اعتقال وتحرش وتنكيل.. غضب واسع من انتهاكات السعودية بحق لجين الهذلول

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

صعد ناشطون على تويتر، من مطالباتهم بالكشف عن مصير الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، وناشدوا وزراء وشخصيات سعودية بارزة للتحقيق في أسباب منعها من التواصل مع ذويها، داعين لحملة احتجاج واسعة أمام سفارات المملكة في مختلف البلدان.

وأعرب ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #أين_لجين_الهذلول، الذي أطلقه القائمون على حساب "معتقلي الرأي" في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، بالتزامن مع دخولها اليوم الـ13 من الإضراب عن الطعام.

وتداولوا بيانات المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المنددة بالسجل الحقوقي السيئ للمملكة، والمطالبة بالكشف عن مصير لجين وباقي المعتقلين والمعتقلات في السجون السعودية، معلنين تضامنهم ورفضهم ممارسات السلطة القمعية. 

وكانت لينا الهذلول، قد أفادت في 26 أكتوبر/تشرين الأول، أن شقيقتها لجين دخلت في إضراب عن الطعام وتحتاج للمساعدة، كما سبق أن أكدت في سبتمبر/ أيلول 2020، أن لجين تعيش في جحيم يومي ومقيدة في حبس انفرادي وصحتها تتدهور.

و"لجين الهذلول" ناشطة في مجال حقوق المرأة، معتقلة منذ مايو/أيار 2018، ضمن حملة اعتقالات، شنها ولي العهد محمد بن سلمان، شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان، بزعم "تجاوزهم الثوابت الدينية والوطنية، وتواصلهم مع جهات أجنبية مشبوهة".

ومنذ اعتقالها، تعرضت "الهذول" للتحرش الجنسي وأكثر صنوف التعذيب قسوة بإشراف المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، بحسب ما أعلنته منظمات حقوقية وأكده أشقاؤها. 

من جهتها، تنفي الحكومة السعودية تلك الاتهامات، فيما أفادت تقارير صحفية بأن السلطات عرضت على لجين الإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها، إلا أنها رفضت ذلك.

وصنفت الهذلول كثالث أقوى امرأة في العالم العربي لعام 2015 بحسب تصنيف مجلة "أريبيان بزنس". 

تضامن وتصعيد

وأشار ناشطون إلى التضامن العالمي الواسع مع قضية لجين، داعين إلى مزيد من التصعيد ضد سياسات ابن سلمان.

إذ أعلنت علياء الهذلول أن شقيقتها لينا ستشارك في  جلسة استماع عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية وعن وضع لجين بالتحديد في الكونغرس الأميركي.

ولفتت منظمة القسط لحقوق الإنسان إلى أن أعضاء البرلمان الإيرلندي طالبوا باستدعاء السفير السعودي لمساءلته حول معاملة #لجين_الهذلول في السجن ولمطالبة السلطات السعودية بأن تعيد لها حقها في الزيارات على الفور.

ونقل أحمد عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة دعوتها إلى إطلاق سراح لجين، وقولها إن صحتها متدهورة.

في حين دعا الناشط حمد بن خالد حمد السديري، عبر وسم  #لاتقتلوا_لجين، الناشطين للاحتجاج أمام السفارات السعودية بالخارج يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب تردي أوضاع معتقلي الرأي في السجون السعودية وسوء معاملتهم وتعذيبهم، مؤكدا أن حياتهم على المحك.

وأضاف: "إذا كانت السفارة بعيدة عن مدينة إقامتك يكتفى بتصوير احتجاجك ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

مخاطبة المسؤولين

واستنكر ناشطون صمت المسؤولين الحكومين عن ما يحدث في المملكة من انتهاك لحقوق المعتقلين، وتجاهلهم للمطالبات الخارجية بالكشف عن مصيرهم، خاصة في ظل التضامن العالمي مع قضية لجين، موجهين لهم الأسئلة على حساباتهم الشخصية على تويتر.

ووجهت المغردة سارة سؤالا مباشرا لرئيس هيئة حقوق الإنسان بالسعودية عواد بن صالح العواد عبر أداة "المنشن"، قائلة: "وين لجين؟ وهل هي بخير؟".

وأضافت: "ربع عقد مر على احتجازها التعسفي بدون محاكمة، وحقوقها كمعتقلة تُنتهك من إدارة السجن حتى أضربت عن الطعام وهذا يومها الحادي عشر ومع ذلك ما شفنا أي موقف منك؟".

وبالطريقة ذاتها، وجه مغرد آخر حديثه لوزير الإعلام المكلف ماجد القصبي، قائلا: "ما أسباب تجاهل معاليكم؟ الكل ينشر ضد المملكه في الخارج، ومنظمة سيفيكوس انضمت إلى دعوات الأمم المتحدة للنظر في موضوع لجين الهذلول وتنشر القلق والفزع حول صحتها، ماذا فعلت وزارة الإعلام غير الصمت التام؟".

وحث عبد الحميد "الأشراف والعقلاء وأصحاب العزة والكرامة على التدخل في قضايا مساجين الرأي"، مؤكدا أن الوضع بعيد كل البعد عن الأخلاق ومكارم العرب ومقزز ولا يحتمل التأجيل.

وانتقد القائمون على حساب "سعوديات معتقلات" تجاهل الحكومة السعودية قضية لجين، مشيرين إلى اكتراث العالم لحياتها بينما السلطات تلتزم الصمت.

اعتقال تعسفي

وأجمع ناشطون على أن استمرار حبس لجين والتصعيد ضدها "تعسفي"، مدللين على ذلك بأن أبرز أسباب اعتقالها المتمثل في قيادتها للسيارة في وقت كانت السلطة تفرض حظرا على ذلك، قد زال بتشريع الأمر في 24 يونيو/حزيران 2018، والبدء في إصدار رخص القيادة للنساء.

وكتبت الناشطة الحقوقية حصة الماضي: "#لاتقتلوا_لجين التي تعرضت لظلم السلطة السعودية ووقع عليها انتهاكات شديدة في المعتقل ولو لم يتحدث إخوتها وليد، ولينا، وعلياء الهذلول، عن ما حصل لها من تعذيب وتحرش وحرق وتهديد بالقتل والاغتصاب لكانت مثل غيرها ممن لا صوت له.

وأعربت سارة عن استغرابها من استمرار حبس لجين رغم أن المملكة أتاحت القيادة للنساء، ولم يعد السبب الذي حبست من أجله تهمة يعاقب عليها القانون السعودي.

وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب إلى رضوخ إسرائيل لمطلب الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس بالإفراج عنه نهاية الشهر الجاري عقب شهور من اعتقاله بلا سبب، بعد 103 أيام من إضرابه عن الطعام، متسائلا: "هل يتأثر سجانو لجين الهذلول بإضرابها عن الطعام أم أنهم سيكونون أقسى من السجان الإسرائيلي!؟".