استغلت كورونا.. هكذا تستنسخ الجزائر تجربة السيسي في ملاحقة الناشطين

12

طباعة

مشاركة

أثارت ملاحقة السلطات الجزائرية للصحفيين والناشطين، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن النظام في البلد يستغل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد لقمع الحراك الشعبي المستمر منذ فبراير/شباط 2019 للمطالبة بالتغيير الديمقراطي.

وعبر مشاركتهم في عدد من الوسوم على موقع "تويتر" أبرزها #توقفوا_عن_استدعاء_النشطاء، #تروح_كورونا_زيدو_أنتوما، #حراكنا_مستمر، #سنعود_لحراكنا، تعهد ناشطون بالعودة إلى حراكهم الشعبي المجمد على أثر جائحة كورونا، وإسقاط النظام الحالي بالجزائر.

واستنكروا مواصلة النظام الجزائري قمع المعارضيين واستدعاء الصحفيين وإغلاق المؤسسات الصحفية وحجب المواقع الإلكترونية، وملاحقة المدونين والناشطين، لافتين إلى أنهم أوقفوا مسيرتهم للمحافظة على أرواح الحراكيين وعائلاتهم والشعب بشكل عام وحتى لا يتهم الحراك بأنه المتسبب في أزمة تفشي كورونا.

وأفادت وسائل الإعلام بأن عدد الناشطين في الحراك الشعبي والمدني الذي استدعتهم السلطات والأجهزة الأمنية حتى نهاية الأسبوع الماضي، بلغت 64 ناشطا بسبب منشورات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

نموذج السيسي

واستهجن ناشطون اتباع النظام الجزائري لسياسة الترهيب واستعراض القوة وفرض الاستبداد في مساعي لنقل التجربة المصرية للجزائر، لافتين إلى أن أول ما فعله رئيس النظام المصري الحالي بعد انقلابه على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، وتمكنه من الوصول إلى الحكم هو الانتقام من رموز الثورة المصرية.

وأوضح الناشط إسماعيل في تغريدة على "تويتر" أن "السيسي بعد انقلابه على الثورة المصرية أول شيء فعله هو الانتقام من رموز الثورة المصرية بقتلهم والزج بهم في السجون وهذا ما يقتدي به نظام تبون –عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري- الانتقام من الذين أزاحوا العصابة".

ورأى مراد العزوني أن ما يفعله النظام من سياسة الترهيب واستعراض القوة في الجزائر التي يسمونها الجديدة ما هو إلا فشل يسعون للتغطية عليه وتعمية من "انتخبوهم" عن حقيقة الوضع المزري، قائلا: إن "هكذا يصنع المستبدون في كل دول الاستبداد..وأقرب مثال لدينا: مصر_السيسيي".

مآرب سياسية

واعتبر ناشطون استغلال النظام الجزائري الوباء العالمي لمآرب سياسية وبأساليب استبدادية هو قمة الظلم. ففي فترة الحجر التام على الجزائريين، تقوم السلطات بتفعيل آلات القمع وتسريع الثورة المضادة من خلال محاولة خنق جميع الأصوات المعارضة لها، بحسب "اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين في الجزائر".

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد تساءلت إن كانت السلطات الحاكمة في الجزائر قد استغلت أزمة وباء كورونا لإسكات خصومها والانتقام من معارضيها ومن نشطاء الحراك؟ مشيرة إلى أن "سجن المعارضين والناشطين والتحرش بهم يتم بشكل يومي".

وقارنت مريم مارو بين موقف المشاركين في الحراك من الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد، وبين موقف النظام الحاكم، موضحة أن الشعب علق الحراك من أجل المصلحة العليا للوطن، بينما استغلت السلطة الحاكمة الفرصة باستدعاء كل ناشطي الحراك من كل ولاية. وأكدت أن "الأحرار لن يركعوا و لن يستسلموا.. سنعود بقوة ".

الحراك مستمر

وشدد ناشطون على أن ما يفعله النظام الجزائري يقوي من عزيمتهم ويعري سياستهم المناهضة للحراك الشعبي، والرافضة لسماع الأصوات المخالفة لأهواء السلطة الحاكمة، إذ قالت صفوة: "لا يعلمون أن كل هذه الاستدعاءات والاعتقالات و التعسفات و المحاكمات غير العادلة لا تزيدنا إلا قوة و عزيمة على إكمال طريقنا نحو الحرية".

وكتب مغرد آخر على حسابه في "تويتر" قائلا: "يستمر تعسفكم!!  ويزداد إصرارنا".

رفض وتضامن

وأعلن ناشطون تضامنهم مع من يتم استدعاؤهم أو اعتقالهم، ورفضهم للاعتقالات التعسفية، إذ قال الناشط عبد المنجي خلادي: "تضامني المطلق مع الزميل الصحفي و الناشط السياسي عبد الكريم زغيلش".

وقال تاج الدين شهبوب: "لسنا ضد اللعبة السياسية فمن حق كل الأطراف في الجزائر النقد، التهكم، وتقديم الحلول لمستقبل أفضل، لكن نحن ضد الاعتقالات التعسفية التي تطال الصحفيين و المناضلين".

قضاء مسيس

وصب ناشطون جام غضبهم على مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضائية واتهموها بالتسيس، خاصة بعدما رفض القضاء طلبات إفراج مؤقت عن عدد من الناشطين في الحراك الشعبي الموقوفين في السجون منذ فترة.

وقال أحد المغردين: "لقد استغلت حكومة البطاطا وشكارة السميد هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد ليس لمساعدة المواطن المسكين، بل حتى فرض ضرائب واستدعاءات بالجملة مخصصة لناشطي الحراك، فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء".

وتساءل الناشط وليد لاوفي: "ما بها مؤسسات الدول، ما الذي أصابها؟ مالكم واعتقال الناشطين؟".

واتهم ناشطون النظام الجزائري بالجبن والإجرام، محذرين من تبعات انتهاج النظام الجزائري لسياسية القمع والتعسف ضد الناشطين والصحفيين، إذ قال أحد المغردين: إن "استغلال الوباء للتضييق على الناشطين سيزيد من الاحتفان".

إسقاط تبون

وتعهد ناشطون بالعودة للثورة مرة أخرى ومواصلة الحراك الشعبي وإسقاط رئيس النظام الحالي "تبون"، وخاطب نور الدين النظام الحاكم قائلا: "‏‎#‎توقفوا_عن_استدعاء_النشطاء لن تنالوا مبتغاكم يا ‏أحفاد ديغول نحن قمنا بالحراك وانتهى وأنتم تحركاتكم لن يجدي نفعا لأنه مبني على باطل".‏

وقال مغرد آخر: "على العهد باقون.. إلى الثورة عائدون.. للسعيد كونتم لاحسون.. لفرنسا راكعون..  باسم الشعب عازمون .. على رحيلك يا تبون".

حق التعبير

وحرص ناشطون على التأكيد على حقهم في التعبير عن آرائهم، معلنين تمسكهم بذلك الحق الذي يكفله لهم الدستور، معتبرين ذلك أقصى درجات الوطنية.

وكانت منظمة العفو الدولية قد طالبت في أبريل/نيسان الماضي، السلطات الجزائرية بالتوقف بشكل عاجل عن الملاحقات القضائية التعسفية الهادفة إلى إسكات أصوات نشطاء وصحفيي الحراك، في خضم تفشي وباء فيروس كوفيد-19. ودعت إلى الإفراج فورا عن كل من تستهدفهم هذه المحاكمات الصورية، دون قيد أو شرط.

وغرد الناشط فلاحي لحواري على حسابه في "تويتر" قائلا: إن "حرية التعبير حق يكفله دستور الجزائر. #الحرية_لهشام_صحراوي #حرروا_المعتقلين هذا وقت كورونا ورمضان".

وكتب عبد المنعم، قائلا:: "نعم النظام حاليا حساس جدا، ولكن الكتابة  السياسية والنقد السياسي الحر والجاد والصريح هو  لب  الوطنية".

 

ورأى الناشط رفيق لابونيت أنه "لا يمكن بناء جزائر جديدة برموز النظام السابق #تروح_كورونا_زيدو_أنتوما".

إرادة الشعب

وعبّر ناشطون عن غضبهم من سياسات النظام الجزائري الحاكم، مؤكدين أن صوت الشعب وإرادته أقوى من السلطة.

وبين أحد المغردين أن أبجدية النظام القفز على الشعب وعدم الالتفات إليه على الإطلاق، بل وأكثر من هذا قمعه وسجنه, أما فلسفة الحراك الشعبي السير بثبات وبخطى ثابتة إلى الأمام وعدم الالتفات للوراء مهما كان لأن قضيتنا الأولى والأخيرة هي بناء جزائر جديدة.

وأكدت الناشطة آية حديدي في تغريدة على "تويتر"  أن "صوت الشعب أقوى من السلطة... #توقفوا_عن_إستدعاء_النشطاء".

رفض الاستبداد

ورفض ناشطون التسليم لاستبداد النظام، إذ استذكرت الناشطة حبيبة في تغريدة على حسابها في "تويتر" بمقولة منسوبة للمفكر العربي المعروف عبدالرحمن الكواكبي، قائلة: إن "الاستبداد أصل لكل فساد".

ونشر الزواوي صورة لناشط يرفع لافتة مكتوب عليها "الحرية للأحرار، ساخرا بالقول: "سلملي على ديمقراطية دولة تحارب الصحافة المستقلة وتعتقل من يعبر عن رأيه و تستغل الأزمة للالتفاف على #الحراك_الشعبي".

#تروح_كورونا_زيدو_أنتوما #توقفوا_عن_إستدعاء_النشطاء