"الانتقام لسليماني".. هل يجر نصرالله لبنان إلى صراع واشنطن وطهران؟

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ما أن خرج أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله، متوعدا الجيش الأمريكي بدفع الثمن، خلال خطاب تأبين قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، حتى توالت ردود الفعل اللبنانية الغاضبة المطالبة بالحياد.

وأطلق الناشطون هاشتاج #الحياد_يحمي_لبنان، ردا على خطاب نصر الله، وطالبوا برفع يد إيران من لبنان وتجنب التدخل في الصراعات الخارجية وترك الخطابات التصعيدية، والتوقف عن جر لبنان لحروب خارجية، مطالبين باتباع سياسة النأي بالنفس.

وتبنى رواد مواقع التواصل مطلب "الحياد" ورأوا فيه الحل للخروج من الأزمة الراهنة التي يحاول "حزب الله" جرهم لها، داعين للحياد كخيار وطني، إذ قال عبدالله جديد: "الحياد هو الحل الوحيد لحماية لبنان لأن ما يحدث إقليميا و دوليا هو أكبر منا و من قدرات بلدنا، فالحياد هو نصر للبنان".

ودافع ناشطون عن حقهم في المطالبة بحياد بلادهم وعدم توريطهم في الصراعات، وكتب مانيوال درغام: "من حقي كمواطن لبناني أن أرفض توريط حزب الله لي ولمستقبلي ولوطني وأهلي وعائلتي وجيراني وأصدقائي وكل المواطنين في انتقامه لمقتل شخصية إيرانية".

وأضاف: "لا يعنيني أن أدفع ثمن انتقامكم من أعتى دولة إمبريالية أو بطيخ! لا يعنيني! معكم ضد الاحتلال الإسرائيلي فقط ثم فقط".

حزب سياسي

وأكد الناشطون أن "حزب الله" هو حزب سياسي، وليس له الحق في توريط البلاد في صراعات ليس له علاقة بها، وسط دعوات بالقليل من التعقل والتفكير، إذ قالت دانا: "حزب سياسي ما إلو حق يفوت البلد بصراعات إقليمية، لبنان مش ساحة حرب، يلي بدو ينتقم يروح ينتقم برا لبنان".

وخلال الأيام الماضية بالغت قيادات إيرانية في الحديث عن القدرات العسكرية لإيران ومدى جاهزيتها لمواجهة أمريكا، الأمر الذي أثار استياء فئة عريضة من الناشطين، إذ استنكر "فيليب" قائلا: الأكثر دقة في تناول أزمة النظام الإيراني وخرافة قدراته العسكرية ما ورد على لسان وزير التعليم الإيراني: إن "14 مليون طالب إيراني جاهزون للقتال عند اندلاع الحرب".

وتساءل: "هل قيادة حزب الله تنوي السير بهكذا تفكير قتالي رجعي لمقارعة أعظم قوة في العالم؟ القليل من التفكير".

بيروت أولا

ودعا ناشطون من يريد الدفاع عن إيران إلى أن يدافع عنها على أرضها، وألا يستغل لبنان لتكون أرضا لمعاركه، حيث قال مايكل خوري: إن من حق الشعب اللبناني المطالبة بحياد لبنان طالما الوالي استورد الثورة الإسلامية إلى لبنان، مستطردا: "استشهدنا دفاعا عن لبنان. دافعوا عن إيران في إيران".

وأجمل المعارض الإيراني محمد مجيد الأحوازي موقف الشعب اللبناني، قائلا: "الشعب اللبناني الحُر يقول كلمته هنا. نحن لا نريد أن نكون دروعا بشرية لمشروع ولاية الفقيه بالمنطقة ولا علاقة لنا بمقتل قاسم سليماني، بيروت أولا وليس طهران".

وانتقد ناشطون تبعية بلادهم لإيران وسيادة الطائفية الحاكمة وتدخلها وسط المعسكرين الإيراني والأمريكي، إذ قال مغرد: إن "لبنان تحت رحمة الرد على اغتيال شخص غير لبناني بأيادي غير لبنانية وعلى أرض تبعد عن لبنان آلاف الأميال..! فقط لأننا تبعيون طائفيون لا نملك الجرأة على أن نكون أسياد أنفسنا".

رفض الحياد

وظهرت عبر الهاشتاج آراء قليلة ترفض الحياد وترى في خطاب الأمين العام لحزب الله الأمل في الانتقام، وردع لأمريكا وإسرائيل، زاعمين أن موقفه نصرة للحق، إذ قالت المغردة رباب: إن كل أديان العالم نادت بنصرة الحق، متسائلة: "أين أنتم من هذا؟ بحيادكم هذا خذلتم الحق وأهله خذلتم دماء شهدائكم التي سقطت يوما لتحرير أرضكم من عدو غاشم ومعتدي".

وتساءلت: "أوليست إسرائيل عدوة لكم؟ ألم تحتل إسرائيل يوما بلادكم؟ ألم تقتل وتعتقل أهلا من أهلكم؟ أم هل أضعتم البوصلة؟".

الأوضاع الاقتصادية

وخروجا من الجدل الدائر حول تبني نظرية الحياد أو الانخراط في الانتقام ظهرت أصوات ترفض تبني "الشعارات" وتلفت الأنظار إلى الأوضاع الاقتصادية في لبنان، إذ نقلت ميمي تغريدة تقول: "أنا مش مع الحياد أبدا، أنا مع محاربة كل كيان يعتدي على لبنان، بس على الأقل تكون الدولة عندها أبسط مكونات الحياة، تكون الدولة قادرة تستحمل أمطار وقادرة تجيب كهرباء".

وسخرت ميمي قائلة: "حلوين الشعارات كتير، بس الدولة يلي ما بدها قبرص لتطفي حريقها أحلى"، في إشارة إلى استغاثة لبنان بقبرص واليونان والأردن لإخماد الحرائق التي اندلعت في المناطق اللبنانينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار آخرون إلى اعتماد بلادهم على صناعات أمريكية واستخدامهم لبرامج أمريكية وتناولهم وجبات في فروع لمحال تجارية أمريكية ومشاهدة أفلام أمريكية، إذ قالت عُلا الحاج: "للي مفكرين حالن قد أمريكا وفين يحاربوا بس طلب قبل: كبّو تلفوناتكن لي أمريكا عامليتا واستخدموا تلفونات انتو عاملينا".

وقالت إليان درغام: "يا جماعة انتقموا لتشبعوا بعيدا عنا وعن أرضنا، عائلاتنا، مصادر رزقنا، مشاكلنا، حياتنا، بؤسنا، وجعنا... انتقموا بعيدا عنا".