على خطى روسيا.. هكذا تسعى الصين إلى تعزيز نفوذها الأمني في إفريقيا

9 days ago

12

طباعة

مشاركة

رغم الاتفاقيات الاقتصادية الضخمة التي أبرمتها مع الدول الإفريقية، إلا أن الصين مازالت تسعى لكسب المزيد من النفوذ داخل القارة، وهو ما جعلها  تتجه في الآونة الأخيرة نحو عقد معاهدات أمنية مع عدد من الدول هناك.

في هذا الإطار، يتناول موقع "أي ريفرينسيا" البرتغالي الوجود العسكري الصيني في إفريقيا مقارنة بالوجود الروسي والغربي.

مسلطا الضوء على المزايا التنافسية التي تمتلكها الصين عن الدول الأخرى في إطار تعاونها مع إفريقيا، مشيرا أيضا إلى علاقة تلك الاتفاقيات الأمنية بمبادرة الصين العالمية "الحزام والطريق".

نفوذ يتمدد

يستهل الموقع تقريره بالإشارة إلى دخول الصين كلاعب جديد في الساحة العسكرية والأمنية في إفريقيا، حيث قال: "تضع الصين إفريقيا كأولوية لها، وتشكل القوات المسلحة أداة مهمة لتحقيق أهدافها السياسية والتجارية".

وأردف: "وبدا ذلك واضحا في الأيام الأخيرة، عندما أعلنت بكين عن سلسلة من الاتفاقيات مع الدول الإفريقية، بما في ذلك في المجال العسكري".

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك)، عن مساهمة بقيمة مليار يوان (141 مليون دولار) كمساعدات عسكرية وتدريب لستة آلاف جندي وألف ضابط شرطة من الدول الإفريقية.

وهي اتفاقية تذكرنا بتلك التي وقعتها موسكو في السنوات الأخيرة، بحسب الموقع البرتغالي.

ليس ذلك فحسب، بل "الاتفاقية تنص أيضا على قيام 500 ضابط إفريقي بزيارة الصين للتدريب، بينما سيتم دعوة الضباط الصينيين للقيام بدوريات في الدول الإفريقية، بما في ذلك القيام بالمهمة الخطيرة المتمثلة في إزالة الألغام الأرضية".

وتجدر الإشارة إلى “أنه لم يتم الكشف عن الدول التي ستستفيد من الاتفاقية”.

ويشيد الموقع بما عده "رؤية حكيمة" للرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي "أدرك الإحباطات والتطلعات داخل العالم النامي، واستفاد من هذه المشاعر لبناء نفوذ الصين السياسي والاقتصادي العالمي".

تعاون عسكري

"ولا يعد الوجود العسكري الصيني في القارة الإفريقية جديدا، لكنه يظل -حتى الآن- أقل وضوحا بكثير من الوجود الروسي"، كما يشير الموقع.

ويبدو أن أهمية إفريقيا تتنامى داخل الرؤية الإستراتيجية الصينية، فيوضح الموقع أن "القارة السمراء كانت هي المحور الرئيس الثاني لبكين في قطاع الأمن في عام 2023، بعد جنوب شرق آسيا، وفقا لمعهد السياسة الاجتماعية الآسيوي".

في المقابل، يخسر الغرب معركة نفوذه في إفريقيا، فيقول الموقع: "وهكذا، فحتى الدول التي حافظت تاريخيا على وجود قوي هناك، مثل فرنسا والولايات المتحدة ، خسرت الأرض". 

لكن ما الذي يميز الصينيين عن أقرانهم من القوى العظمى؟ تقول ليزلوت أودغارد، وهي باحثة في معهد هدسون في واشنطن، إن "الصينيين يتمتعون بميزة على حلفائهم الغربيين في الصراع على النفوذ في إفريقيا، بسبب استعدادهم لبناء علاقات سياسية، والاستماع إلى آراء ومصالح النخب الإفريقية".

"ولا تظهر مصالح الصين بوضوح، كمصالح القوى الكبرى الأخرى"، يقول الموقع، إذ "ترتبط تلك الاتفاقات العسكرية بالأساس، بأهداف اقتصادية".

وينقل الموقع عن مالكولم ديفيس، كبير المحللين في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي، قوله: "إن الوجود العسكري لبكين مرتبط بطريق الحرير الجديد، وهي مبادرة أطلقها شي جين بينغ عام 2013 لتعزيز نفوذ الصين من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية".

وأضاف: "تهدف مبادرة الحزام والطريق إلى تمكين وتسهيل وصول الصين إلى الموارد الإستراتيجية الرئيسة، ومرافق الموانئ الرئيسة، في جميع أنحاء العالم لدعم تدفق هذه الموارد والحفاظ على النمو الاقتصادي في الصين، والدعم العسكري يمكن أن يكون جزءا من هذه العملية".

دور حاسم

على الجهة الأخرى، تنطلق روسيا من إستراتيجية مغايرة عن الصين، فبحسب الموقع، تهدف موسكو إلى "توفير القوة البشرية العسكرية، في مقابل الموارد الطبيعية".

"ويمثل روسيا في إفريقيا، مجموعة فاغنر، التي لديها اتفاقيات أمنية قوية للغاية، خاصة مع الدول التي يحكمها العسكريون، مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو".

وتعد النشاطات العسكرية لمجموعة فاغنر في إفريقيا، بمثابة شريان الحياة لروسيا في استمرار حربها على أوكرانيا، حسب الصحيفة.

حيث "تشير دراسة حديثة وقعها خمسة باحثين، بعنوان "تقرير الدم الذهبي"، إلى أن أنشطة المنظمة شبه العسكرية في القارة الإفريقية، كانت حاسمة لتمويل آلة الحرب الروسية في أوكرانيا".

فوفقا للموقع، "منذ بداية الصراع، كسبت فاغنر 2.5 مليار دولار من الذهب في إفريقيا.

وذلك بفضل "الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع حكومات مالي والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، وكانت المجموعة ستصبح المشتري الرئيس للذهب السوداني".

كما تعد فاغنر، بحسب الموقع، "المهرب الرئيس للذهب المعالج، وهي الثروة التي عادة ما تغادر البلاد على متن رحلات جوية عسكرية روسية".