عن مليارات السعودية للسيسي.. لماذا تحدّث الآن سفيرها السابق بالقاهرة؟

12

طباعة

مشاركة

في تزييف للحقائق، ظهر وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الإفريقية الحالي، السفير السابق لدى القاهرة أحمد القطان، في الأول من مارس/آذار 2021، مهاجما جماعة الإخوان المسلمين، ونافيا حدوث أي انقلاب عسكري في مصر عام 2013.

وتباهى القطان في برنامج "في الصورة" على قناة "روتانا خليجية"، بدور وزير الخارجية السعودي وقتها سعود الفيصل، في إقناع الدول الأوروبية بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا، ورده على من هدد بقطع الدعم عن مصر (آنذاك لرفض الانقلاب)، بأن السعودية والدول العربية ستغطي هذا الدعم.

واعترف القطان بأنه أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بأن القوات المسلحة المصرية لن تسمح للإخوان المسلمين بحكم مصر، قائلا إن "هذا ما حدث" وأن رأيه "بناء على معرفته بمصر وبالقوات المسلحة المصرية".

الناشطون على تويتر، اعتبروا حديث القطان برهانا ودليلا قاطعا على دور السعودية في دعم الانقلاب العسكري، وتبرئة للرئيس الراحل محمد مرسي من أموال السعودية.

إذ اعترف القطان بأن مرسي تعفف عن أخذ 2.9 مليار دولار أميركي من السعودية بينما أخذها حازم الببلاوي رئيس الوزراء في عهد عدلي منصور 2013.

وسخر ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #أحمد_القطان، #القطان، من استناد السفير السعودي السابق، على تصريح الإعلامي المحسوب على النظام المصري مصطفى بكري، إبان الانتخابات الرئاسية بفوز أحمد شفيق على مرسي، مستنكرين تهجمه على الإخوان بترديد أكاذيب الإعلام. 

دعم الانقلاب

وصب ناشطون غضبهم على النظام السعودي واتهموه باغتيال أحلام المصريين في حكومة ونظام ديمقراطي، وتداولوا مقاطع فيديو للقطان وهو يكشف عن دور سعود الفيصل في دعم الانقلاب العسكري على مرسي.

وكان موقع ويكيليكس قد كشف عن وثيقة منسوبة للخارجية السعودية أرسلها الفيصل، للملك السعودي عبدالله بعد انتهاء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية مايو/أيار 2012، حذره أثناءها من تبعات فوز مرسي بالرئاسة وحثه على التدخل.

فيما كشفت تقارير دبلوماسية روسية أن الرياض قوضت مكانة الرئيس مرسي، لدي الإدارة الأميركية وعلى الصعيد الدولي وفي الداخل المصري، مشيرة إلى أن السعودية اتفقت مع قيادت الجيش على إزاحة الإخوان في مقابل تعهدها بتقديم مساعدات وقروض وشحنات وقود قدرها 12 مليار دولار.

وأفادت التقارير بأن الخارجية السعودية أبلغت وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري أثناء زيارته الأولى للمنطقة، أنّ الرياض قلقة من تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر، لكونها ستشجّع على تعميم حالة وصولهم إلى السلطة في دول أخرى، وهو ما يتضارب مع الأمن القومي للرياض بحسب ادعائهم. 

واعتبر الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، تصريح القطان بأن "الأمير سعود الفيصل بذل جهودا مشرفة لإقناع الدول الأوروبية أن ما حدث في مصر ليس انقلابا ورده على من هدد بقطع الدعم عن مصر، بأن المملكة والدول العربية ستغطي هذا الدعم"، اعترافا بدعم الرياض للانقلاب على مرسي.

ورأى المغرد موسى أن لقاء القطان يدل على اغتيال حلم المصريين بأموال الخليج لأن الحكم الملكي يعتبر الثورة تهديد لعرشه، قائلا: "تخيل أن دولة بحجم السعودية تشارك فى ذبح ثورة شعب كل ذنبه أنه حلم بحرية وعدل ومستقبل".

وتداول ناشطون مقطع فيديو للقطان يروي فيه تفاصيل امتناع مرسي عن سحب أموال من السعودية، ساخرا هو ومحاوره الإعلامي السعودي عبدالله المديفر، من مسارعة الببلاوي في سحبها.

وتساءل الناشط الحقوقي أسامة رشدي، "ترى لماذا تعفف مرسي عن أموالهم وماذا طلبوا مقابلها؟"، مطالبا بمتابعة حديث القطان عن دعم السعودية لتلك الأحداث، لعدم ارتياحهم مع الإخوان لفهم حجم المؤامرة التي تولوا كبرها.

واعتبرت المغردة هند المصرية حديث القطان عن تعفف مرسي عن أموال السعودية في مقابل مسارعة الببلاوي لأخذها، شهادة لصالح الرئيس المصري الراحل.

توجيه القطان

وذهب ناشطون إلى أن لقاء القطان جاء بتعلميات من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتأديب السيسي ونظامه على عدم إصدارهم بيان تنديد بتقارير الاستخبارات الأميركية الصادر مؤخرا (الذي أدان الأمير السعودي بالتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي).

وأوضح الكاتب والصحفي جمال عبد العظيم أن حديث القطان هو بداية أزمة بين السيسي والعرش السعودي نتيجة لوقيعة فعلتها أميركا بإيهام السيسي بأنها ستطيح بابن سلمان، فامتنع السيسي عن إصدار بيان مساند له لتأكده من رحيله، وهو ما لم يحدث.

وأكد عبد العزيز الشرقاوي أن السفير أحمد القطان لا يقدح من رأسه ولا يملك القدرة على مثل تلك التصريحات إلا بإشارة من الملك الفعلى للسعودية وإن كان لم يتوج بعد، معتبرها مجرد قرصة ودن لغلامهم المنجوس فى مصر.

وذكرت المغردة فاطمة أن ابن سلمان كلما شعر بأن الكرسي يذهب منه يضرب في السيسي، مشيرة إلى اعتراف سفير السعودية أمس بأن مبارك ضل يتهرب من الرياض حتى لا يسلمها الجزر (تيران وصنافير)، بينما سلمها السيسي.

ولخص ناشطون ما جاء في حوار القطان من إدانات للنظام السعودي وتبرئة لساحة الإخوان والرئيس مرسي بالقول إن "كل شيء انكشف وإن السيسي يتعرض للابتزاز".