حكومة بايدن.. هكذا قرأت صحف عالمية تسمية أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية

12

طباعة

مشاركة

قبل تعيينه بـ3 أيام، لتولي منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، أبدى أنتوني بلينكن، قلقه بشأن اعتقال السلطات المصرية 3 مسؤولين من منظمة "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية".

ففي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اعتقلت الأجهزة الأمنية المصرية 3 من موظفي "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" بشكل تعسفي، إثر استضافة المنظمة لسفراء ودبلوماسيين غربيين في مكتبها بالعاصمة القاهرة.

وأعرب بلينكن في تغريدة عبر حسابه الموثق على "تويتر" عن قلقه من "طريقة معاملة الأمن المصري لكبار مسؤولي المبادرة"، مشيرا أن "الاجتماع مع الدبلوماسيين الأجانب والمناصرة السلمية لحقوق الإنسان ليسا جريمة".

مدافع قوي

في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، سمّى بايدن، بلينكن، وزيرا للخارجية في إدارته المقبلة، بعد توقعات إعلامية بذلك.

وقالت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية: إن "بلينكن مدافع قوي عن التعددية الدولية ولديه خبرة في إدارة الشرق الأوسط، وسيعمل على إعادة الاندماج في اتفاقية باريس (للمناخ) والاتفاقية النووية مع إيران أو منظمة الصحة العالمية". 

وأضافت أن "بلينكن، البالغ من العمر 58 سنة، والذي غالبا ما يستخدم لقبه (توني)، هو أحد أقرب مستشاري بايدن وكان (رقم 2) في وزارة الخارجية خلال العامين الأخيرين من رئاسة باراك أوباما، بين 2015 و2017".

واعتبرت الصحيفة أن "اختيار بلينكن لم يكن مفاجأة، فقد كان الاسم الذي تردد بقوة عند الحديث عن توقعات تشكيلة الإدارة الأميركية المقبلة، إلى جانب اسم مستشارة أوباما السابقة للأمن القومي في البيت الأبيض، سوزان رايس، والسيناتور الديمقراطي كريس كونز".

ونوهت بأن "مهمة بلينكن، الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة ويعزف على الجيتار في أوقات فراغه، ستتمثل بالأساس في تقريب الولايات المتحدة من حلفائها والمنتديات متعددة الأطراف التي نأت عنها البلاد في ظل الرئاسة الحالية لدونالد ترامب".

وأفادت "الإسبانيول" بأن "البعض يصف بلينكن بأنه وسطي، مع نوع من التوجه التدخلي، ويدعم استراتيجية ترحيب الولايات المتحدة باللاجئين".

وذكرت أن "الدبلوماسي الأميركي قال قبل بضعة أشهر، إنه إذا وصل بايدن للسلطة، فسيسعى إلى زيادة المساعدات لغواتيمالا وهندوراس والسلفادور لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية في الشمال".

وفيما يتعلق بأوروبا، أورد بلينكن في حوار له مع معهد "هدسون للدراسات الأمنية"، خلال يوليو/تموز الماضي، أن "الولايات المتحدة يجب أن تعترف بالقارة العجوز كحليف تلجأ إليه كملاذ أول وليس الأخير، عند مواجهة التحديات". 

ونقلت "الإسبانيول" عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "الدبلوماسي سيحاول أيضا تغيير ديناميكيات منافسة الولايات المتحدة مع الصين دون التخلي عن هذا الصراع، من خلال تعزيز المبادرات متعددة الأطراف بشأن التجارة والاستثمار في التكنولوجيا وحقوق الإنسان بدلاً من الضغط على الدول للاختيار بين القوتين".

الشرق الأوسط

أوضحت الصحيفة أن "بلينكن كان يقدم المشورة لبايدن منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، أولاً كمساعد كبير عندما كان الرئيس المنتخب الآن عضوا في اللجنة الخارجية بمجلس الشيوخ ولاحقا كمستشار للأمن القومي بمجرد أن أصبح نائب الرئيس (2009/2017)".

وأضافت أنه "من خلال هذا الدور، ساعد بلينكن في تطوير استجابة الولايات المتحدة لحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط خلال الربيع العربي الذي بدأ عام 2011، وكانت النتائج متباينة في مصر والعراق وسوريا وليبيا"، وفقا لصحيفة التايمز.

وأشارت إلى أن "بلينكن، وهو يهودي وأحد أقارب أحد الناجين من محرقة الهلوكوست (1941-1945)، اعترف بأن حكومة بايدن المستقبلية يمكن أن تخصّص موارد أقل للشرق الأوسط مقارنة بالإدارات الأميركية السابقة، نظرا للأعمال المعلقة في مناطق أخرى". 

من جهتها، اعتبرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية، أن "بلينكن سيكون رمز تحول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وسيشهد العالم بعد ذلك على الانتقال من شعار (أميركا أولا) لترامب، إلى شعار (أميركا عادت) الذي يؤيده بايدن".

وأوضحت: "بعبارة أخرى، سيرسخ الشعار الجديد استراتيجية استعادة الثقة مع شركاء الولايات المتحدة التقليديين وإحياء التعددية التي دعا إليها أوباما".

واستدركت الصحيفة قائلة: "مع ذلك، سيكون التحدي الأكبر الذي يواجهه بلينكن في السياسة الخارجية هو الصين، القوة التي تتحدى القيادة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة".

وأشارت إلى أن "ترامب حارب العملاق الآسيوي في خلافات حول الاتفاقيات التجارية وطموحاته الجيواستراتيجية في المحيط الهادئ".

الميل للتدخل

صحيفة "أ بي ثي" قالت إن "بلينكن جادل بأن الولايات المتحدة يجب أن تعود إلى (القيادة من خلال الدبلوماسية)، وفي مؤتمر الصيف الماضي في معهد هدسون، نوه بأن هذا التوجه  سيكون استراتيجية تفرضها بلاده على الصين؛ من خلال إقامة تحالفات متعددة الأطراف مع دول أخرى للسيطرة على طموحات منافس الولايات المتحدة العملاق".

وأضافت أن "ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو، دافعا عن الحاجة إلى سحب الولايات المتحدة من الحروب المكلفة، وسيكون أحد قرارات السياسة الخارجية الأخيرة هو دعم انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان".

وتابعت: "مع ذلك، فإن بلينكن لديه تاريخ يزخر بالميل إلى التدخل، حيث كان مستشارا لبايدن عندما صوّت السيناتور آنذاك لصالح حرب العراق (2003)، وهو أحد القرارات التي يعتبرها الآن خطأ". 

من جانبها، أشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية إلى أن "تعيين بلينكن لا يبدو أنه سيثير القلق في إسرائيل، حيث يتجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسرعة إلى التقرب من الرئيس الأميركي الجديد".

ولفتت إلى أن "بلينكن أوضح بالفعل خلال الحملة الانتخابية أنه لن يشترط تسليم المساعدة العسكرية لإسرائيل بعملية ضمها المحتملة في نهاية المطاف لجزء من الضفة الغربية".

وأوردت الصحيفة أن "وصول هذا المحامي البالغ من العمر 57 عاما من جامعة هارفارد إلى وزارة الخارجية، سيثير انزعاج موسكو، لأنه في الواقع، كان بلينكن الرجل في فريق أوباما الذي قاد الرد الأميركي على الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا عام 2014".

وتابعت: "كان أيضا في نفس العام أحد المدافعين الرئيسيين عن فرض عقوبات اقتصادية على موسكو لضمها لشبه جزيرة القرم".

وأوضحت "الموندو" أن "بلينكن، كان خلال ولاية بيل كلينتون، مستشار الرئيس لأوروبا خلال فترة شملت تدخل الناتو في كوسوفو (1999)، وعززت تلك الحرب القصيرة حلف الناتو، وهو أمر طالما عارضته روسيا، وأغضبها، لأنها اعتبرتها هجوما على دولة شقيقة". 

للصحافة رأي

مجلة "فورميكي" الإيطالية، قالت: إن "بلينكن ديمقراطي يملك عقود من الخبرة في عالم السياسة الخارجية، ويُعرف برؤاه متعددة الأطراف ونهج قوي في القضايا الأمنية".

وأوضحت أن "وزير الخارجية في النظام الأميركي، يعتبر لاعبا سياسيا مهما، لذلك لم يعين بايدن صديقا مقربا فحسب، بل اختار أيضا شخصية لديها خبرة كبيرة".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "بلينكن مدافع عن (الحلفاء العالميين)، أي تلك العولمة التي أصبحت رعبا جراء ادعاءات  ترامب ومفكريه.

وتوقعت أن "تساعد أوراق اعتماده الواسعة في السياسة الخارجية على تهدئة الدبلوماسيين الأميركيين والقادة العالميين بعد 4 سنوات من استراتيجيات إدارة ترامب و التبجّح بالقومية".

من جهتها، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن وزير خارجية بايدن "قوي في الخطاب (كان يعمل كاتب خطابات للرئيس الأسبق بيل كلينتون)".

كما وصفه روبرت مالي، رئيس مجموعة الأزمات الدولية الذي كان زميلا له في المدرسة الثانوية، بـ"المسؤول الذي يتمتع بخلفية مثالية لاستعادة المصداقية الأميركية". 

"لقد كان حاضرا في جميع الاجتماعات المهمة لإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما لمدة 8  سنوات ولديه رؤية واحدة لمجموعة واسعة من قضايا الأمن القومي"، يقول  نيكولاس بورنس، الذي عمل مع بلينكن على أعلى المستويات في وزارة الخارجية سابقا.

بلينكن، درس في العاصمة الفرنسية باريس، ويتمتع بتقدير كبير بين المتعاونين لتواضعه، وكان أحد مؤسسي "مبادرة العنقاء"، وهي جمعية ديمقراطية شبه رسمية سعت إلى الترويج لمقاربة أكثر قوة لقضايا الأمن القومي منذ هزيمة جون كيري ضد جورج بوش الإبن (عام 2004).

مجلة "فورميكي" الإيطالية أشارت إلى أن "بلينكن كان أحد كبار المسؤولين المؤيدين لضرورة القيام  بعمل عسكري ضد نظام بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي الذي أودى بحياة ألف سوري  في أغسطس/آب 2013".

وذكرت أنه "في ذلك الوقت، لم يتدخل أوباما و قرر الاستماع إلى روسيا وقبول وساطة كان من المفترض أن تؤدي إلى تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وهو ما لم يحدث تماما، وفي عام 2017 ، عاد نظام الأسد إلى استخدام الغاز ضد شعبه وأمر ترامب بعمل عسكري محدود، أيده بلينكن علنا".

من ناحية أخرى، ترى المجلة الإيطالية أن "آراء بلينكن بشأن التحالفات الدولية وتعزيز القيم الديمقراطية تتناسب مع وجهة نظر متنامية في واشنطن مفادها أن الولايات المتحدة يجب أن تعمل بشكل وثيق مع الحلفاء لاكتساب المزيد من النفوذ في احتواء صعود بكين".