موقع إيراني: أميركا تحقق "أكبر أماني" طهران بانسحابها من أفغانستان

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع "راديو فردا" الإيراني عن النتائج المحتملة لقرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب قوات بلاده من أفغانستان بحلول سبتمبر/أيلول 2021، وعن علاقة طهران بذلك.

وقالت المراسلة في راديو أوروبا الحر الكاتبة جلناز اسفندياري في مقال لها بالموقع: "يعتبر إعلان خروج القوات الأميركية من أفغانستان بمثابة الوصول إلى إحدى أكبر أماني إيران".

هذا الخروج سيؤدي إلى مغادرة جميع القوى الأجنبية من أرض أفغانستان؛ وهي قوات تعتبر طهران وجودها في المنطقة جريمة غير آمنة، وفق الكاتبة.

فتيل الحرب

ويقول المحللون إن خروج قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المرتقب من أفغانستان بقيادة واشنطن يمكنه أن يفسح المجال أكثر أمام المناورات الإيرانية بشكل محتمل، حيث لدى البلدان أمور مشتركة ثقافية ودينية.

ولكن إذا سحب هذا التغير الجديد أفغانستان إلى الفوضى؛ وهذا الذي يبث الرعب الآن في قلوب بعض الأفغان، فليس من المستبعد أن تواجه إيران سيلا من المشكلات البشرية والأمنية من جهة كابول.

إذ أسفرت حرب أفغانستان الداخلية في السابق عن سيل من اللاجئين لطهران ومن ثم حكومة حركة طالبان المعادية، توضح الكاتبة.

يقول الباحث السياسي كالين كلارك "في الوقت الذي تدق فيه إيران طبول التراجع الأميركي، فإن هذا الأمر يمكن أن يصاحبه عواقب فرعية، وتقحم طهران نفسها في هذه العواقب".

وأعلن بايدن في 14 أبريل/نيسان أن الـ2500 جندي أميركي الموجودين في أفغانستان سيخرجون حتى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

 وقال حلف الناتو إن واشنطن ستتبع نفس الجدول الزمني، وستخرج قوة 7000 جندي غير أميركي أيضا من أفغانستان.

يقول أندرو واتكينز، المحلل الأفغاني في قسم الأزمات الدولية: "ستتسبب مغادرة القوى الأميركية والناتو في فراغ للسلطة بلا شك، وستفسح المجال أكثر أمام طهران كي تزيد نفوذها، سواء عن طريق المسؤولين الأفغان، أو القوى الأخرى ومن بينها طالبان".

كما يقول في نفس الوقت: لكن غير واضح إلى أي مدى ستتبع إيران اتساع مصالحها في أفغانستان، المصالح الدفاعية من الأساس، والتي تعود إلى مخاوف تتعلق بالحدود.

ويذكر واتكينز: "سعت إيران بنفوذها وسط الجهات المحلية أن توقف اتساع مصالح واشنطن طوال فترة تدخل القوى في قيادة الولايات المتحدة في أفغانستان".

خوف من الفراغ

وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في 16 أبريل/نيسان 2021، خروج القوى الأميركية المرتقب بالمسؤولية، واعتبره خطوة إيجابية.

وقال إن تواجد القوى الأجنبية لم يساعد في حلول السلام والاستقرار في المنطقة، مبينا أن مغادرتهم ستؤدي إلى تقليل مجالات العنف على الأقل.

وفي نفس الوقت حذر ظريف من ظهور فراغ السلطة الذي من الممكن أن يملأه ناشطو حركة طالبان.

وقال وزير الخارجية الإيراني في محادثة عبر الإنترنت مع مسؤولين من أفغانستان والهند إن إيران وسائر دول المنطقة يحتاجون أفغانستان مستقرة، آمنة.

ويقول المحللون إنه في حالة زيادة العنف في أفغانستان، ستستطيع طهران أن تعمل مع حلفائها في المنطقة من أجل التأكد من الاستقرار وتقوية حدودها، ومن ناحية أخرى، إظهار القوى التي تنوب عنها والتي لها دور أساسي في تقدم مصالح إيران في المنطقة.

ويقول تميم عاصي الرئيس التنفيذي لمؤسسة دراسات الحرب والسلام في كابول أن إيران من الممكن أن تتعاون مع سلطات المنطقة التي تمتلك مصالح مشابهة لها من أجل الحيلولة دون وصول طالبان إلى السلطة مرة أخرى.

وأضاف تميم عاصي، المستشار السابق لوزارة الدفاع الأفغانية خلال حوار له مع راديو أوروبا الحر قائلا: في الحقيقة، إذا وقعت الحرب الداخلية في أفغانستان، فمن الممكن أن تحيي إيران محورها، وروسيا والهند من أجل دعم المقاومة المحلية الثانية لمواجهة طالبان.

خلال التصريحات المذكورة حذر ظريف من وجود تنظيم الدولة في أفغانستان، مبينا أن "دوره موجود دون أن نعرف من يدعمه هناك".

كما قال ظريف: "بلا شك هناك بعض الدلائل الواضحة في متناول أيدينا والمتعلقة بخصوص انتقال تنظيم الدولة من العراق وسوريا إلى أفغانستان".

وأضاف: التنظيم تهديد بالنسبة لأفغانستان، إيران، وباكستان، والجميع، وبناء على هذا لدينا تهديد مشترك.

واختتمت الكاتبة حديثها: "قال جو بايدن إن واشنطن تريد من سائر دول المنطقة أن تدعم أفغانستان بشكل أكبر".