الرأي الدولي أن وقف الحرب مرتبط بحركة حماس"، قائلا إن "مستوى الكذب والمراوغة العلني التي وصل له البيت الأبيض تفوق على كل الكذابين حول العالم".

وأضاف أن "الإدارة الأميركية تعيش مستوى من الدناءة لا يمكن وصفه بالكلمات"، مؤكدا أن العدوان على غزة "مستمر بسبب دعم البيت الأبيض وكفى كذب".

واتهم المحلل السياسي في الشؤون الشرق أوسطية عرابي الرنتاوي، أميركا بـ"ممارسة لعبة قذرة"، مؤكدا أن "واشنطن لا تعمل شيئا سوى توفير الوقت والدعم والغطاء لحكومة الإجرام والنازيين الجدد في إسرائيل".

وأشار إلى أن "أركان حكومة نتنياهو يقولون ليل نهار إنهم لا يريدون وقف الحرب ولا الانسحاب من قطاع غزة، بينما إدارة بايدن تريد تحميل حماس مسؤولية التعطيل".

وأضاف الرنتاوي، أن "الناطقين بلسان الإدارة الأميركية يقولون ليل نهار إنهم يريدون لهذه الحرب أن تنتهي، ولإسرائيل أن تنسحب من القطاع، وللمساعدات أن تتدفق على أهل غزة، لكنهم لا يضعون نصوصا واضحة في مشاريعهم ومقترحاتهم تحمل هذه العناوين وتشدد عليها".

وأكد أن "بلينكن، أوستن، كيربي" لا يفعلون شيئا سوى استصدار شهادات البراءة لسموتريتش وبن غفير ونتنياهو، مستنكرا حملة التسريبات والتصريحات المكثفة التي تهدف لشيطنة المقاومة توطئة لاستمرار حرب الإبادة والتطويق والتطهير.

وعد الرنتاوي، من المشين أن يستقبل القادة العرب رسل الموت الأميركيين بابتسامات عريضة وتأكيدات على المشتركات، ومن المعيب ألا يخرج علينا القادة العرب ببيان توضيحي أو  "كتاب أبيض" يوضح ما يحصل ويحمل المسؤولين الحقيقيين عن التعطيل مسؤولياتهم، ويسميهم بأسمائهم، مؤكدا أن المقاومة تفعل ما عليها فعله في الميدان كما في السياسة.

وكتب محرر الشؤون المصرية في قناة الجزيرة عبدالفتاح فايد: "لا يطالبون الاحتلال بإنهاء احتلاله، بل يطالبون من يقاوم الاحتلال بالاستسلام، ولا يطالبون المعتدي بوقف عدوانه، إنما يطالبون المعتدى عليه بالموافقة ويسمونها صفقة، ويسمون أنفسهم وسطاء، إن لم تستح فافعل ما تشاء".

وخلص المغرد تامر إلى أن "أميركا وإسرائيل لن يكسبا حرب المفاوضات"، موضحا أن "المقاومة تتتعامل مع أميركا أنها شريك إسرائيلي في الحرب".

وقال: "لو أرادت فعلا أميركا وقف الحرب لاعتمدت ورقة حماس التي وافقت عليها الشهر الماضي ولتوقفت عن دعم إسرائيل التي تتكلم بحال لسانها، بل وهي من تدير الحرب الآن.. ولما استخدمت الفيتو عدة مرات.. لكن أميركا هي العدو الأكبر".

وأكد تامر، أن "المقاومة مفاوض شرس لم يروا مفاوضا عربيا منذ قبل هكذا … فالصدمة ظاهرة في وجوههم ونبرة كلامهم".