مشاري العفاسي.. منشد كويتي هجر القرآن وتفرغ لتلميع الأنظمة المستبدة

آدم يحيى | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

مشاري العفاسي، منشد كويتي قلص نشاطه مؤخرا في الإنشاد وقراءة القرآن، وتفرغ لتلميع الأنظمة المستبدة وقادة الثورة المضادة ومديح كل عمل يقومون به، في تصرف خلق عدة علامات استفهام لدى كثير من المتابعين.

لا يكاد يمر يوم دون أن يدون العفاسي تغريدات يهاجم فيها جماعة الإخوان والحراك الذي طالبوا من خلاله بتغيير الأنظمة الديكتاتورية التي يطيل العفاسي في مدحها.

في آخر تدويناته يوم 29 يوليو/تموز 2020، شارك العفاسي بمقطع فيديو على صفحته بفيسبوك يروي فيه الشيخ الدكتور عبد الله النفيسي أن مسؤولا مصريا كبيرا أخبره بأن وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي عرض على الرئيس الراحل محمد مرسي عرضا بتمكينه من مساجد الفاطميين لترميمها والإشراف عليها وبعث 20 ألف طالب مصري سنويا لمدينة قم مقابل أن تمنح إيران مبلغ 30 مليار دولار لمصر وبعض الامتيازات الأخرى.

ومع أن مقطع الفيديو تم قطعه ولم يتم ذكر رد الرئيس مرسي على هذا العرض، إلا أن العفاسي علق على الفيديو وكأنما مرسي قد قبل العرض، ومنح إيران مرادها في التمكن من مصر، فكتب معلقا على الفيديو: الحمد لله الذي أنقذ مصر والخليج العربي من كماشة إيران والإخوان، وأردف قائلا: "شكرا مصر.. شكرا يا أخوال العرب".

وفي 27 يوليو/تموز 2020، غرد العفاسي قائلا: "الإخوان وانفصام الشخصية، والأمثلة كثيرة فهم مع الديمقراطية وضدها، ومع المظاهرات وضدها، ومع طاعة ولي الأمر وضدها، ومع المثليين وضدهم، ومع التقريب وضده، ومع الحاكمية وضدها، ومع المواطنة وضدها، ومع الإرهاب وضده، ومع الاشتراكية وضدها، ومع، العلمانية وضدها، ومع الحرية وضدها، ومع القذافي وضده".

التدليس والمغالطة ضد الإخوان لم يسلم منها حتى سيد قطب، حيث حاول العفاسي أن ينسب العنف والإرهاب لسيد قطب، بقوله: "الطريق مفروشة بالأشلاء والجماجم"، ومع أن المقصود بكلام سيد قطب كان واضحا وسياق الحديث كان جليا بأنه يقصد أن الطريق شاقة، إلا أن العفاسي الذي يقرأ القرآن أزعجته فكرة مشقة الطريق إلى الجنة.

ناصر الجلادين

وقت وقوع مذبحة رابعة في 14 أغسطس/آب 2013، انبرى العفاسي وبرأ الجلاد، وحمّل الضحية مسؤولية الذين سقطوا في رابعة على يد نظام الانقلاب بقيادة وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، قائلا: "الإخوان يتحملون مسؤولية الدماء التي أزهقت، لأنهم دعوا للاعتصام والتظاهر في ميدان رابعة".

العفاسي تجاهل الجلاد ولام الضحية وقال: "ما جرى في مصر فتنة"،

ورغم أن العفاسي حذف التغريدة لاحقا، إلا أن صحفا موالية للسيسي نقلت نص التغريدة، من بينها صحيفة الأهرام.

لم يدن العفاسي عمليات القتل التي نفذتها قوات السيسي بحق المعتصمين، كما دعا في اتصال له على قناة "سي بي سي" مع المذيع خيري رمضان إلى ضرورة السمع والطاعة للسيسي، باعتباره "حاكما متغلبا يملك القوة"، معلنا تأييده عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، قائلا: "الإخوان خسروا كل شيء بسبب عنادهم، وقولهم لن نغادر رابعة إلا على جثثنا".

موقظ فتنة

 تحول العفاسي إلى موقظ للفتنة ومسعر للحرب، ومحرض على الإخوان الذين يواجهون السجن والتعذيب في بلدانهم.

نبش العفاسي في فيديو قديم للشيخ سلمان العودة، وأثار قضيته وحرض عليه واتهمه بالخيانة رغم أن الأخير معتقل وتطالب النيابة السعودية بإعدامه.

في يوليو/تموز 2018 نشر العفاسي مقطع فيديو للشيخ سلمان العودة يعود لفترة التسعينيات أثناء الغزو العراقي للكويت، وعلق العفاسي على المقطع بقوله: خيانة  الإخوان ووقوفهم مع الظلم عام 1990 جريمة لا تغتفر، كفّروا حكام الكويت لأنهم لا يحكمون بالشريعة؟".

وأضاف: "ومن منا لا يريد تحكيم الشريعة الإسلامية؟، لكن السؤال: هل حكم الإخوان بالشريعة في دولهم- أم حكموا بالعلمانية (المدنية المسالمة الناعمة) كما يطلق عليها بعضهم؟".

قارئ القرآن الذي شغل باله ليل نهار في الكتابة عن الإخوان، لم يتحدث عن تعذيب 60 ألفا منهم في معتقلات السيسي، وآلاف آخرين في معتقلات أنظمة الثورات المضادة، ولم يتحدث عن القتلى في تلك السجون جراء التعذيب أو كورونا، كما لم يعلق على المتسبب في موت الرئيس الراحل محمد مرسي.

بدلا من ذلك كله مضى العفاسي في طريقه باتهام الإخوان بالإرهاب، وأنهم أساس القاعدة وتنظيم الدولة وكل الحركات الإرهابية والجماعات المتطرفة، وغرد متهما الشيخ حسن البناء بأنه مصدر التكفير والإرهاب في العصر الحديث. 

الإخوان والصوفية

حاول العفاسي بطريقة تعسفية أن يلوي عنق الحقائق وينسب كل شر وبلية للإخوان، ولو بطريقة متناقضة وكوميدية في ذات الوقت، فعلى سبيل المثال ربط العفاسي الإخوان بالصوفية وهيلاري كلينتون، وحملهم مسؤولية القاعدة وتنظيم الدولة في ذات الوقت.

العفاسي غرد قائلا: "الدولة الفاطمية أو العبيدية فرخت الصوفية، والصوفية فرخت حسن البنا، والبنا فرخ الإخوان المسلمين، والإخوان فرخ جماعة التكفير والهجرة، والتكفير والهجرة فرخ القاعدة، ثم عادت كما بدأت، وقويت علاقة إيران بالقاعدة، وقويت علاقة حزب الدعوة العراقي الإخواني الإيراني مع هيلاري كلينتون فخرجت داعش".

كلام العفاسي يكذبه التاريخ، فالشيخ حسن البنا قطع علاقته بالصوفية وانشق عن الطريقة الحصافية الصوفية التي كان يتلقى بعضا من العلم عن شيخ الطريقة عبد الوهاب الحصافي، قبل أن يقوم بتأسيس جمعية الإخوان المسلمين في عام 1928.

الصوفيون أنفسهم كذبوا العفاسي على لسان الدكتور سيد مندور، القيادي الصوفي الذي رد في أحد خطبه، قائلا: "العفاسي ضل الطريق في هجومه الضاري على أهل التصوف وإلصاق جماعة الإخوان الإرهابية بهم، خاصة أن الجميع يعلم طرد الطريقة الحصافية للبنا بعد إنشاء جماعة الإخوان المتطرفة، وهذا ينهي علاقة البنا بالصوفية، وعلى ذلك ما كان على العفاسي أن يربط بين حسن البنا والصوفية مرة أخرى".

وأضاف مندور: "أهل التصوف دائما ما يكونون في ظهر الدولة، ولا يقفون مع أي جماعات أو تيارات خارجية، والدليل على ذلك مشاركتهم في ثورتي 25 يناير و30 يونيو". 

وفي مقال له على موقع رصد، يقول حسن أبو هنية: "الطرق الصوفية في مصر كانت تقف إلى جانب مبارك وهي اليوم في كنف السيسي، فقد أعلنت تأييدها الكامل للمشير (السيسي) تحت شعار لا إله إلا الله السيسي حبيب الله".

الكلمات المفتاحية