صوت المدافع يدوي بين أفغانستان وباكستان.. ما مآلات النزاعات الحدودية؟

15322 | 3 months ago

12

طباعة

مشاركة

في عودة جديدة لصوت المدافع، شن الجيش الباكستاني بعد منتصف مايو/ أيار 2024، هجمات مدفعية في أجزاء من إقليمي باكتيا وخوست جنوب شرق أفغانستان. 

واشتبكت القوات الباكستانية مع عناصر حكومة حركة “طالبان” في المناطق الحدودية في مديريات داند باتان وأريوب زازي وسمكاني بولاية باكتيا ومنطقة زازي بولاية ميدان خوست.

صمت مميت 

ونقلت صحيفة "8 صبح" الأفغانية الناطقة باللغة الفارسية، عن مصادر من المحافظتين اللتين شهدتا الهجمات أن "معظم الضحايا سقطوا في صفوف المدنيين عقب الاشتباكات التي استمرت خمسة أيام في المناطق الحدودية".

وبحسب هذه المصادر، فقد اضطرت عشرات العائلات الأفغانية إلى ترك منازلها ولجأت إلى أماكن بعيدة عن الحدود بسبب استهداف الجيش الباكستاني المنازل السكنية.

ولفتت إلى أن "خمسة مدنيين قُتلوا وأُصيب 12 آخرون خلال الاشتباكات التي وقعت في مديريات داندباتان وسمكاني وأريوبزازي بولاية باكتيا". 

كما أن عدة منازل ومحال تجارية ومسجدا دُمروا خلال هذه الاشتباكات.

من جهة طالبان، أكدت الصحيفة أن ثلاثة من مقاتلي الحركة لقوا مصرعهم أيضا في هذه الاشتباكات، كما أُصيب 8 آخرون.

ولا توجد تفاصيل حول الخسائر الدقيقة للجنود الباكستانيين في هذه الصراعات، وفق ما ورد عن الصحيفة.

وعلى هامش هذه الهجمات والصراعات، استنكر بعض سكان المناطق الحدودية أنه بعد خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي طالبان والجيش الباكستاني، اعتمد المسؤولون ما أسموه "الصمت المميت".

وفي حديث مع أحد سكان مديرية داند باتان بولاية بكتيا، قال أحد المدنيين إنه "اضطر للجوء إلى مديرية سمكاني بهذه المحافظة بسبب تصاعد الصراعات".

ووفق ما صرح به للصحيفة الأفغانية، فقد تعرض الناس في هذه المنطقة لإطلاق النار من أسلحة خفيفة وثقيلة من قبل الجنود الباكستانيين.

نقطة تفتيش 

وعلى جانب آخر، لفت أحد سكان داند بيتان باكتيا إلى أن "الصراع كان شديدا للغاية في 16 مايو/ أيار 2024". 

وخلال شرحه تفاصيل الصراع، قال: "لقد جئنا مع عائلتنا إلى منزل أصدقائنا في سمكاني، لكن المدافع الباكستانية أطلقت النار بعد ذلك على هذه المناطق أيضا، حيث قُتل شابان في أحد المنازل وأُصيب عدة أشخاص في منزل آخر، ولا أعرف أين ألجأ من هنا، في غياب تام للمسؤولين".

علاوة على ذلك، وفي روايته عن هجوم القوات الباكستانية على أجزاء من منطقة زازي في إقليم خوست، قال أحد سكان المنطقة: "كان الوقت قريبا من الصباح عندما سمعت صوت عدة انفجارات، وعندما استيقظنا أدركت أن هناك إطلاق نار من جانب القاعدة الباكستانية باتجاه قاعدة طالبان والقرى المحيطة بها، واستمر هذا الوضع لمدة ساعتين تقريبا". 

وأضاف أن "جثة أحد عناصر طالبان نُقلت إلى مركز المنطقة ولا توجد معلومات عما حدث"، بحسب الصحيفة.

وبشأن أسباب هذا الصراع، أوضحت "8 صبح" أنه رغم عدم وجود سبب دقيق لهذه الصراعات واتساع نطاقها، إلا أن المصادر أكدت أن "الصراع بدأ بعد أن خطط الجيش الباكستاني لإقامة نقطة تفتيش في منطقة سبين شاغي الحدودية بمديرية أريوب زازي بإقليم باكتيا"، وهو ما عارضته حكومة طالبان.

وفي هذا السياق، أفادت الصحيفة بأن "حركة طالبان، خلال السنوات الثلاث الماضية، اشتبكت من حين لآخر مع جيرانها، خاصة باكستان وإيران، في المناطق الحدودية".

وفيما يخص الحالة الأخيرة، قال المجلس الأطلسي، في تقرير أرسله إلى الأمين العام للأمم المتحدة، إن "خطر الصراع بين أفغانستان وجيرانها زاد في الفترة الأخيرة"، مشددا على أن "الصراع في مرحلة حرجة للغاية".