رضا بهلوي.. نجل آخر ملوك إيران يسعى للحكم والتطبيع مع إسرائيل

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بين الحين والآخر، يخرج رضا بهلوي نجل شاه (ملك) إيران المعزول محمد بهلوي، بتصريحات يهاجم فيها النظام الحاكم في طهران، ويدعو الشعب إلى الانتفاضة بسبب تردي الأوضاع في البلاد.

ومع قدوم الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض خلفا للجمهوري دونالد ترامب، زادت تحذيرات رضا بهلوي من خطورة التراجع عن الضغوطات الأميركية ضد النظام الإيراني، والعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في مايو/ أيار 2018.

رافض للنووي

بهلوي قال خلال مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في 14 فبراير/ شباط 2021: "لا شك لدي في أن النظام الإيراني الحالي يقترب من نهايته".

وأضاف بهلوي: "التآكل في الثقة بالحكم الإسلامي منذ الثورة تسارع في العقد الماضي. في السنوات الثلاث الماضية، كان التغيير جذريا لدرجة أن قلة في إيران ما زالوا يعتقدون أن جيل الشباب سوف يتسامح لفترة طويلة مع هذا النظام القمعي من العصور المظلمة".

وأشار إلى أن هناك المزيد من "الانشقاقات داخل القوات المسلحة" وهو ما اعتبره أمرا "بالغ الأهمية"، لأنه "سيسمح في الوقت المناسب، للقوات المسلحة بالوقوف إلى جانب الشعب والسماح بمرحلة انتقالية سلمية".

ورأى المعارض الإيراني، الذي يعيش في المنفى، أن الاتفاق النووي مع إيران، المبرم عام 2015، منحها الأموال لترهيب الأنظمة العربية "والانخراط في أعمال مدمرة ومزعزعة للاستقرار".

وأضاف: "من خلال وكلائها، تتمتع طهران بتفوق إقليمي واسع في الحروب المحدودة، لكنها تخشى التصعيد إلى نزاعات كبيرة، حيث تعاني من دونية تكنولوجية، لهذا السبب تريد مظلة نووية لمنع التصعيد لنزاعات كبيرة".

وفي الوقت ذاته، رأى أن الاتفاق النووي "يضمن عدم التصعيد، إذ يحصل النظام على ما يريد ويستمر في تحقيق توسعه الإقليمي من خلال عمليات محدودة. لكن الغرب يفقد ما يحتاج إليه: السلام والاستقرار في المنطقة".

بهلوي قال في مقابلة مع "راديو فردا" في 13 فبراير/ شباط 2021 إن المجتمع الإيراني قريب من "لحظة الاشتعال" مثلما حصل قبل اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979.

وفي مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأميركية في 13 فبراير/ شباط 2021، قال بهلوي إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيستسلم لـ"الابتزاز النووي" الذي تمارسه طهران بالعودة لاتفاق 2015، محذرا من أن تلك الخطوة ستكون "خطأ فادحا".

واعتبر أن إحياء الصفقة سيكون أسوأ من عواقب تركها تموت. قائلا: "أعتقد أن بايدن سيستسلم للابتزاز النووي الإيراني ويعود للانضمام لاتفاق 2015، وهذا سيكون خطأ فادحا رغم أن مؤيدي الصفقة والموقعين عليها يجادلون بأنها الطريقة الواقعية الوحيدة لتقييد برنامج طهران النووي".

ورأى بهلوي أن إعلان بايدن خلال حملاته الانتخابية عن نيته العودة للاتفاق دفع النظام الإيراني إلى زيادة حجم تهديده برفع مستوى التخصيب النووي، وأن الأجزاء الرئيسة من الاتفاق انتهى مفعولها وسينتهي مفعول أجزاء أخرى قريبا، معتبرا أنها "صفقة سيئة جدا لعام 2021" وعلى واشنطن أن لا ترضخ للابتزاز.

وتوقع بهلوي أن تتنازل الولايات المتحدة كثيرا مثلما فعلت في الاتفاق الأساسي، من أجل الحصول على اتفاق جديد أقل قيمة، وأعرب بهلوي عن رأيه بأن طهران "يائسة للغاية".

ولفت إلى أن قيام النظام بقمع الاحتجاجات الكبيرة والصغيرة والتي اندلعت من وقت لآخر لأسباب عدة، بما فيها مستويات المعيشة المتدنية والضرائب على السلع الأساسية، والفساد، وارتفاع الأسعار، وانهيار العملة المحلية وتدهور الاقتصاد، بسبب العقوبات الأميركية.

داعم للتطبيع

وعلى صعيد العلاقة مع إسرائيل، أبدى بهلوي، حماسه الشديد لإقامة علاقة مع تل أبيب، بل تمنى زيارتها، مشيدا بما حصل من تطبيع مع عدد من الدول العربية الذي جرى في أواخر ولاية ترامب.

وفي حديثه لصحيفة إسرائيل اليوم في 13 فبراير/شباط 2021، رحب بهلوي بالتطبيع مع الاحتلال، واصفا العلاقة بين الاحتلال ودول الخليج العربي بـ"تحالف التقدم"، مقارنة بالمعاناة والبؤس لدول "محور المقاومة"، على حد وصفه.

وزعم بهلوي أن الشعب الإيراني "مفعم بالشهية للتطبيع مثل كل الدول في المنطقة بشكل عام"، وقال إن "منظومة العلاقات التاريخية بين إيران واليهود مخطوطة بعمق في ثقافتنا وتاريخنا، وستتجدد في اللحظة التي يسقط فيها النظام".

وحول قدرة النظام الإيراني على الصمود، قال: "في السنوات الثلاث الأخيرة طرأ تغيير دراماتيكي جدا، قلة فقط لا تزال تؤمن بأن الجيل الشاب سيوافق على احتمال النظام القمعي". وأكد بهلوي أنه سيكون مسرورا إذا أتيحت له زيارة إسرائيل.

بهلوي صرح لصحيفة "يديعوت أحرنوت" في فبراير/ شباط 2019، قائلا: "الشعب الإيراني لا يزال يدعم نظام والده بشكل خفي، وأن طهران وتل أبيب ستكونان حليفتين في المستقبل".

وتوقع بهلوي أن تعود العلاقات بين "إيران الديمقراطية المستقبلية" وإسرائيل إلى مجرى الصداقة على أساس الاحترام المتبادل، مشيرا إلى ورود أنباء عن تنظيم حملات في إيران تعبر عن دعم نظام الشاه، بالقول: "مواطنو إيران أدركوا الحقائق الزائفة والأكاذيب التي حاول النظام الحالي تزويدهم بها عبر غسل أدمغتهم".

وذكر نجل الشاه المعزول أن الحكومة الحالية تشكل أكبر خطر يواجهه الإيرانيون، قائلا إن والده "لم تجر الإطاحة به من الحشد الهمجي للثورة العنيفة بل غادر البلاد من تلقاء نفسه تجنبا لإراقة الدماء".

وفي تصريحات تشبه كثيرا ما سبق أن جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشار نجل الشاه إلى إنجازات يحققها الإيرانيون المقيمون في الخارج بمختلف المجالات، قائلا: "في إيران حرة يستطيع المواطنون الإسهام في تطوير بلدهم بدلا عن الاضطرار للمغادرة".

وريث العرش

ولد رضا محمد بهلوي، أو رضا بهلوي الثاني، عام 1960 في العاصمة طهران، من الزوجة الثالثة لشاه إيران، محمد رضا بهلوي، فرح ديبا، وأصبح ابنه الأكبر.

عُين وليا للعهد بعمر 7 سنوات، وسافر إلى الولايات المتحدة بعمر 17 عاما وأصبح طيارا حربيا، وحين أطاحت الثورة بالحكم الملكي عام 1979، كان بهلوي بعمر 19 عاما، وبعد وفاة والده في 27 يوليو/ تموز 1980 أصبح الوريث الوحيد للشاه.

وفي عام 2011، اختير رضا محمد بهلوي "شخصية العام في إيران" بعد استفتاء أجراه موقع ضم الآلاف من الإيرانيين في الداخل والخارج. وفي عام 2014، أقام رضا بهلوي قناة تليفزيونية وشبكة إذاعة أطلق عليهم "أوفوج إيران".

ترك بهلوي العمل في الطيران، وتفرغ لمعارضة النظام الإيراني، وكان اسمه يتردد في صلب المظاهرات، حيث هتفوا في ديسمبر/ كانون الأول 2017 "أيها الأمير نرجوك أن تعود".

ومن أجل ذلك، أسس بهلوي "المجلس الوطني لإيران"، وهو جماعة معارضة للسلطة الإسلامية من المنفى، وظل يقودها حتى سبتمبر/أيلول 2020، حينما أعلن مغادرته لمنصب رئاسة المجلس.

وتعول المعارضة الإيرانية كثيرا على بهلوي لإحداث تغيير سياسي حقيقي في إيران، وهو ما عبر عنه خلال تصريحات صحفية في 2017 بقوله: "إجراء انتخابات نزيهة في إيران هي مهمتي الوحيدة في الحياة".

وعبر خارطة طريق عام 2018 لإنقاذ بلاده لترسيخ العلمانية والديمقراطية، دعا بهلوي لإسقاط النظام وإقامة نظام جديد "علماني" عبر أصوات الشعب، ساعيا لإقامة تحالف يضم ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان للوقوف بوجه النظام.

وفي فبراير/ شباط 2019 دشن مشروع "ققنوس" لإعادة إعمار إيران بعد إسقاط النظام. ورفض شن هجوم عسكري على بلاده، ودعا لدعم الحركات التحررية للشعب الإيراني.

رغم تحدث تقارير عن بعده عن الطبقة المفكرة وحركات الطلاب والإصلاح داخل إيران، إلا أن الأحداث الأخيرة، كشفت أن بهلوي أصبح أحد البدلاء المطروحين بقوة من قبل المحتجين ضد نظام ولاية الفقيه الحالي.

ووفقا لتقرير لصحيفة "ذا نيويوركر" الأميركية في 2018، فإن بهلوي يحظى بشعبية واسعة لاسيما بين الأجيال الكبرى من الإيرانيين، وهؤلاء الذين يعيشون في الخارج، لاسيما في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، التي تضم 600 آلف إيراني أغلبيتهم القصوى تدعم بهلوي.