استجدى إسرائيل والتقى أولمرت.. هل يعبر عباس عن رغبات الفلسطينيين؟

12

طباعة

مشاركة

لم يكتف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني والمقاومة، بخطابه أمام مجلس الأمن أمس الثلاثاء، للرد على "صفقة القرن"، ليعقد مؤتمرا صحفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، المتهم في قضايا فساد إيهود أولمرت.

وذلك في إصرار معلن على التعويل على ممثلي الاحتلال الإسرائيلي، إذ وصف أولمرت، عباس بأنه الشريك الوحيد لتحقيق السلام متجنبا انتقاد "صفقة القرن"، بالرغم من إعلان عباس رفضه لها.

خطوات رئيس السلطة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، أثارت ردود فعل غاضبة بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عبر مشاركتهم في أوسمة عدة، من أبرزها: "#خطاب_مخزي_هزيل، #عباس_لا_يمثلني، #عباس #أبو_مازن، #محمود_عباس، وغيرها" والتي لاقت تفاعلا واسعا بين الناشطين.

وأكد الناشطون أن خطاب عباس، اعتمد استجداء واستعطاف أمريكا وإسرائيل، وظهر فيه بمظهر الذليل للعدو الإسرائيلي الساعي إلى تقديم كل ما يريده الاحتلال مقابل وهم وسراب اسمه "السلام".

ورأوا أن الخطاب افتقر إلى الصرامة والوضوح السياسي في رفض صفقة القرن، وبدلا من أن يشدد على الحقوق الفلسطينية وقدرة شعبه على انتزاعها بكل الطرق، تحول عباس إلى داعية سلام يستجدي الجلوس على طاولة المفاوضات.

ووصف الناشطون خطاب رئيس السلطة الفلسطينية بأنه "انهزامي" وفيه تمييع للموقف الفلسطيني والمواقف الداعمة له، مؤكدين أنه لا يمثل أحدا في فلسطين ولا في غيرها، وعليه أن يتنحى من منصبه، ويعطي الفرصة لشخص آخر.

لا يمثل الشعب

وقال الإعلامي والناشط الفلسطيني محمد المدهون: "بعد كل خطاب انهزامي استجدائي لـ#محمود_عباس، أجدد القول وأكرر.. هذا الرجل لا يمثلني كفلسطيني، ولا يمثل شعبنا الصامد والمرابط في غزة والضفة والقدس والداخل، ولا يمثل الشتات الفلسطيني الذي يعمل منذ عشرات السنين من أجل العودة إلى أرضنا المحتلة. فلسطين كلها لنا.. من رفح حتى رأس الناقورة".

وأشار الناشطون إلى أن رئيس السلطة عباس خذل الفلسطينيين، إذ سخرت ريما مهدي قائلة: "عباس المحنك طالع قدام الأمم المتحدة يحكي لشعبه نعيش إخوة مع الإسرائيلين بدل ما يدافع عنهم وينصرهم قدام الكل".

وانتقد الناشطون اللقاء الذي جمع عباس وأولمرت، وقال الكاتب السياسي ماجد عبد الهادي: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يختار لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بدلا من لقاء رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، مضيفا أن ذاك هو خياره أما التوعد بتغيير الدور الوظيفي للسلطة ووعود المصالحة الوطنية التي أطلقها بعد إعلان #صفقه_القرن، فلم تكن غير كلام ليل محاه النهار.

اتهامات بالخيانة

واتهم رواد "تويتر" عباس بخيانة الشعب والدم الفلسطيني، إذ أشار الدكتور أسعد أبو خليل أستاذ في جامعة ستانيسلاوس الأمريكية إلى أن محمود عباس شكر جنود العدو الذين قاتلوا من أجل قضيّتهم، موضحا: "عباس شكر الذين قتلوا أبناء وبنات الشعب الفلسطيني وارتكبوا المجازر وهدموا البيوت وقصفوا المخيّمات". وأكد "محمود عباس هو مرتكب الخيانة العظمى".

واستغربت الناشطة ميرا النجار من ادعاء "عباس" أن الاحتلال شريك سلام!، قائلة: "اللي قتلنا وشردنا وهدم بيوتنا وقصفنا صار شريك سلام.. #عباس_لا_يمثلني".

ولفت ناشطون إلى تناقض مواقف عباس وتصريحاته وفق الموقف، إذ أشار الكاتب الفلسطيني الدكتور إبراهيم حمامي إلى إعلان عباس قبل أيام انتهاء اتفاق أوسلو وكل ما أفرزه لتهدئة الجمهور الفلسطيني، فيما أعلن من على منصة الأمم المتحدة: ملتزمون باتفاق "أوسلو" بكل تفاصيله وبنوده بما فيها الاعتراف بـ"إسرائيل".

وأكد الحمامي في تغريدته على "تويتر" أن "عباس يكذب كما يتنفس!، وواهم من يظن أنه سيتغير أو أنه سيتخذ أي موقف وطني من أي نوع".

وقالت المغردة نورا محمد: "نحن كشعب فلسطيني لم نتوقع من محمود عباس مثل هذا الخطاب في مجلس الأمن لقد خيب كل الظنون هل خطابه يخدم الفلسطينين أم الإسرائيليين".

وخاطبت منى خالد، قائلة: "كان يجب عليك أيها الرئيس أن تتكلم عن الحقوق التي ضاعت من الشعب الفلسطيني  واغتصبها العدو الصهيوني الأمريكي، ولكنك غافل عن ذلك وخائن".

بحث البدائل

وتحدث الناشطون عن ردة فعل الجانب الإسرائيلي من خطاب "عباس" ورؤيتهم له بأن مهمته انتهت وعليهم البحث عن بديل، داعين الأنظمة العربية للعبرة من الموقف بأن المتحكمين في السياسة الخارجية يغيرون الوجوه الحاكمة وفق ما يخدم مصالحهم.

وكان المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، قد دعا عقب خطاب "عباس" إلى ضرورة إزاحته، عن منصبه رئيسا للسلطة الفلسطينية، زاعما بأنه "لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه".

وقال الناشط أثير شاهين: إن "خطاب أبو مازن لم يكن مفاجئا أبدا، ومستحيل يغير لغة خطابه !اللي كان مفاجىء رد ممثل إسرائيل في مجلس الأمن اللي كان بتلخص أنه أنت يا أبو مازن انتهت صلاحيتك بالنسبة لإسرائيل في النهاية احنا رايحين نشتكي على أمريكا لأمريكا ،،،تغيير الدور الوظيفي للسلطة يجب أن يظهر المرحلة القادمة".

وقالت المراسلة الصحفية نجوان سمري: "كنت سأترجم بعض تعليقات الإسرائيليين على خطاب #أبو_مازن في #مجلس_الأمن، لكن لا وقت لي لذلك، المهم وباختصار فإن غالبيتها العظمى تستهزئ بالرجل وتتهمه بالإرهابي. نعم، أبو مازن الذي يترحم على رابين إرهابي! آه والله.. فاعتبروا يا #عرب".

خطاب مذل

وانتقد الناشطون تغني عباس بالسلام وتمسكه به في خطابه الذي ظهر وكأنه يستجدي الإسرائيليين في خطاب ضعيف، وقال الزبير بن بردي أستاذ التاريخ والجغرافيا: "#محمود_عباس يعلم علم اليقين أن عملية السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب لن تأتي بالسلام فلن يرضى عنك اليهود حتى تتبع ملتهم؛ ولكنه يدعو مرة أخرى إلى عقد مؤتمر سلام عبر #مجلس_الأمن، الذي هو أداة لخدمة مصالحهم".

وأكد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة أن خطاب عباس بمجلس الأمن لا يليق بحركة تحرر ولا بشعب عظيم يبذل الدم منذ أكثر من قرن، مضيفا أن "الاستجداء لا يجلب تعاطفا؛ بل التضحية والفداء".

ولفت إلى أنه في ذروة العمليات الاستشهادية إبان انتفاضة الأقصى؛ قال استطلاع للاتحاد الأوروبي: إن 59 بالمئة من مواطنيه يرون إسرائيل أخطر دولة على السلم العالمي؛ تليها أمريكا.

وتأسفت رهف سامي على أن خطاب محمود عباس في مجلس الأمن كان مخيبا للآمال، فهو لم يخدم القضية الفلسطينية لو بكلمة، كل تصريحاته وكلماته كانت موجهة للمحتل والخضوع والإذلال .