صحف تركية تكشف أسباب زيارة أردوغان للرجل الثاني بحزب السعادة

12

طباعة

مشاركة

تحليل يتناول أبعاد بدء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العام الجديد، بزيارة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي أولا، ثم أعقبها بزيارة إلى رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة، أوغوزهان أصيل ترك.

ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقالا للكاتب محمد أجيت، ذكر فيه أن "الزيارة أدت إلى نشاط وحركة في الكواليس السياسية، كما أن أردوغان أهدى لأصيل ترك واحدة من أكثر مخطوطات المصحف الشريف قيمة، والمكتوبة قبل 500 عام بخط شيخ الخطاطين وكبيرهم، حمد الله". 

وأضاف: "لقد أجاب أردوغان على السؤال الذي طرحناه في العنوان في تصريحه أمام الكاميرات بعد صلاة الجمعة، حيث أجاب الرئيس على الأسئلة المتعلقة بزيارته لأصيل ترك في منزله قائلا:

وقال أردوغان: "السيد أصيل ترك هو كبيري الذي عملت معه في الماضي، إن هذه الزيارة زيارة احترام وزيارة بحث في قضية التحالف، يجب أن يدعمونا سواء كان ذلك من خلال تحالف انتخابي أو تحالف دعم شامل في محاربة الإرهاب في المستقبل".

وتابع: "لا يجب أن نشعر بالوحدة، سأعقد لقاءات مثل هذه من الآن فصاعدا، وستستمر هذه اللقاءات في الفترة المقبلة".

وعلق "أجيت" قائلا: إن "ما سمعناه يشير إلى أن أردوغان الذي أبدى رغبته في العمل مع حزب السعادة لأصيل ترك، يتخذ إجراءات فعلية لتوسيع سقف التحالف في الطريق لانتخابات 2023".

واستدرك أجيت قائلا: "دعونا نتحدث عن أوغوزهان أصيل ترك أولا حتى يتضح ما تعنيه هذه الزيارة بشكل أفضل".

الرجل الثاني

ولد "أصيل ترك" عام 1935، في منطقة "حكيمهان" بولاية ملاطية، وتخرج من كلية الهندسة المدنية بجامعة إسطنبول التقنية، وعمل مهندسا مستقلا لفترة، ثم دخل السياسة وانضم إلى حزب "السلامة الوطني" واقتحم البرلمان كنائب عن أنقرة وملاطية لعدة مرات، ثم عمل وزيرا في وزارتي الداخلية والصناعة والتكنولوجيا. 

بعد ذلك تم إبعاده عن الحياة السياسة لمدة 10 سنوات بعد الانقلاب العسكري في 12 سبتمبر/أيلول 1980. ومع ذلك، ونتيجة للاستفتاء الذي أجري عام 1987، تم رفع هذا الحظر.

وفي 1988، تم انتخابه أمينا عاما لحزب "الرفاه"، لكن وبعد أن أغلقت المحكمة الدستورية الحزب، انضم إلى حزب الفضيلة ليتم تعيينه رئيسا لحزب السعادة بعد وفاة أربكان، بحسب صحيفة "يني عقد".

وأضاف "أجيت" أنه "كان هناك أيضا مجلس تأسس في حزب السعادة، وكان اسم هذا المجلس هو (المجلس الاستشاري الأعلى). وقد منح هذا المجلس، الذي تم إنشاؤه خلال الفترة التي كان فيها أربكان محظورا سياسيا، صلاحيات واسعة؛ حيث كان يُنظر إلى أربكان على أنه الرئيس الطبيعي (الفعلي)".

وأردف قائلا: "لقد كانت هناك صلاحيات قوية ضمن هذه الصلاحيات، مثل تحديد سياسات الحزب، أو حتى تعيين الرئيس العام أو عزل الرئيس الموجود من منصبه. وقد كان أربكان يرأس هذا المجلس حتى وفاته. أما بعد أربكان، فقد كان أصيل ترك هو الشخص الذي تم تعيينه كرئيس للمجلس". 

وأكد أجيت أن "أهم شخصية بعد أربكان هو أصيل ترك بلا منازع، فقد تولى قيادة الرؤية الوطنية (ملي غوروش) المعنوية بعد أربكان.. ولهذا هناك اختلافات بين أصيل ترك ورئيس الحزب تيميل قره ملا أوغلو من حيث أسلوب المعارضة، حيث يرى أصيل ترك أن أسلوب الأخير قاس للغاية". 

وتساءل الكاتب التركي: "إذا ما الذي يعنيه هذا؟"، مستطردا: "هذا يعني أن الرقم واحد حاليا في حزب السعادة هو في الواقع أصيل ترك، رئيس المجلس الاستشاري الأعلى، وليس قره مولا أوغلو، الذي يجلس حاليا على كرسي الرئاسة العامة".

وتابع: "أي أنه يمكننا القول، أنه في حال أصبح من المقرر إقامة تحالف مع حزب السعادة، فإن الاسم الذي سيقرر هذا الأمر بشكل مباشر ليس سوى أصيل ترك، الذي زاره أردوغان في منزله، وقال: كبيري الذي عملت معه في الماضي. وهكذا يبدو من الحتمي أن يتسبب هذا الوضع في إثارة قلق المعارضة في الأيام والأسابيع المقبلة".

أبعاد الزيارة 

فيما ذكر "عبد القادر سيلفي" في مقاله الذي نشرته صحيفة "حرييت" التركية عن خلفية هذه الزيارة قائلا: "هذه هي الزيارة الأولى التي قام أردوغان بها لأصيل ترك منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية (في 14 أغسطس/آب 2001)".

وأشار إلى أن "رئيس مجلس النواب مصطفى شينطوب قد بذل جهودا للتعاون مع حزب السعادة قبل انتخابات 7 يونيو 2015. و24 يونيو 2018، لكن قره مولا أوغلو لم يظهر أي استعداد للتحالف حينذاك". 

وأكد أن "رئيس الحكومة السابق بن علي يلدريم قد قام بزيارة أصيل ترك خلال الانتخابات المحلية أيضا، لكن زيارة أردوغان كانت مهمة للغاية".

 وأوضح سيلفي أن "السيد أوغوزهان الذي يبلغ من العمر 86 عاما لا يواجه أي مشاكل صحية فيما عدا بعض المشاكل البسيطة الناشئة عن الشيخوخة".

ولفت الكاتب، إلى أنه تم التخطيط لزيارة "أردوغان" في اليوم السابق للزيارة فقط، كما تم إبلاغ "قره مولا أوغلو" أيضا بالاجتماع. وقد تم إجراء محادثة ودية في الزيارة التي استغرقت ساعة واحدة، وأهدى الرئيس "أردوغان" لأصيل ترك، مصحفا مخطوطا وكان سعيدا به".

وتابع قائلا: "لقد تحدث الرئيس أردوغان وأصيل ترك عن ذكريات الماضي المشتركة بدءا من حزب السلامة الوطني واستمرارا مع حزب الرفاه، لكن اللقاء لم يكن عبارة عن الحنين للماضي تماما، بل وعلى العكس من ذلك، تم تقييم مشاكل البلدان والتطورات في العالم".

وأشار إلى السؤال الذي يعصف بالأذهان قائلا: "هل تمت مناقشة التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب السعادة؟ الجواب: لم تأخذ الزيارة هذا المستوى، لكن أليس هذا اللقاء رسالة في حد ذاته؟".

ويختم "سيلفي" مقاله بالقول: "لقد حصل أردوغان على دعم قاعدة الرؤية الوطنية بالفعل من خلال زيارة أصيل ترك، ومع أنني أتساءل فيما إذا كان هذا سيكون له عواقب سياسية، إلا أن هناك قول مأثور يقول: "لقد حدث شيء بالتأكيد، حتى لو لم يحدث أي شيء".