بمجيء بايدن.. صحيفة إيرانية تتوقع رحيل ابن سلمان وعودة ابن نايف

12

طباعة

مشاركة

تحدثت وكالة أنباء إيرانية، عن إمكانية أن يغير الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، ولي العهد السعودي عند دخوله البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021.

وكتب الصحفي مصيب نعيمي مقالا في وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية حول تأثير فوز جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية على المملكة العربية السعودية، وهل سيغير ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان؟

وقال نعيمي: "ستحدث هزيمة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية تحديات جديدة، هذا الأمر الذي دب الرعب والخوف في قلوب عائلة آل سعود"، وفق تعبيره.

وتحدث الكاتب عن علاقات جو بايدن والحزب الديمقراطي الودية مع محمد بن نايف ولي العهد السابق الذي أطاح به الملك سلمان من أجل ابنه.

وبين أن ابن نايف ومن حوله يمكن اعتبارهم حلفاء أقوياء للديمقراطيين، مضيفا: "تسببت حوادث الاعتقالات والتي تجري بأمر من ابن سلمان بأخذ نظرة سلبية ضده في العائلة المالكة والحزب الأميركي الديمقراطي على حد سواء".

ومن هذا المنطلق تعتقد الوكالة الإيرانية أنه "بمجرد دخول بايدن البيت الأبيض ستؤكد حكومته تأكيدا خاصا على ضرورة عودة ابن نايف إلى السلطة".

الإفراج عن المعتقلين

وأردف الكاتب: "من الأسباب الأخرى التي تثير قلق المملكة هو احتمالية طلب الحكومة الأميركية الجديدة تحرير المسؤولين المعتقلين والذين يعدون الأشخاص المناسبين بالنسبة للديمقراطيين من أجل إدارة الحكم".

ولفت إلى أن هؤلاء لديهم شركات واستثمارات مشتركة مع الديمقراطيين، والتي تصرف ابن سلمان في جزء منها، في حين ظلت المبالغ الأساسية باسم ابن نايف في البنوك الأميركية، وفق قوله.

وبحسب نعيمي: النقطة الأخرى المهمة هي أنه في حالة الإفراج عن المعتقلين، سيريدون المشاركة في السلطة بشكل قاطع، مما يعني تقسيم الحكم.

ومع أخذ الإيذاءات المتعددة في الاعتبار، فلا يمكن إيجاد خطوة مشتركة مستمرة، ومن هنا يمكن بحث تضعيف الإدارة الحالية من أجل التغيير.

ومن ناحية نظرة وتوجه الديمقراطيين إلى الإدارة السعودية الحالية فهي معروفة بشكل تام: أولا بحث اغتيال الصحفي المعروف جمال خاشقجي، والسعي وراء هذا الملف، عدم مشروعية قرارات ولي العهد السعودي في سجن المعارضين وكذلك أبناء عمومته.

وتوقع أن يجري مناقشة حرب اليمن، التي اهتمت واشنطن خلال فترة حكم دونالد ترامب بالحصول على مبالغ طائلة من السعودية لغض البصر عنها.

ويرى أن العوامل التي تجعل احتمالية التغيير في السعودية واردة، بل تزيدها، يمكن حصرها في ثلاثة: العلاقة الودية بين الحزب الديمقراطي ومجموعة أشخاص من الحكومة السابقة، الوضع السياسي المضطرب داخل المملكة، وكذلك أنانية محمد بن سلمان واعتقاله المعارضين.

مستقبل العلاقات

يشير المحللون وأصحاب وجهات النظر إلى عدم احتمالية التعاون والتحالف مع ابن سلمان سواء في المنطقة، أو دوليا من وجهة نظر الحزب الديمقراطي، حيث إن بقاءه في السلطة من الممكن أن يهيئ الظروف التي تجبر حتى أميركا على دفع تكاليف باهظة.

ويقول الكاتب: "ولي العهد المغامر غير المتمرس تحالف مع ترامب وأعطاه جميع الامتيازات، ولكن الأخير لن يستمر في البيت الأبيض بعد الآن كي يستطع أن يستغل مميزاته".

وأكد الكاتب على أن الاتفاقيات المنعقدة بين الرياض وواشنطن يمكن اعتبارها بعد الآن شخصية لترامب خاصة أن صهره جاريد كوشنر كان هو الوسيط فيها.

 وبناء على ذلك يمكن توقع أن مسألة كهذه لن تكون هدفا للديمقراطيين، لأن هذه الاتفاقيات كانت من أجل إظهار الدعم لترامب وإبقائه في الحكم، وفي النهاية تغيرت الأوضاع.

واختتم الكاتب مقالته بالقول: "الديمقراطيون يعتبرون عودة الأشخاص السابقين إلى الحكومة أساسا لعودة الهدوء إلى السعودية؛ لأنهم استطاعوا إدارة الحكم بشكل جيد وبعيد عن التوتر، وكذلك عملوا على تأمين مصالح واشنطن في العديد من الأمور مثل: شراء الأسلحة والاستثمارات الأخرى".

بدورها، ذكرت صحيفة دنيا الاقتصادية في مقال لها أن شك الرياض في قبول التغيير في واشنطن وارد، كما أن هذا الشك يثير القلق في عدم ودية سياسيات الحكومة الأميركية الجديدة تجاه المملكة العربية السعودية. 

وقالت الصحيفة الإيرانية: "ارتبطت السعودية وحلفاؤها في المنطقة بعلاقات ودية مع دونالد ترامب لفترة دامت أربعة أعوام، والآن تقلق المملكة من احتمالية قطع بايدن كل ذلك والتوجه إلى علاقات أكثر ودية مع إيران".

 والجدير بالذكر أن العلاقات المضطربة وربما العدائية للمملكة السعودية، والإمارات وحلفائها مع باراك أوباما الرئيس السابق، تحولت إلى ودية في فترة ترامب. 

وقال يوئل جوزانسكي الخبير في معهد دراسات الأمن الدولي التابع لجامعة تل أبيب في حوار له مع ميديا لاين: "اختار دونالد ترامب طريق دعم العائلة السعودية المالكة بدلا من دعم الرأي العام، الكونغرس، والمجتمع الدولي".

وذكرت الصحيفة: "تعهد جو بايدن باتخاذ مسار آخر في التعامل مع الشرق الأوسط، وذكر خلال تصريحاته الأخيرة أنه سيوقف بيع السلاح للسعودية بسبب قراراتها وعدم اهتمامها بحقوق الإنسان، كما تعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي المنعقد بين الدول العظمى وإيران".