بدلا من وقفها بسبب كورونا.. لهذا تصر السعودية على مواصلة حرب اليمن

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في وقت يكثف فيه العالم جهوده لمكافحة فيروس كورونا المستجد، ويتخذ الإجراءات المشددة للحد من انتشاره ويقوم بصب إمكانياته ضد الوباء القاتل، شن التحالف السعودي الإماراتي باليمن، أمس السبت، غارات على صنعاء، ومحافظتي صعدة والجوف الحدوديتين.

الأمر الذي قابلته جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، بإطلاق صواريخ بالستية استهدفت العاصمة السعودية الرياض ومدينة جازان، إلا أن الدفاع الجوي السعودي اعترضها وتمكن من إسقاطها، ونتج عن ذلك إصابات بين المدنيين السعوديين.

وعلى أثر ذلك، أصدر التحالف بيانا استنكر فيه القصف الحوثي، واتهم الجماعة باستهداف وحدة العالم وتضامنه في ظل ظروف محاربة كورونا، وتبعه بيانات من الحكومة اليمنية ودول خليجية أخرى أدانت الاستهداف الحوثي.

إلا أن بيان التحالف أثار غضب رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وأكدوا عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #صوت_انفجار_في_الرياض، #الحوثي_رثع_في_الرياض، #الحوثي، #اليمن، أن السعودية تدمر اليمن بحجة إعادة الشرعية.

ويأتي التصعيد بين التحالف وجماعة الحوثي في أعقاب ترحيب الطرفين بالدعوة الأممية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الأربعاء الماضي، للوقف الفوري للأعمال العدائية وتوحيد الجهود لمجابهة فيروس كورونا، وإبدائهم مؤشرات بدت كاذبة للالتزام بذلك.

وكانت منظمات حقوقية بارزة قد اتهمت التحالف على مدار السنوات الخمس الماضية، باستهداف المدنيين وارتكاب انتهاكات حقوقية في محافظات يمنية عدة، وأدانته باستهداف محاكم يمنية وقتل قضاة، إضافة إلى استهداف مختطفين وتصفيتهم، وممارسة التعذيب والإخفاء القسري.

ضحايا المعارك

واستنكر ناشطون تبني الإعلام لتصريحات الجانب السعودي ونقل تهديدهم ووعيدهم للحوثي، مشيرين إلى أن المتضررين من تلك المعارك هم الأطفال والمدنيون في الجانبين اليمني والسعودية.

وسخر مغرد من التهديد السعودي بالرد الحاسم على الحوثي، قائلا: إن الرد "السعودي على قصف الحوثيين للرياض سيكون مزلزلا ليس للحوثيين، وإنما للأطفال والنساء في اليمن"، مضيفا: "يعني ترقبوا مذبحة جديدة للطيران السعودي في أحد الأحياء السكنية".

وطالب عضو الهيئة القيادية في حركة "خلاص" اليمنية حمزة الحسن، بإيقاف الحرب العبثية التي تشنها السعودية على اليمن منذ خمس سنوات، ولا تزال قائمة، متسائلا: "هل ينتظر آل سعود سقوط ورود يمنية على رؤوسهم نظير قنابلهم العنقودية وحصارهم وكوليراهم؟!".

وأشار الكاتب في الشأن السياسي أحمد المؤيد إلى رده على سؤال مذيعة في راديو "مونت كارلو" استغربت قصف اليمن للسعودية بالصواريخ في زمن الكورونا، قائلا: "في زمن اجتاحتنا الكوليرا لم يرحمنا ابن سعود، بل بقي يقصفنا من الجو ويحاصرنا من البحر والبر، والعالم يتفرج وكذلك فعل في زمن حمى الضنك، بل وقصف مستشفياتنا ودمر نظامنا الصحي فليذق اليوم ما قدّم".

براءة كورونا

وتهكم ناشطون من بيان التحالف، إذ سخر شوقي الروبي، من اعتبار السعودية قصف الصواريخ اليمنية على مواقعها الليلة اعتداء على وحدة العالم في مواجهة كورونا، قائلا: "على أساس الطائرات السعودية في سماء اليمن ترش علينا المعقمات لحمايتنا من كورونا"، واعتبرها محاولات سمجة لتسول تعاطف العالم المشغول عنها بكورونا.

ولفت الصحفي اليمني علي ظافر إلى أن "السعودية شنت قرابة 30 غارة على #اليمن خلال الساعات الماضية دون أدنى احترام للتعاون العالمي في مواجهة جائحة كورونا"، متسائلا: "ماذا تتوقع من اليمن إلا الرد والرد بقوة في عام الوجع الكبير".

فرصة كورونا

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتهموه بالفشل السياسي، وتوريط بلاده في حرب لا نهاية لها، مؤكدين أن الوقت قد حان للخلاص من تلك الحرب وكسب الرضا الشعبي والاحترام العالمي.

وغرّد الدكتور سعد الدوسري، قائلا: "لو كان لدى محمد بن سلمان ذرة عقل وحكمة لاستغل فيروس كورونا وأعلن إيقاف حربه وحصاره على اليمن وشعبه، ولن يكون هناك أي إحراج له، بل سيرحب العالم بذلك ومحاولة توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا التي ضربت كل دول العالم تقريبا".

وكتب فهد المالكي، قائلا: "والله لو يوجد عاقل في القيادة السعودية لاستغل أزمة كرونا العالمية وحل مشاكله مع إيران وطلق الإمارات التي لم يجن منها سوى التعامل الخفي ضد مصالح السعودية، وخير مثال على ذلك، انفصال الجنوب  اليمني وتعاملها الخفي مع إيران".

وتساءل محمد العابد التركاوي: "متى يمكننا شكر طويل العمر لإنهاء حرب اليمن التي بدأت من أكثر من خمس سنوات وما تزال صواريخ الحوثي تصل للعاصمة؟".

دور ابن زايد

وتحدث ناشطون عن توريط ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لولي عهد السعودية في حرب اليمن، في الوقت الذي يقوي علاقته مع الجانب الإيراني الداعم والمحرك لجماعة الحوثي الشيعية المسلحة.

وقالت الناشطة مريم: "سيذكر التاريخ كيف ضحك محمد بن زايد على محمد بن سلمان... أمس يتصل بحليف إيران العلوي حاكم دمشق ليقدم له الدعم والمساندة، ثم يدعي بأنه يحارب معنا الحوثي حليف إيران في اليمن!".

وأشار ماجد عبد النور إلى أن "محمد بن زايد هذا الشخص المارق المجرم في مأمن من كل صواريخ إيران وعبث مليشياتها"، قائلا: "لا غرابة إن اتضح يوما أن هذا السفاح يقف خلف الصواريخ التي تستهدف السعودية وهو الذي ورّط السعودية في عداء مع الشعوب الإسلامية وأنزل من هيبتها الإقليمية ونسف كل تضحياتها في اليمن بمليشياته القذرة".

ورأى مغرد آخر أن "الشعب السعودي يدفع ثمن غباء ابن سلمان وغرامه الخاص بالعنف والقتل.. ، وأن مسألة قتال إيران في اليمن كذبة كبيرة اخترعها ابن زايد ليدمر المملكة، في حين أنه أكبر الداعمين لإيران وأذرعها في المنطقة".