الانسحاب من أفغانستان.. كيف أثر على قرار بايدن بالتدخل عسكريا في هايتي؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تعاني جزيرة هايتي في البحر الكاريبي من كوارث طبيعية حادة، وأزمات سياسية متلاحقة، وتغول الجريمة على أراضيها، إلا أن أميركا تتردد في إمداد الدولة اللاتينية بمساعدات عسكرية توقف اضطرابات بالبلاد، في وقت انسحبت فيه قواتها من أفغانستان.

موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي وصف الأوضاع في هايتي، أفقر دول القارتين الأميركيتين، بـ"الخطيرة للغاية"، بفعل الزلازل المدمرة والأعاصير الاستوائية العنيفة، مع تداعيات اغتيال الرئيس جوفينيل مويس، والأزمة السياسية طويلة الأمد. 

وقال الموقع إن "الدولة المطلة على بحر الكاريبي لم تتعاف بعد من الزلزال المدمر الذي ضربها عام 2010 مخلفا خسائر بشرية بمقتل 250 ألف شخص، ومادية جسيمة بدمار كبير لحق البنية التحتية". 

وأضاف أن "أغلب المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي، على غرار الدعم المالي الأميركي (13 مليار دولار)، ذهبت هباء".

ولفت إلى أنه "بين عامي 2010 و2019، عانت جزيرة هايتي أو الأرض المرتفعة، من تفشي وباء "الكوليرا" الذي أودى بحياة 10 آلاف شخص".

وأكد أن أزمات الدول اللاتينية والمستعمرة الإسبانية والفرنسية والأميركية السابقة، "تفاقمت بمقتل الرئيس 7 يوليو/ تموز 2021، وتعرضها لزلزال مدمر جديد 15 أغسطس/ آب 2021". 

الموقع الإيطالي حذر من أن "الخطر يكمن في أن تصبح هايتي، التي تعاني من آفات تهريب المخدرات والجريمة، دولة فاشلة بما يحمله ذلك من تهديد  لاستقرار القارة الأميركية".

تردد بايدن

في يوليو/ تموز 2021، طلب رئيس هايتي المؤقت كلود جوزيف من الإدارة الأميركية إرسال وحدات عسكرية للبلاد للسيطرة على أعمال الشغب والعنف في الشوارع، إثر مقتل الرئيس السابق.

إدارة بايدن رفضت الدعوة متعللة بعدم استعدادها للتدخل عسكريا في الشؤون الداخلية للدول الأجنبية. 

وأشار الموقع الإيطالي إلى أن واشنطن "تدخلت بالفعل في هايتي بغزوها منذ أكثر من قرن بذريعة ضمان سداد القروض الممنوحة لحكومة (بورت أو برنس) عاصمة هايتي".

إذ لم تكن قادرة حينها على سداد تعويضات تطالب بها فرنسا، يعود تاريخها إلى عام 1825.

"الغزو الأميركي الذي استمر من 1915 وحتى 1934، تحول إلى استعمار، وكان من أبرز عوامل الفوضى والفقر الذي تشكو منها البلاد"، وفق قول الموقع. 

وذكر، أنه "عام 1991، عادت قوات أميركا إلى هايتي إثر انقلاب أطاح بالرئيس المنتخب جان برتران أريستيد، فيما انسحبت واشنطن بعودة أريستيد إلى الحكم".

"إنسايد أوفر" في تقريره لا يرجح قبول بايدن التدخل في هايتي وإرسال وحدات عسكرية، إثر إعلانه الانسحاب من أفغانستان بعد غزو دام عشرين عاما.

الصين وروسيا

لفت الموقع إلى أن "الصين وروسيا مستعدتان للاستفادة من الفوضى والتدخل في الفناء الخلفي للأميركيين".

وأوضح أن "بكين تحاول استخدام سلاح لقاحات فيروس (كورونا) لإقناع هايتي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان".

إذ تشهد علاقات الصين وحكومة العاصمة التايوانية تايبيه والتي تتمتع بحكم ذاتي توترا في الأشهر الأخيرة.

وفي هذا الصدد، ذكر الموقع أن "الصين أرسلت كميات كبيرة من الجرعات إلى بلدان قطعت العلاقات مع تايوان، مثل جمهورية الدومينيكان، لكنها لم تفعل ذلك مع هايتي". 

ويمكن أن يتبع عدم اعتراف هايتي بتايوان، وفقا للمحللين، "اتفاقيات بمنح قروض وإقامة استثمارات من الشركات الصينية".

"بدورها، اتبعت روسيا نهجا مشابها للصين، فيما يتعلق بدبلوماسية التطعيم وتوظيف الوباء لتأكيد قوتها عالميا"، بحسب الموقع الإيطالي. 

وأوضح أنه "في حالة هايتي، تعتزم موسكو المضي قدما كما ذكرت وزارة الخارجية قبل أشهر في مساعدة هايتي لاستعادة الاستقرار السياسي، وحماية البلاد، وتدريب أجهزة إنفاذ القانون".

فنزويلا تحاول

من جهتهم، يتحرك الجيران أيضا حول هايتي، إذ فتحت حكومة فنزويلا جسرا إنسانيا مع الجزيرة عقب الزلزال الذي ضرب البلاد أغسطس/ آب 2021. 

وأقلعت طائرة من مطار "سيمون بوليفار" محملة بـ30 طنا من مياه الشرب، والأغذية، والأدوية، للمساعدة في جهود الإغاثة.

وأبدت وزيرة داخلية فنزويلا كارمن ميلينديز استعداد بلادها إرسال  مساعدات إضافية، وفرق أطباء متخصصين. 

موقف كاراكاس هذا يأتي رغم وقوف الرئيس الراحل جوفينيل مويس، ضد فنزويلا بمناسبات عدة، وقطع العلاقات التجارية معها لينال تقدير الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. 

ونتيجة لذلك، لا يستبعد الموقع الإيطالي تسلل كاراكاس إلى فراغ السلطة، وإقناع أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية بالانحياز لطرفها.