"تواطؤ سعودي وصمت حكومي".. ناشطون: لهذا احتلت الإمارات سقطرى

عدن - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي (مدعوم إماراتيا) في اليمن، على آخر معسكرات قوات الحكومة، في جزيرة سقطرى جنوبي البلاد، غضب رواد موقع تويتر، ودفعتهم لاتهام السعودية بخيانة الشرعية اليمنية وتسليم سقطرى للإمارات.

والسبت 20 يونيو/حزيران، سيطرت قوات الانتقالي على معسكرات الحكومة بعد استيلائها على مقر السلطة المحلية ومكتب المحافظ رمزي محروس، ومبنى إدارة الأمن والمقرات الأمنية في مدينة حديبو، ومقر السلطة المحلية في مديرية قلنسية التابعة لأرخبيل سقطرى. 

وتفاعل ناشطون عبر وسوم مختلفة، منها #سقطرى، #سقطرى_ترفض_الإمارات، #السعودية_تخون_الشرعية_بسقطرى، اتهموا خلالها الرياض بالفشل في الحفاظ على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، والتواطؤ مع أبوظبي، داعين إلى إعلان "سقطرى" مدينة محتلة.

واستهجنوا غياب المواقف الرسمية سواء من الحكومة الشرعية المقيمة في الرياض أو من السلطات السعودية، كما اعتبروا أن ما حدث في سقطرى بداية لفرض الوجود العسكري الإماراتي، مؤكدين أن المجلس الانتقالي أداة بيد أبوظبي استخدمتها لتنفيذ مخططاتها في تقسيم اليمن والوجود في مياهه الإقليمية.

ويعاني اليمن من انقسام كبير بسبب الحرب مع الحوثيين في الشمال، ومخططات الإمارات في الجنوب، حيث دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في 11 مايو/أيار 2017 من قبل سياسيين ومسؤولين قبليين وعسكريين في عدن، ثاني أكبر مدن البلاد.

وبهذه الخطوات، تعمل الإمارات على إعادة اليمن 53 سنة إلى الوراء، حيث أنه في عام 1962، تمت الإطاحة بالنظام الملكي للإمامة الزيدية في شمال اليمن في انقلاب قاده ضباط قوميون. وفي عام 1967، أصبح جنوب اليمن مستقلا بعد ثورة مسلحة بدأت عام 1963 ضد البريطانيين الذين كانوا يسيطرون على عدن.

لكن اليمن الذي تحاول أبوظبي تقسيمه، مر على توحده 30 عاما، حيث جرى التوقيع على اتفاقية الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو/ أيار 1990. لكن الحرب والخطوات الإماراتية تعجلان كل يوم بتصاعد الانقسام الشعبي والجغرافي.

وعن هذا، يقول الصحفي أنيس منصور: إن ما يحدث في سقطرى هي البدايه لإنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في المحيط الهندي وخليج عدن.

ونقل أحمد العيناوي عن الشيخ علي سالم الحريزي - الوكيل الأول السابق لمحافظة المهرة، قوله: إن "#سقطرى أصبحت محتلة من قبل ما يسمى بالتحالف العربي (أبوظبي والرياض) وأن #الانتقالي ما هو إلا أداة بأيديهم وما يسمى بالشرعية أسقطها التحالف السعودي".

وتساءل: "هل هذا ما وعدت به الرياض حكومة (عبد ربه منصور) هادي الفار من #اليمن قتل ودمار واحتلال وفتن وحروب؟".

وشدد أبو عبد الله العولقي على أن جزيرة سقطرى أصبحت بحكم المحتلة بعد أن تركها تحالف دعم الشرعية لتسقط بيد "مرتزقه وعملاء الإمارات"، مؤكدا أن على الشعب اليمني إعلانها جزيرة محتلة من قبل السعوديين والإماراتيين.

مبررات التحالف

ونشر ناشطون صورا لأخبار نشرتها وسائل إعلام سعودية وزعمت فيها أن النزاع في سقطرى هدفه الغنائم، مشيرين إلى أن أخبار المملكة محاولة لتميع جرائم مليشيات الانتقالي بقصف المدنيين واحتلال مؤسسات الدولة تحت سمع وبصر مئات الجنود السعوديين الذي قالوا إنهم ذهبوا إلى سقطرى لدعم الشرعية.

وأشار الصحفي اليمني مأرب الورد إلى أن ثلاثا من صحف السعودية نشرت خبرا موحدا مع الصور حول أحداث سقطرى تنسبه للتحالف خلاصته تزييف ما حدث وتصويره وكأنه قتال بين لصوص على غنائم لتبرئة مسؤوليتها هي وحليفتها الإمارات "ولكن هذا كله كذب".

وأضاف: أن "التوصيف القانوني والسياسي لما جرى هو أنه تمرد مسلح على سلطة شرعية بدعم من الرياض وأبوظبي".

ونشر سمير النمري صورة من الخبر المنشور في جريدة الوطن السعودية تزعم فيه مصادر أن النزاع في سقطرى هدفه الغنائم، معقبا بالقول: "ستندم السعودية كثيرا على عبثها في الملف اليمني، العالم كله يعرف أن ما يجري في سقطرى هو محاولة لإسقاط الشرعية وتسليم الجزيرة الإستراتيجية لمليشيات الإمارات".

خيانة اليمن

وقال الإعلامي القطري جابر الحرمي: إن الرياض انتقلت من مرحلة التواطؤ مع الإمارات لتدمير اليمن، إلى مرحلة التآمر على اليمن، وتقسيمه بصورة علنية، وكأن هذا البلد الذي ذهبوا إليه قبل 5 سنوات بدعاوى إعادة الشرعية، ما هو إلا "ذبيحة ". 

ودعا مغرد آخر إلى تسجيل تاربخ اليوم وتدوينه كشهادة بأن "سقطرى سقطت تحت أنظار جيش السعودية وبمباركتها"، رافضا رد المتابعين عليه بأن "التحالف دعم الشرعية".

ووصف مغرد آخر التحالف العربي بـ"تحالف الخيانة"، قائلا: "تركتم الحوثيين يسيطرون على نهم والجوف، ويهددون مأرب، ويقصفون البيضاء، وتركتم الانتقالي يسيطرون على عدن_ وأبين، واليوم #سقطرى، وغدا شبوة".

وأعرب محمد الغرياني عن قلقه على الأوضاع في اليمن، داعيا اليمنيين للخروج في مظاهرات سلمية لإسقاط التحالف الذي وصفه بـ"العبري" وإرجاع الشرعية اليمنية.

وتساءل ياسر اليماني وهو سياسي يمني: "وين رئيس مجلس النواب وأعضاء مجلس النواب مما ‏يدور في سقطرى ولا خايفين على قطع المصروف والراتب والمكرمات هل يعقل بالله  عليكم ‏تبيعوا وطن وشعب مقابل راتب شهري أو مكرمة ملكية".

ويخوض التحالف العربي حربا في اليمن منذ مارس/آذار 2015، ويظهر منذ ذلك الحين الخلاف بين طرفي التحالف "السعودية والإمارات".

وتضع الإمارات ضمن أهدافها محاربة حزب "الإصلاح" اليمني، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، فيما تستضيف الرياض قيادات الحزب وتتعاون مع أذرعه العسكرية لمساندة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في حربها ضد الحوثيين.

وتواجه الإمارات اتهامات بمحاولة الاستيلاء على سقطرى، نظرا لموقعها الإستراتيجي ووقوعها في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الإفريقي وغرب المحيط الهندي وقربها من خطوط التجارة العالمية.

واستخدمت الإمارات سياسات مختلفة للوصول إلى أهدافها من إحداث فوضى في الجزيرة، وتجنيد أبنائها، وتعزيز القوات الأمنية المحلية لفرض قبضتها الأمنية هناك، كما أرسلت سابقا قوات عسكرية تابعة لها للسيطرة على المطار والميناء الواقعين في الجزيرة ضمن سيطرتها على المرافق الخدمية والإستراتيجية.‎

وفي أبريل/نيسان 2020، تحدى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا الحكومة الشرعية، وأعلن الحكم الذاتي وحالة الطوارئ في المناطق التي يسيطر عليها في جنوب البلاد.