"متورط بالاغتيالات".. لماذا يتمسك الكاظمي بمحافظ البصرة العراقية؟

بغداد - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

طالب ناشطون عراقيون بإقالة محافظ البصرة أسعد العيداني، ومحاكمته، على خلفية تصاعد عمليات اغتيال الناشطين والمحتجين، آخرهم تصفية إحدى قادة الاحتجاجات الشعبية الناشطة ريهام يعقوب في 19 أغسطس/آب 2020 على يد مليشيات يشبته في تبعيتها لإيران.

الناشطون شددوا عبر مشاركتهم في وسوم #إقالة_أسعد_العيداني، #إقالة_العيداني_ومحاكمته، على أن تزايد عمليات التصفية الجسدية بهذه السهولة، يعني أن هناك من يحمي المنفذين، متهمين العيداني والمؤسسات الأمنية بالبصرة بالتورط في دماء العراقيين وحماية فرق الاغتيالات.

وانتقدوا تعهدات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بمعاقبة قاتلي الناشطين في العراق، مشيرين إلى أن تصريحاته اليوم لا تختلف عما سبقها في حالات اغتيال أخرى، داعين الكاظمي إلى نزع فتيل الاغتيالات بالكشف عن المتورط الحقيقي والكف عن التصريحات.

وبحسب الرواية الرسمية، فإن مسلحين مجهولين اعترضوا مركبة كانت تقل الناشطة ريهام يعقوب وعددا من رفيقاتها وسط البصرة، وأطلقوا الرصاص تجاههن ما أدى إلى مقتلها وإحدى رفيقاتها.

وأعقب حادث الاغتيال قرارات حكومية بإقالة قائد شرطة البصرة، وعدد من مديري الأمن، وإطلاق تعهدات من الكاظمي بتعقب القتلة وكبح جماح الجماعات المسلحة، إلا أنها غير مرضية للشعب.

وخرج مئات المتظاهرين الغاضبين إلى الشوارع لمطالبة البرلمان بإقالة المحافظ أسعد العيداني، وأحرقوا مقار الأحزاب ومبان حكومية في محافظتي البصرة والناصرية جنوب العراق، لكن القوات الأمنية فرقتهم باستخدام الذخيرة الحية.

وسبق اغتيال ريهام، تصفية الناشط تحسين أسامة الخفاجي في 14 أغسطس/آب 2020، على يد مسلحين اقتحوا مركزا لتقديم خدمة الإنترنت وسط البصرة، يعود لخفاجي وأطلقوا النار عليه مما أدى إلى مقتله على الفور، فيما أصيب شخص آخر تصادف وجوده في المركز بجروح.

"مخدر الكاظمي"

ورأى ناشطون أن زيارة الكاظمي للبصرة، السبت 22 أغسطس/آب 2020، لعائلة الشهيدة ريهام يعقوب، واجتماعه بالقيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة، دون اتخاذ قرار بإقالة العيداني، تعد شكلية، محذرين في الوقت ذاته من الغضب الشعبي.

وقال السياسي العراقي المعارض علي القيسي: إذ لم يتم  #إقالة_أسعد_العيداني ستكون زيارة الكاظمي داعمة لقتلة الناشطين وإبقاء الوضع على ما هو عليه، المتمثل ببقاء منظومة نهب نفط البصرة وكل وارداتها التي يشرف على توزيعها مليشيات إيران وأحزابها.

ونقل مغرد آخر عن الكاظمي قوله لعائلة رهام يعقوب: "أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وأن دماء الشهيدة والشهيد هشام الهاشمي، والشهيد تحسين أسامة لن تذهب هدرا"، رد مخاطبه بالقول: "سيادة رئيس الوزراء نريد شيا ملموسا على أرض الواقع مو بس سوالف".

وتساءل أسامة البدراني، قائلا: "ما جدوى زيارة الكاظمي لذوي المغدورة ريهام في البصرة ووعده بالكشف عن القتلة، وهو ذات الوعد الذي قطعه على عائلة الشهيد هشام الهاشمي منذ ما يقارب الشهرين دون نتيجة حتى اللحظة!!".

وأكد صاحب حساب "القيصر الكتلوني" أن تصريحات الكاظمي مجرد تخدير ولن تحقق مطالب الشعب، داعيا المتظاهرين في #البصرة للاستمرار بالتظاهرات والضغط على الحكومة المحلية والعراقية والمطالبة بـ #إقالة_أسعد_العيداني واجتثاث هذا الفاسد العميل الخائن الذيل.

وأكدت الناشطة "سما" أن فتح ملفات الاغتيالات هي الطريقة الوحيدة لإنهاء سلسلة الاغتيالات التي تطال الناشطين وأصحاب كلمة الحق، وإعلان نتائج التحقيقات التي أجرتها اللجان التحقيقة وإحالة هذه التحقيقات إلى القضاء على أن يكون القضاء نزيها وغير تابع لأحزاب.

محاكمة العيداني

وحث ناشطون على تبني الدعوة لمحاكمة العيداني وليس فقط إقالته، معددين جرائمه وشبهات الفساد التي طالته، فقد أكد طلال الحريري رئيس مركز "أورنمو" للدراسات السياسية والإستراتيجية والأبحاث الأمنية، أن الإقالة بدون محاكمة لا تتعدى لعبة تبديل الأدوار، قائلا: إن "الجميع يعلم مدى علاقة هذا المجرم بالمليشيات الإرهابية".

وأضاف: "لا تتأملوا ممن يجعل فالح الفياض (رئيس هيئة الحشد الشعبي) على رأس الوفد الحكومي أن يُقيل أسعد العيداني الموالي لحزب الله (المليشيات الأقرب لإيران)"، مستطردا: "الكاظمي بهذا الفعل أعطى الفرصة للقاتل بدفن الضحية".

ورأى أمير أن الوسم من المفروض أن يكون #محاكمة_العيداني أعلى سلطة في المحافظة، لأنه يتحمل جميع النتائج، قائلا: "نعلم أنه يعرف القتلة إذا هو شريك في القتل".

وأكد الناشط ريحان الموصلي في تغريدة على "تويتر" أن "#إقالة_أسعد_العيداني، لا تكفي بل يجب محاكمته أمام الشعب حتى يكون عبرة لغيره".

ووصف مغرد آخر أسعد العيداني بـ"سفاح البصرة"، قائلا: "لن ننسى شهداء أيلول ٢٠١٨ الذين قتلتهم، وشهداء أكتوبر ٢٠١٩، واغتيالات وقمع وقتل ٢٠٢٠، ولن ننسى الجرحى والأيتام ودموع الأمهات".

وأشار الناشط المدني علي مهنا إلى أن "حكم أسعد العيداني للبصرة شهد اغتيالات وقمع وحشي وشهداء وتظاهرات وجرحى بالمئات وانفلات للسلاح، وصراعات عشائرية، وضياع ميزانيات، وقمع للحريات، وتستر على المجرمين".

عميل إيران

واتهم ناشطون العيداني بالعمالة إلى إيران، وتمتعه بحصانة إيرانية قوية تمنع رئيس الوزراء من إقالته، إذ دعا الناشط أحمد الزاملي، الكاظمي إلى "إقالته والتحقيق معه بسبب الاغتيالات الأخيرة وإفساحه المجال أمام كلاب إيران لتقتل وتغتال بسهوله".

وأكد الناشط إبراهيم في تغريدة على "تويتر" أن "العيداني مسؤول عن الاغتيالات ونفوذ الحرس الثوري الإيراني في البصرة". 

وأشار أحمد إلى أن "العيداني الذراع الرئيسية للمليشيات بالبصرة"، مؤكدا "وجوب إقالته ومحاكمته على الجرائم بحق المتظاهرين والاغتيالات بحق الناشطين". وأضاف: "أسعد العيداني رئيس اللجنة الأمنية في البصرة ولا يوجود أمان في البصرة".

وطالب مغرد آخر بـ"إقالة أسعد الإيراني محافظ التيار الصدري ويدهم بالبصرة".

وقال مصطفى: إن "أسعد العيداني عار على البصرة وجبان وخائن وعميل المليشيات الإيراني"، مخاطبا رئيس الوزراء الكاظمي بالقول: "إذا كنت تريد إرضاء الشعب محاكمة العيداني".

ولفت أبو الجود إلى أن العيداني مجرم سلب خيرات البصرة والمسؤول الأول عن قتل الناشطين وأثبت فشله في منصبه، قائلا: "عليكم إقالته من منصبه ما نريد محافظ إيراني ولا نريد محافظ قاتل و لا نريد محافظ يستخدم عشيرته بدل القانون.. قيلوه وحاكموه".

وشهدت البصرة تصاعدا في ظاهرة اغتيال الناشطين المدنيين، منذ بدء الحراك الشعبي في أكتوبر/تشرين الأول 2019 المناهض للطبقة السياسية المتهمة بالفساد والتبعية للخارج.

ولم تف الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي التي أعقبت حكومة عادل عبد المهدي المطاح بها أواخر عام 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية، بتعهداتها في محاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين.