بعد فوزه بانتخابات البرتغال.. كيف تورط لويس مونتينيغرو مع اليمين المتطرف؟

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

أعلنت الرئاسة البرتغالية في 21 مارس/ آذار 2024، اختيار لويس مونتينيغرو لتشكيل حكومة جديدة في أعقاب فوز حزب التحالف الديمقراطي اليميني الذي ينتمي إليه، بالانتخابات البرلمانية التي أجريت في 10 من الشهر ذاته.

لكن موقع "فرانس 24" يرى أن أمام مونتينيغرو تحديا كبيرا يتمثل في تشكيل حكومة أقلية يتعين عليها أن تتولى السلطة في الثاني من أبريل/ نيسان 2024، في وقت يشهد فيه البلد صحوة قوية لليمين المتطرف.

حكومة أقلية

في بداية التقرير، يوضح الموقع الفرنسي أنه بسبب فوزه بفارق ضئيل في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 10 مارس، سيتعين على مونتينيغرو تشكيل حكومة أقلية والتعامل مع اليمين المتطرف الذي يتقدم بشكل واضح.

وفي لقاء صحفي له، قال أنطونيو كوستا، رئيس وزراء البرتغال الاشتراكي، إن مرشح التحالف الديمقراطي سيقدم تشكيلة حكومته في 27 مارس، على أن تتولى مهامها في الثاني من أبريل، بعد لقاء مع رئيس الجمهورية المحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا.

وبحسب الموقع، شكل هذا اللقاء ختاما للمشاورات التي كان من المقرر أن يجريها رئيس الدولة مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان قبل دعوة الفائز في الانتخابات لتشكيل الحكومة الجديدة.

ووفقا للنتائج الكاملة المعلنة، والتي مكنته من تخصيص المقاعد الأربعة في الدوائر الأجنبية، فقد فاز التحالف الديمقراطي في الانتخابات بفارق ضئيل للغاية على الحزب الاشتراكي.

وبحصول حزب لويس مونتينيغرو على 28.8 بالمئة من الأصوات و80 نائبا من إجمالي 230، سيظل الحزب بعيدا عن عتبة 116 نائبا منتخبا، وهو العدد الذي يمنح الحزب الأغلبية المطلقة.

لكن رئيس الحزب قال بالفعل إنه “مستعد لتشكيل حكومة أقلية”.

صعود اليمين المتطرف

من ناحية أخرى، يشير الموقع الفرنسي إلى أن "حزب تشيغا اليميني المتطرف نجح في تعزيز مكانته بصفته القوة السياسية الثالثة في البلاد، حيث صعد عدد مقاعده من 12 إلى 50 نائبا، بنسبة 18.1 بالمئة".

وأكد رئيس تشيغا، أندريه فنتورا، في 18 مارس، على "رغبته في التوصل إلى اتفاق مع اليمين المعتدل لتشكيل أغلبية مستقرة، دون الدخول بالضرورة في الحكومة".

لكنه في الوقت نفسه، هدد بمعارضتها إذا رفضت فتح المفاوضات.

في المقابل، يلفت الموقع إلى أن لويس مونتينيغرو كرر بعد فوزه الانتخابي التأكيد على أنه "سيرفض قيادة البلاد بدعم من اليمين المتطرف"، كما فعل طوال الحملة الانتخابية.

وفي حديثه عن ميزانية الخريف، قال الزعيم الجديد للحزب الاشتراكي، بيدرو نونو سانتوس، إنه "مستعد للتصويت على تعديل الميزانية لزيادة رواتب المعلمين وضباط الشرطة ومقدمي الرعاية والكتبة". 

لكنه -بحسب الموقع- حذر من أن "تصويت الاشتراكيين لصالح ميزانية الدولة لعام 2025 مستحيل عمليا".

وبهذا الشأن، يوضح الموقع أنه "في البرتغال، لا تحتاج السلطة التنفيذية إلى تصويت في البرلمان لتولي منصبها". 

ولذلك، يبدو أن "الموعد النهائي لميزانية الخريف هو الاختبار الأول لرئيس الوزراء المقبل".

"محكوم بالتفاوض"

وبشأن الحكومة الجديدة، قال الخبير السياسي أنطونيو بينتو: "ستكون دائما حكومة محكوما عليها بالتفاوض، لأن هذا هو مصير حكومات الأقليات". 

وأضاف في حديث له مع "فرانس 24": "لكن هذا المسؤول التنفيذي لن يكون بالضرورة غير مستقر، لأنه ليس لدى أي من الأطراف مصلحة في إثارة أزمة على المدى القصير".

وفي حالة التوصل إلى طريق مسدود، يذكر الموقع الفرنسي أن "الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا سيُدعى إلى القيام بدوره بشكل كامل كوسيط، خاصة وأنه لا يستطيع حل البرلمان مرة أخرى قبل ستة أشهر".

وفيما يخص السياسة الخارجية البرتغالية، وفي اجتماعه الأخير للمجلس الأوروبي، أكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته، أنطونيو كوستا، أنه "لن يكون هناك تغيير في السياسة الأوروبية أو السياسة الخارجية للبلاد".

وأوضح كوستا أن "تشيغا، على عكس الأحزاب اليمينية المتطرفة في بلدان أخرى في أوروبا، لم يشن حملة ضد الاتحاد الأوروبي أو يستغل أي موقف متشكك وناقد تجاه أوروبا".

وفي النهاية، ينوه الموقع أن لويس مونتينيغرو يعتزم السفر إلى بروكسل للمشاركة في مؤتمر حزب الشعب الأوروبي في 28 مارس/ آذار 2024.