تحذيرات من موتها.. من وراء انهيار الصحافة والإعلام في لبنان؟

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

"موت الإعلام موت للبنان".. تحت هذا المانشيت دقت صحيفة النهار اللبنانية في عددها الصادر في 7 فبراير/شباط الجاري، ناقوس الخطر بشأن وضع صحافة لبنان وإعلامها، محذرة من اقترابهما من تصدر لائحة ضحايا الكارثة المالية والاقتصادية والإنتاجية التي تعيشها البلاد. 

وتكافح وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة في لبنان من أجل البقاء، بعد احتجاب عدد منها عن الصدور وتعثر معظمها عن سداد رواتب موظفيها، في وقت يشهد قطاع الصحافة تدهورا منذ سنوات فاقمته مؤخرا أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

ويشير المانشيت إلى أن الخطر المحدق بالصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية والإذاعية بات أقرب مما يظن كثيرون، لافتة إلى انضمام صحيفة "الدايلي ستار" إلى قائمة الصحف العريقة المحتجبة، في حين صمتت إذاعة "راديو وان" التي ذاع صيتها، وسبقتهما مجلة "ماغازين" في التوقف عن الصدور.

وأوضحت صحيفة النهار أنها وغيرها من الصحف الباقية والمحطات التلفزيونية والإذاعية تواجه مصيرا قاتما ما لم تقف الأزمة الكبرى عند ابتكار ممرات الإسعاف العاجل لهذا القطاع المهم. 

وأطلقت الصحيفة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حملة #الصحافة_لن_تموت، ولاقت تفاعلا واسعا من قبل رواد المواقع والصحفيين المتضامنين مع كل ما جاء في تقرير الصحيفة تحت مانشتها.

وتضاعفت معاناة وسائل الإعلام مؤخرا نتيجة انهيار اقتصادي متسارع منذ أشهر، وسط شحّ في السيولة ومخاوف من عدم تمكن لبنان من سداد جزء من الدين العام المتراكم والذي سيستحق قريبا، بالتزامن مع ارتفاع مستمر في أسعار المواد الأساسية وفرض المصارف إجراءات مشددة على العمليات النقدية وسحب الدولار.

دعوات للتطور

وجه ناشطون تحية للصحفيين وأثنوا على دورهم في نقل الحقيقة وتوعية الشارع، وقال فارس سعود: "تحية لأهل الصحافة الذين جعلوا من لبنان وطنا مميّزا ثقافيا وسياسيا ولا تحية لمن وصلت إليهم مئات ملايين الدولارات ولم يحسنوا إدارة شؤونهم حتى وصلوا إلى الإفلاس".

وجزم ناشطون بأن الصحافة باقية لكنها تحتاج إلى تطوير ومواكبة لمستجدات العصر ومتطلباته وتماشي مع التكنولوجيا ومحركاتها، إذ قال سمير يوسف: "#الصحافة_لن_تموت لكن عليها التطور".

وكتبت لين "طبعا لا تموت... طالما هناك العالم وأخباره. ومهما كانت الوسيلة. التطور يفرض نفسه والتغيير سمة الحياة.".

وأكدت صفاء قره محمد أن "#الصحافة_لن_تموت وإن أصبحت إلكترونية.. تبقى صحافة كل مواطن .. وتستمر في نقل الحقيقة بشفافية وموضوعية".

وتمتنع وسائل إعلام عدة لا سيّما القنوات التلفزيونية عن دفع رواتب موظفيها كاملة. واقتطع بعضها نصف الرواتب بينما دفعت إحدى القنوات ثلث رواتب موظفيها، بانتظار تحسن الوضع، وفق ما أكد صحافيون وموظفون لوكالة فرانس برس.

في المقابل، سلط ناشطون الضوء على استخدام بعض أصحاب النفوذ أموالهم لتوجيه الرأي العام وخدمة مصالحهم الشخصية، وتأسفت ألفت حلبي قائلة: "للأسف الشديد، وُلدت ميتة لخدمة أغراض سياسية بحتة"، مضيفة: "لم أر صحافة حرة ومستقلة وليس لها ممول سياسي تعمل لأجله.. #الصحافة_ماتت_عندما_باعت_صوت_الحق".

وقال علي رسلان: إن الصحافة المأجورة اللاهثة خلف محفظة البترو_دولار يجب أن تموت، وستموت بعدما قطع الدعم الخارجي عنها، مضيفا: "هذه هي نهاية بائعي أقلامهم للطغاة والملوك..  وحدها الصحافة الحرة لا تموت".

ولخص محمد أمين خير الله وضع الصحافة اللبنانية قائلا: "الصحافة الحالية تمر بثورة تغيير كمية أي بمعنى تغير داخل نوعها، يجب أن نعي خطورة المرتزقة في الصحافة، الرأسمالية ساحة جيدة لخلق أثرياء يملكون وسائل الإعلام".

وغرد علي قائلا: "#الصحافة_لن_تموت الصحافة الحرة ما بتموت بس صحافة الدولار والتبعية  أكيد بتموت".

مخطط النظام

واعتبر ناشطون خطوات السلطة نحو إغلاق الصحف والإذاعات بأنها محاولة لتكميم الأفواه، وقالت ريانة ساق: "خطة ممنهجة لكم الأفواه وكسر القلم الحر تبدأ بالتهديد ثم الملاحقة فوجدوا أنها لا تنفع فلعبوا بالمال العام فأتى الانهيار الاقتصادي".

ورصد مغردون أهمية الصحافة بالنسبة لهم ودورها، وقال مغرد: إن الصحافة للشعوب حياة والشعب من غير اللسان موات فهي اللسان الفصيح الذي ببيانه تدرك الغايات.

وكتب طارق حديفة: "يمكن لنا أن نتفق أو نختلف برأي ما مع صحافي أو توجه صحيفة.. لكن لا يمكن لنا أن نتخايل #لبنان من دون صحفه، فهي رفيقة أيام هذا الوطن بحلوها ومرها".

وبرز عبر الهاشتاج صوت الإعلاميين والصحفيين الرافضين لمجرد التفكير في أن الصحافة قد تموت، وتساءلت الصحفية اللبنانية كريستيا سلوم: "كيف فيكن تفكروا لثانية وحدة بس، إنو الصحافة ممكن تموت؟ مين بينقل الصورة والوجع؟ مين رح يكون صوت كل الشعب؟".

واعتبرت الصحفية رانيا عبيد أن لا أصوات دون الإعلام ولا حقائق دون الصحافة "وبكل تأكيد لا سلطة تعلو السلطة الرابعة! الثورة اليوم تكتمل مع أهل الصحافة والإعلام النظيف".

وجزمت طالبة الصحافة جولي متة بأن "الكلمة الحرة لا تُقمع ولن تُهزم.. وأن صوت الشعب لا يُسلب ولن يموت"، مؤكدة "لا ولن نسمح لأحد بالمساس بها!!".