عبر الطاقة والرياضة والاتصالات.. هكذا تكتسح دول الخليج السوق الإسبانية

منذ ١١ يومًا

12

طباعة

مشاركة

بصورة لافتة، تتزايد الاستثمارات القادمة من دول الخليج العربي في قطاعات مختلفة بالسوق الإسبانية، في مقدمتها الطاقة والرياضة والاتصالات.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الإندبندينتي" إن حجم استثمارات دول الخليج العربي في البورصة والسوق الإسبانية، بلغ حوالي 24 مليار يورو، مؤكدة أن الصناديق السيادية في قطر والإمارات والسعودية باتت تمتلك حصصا في شركات إسبانية مرموقة. 

استحواذ متواصل

وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن دول الخليج العربي تضع الشركات الإسبانية التي لها وزنها في سوق البورصة في دائرة اهتمامها. 

فضلا عن ذلك، يتركز اهتمامها الكبير على الشركات التي تعدها الحكومة الإسبانية إستراتيجية. 

وتعد الطاقة، والاتصالات، والرياضة من بين المجالات التي أصبحت محطّ أنظار بلدان الخليج العربي. 

وكانت آخر هذه الشركات هي "ناتورجي" أكبر شركة للغاز الطبيعي في إسبانيا، التي سيصبح أحد المساهمين فيها عربي خليجي قريبا. 

ونقلت الصحيفة أن قيمة استثمارات الصناديق السيادية والشركات التي تسيطر عليها حكومات هذه الدول ستصل إلى 24 مليار يورو في إيبيكس 35، مؤشر سوق الأسهم الإسبانية؛ في حال أتمت السعودية والإمارات العمليات التي تخطط لها في شركتي "ناتورجي" وتليفونيكا عملاق الاتصالات في إسبانيا.

وقد طلبت شركة الاتصالات السعودية الإذن بشراء 9.9 بالمئة من شركة الاتصالات الإسبانية. 

من ناحية أخرى، أكدت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) إجراء محادثات لدخول ناتورجي، مع المساهم الرئيس للشركة وهي شركة قابضة صناعية إسبانية تُدعى "كرايتيريا كايشا".

ونقلت الصحيفة أن أبو ظبي تجري بالتعاون مع "كرايتيريا كايشا" إمكانية استحواذها على مكانة شركتين ستغادران شركة "ناتورجي". 

وتملك هاتان الشركتان حصة 40 بالمئة من الأسهم في شركة الطاقة الإسبانية. 

وبشكل عام، يبدو أن كل الظروف مواتية لكي تطلق شركتا كرايتيريا وطاقة عرضا مشتركا بقيمة 26 مليار يورو للسيطرة على الشركة، وهو ما تؤكده مصادر من القطاع. 

وإذا اكتملت هذه العملية، فمن الممكن أن تمتلك الإمارات حصصا بقيمة 13 مليار يورو، وهي من أهم استثمارات الشرق الأوسط في البورصة الإسبانية.

اهتمام إماراتي كبير

ونوهت الصحيفة إلى أن ناتورجي ليست الشركة الإسبانية الوحيدة التي تمكنت أبوظبي من امتلاك أسهم فيها. 

في الواقع، يمثل قطاع الطاقة الهدف الرئيس للإمارات، حيث إنها تمتلك أسهما في شركات مثل "إناغاس" لتشغيل خطوط الأنابيب وثيبسا للطاقة. 

وفي سنة 2011، اشترى صندوق الاستثمار السيادي لإمارة أبوظبي، نسبة 48.8 بالمئة من رأس المال الذي كانت تستحوذ عليه شركة توتال الفرنسية.

وقد أطلق الصندوق الإماراتي الذي يمتلك بالفعل 47 بالمئة من شركة ثيبسا، عرضا للاستحواذ على 100 بالمئة من الشركة. 

وفي سنة 2017، اندمجت شركة الاستثمارات البترولية الدولية "آيبيك" وشركة مبادلة الإماراتيتين لتأسيس شركة مبادلة للاستثمار. 

وتمتلك الشركة القابضة حاليا حوالي 62 بالمئة من شركة ثيبسا. ويقع باقي الحصة في أيدي مجموعة كارلايل الدولية للخدمات المالية.

وأوردت الصحيفة أن شركة الاستثمارات البترولية الدولية التابعة للإمارات وضعت شركة إنغاس، التي تدير فنيا نظام الغاز في إسبانيا، تحت المجهر بعد تسع سنوات من سيطرتها على شركة ثيبسا. 

وفي الوقت الحالي، ووفقا للأرقام المقدمة من الهيئة الوطنية لسوق الأوراق المالية، تمتلك مبادلة ثلاثة بالمئة من رأس مال الشركة. 

وتجدر الإشارة إلى أن القيمة السوقية للشركة التي تدير نظام الغاز الإسباني تبلغ حوالي 3 مليارات و540 مليون يورو، وبالتالي تقدر قيمة الاستثمار بحوالي 100 مليون يورو.

السعودية حاضرة

وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى العمليات التي أثارت أكبر قدر من الجدل في سوق الأسهم الإسبانية كانت بقيادة السعودية هذه المرة. 

وتحديدا، عندما أعلنت شركة اتصالات مملوكة لحكومة المملكة العربية السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي رغبتها في السيطرة على ما يصل إلى 9.9 بالمئة من شركة الاتصالات الاسبانية، تيليفونيكا. وقد أثار هذا الإعلان شكوك المستثمرين الإسبان الرئيسين داخل الشركة.

وبحسب تقديرات السوق، سيتعين على السعودية استثمار ما مجموعه 2.2 مليار دولار للوصول إلى هذه النسبة. في الوقت الراهن، تمتلك 4.9 بالمئة، ويتم شراء البقية بواسطة المشتقات المالية. 

لكن، يجب أن تحصل على ترخيص من حكومة بيدرو سانشيز، التي استخدمت نفوذها أيضا وتسيطر بالفعل على خمسة بالمئة من الشركة. 

وأمام تزايد حصة السعوديين، تعتزم كريتيريا كايشا السيطرة على المجموعة السعودية داخل مجلس إدارة مشغل الاتصالات. 

قطر متوغلة

وأفادت الصحيفة بأن قطر هي الدولة الخليجية الأخرى التي تستثمر في سوق الأسهم الإسبانية. وقد دخلت السوق الإسبانية أيضا عبر مجال الطاقة. 

ويمتلك جهاز قطر للاستثمار 8.69 بالمئة من شركة الكهرباء إيبردرولا. وتعد إيبردرولا واحدة من الشركات الإستراتيجية الإسبانية التي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 72 مليار يورو. 

وبهذه الأرقام تمتلك قطر داخل شركة الكهرباء حصة بنحو 6.2 مليارات يورو.

ومنذ سنة 2018، يعد نفس الصندوق أيضا أكبر مساهم في شركة كولونيال العقارية. وتمتلك حاليا 19 بالمئة من الشركة، بعد أن تضاعفت أسهمها عمليا بعد زيادة رأس المال. وبذلك يبلغ حجم الصندوق حوالي 543 مليون يورو. 

وأضافت الصحيفة أن عائلة آل ثاني أيضا أبدت اهتماما بشركة إسبانية كبيرة أخرى وهي الكورتي إنجليس. وفي سنة 2015، اشترى الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني 10 بالمئة من المتجر متعدد الأقسام. 

وهو من أقوى الرجال في قطر وأدار سياستها الخارجية لعدة سنوات. وفي الوقت الراهن، يملك الشيخ حمد بن جاسم حاليا 5.53 بالمئة بقيمة تبلغ نحو 600 مليون يورو.

وأوردت الصحيفة أن قطر تمتلك أسهما أيضا في مجموعة الخطوط الجوية الإسبانية. وفي الواقع، تعد مجموعة الخطوط الجوية القطرية، الناقل الوطني القطري، أكبر مساهم في مجموعة الخطوط الجوية الإسبانية بنسبة 25.14 بالمئة. 

وتبلغ هذه الحصة نحو 2.5 مليار يورو وهي آخذة في النمو منذ سنة 2015، عندما اشترى القطريون 9.9 بالمئة من الشركة المدرجة في إيبكس 35، وهي 35 شركة بارزة في بورصة مدريد. 

الإعلام وكرة القدم

ونقلت الصحيفة أن وسائل الإعلام ونوادي كرة القدم لها حصتها أيضا في محافظ المستثمرين في الشرق الأوسط. 

وتحديدا، اقتحم الشيخ حمد بن جاسم مجموعة بريسا، ناشر صحف الباييس و"كادينا سير" في سنة 2015. ويمتلك الآن 4.9 بالمئة من حصتها.  

بالمثل، اشترى القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني أسهما في فريق ملقا منذ أكثر من 10 سنوات، ولكن تم إقالته في النهاية بسبب إدارته المشبوهة. 

وفي جيرونا أيضا، تمتلك مجموعة سيتي، المملوكة لمجموعة أبو ظبي، أسهما.

وفي سنة 2019، أصبح السعودي تركي آل الشيخ رئيسا لفريق ألميريا، حيث اشترت الدولة الخليجية النادي الرياضي بحوالي 20 مليون يورو.