الاحتلال يصعد في رفح وهنية يؤكد استعداد المقاومة.. وناشطون: الإبادة مستمرة

غزة-الاستقلال | منذ ١٢ يومًا

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مناطق عدة بقطاع غزة والضفة الغربية وارتكابه مجازر مروعة بمدينة رفح التي تضم أكثر من 1.7 مليون فلسطيني واستهدافها المنازل السكنية وقتلها مدنيين بينهم أطفال ونساء، واكتشاف مقابر جماعية بمدينة خانيونس.

وفجر 21 أبريل/نيسان 2024، استشهد 16 فلسطينيا على الأقل بينهم 9 أطفال وامرأتان وأصيب آخرون، في غارات إسرائيلية استهدفت بها العديد من المنازل في رفح جنوب القطاع.

فيما أعلن الدفاع المدني أنه انتشل جثث 50 شهيدا كانت قوات الاحتلال دفنتهم بشكل جماعي داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع تطورات سياسية، أبرزها استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس حركة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، ووفد من الحركة في قصر "دولمة بهشة" بإسطنبول.

وحذر هنية في حوار مع وكالة "الأناضول" التركية، من إقدام جيش الاحتلال على اجتياح مدينة رفح، قائلا: "إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضا مستعدة لتدافع عن نفسها وتحمي شعبها".

وأكد أن موقف الولايات المتحدة في هذا الصدد "مخادع" وحديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع"، مشيرا إلى أن "كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأميركية وبالغطاء السياسي الأميركي".

ويشار إلى أن أغلبية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري صوتت بمجلس النواب الأميركي لصالح مشروع قانون يخصص أموالا إضافية للاحتلال الإسرائيلي، وذلك في إطار حزمة مشاريع قوانين تبلغ قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار تخصص مساعدات لحلفاء رئيسين لواشنطن في أنحاء العالم.

وسلط ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #رفح_تحت_القصف، #رفح، على ما أسفر عنه التصعيد الإسرائيلي على رفح، متداولين صورا ومقاطع فيديو توثق نتائج العدوان ومنها إنقاذ جنين في بطن أمه وانتشال أطفال من تحت الركام، وغيرها.

وأكدوا أن الوضع الإنساني في غزة "كارثي" وأن الفلسطينيين في القطاع يعيشون في ظل الحرب الدامية والمدمرة، مستنكرين إقرار واشنطن حزمة مساعدات جديدة للاحتلال وتجاهلها الواقع الإنساني المتردي وجرائم الاحتلال وعد الحرب أميركية وواشنطن شريكة للاحتلال.

وأشاد ناشطون باستقبال أردوغان لهنية وتحدثوا عن دلالاته وانعكاساته، وعدوه تطورا سياسيا جديدا يحمل بشارات، وأثنوا على التصريحات الإعلامية التي أطلقها هنية على هامش اللقاء ووعيده للاحتلال حال اجتياح رفح.

مجازر برفح

وتفاعلا مع التطورات، قالت "الهيئة العالمية لأنصار النبي"، إنه "في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهل غزة ارتكب العدو المحتل مجزرة جديدة في رفح قرب الحدود المصرية، استشهد فيها أكثر من 9 أفراد منهم 6 أطفال".

وأشارت إلى أن المجزرة "تأتي في ظل تخاذل النظام المصري"، قائلة: "ها هو المحتل يقصف رفح وهي النقطة الملاصقة للحدود المصرية، فيرتقي الشهداء دونما أن تتخذ مصر أي موقف عملي، يحول دون حدوث مثل هذا العدوان".

وأضافت الهيئة أن ذلك يحمل أبناء الأمة الإسلامية في مصر مسؤولية مناصرة ودعم إخواننا في رفح بكل مقدور عليه حقنا لدماء المسلمين الزكية التي تراق كل يوم على أرض غزة.

وكتبت الصحفية نجوى ضاهر: "عصابات مجرمة يراهنون على نوع الجنين قبل أن يبقروا بطن أمه في مجزرة رفح أثناء العدوان الثلاثي عام 1956..  تاريخ من الحقد الدفين على الطفولة في فلسطين نراه حتى اليوم بمشاهد الاستهداف بالقتل والاعتقال وصنوف التعذيب كافة".

وقالت الصحفية دعاء الشريف: "للتو قتلوا أرواحا ثلاثة من عائلة جودة، الأب وطفلته وزوجته الحامل وكان الناجي الوحيد من بينهم الجنين في بطنها، ورأيتم مشهد إنقاذه من مشفى الكويتي في الفيديو المنتشر".

وأوضحت أن الاحتلال استهدف منزلهم في رفح قرب دوار العودة، مستنكرة الاستهداف المتكرر للمدنيين في مجزرة "هي الأبشع في التاريخ البشري".

وبث الصحفي وائل أبو عمر، مقطع فيديو لمشهد مروع من استخراج جنين من بطن أمه بعد استشهادها نتيجة استهداف منزلهم برفح، موضحا في تغريدة أخرى أن الطواقم الطبية بمستشفى الكويت تمكنت من إنقاذ الجنين من بطن أمه بعد ارتقائها نتيجة استهداف منزلهم.

وعرض الكاتب الصحفي سالم ربيح، مقطع فيديو يوثق لحظة إنقاذ فتاة فلسطينية من تحت أنقاض منزلها الذي دمرته إسرائيل في رفح.

ونقل المغرد أبو غيث، مشاهد لأطفال أصيبوا جراء غارات الاحتلال على منزل في مدينة رفح، قائلا: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

أردوغان وهنية

وحفاوة باستقبال الرئيس التركي لأعضاء حركة حماس وتصريحاته عقب اللقاء، دعا الخبير في شؤون المقاومة الإسلامية هاني الدالي، لمشاهدة الرئيس أردوغان ووزير الخارجية ورئيس المخابرات ورئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية يستقبلون هنية ومشعل وخليل الحية وزاهر جبارين.

ونشر الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، مقطع فيديو يوثق لحظة استقبال أردوغان لهنية ورفاقه، قائلا إن "القضية الفلسطينية تشرّف وترفع من يتبناها سواء عن قناعة مبدئية أم لمصلحة.. قبل لوم الذين يتبنونها ندين من تخلّوا عنها".

وأشار إلى أن ملحمة 7 أكتوبر "طوفان الأقصى" منحت العالم العربي "فرصة ذهبية" لاستعادة حضوره في القضية الفلسطينية، لكن الدول الأساسية فيه اختارت تسجيل الغياب، أو الحضور لتلبية المتطلبات الإسرائيلية. 

وأضاف أبو هلالة، أن "أردوغان غاب عن المشهد في البداية، ودفع ثمن الغياب غاليا، داخليا وخارجيا لكن يسجل له تدارك الخطأ، المأمول ممن يختلفون معه أو يتفقون أن يفعلوا فعله، لمصلحتهم أولا".

وأشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى أن لقاء أردوغان وهنية هو أول لقاء رسمي معلن، قائلا: "جاء في تقديري بعد جملة تطورات لكن أهمها هو صمود شعبنا الأسطوري وعدم انكسار المقاومة والالتفاف الشعبي حول خيار المقاومة والذي برز جزء مهم منه في تركيا نفسها خلال الانتخابات الأخيرة".

وأضاف: "بالنسبة لنا كفلسطينيين، الدور التركي مهم وكل دور عربي وإسلامي ودولي مهم، ونعمل سياسيا على قاعدة تعزيز وتعظيم الحلفاء والأصدقاء والأنصار بما يخدم قضيتنا وشعبنا، والمواقف العربية والإسلامية إذا تكاثفت وشكلت تكتلا فإن فعاليتها ستكون أكبر وأقوى".

وكتب حسين محمد: "قد تكون زيارة هنية لتركيا بداية لمفاوضات أكثر جدية.. لا أستبعد أن يتم تقديم تنازلات من الإسرائيلي بضغط أميركي وإقليمي وداخلي.. تنازلات فيما يخص نهاية الحرب، ولكن ذلك يحتاج لكثير من الوقت والمناورة والضغط".

تَرَدٍّ بالقطاع

وعن الأوضاع في مجمل القطاع، قال الناشط خالد صافي، إن "الوضع الإنساني في غزة كارثي بمعنى الكلمة، وربما الكلمة لا تحمل وصفا شاملا لما وصلت إليه الحالة من تردٍّ واحتياج، أما ما يدخل من طواقم ومساعدات ودعم فهو يكاد يقترب من الصفر مقابل الاحتياج الهائل لكل شيء".

وأضاف: "6 شهور من الحصار والحرمان لا يمكن أن تحلها شاحنات المعبر ولا طائرات الإنزال".

ونقل المغرد محمود، شهادة الطبيب الأردني عمر طه أثناء تطوعه في غزة، التي قال فيها إن "ما شاهدته لا يحتمله العقل، أنا لم أشاهد قط في حياتي هذا الكم من الحروق والبتر في أطراف الأطفال المقطعين، الموضوع كبير جدا وفوق الاحتمال، والشوف غير عن كل ما يقال عبر الإعلام، الوضع صعب جدا على الناس، الوضع جدا مأساوي".

وأشار المغرد أبو ملك، إلى قول الدكتورة الأردنية أسيل الجلاد، التي تطوعت في غزة أخيرا إن "النساء هناك يلدن دون تخدير أو تعقيم أو معدات طبية، لكن بصمت وصبر، وذكرت أن إحدى الأمهات اللاتي ولدن بهذه الظروف قالت لها (نريد أن نلد رجالا، لنعوض ما نخسره)".

وأكدت الصحفية المصرية جياد الرهبة، أن غزة "مازالت تئن وتشتكي"، قائلة: "لا يغرنكم توافر بعض مقومات الحياة في الشمال، ما سمح به الاحتلال إلا ليُغرينا ويشغلنا ونشعر بأن الوضع هناك على ما يُرام، أعلِنوها قوية أن غزة مازالت تحت القصف من شمالها لجنوبها".

مقبرة جماعية

وأعرب ناشطون عن غضبهم من اكتشاف مقبرة جماعية بعد دفنها من قبل قوات الاحتلال داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

استهداف الضفة 

أما عن التطورات في الضفة الغربية، فقد قال الخبير العسكري فايز الدويري، إن جيش الاحتلال لا يزال يحاصر مخيم نور شمس بحجة إلقاء القبض على مقاومين.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الذي بدأت الغالبية العظمى تقر وتعترف أنه الأقذر أخلاقيا عبر التاريخ، وأن ممارساته الإجرامية مستمدة من كتابه المحرف ومن التلمود الذي كتبه الغُلاة ومن فتاوى حاخامات متطرفين، يترجمها على أرض الواقع سواء في غزة أو الضفة. 

وأوضح الدويري، أن مهمة قوات جيش الاحتلال محددة كما أعلن، متسائلا: "لماذا يستخدم الجرافات لتدمير البنية التحتية من شوارع وأنظمة صرف صحي وأعمدة كهرباء".

وأضاف: "هذه ليست ممارسات جيش، لكنها أفعال عصابات فاقدة القيم والأخلاق، والغريب أن دول الغرب المتحضر كما يدعون يصرون على الاستمرار في تزويده بالسلاح وها هي الدولة الأعظم في نفس الوقت تقرر تزويده بصفقة سلاح بقيمة مليار دولار".

وتساءل الدويري: "أليس من يغمض العين عن جرائمه -الاحتلال- ويستمر في تزويده بالسلاح شريك في الجريمة ويقاسمه تردي الخلق".

وتوقع الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن يكرر الاحتلال بالضفة الغربية بشكل أبشع ما أقدم عليه من مجازر وحشية وتدمير لمقومات الحياة في غزة ومحاولة تهجير وإبادة، قائلا: "ببساطة هذا العدو بطبعه مجرم نازي ووحشي لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة، ومعني بالاستئثار بالأرض بعنصرية مقيتة، لا يقبل بوجودنا فالحرب عنده وجودية".

وأشار إلى أن هذا ما يحدث اليوم من مجازر بمخيم عين شمس بطولكرم، وما حدث في جنين وسيحدث بكل مدينة فلسطينية، قائلا: "لا تأمنوا على أنفسكم من عدو غادر، الضفة مستهدفة كغزة، وفكرة التهجير للأردن حاضرة في العقل الإسرائيلي، ولها أولية بسياستهم تفوق تهجير شعبنا في غزة لمصر".

وأضاف المدهون: "لقد حذرنا من انفلات المستوطنين المسلحين الذين يتجهزون للانقضاض على شعبنا دفعة واحدة، وقد تم تسليحهم بنصف مليون قطعة سلاح، بالإضافة أن منهم بالجيش والشرطة والطيران، فماذا أعددنا لهذا اليوم؟".

وأكد أن صمّام الأمان الوحيد المتبقي في الضفة هو المقاومة التي تقاتل في أصعب الظروف من حصار خانق، والتي قدمت رغم ذلك ملحمة على مدى الأيام الماضية في طولكرم ضد الاحتلال كما فعلت وتفعل منذ أشهر وسنوات، لولا المقاومة لكان الوضع أصعب مما هو عليه.

وأكدت الكاتبة لمى الخاطر، أن إسرائيل "تطبق في الضفة ما فعلته في غزة، مجازر دون حساب ودون خشية من شيء، وفق عقيدة الصهيوني جابوتنسكي (الجدار الحديدي) التي خطها قبل مئة عام".

وحذرت الخاطر، من أن "المضي في هذه السياسة في الضفة بعد معركة الطوفان قد يأتي بنتائج معاكسة تماما لما يتطلع الاحتلال لتحقيقه، وقد يؤسس تلقائيا لمرحلة جديدة فيها".

ورصد الباحث سعيد زياد، أربعة جوانب أساسية تطغى على المشهد الإسرائيلي الفلسطيني في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، وهي "الأعمال الحربية واسعة النطاق لجيش العدو" حيث شهدت هذه المرحلة عنفا غير مسبوق، وتخريبا هائلا، وتكتيكات عسكرية جديدة مثل القصف باستخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة منذ العام 2006.

وأوضح أن "هجمات المستوطنين" تطغى أيضا على المشهد في الضفة، إذ شهد عام 2023 أكثر من 340 نشاطا استيطانيا من توسيع البؤر الاستيطانية أو الاستيلاء على أراضٍ جديدة في الضفة والقدس، كما شهد أكثر من 2500 اعتداء من المستوطنين، وتفاقمت بعد الطوفان.

وأشار زياد إلى "إيقاف دخول العمال إلى إسرائيل والإفقار الاقتصادي المتعمّد"، موضحا أن هذه السياسة جاءت بعد سنوات من اعتماد سياسة مالية تهدف إنهاك المجتمع الضفّي، منذ تسلم سلام فياض للحكومة.

ولفت أيضا إلى "هيمنة قادة المستوطنات على مؤسسات الاحتلال، وزيادة حظوتهم في الدولة، وبدء تشكل حالات تنظيمية مؤسسية لهم".

وأكد زياد، أن "هذا الهجوم الإسرائيلي ليس مجرّد تصعيد كمّي في الاعتداءات والانتهاكات، وإنما بوادر تحوّل تحتاج إلى رصد لاستشراف مآلاته، هدفه الرئيس هو الاستباحة الكاملة للمناطق الفلسطينية، وإحداث تغيير إستراتيجي في ديمغرافيا الضفة"، قائلا: "لعلّ ذلك يُذكر الحمقى، أن إسرائيل تقتلنا، سواء فعلنا السابع من أكتوبر أم لم نفعل".

وأكد المغرد محمد، أن الوضع في مخيم نور شمس "غير طبيعي، ساحة حرب 14 شهيدا على الأقل"، قائلا: "خايفين الضفة تصير مثل غزة؟ ستصبح مثل غزة والدور جاي علينا كلنا إذا ظل الشعب والدول العربية ساكتة ستصير نكبة ونكسة، الله لا يسامحكم وعند الله تلتقي الخصوم والله خير العادلين".

الحرب أميركية

وتحت عنوان "أميركا تستخفّ بعقول البشر!"، ندد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، بـ"العطاء بلا حدود للكيان"، يتزامن مع عقوبة تافهة، مستنكرا موافقة مجلس النواب بأغلبية ساحقة على حزم المساعدات الأمنية التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات لإسرائيل وأوكرانيا.

وأشار إلى توقع أن يوافق مجلس الشيوخ على التشريع مباشرة بعد العطلة الأسبوعية لتمريره إلى التوقيع النهائي للرئيس، موضحا أن هذا يُضاف إلى جسر الدعم العسكري الذي لم يتوقف منذ 7 أكتوبر".

ولفت الزعاترة، إلى "التصويت بعد وقت قصير من صدور تقرير مفاده -وفق معاريف- أنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في الأيام المقبلة عن عقوبات ضد كتيبة تابعة لجيش الاحتلال بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، كأن بقية كتائب الجيش توزّع الحلوى على شعبنا!".

وأوضح أن العقوبات هي "حظر تقديم مساعدة عسكرية أميركية لها أو تدريبها من قبل الجيش الأميركي!"، واصفا ما يحدث بأنه "استخفاف بعقول البشر، وبأنظمتنا قبل ذلك وبعده، إذ لا شيء سيترتّب عليها جراء ذلك".

واستهجن الزعاترة أن هذا كله لم ولن يُغضب رئيس السلطة محمود عباس، وأن ما أغضبه فقط هو "الفيتو" ضد قرار الاعتراف بفلسطين عضوا دائما في الأمم المتحدة، كأن الاعتراف المذكور سيزيل الاحتلال.

واستنكر الصحفي إسماعيل الثوابتة، إقرار الولايات المتحدة تقديم مساعدات أمنية بقيمة 26 مليار دولار للاحتلال، مؤكدا أنهم ينفخون في روح "إسرائيل" حتى تبقى على قيد الحياة.

وقال: "هذا الموضوع يجعلني أستحضر الآية القرآنية الكريمة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾"، مضيفا: "رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف".

وذكر رئيس "الهيئة العالمية لأنصار النبي"، محمود الصغير، بأن أميركا استخدمت "الفيتو" ضد منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، كما استخدمته عدة مرات ضد كل من طالب بوقف الحرب على غزة، ثم أقر الكونغرس مساعدات للصهاينة تزيد عن 26 مليار دولار، قائلا إن ذلك يؤكد أن الحرب على غزة أميركية من كل وجه، وأن إسرائيل هي قفازها النجس.

ورأى السياسي والحقوقي أسامة رشدي، موافقة الكونغرس على حزمة من المساعدات للكيان بقيمة 26 مليار قيل إن منها 9 مليارات مساعدات إنسانية لغزة يعني دعما عسكريا لتنفيذ أكبر عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني في غزة الواقع تحت الاحتلال العنصري الاستيطاني.

وأضاف: "مع شوية دعم إنساني لمن تبقى من الضحايا لا يعرف كيف ستستخدم وفيما ستنفق هذه الأموال، هل لتهجير ما تبقى من أهل غزة الذين فشل بايدن حتى في حمل نتنياهو على الاستجابة لمطالب النازحين من شمال غزة من أكثر من 6 أشهر وفتح الطريق لهم ليعودوا إلى بيوتهم المدمرة؟!".

وأكد رشدي أن "كل كلمات التعاطف مع آلاف الضحايا المدنيين في غزة والضفة لا قيمة لها بينما الفعل الحقيقي على الأرض هو دعم آلة الإبادة والتطهير العرقي لأصحاب الارض الأصليين مع العجز في حماية المدنيين".