تلميع للأسد.. هكذا فسر ناشطون "التضخيم الإعلامي" لرواية صاروخ ديمونا

12

طباعة

مشاركة

سخر ناشطون على موقع تويتر، من التضخيم الإعلامي لقضية الصاروخ الذي ادعت إسرائيل أنه أطلق من سوريا في وقت متأخر من مساء 21 أبريل/نيسان 2021 باتجاه مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعتبر الناشطون أن تضخيم واقعة الصاروخ تهدف إلى "تسويق رئيس النظام السوري بشار الأسد في الانتخابات كمقاوم لإسرائيل"، لتكتمل فصول مسرحيته التي يحتاج لقبول طلب ترشحه لها تأييد 35 عضوا من أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250، والذي يتمتع حزب البعث الحاكم بأغلبية ساحقة فيه.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #لا_شرعية_للأسد_وانتخاباته، #بشار_الأسد، #ديمونة، وغيرها، إلى أن ترشح الأسد لولاية رئاسية جديدة "مسرحية انتخابية هزلية".

وفي بيان له، مساء 21 أبريل/نيسان 2021، أضاف الجيش الإسرائيلي أنه “ردا على ذلك (إطلاق الصاروخ تجاه ديمونا)، هاجم الجيش الإسرائيلي البطارية التي أطلقت الصاروخ وبطاريات صواريخ أرض-جو أخرى في الأراضي السورية”.

ونقلت وكالة أنباء نظام الأسد “سانا” عن مصدر عسكري أنه ”حوالي الساعة الواحدة و 38 دقيقة من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا بعض النقاط في محيط دمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.

وذكر الناشطون بجرائم الأسد منذ 11 عاما وما فعله بالثورة السورية التي انطلقت في مارس/آذار 2011، ومواجهته لها بعنف وقصفه للمعارضيين والثوار بالكيماوي والتهجير وحالة الانقلات الأمني وتدمير الاقتصاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إحصائية نشرها 15 مارس/آذار 2021 في الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية في 15 آذار/مارس من عام 2011، بأنه وثق مقتل نحو 400 ألف شخص خلال سنوات الصراع في سوريا.

وأوضح أن عدد القتلى المدنيين تجاوز 117 ألفا، فيما بلغ عدد قتلى المقاتلين السوريين في صفوف الفصائل المعارضة نحو 55 ألفا، إلى جانب نحو 13 ألفا من قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية.

وأشار المرصد إلى أن 88 ألف شخص لقوا حتفهم تحت التعذيب في معتقلات الأسد، لافتا إلى أن عدد قتلى قوات نظام الأسد بلغ نحو 63 ألفا.

مسرحية مفضوحة

وربط ناشطون بين القصف السوري تجاه إسرائيل وإعلان ترشح الأسد للانتخابات، معتبرين أنها مجرد "عمل درامي" لخدمة الأسد وتلميعه.

وقال المغرد محمد مصطفى علوش إن بشار الأسد بدأ مسرحيته المفضوحة الانتخابية بالمشهد الأول بإطلاق صاروخ فاشل باتجاه الأراضي المحتلة في فلسطين على مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي من أجل أغراض الدعاية والأسطوانة المشروخة لجماعة المقاومجية والمماتعجية والحيوان جاءه الرد بتدمير قوة الدفاع باللواء 20 بالقلمون بالكامل.

واعتبر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن ترشح بشار الأسد بمباركة دولية غير معلنة رسالة إحباط لشعوبنا العربية مفادها: الثورة لا تفيد! استمروا أفضل في الخضوع لعملائنا حكامكم وكلاء التبعية والخيانة موتوا في معتقلاتهم أفضل من أن تموتوا بالبراميل المتفجرة...!.

ورأى المغرد توني معوض ترشح الأسد لولاية جديدة بعدما قتل وهجر نصف شعبه استفزازا.

وقال الإعلامي السوري فيصل القاسم، إن قصف إسرائيل لمواقع سورية حملة تلميع إسرائيلية مفضوحة لكلب الشام بمناسبة قدوم الانتخابات الديمو خراطية.. كي يظهر كلبها في دمشق بمظهر المقاوم، مقسما بالله أن ألاعيبهم وأكاذيبهم لم تعد تنطلي على أحد، وفق وصفه.

وقال محمد نور الموسى: "لا تصدقوا مسرحية نظام بشار الأسد و إسرائيل فهذه الحركات هي خدمة لبشار بمناسبة اقتراب الانتخابات السورية اللاشرعية المزعومة، فبشار ونظامه موقعون معاهدة تطبيع مع إسرائيل".

وأشار رجل الأعمال السوري صفوان الشيخ، إلى أن المجرم بشار الأسد أعلن صباحا ترشحة لولاية جديدة وليلا يخرج صاروخ ليضرب مفاعل ديمونا في إسرائيل والإعلام الغربي والأميركي والعربي جاهز لنقل الحدث وتسليط الضوء عليه.

جرائم الأسد

وعدد ناشطون جرائم الأسد، واعتبروا إعلان ترشح الأسد استمرارا لقمع إرادة السوريين.

وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الدكتور نصر الحريري، إن بعد نصف قرن من الاستبداد وقمع الحريات، وعشر سنوات من القتل والتهجير والاعتقال، ورأس النظام يستمر في سياسته الإجرامية دون أي محاسبة بل راح يمثّل أمام المجتمع الدولي بمسرحية انتخابية تمثل انتهاكا إضافيا بمصادرة إرادة الشعب السوري في الوصول إلى الحرية والعدالة.

 وأوضح الإعلامي في الثورة السورية أبو اليمان الحموي، أن سوريا فيها أكثر من مليون قتيل ونصف مليون مفقود وأكثر من 6 مليون لاجئ وأكثر من 6 مليون نازح داخلي، و12.4 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ولفت إلى أن سوريا أصبحت الأفقر بالعالم، وأن أكثر من 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، إلى جانب دمار أكثر من 70 بالمئة من البنى التحتية، و400 مليار دولار تكلفة إعادة الإعمار.

وأشار المغرد عبدالقادر إلى أن عائلة الأسد المجرمة لم تستول على الحكم عن طريق الانتخابات، وحافظ الأسد استولى على الحكم عن طريق انقلاب عسكري وبشار البهرزي جاء عبر تعديل دستوري، مؤكدا أن من جاء بالقوة لن يرحل إلا بالقوة.

 قراءات مختلفة

وتباينت قراءات الحدث من زوايا مختلفة، إذ رأى مدير مركز دراسات الخليج محجوب الزويري، أن الضربة الصاروخية التي أصابت موقعا قريبا من مفاعل ديمونا رسالة واضحة أن إسرائيل غير محصنة، مضيفا أنه بغض النظر عن آثار تلك الضربة لكن سيكون ما بعدها خاصة وأن القلق الإسرائيلي حقيقي من أن تستهدفها إيران انطلاقا من سوريا.

ورأى الكاتب والأكاديمي هشام منيور، أن ديمونا في مقابل نطنز! معادلة إيرانية جديدة مع إسرائيل ودعاية انتخابية مبكرة لبشار الأسد.

ولفت الباحث في الشأن الإيراني والتركي محمد مصطفى العمراني، إلى أن إسرائيل ظلت على مدى السنوات الماضية تقصف الكثير من الأهداف الإيرانية والسورية في الداخل السوري وظلت إيران تؤجل الرد على هذا القصف وتكتفي بإطلاق المضادات الأرضية.

وقال: "يبدو أن القصف الصاروخي الذي انطلق من سوريا باتجاه مفاعل ديمونا الإسرائيلي هو إشارة تحذيرية أن الوضع قد تغير".

واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بتنفيذ ما وصفوه بعملية "تخريبية" استهدفت وحدة الطاقة في نطنز، المنشأة الرئيسة في برنامج تخصيب اليورانيوم في البلاد، يوم 11 أبريل/نيسان.

وقال المسؤولون إن مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم كان هدفا لـ"إرهاب نووي"، بعد تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة لتخصيب اليورانيوم في المفاعل.