#لا_للفتنة.. لبنانيون يتصدون للطائفية ويتهمون السلطة بإثارتها

تصدر هاشتاج #لا_للفتنة قائمة الأكثر تداولا بلبنان، في دعوة للوحدة الوطنية ورفض مقطع فيديو اعتبر مسيئا لقيادات دينية، وكان سببا في مهاجمة عشرات الشباب خيام الناشطين في الحراك الشعبي بمنطقة الخندق العميق المجاورة لوسط العاصمة بيروت.
وتحولت شوارع وسط بيروت، فجر أمس الثلاثاء، إلى ساحة حرب نتيجة المواجهات وأعمال الشغب إثر انتشار فيديو يسيء إلى قيادات سياسية ودينية من الطائفة الشيعية على مواقع التواصل الاجتماعي نشره شخص يدعى سامر صيداوي وهو من منطقة الميناء في طرابلس ومقيم في ألمانيا.
كما شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان ذات الغالبية السنية، حرق شجرة عيد الميلاد مما فجر غضبا واسعا في صفوف المسيحيين في المدينة وبقية مدن لبنان. إلا أن مبادرات عدة من داخل الحراك وخارجه سعت لتطويق الأزمة، متهمة في الوقت ذاته أطرافا داخل السلطة في محاولة إذكاء نار الفتنة للتشويش على الحراك .
مؤامرة السلطة
ومع انتشار الأخبار عن نزول عناصر تابعة لحزب الله وحركة أمل، غاضبة من محتوى الفيديو المسيء لآل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث قاموا باستهداف الحراك الشعبي المستمر منذ أسابيع رفضا للنظام الحاكم في لبنان.
واعتبر عدد من الناشطين أن كل هذه المحاولات لإثارة النعرات الطائفية، هي مجرد محاولة من قبل الطبقة الحاكمة للتغطية على فشلها، إذ قال الإعلامي فراس حتوم في تغريدة على حسابه في "تويتر": يبدو أن الدفع باتجاه الفتنة الطائفية هو قصاص السلطة لهذا الشعب لأنه قرر أن ينتقض" .
يبدو ان الدفع باتجاه الفتنة الطائفية هو قصاص السلطة لهذا الشعب لأنه قرر ان ينتقض. #لبنان_ينتفض #لا_للفتنة
— Firas Hatoum (@ferashatoum) ١٨ ديسمبر ٢٠١٩
أما رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، فبيّن أن الطائفية هي سبب طول حياة النظام الحالي في لبنان، إلا أنها لن تنجح بكل ما يقع للعودة للوراء، وقال في تغردته: إن "العصبيات المذهبية والطائفية أطالت عمر الطبقة الفاسدة. في هذه الأيام نشهد إعادة اطلاق هذه العصبيات مترافقة مع توترات أمنية وأعمال شغب متنقلة".
وأضاف شاتيلا: "كل هذا لن يعيد عقارب الزمن إلى الوراء. تصميم الانتفاضة على مواجهة الفاسدين أقوى من كل الأساليب التخريبية".
— كمال شاتيلا (@kamal_chatila) December 18, 2019
من جهته، اعتبر علي منة أن السلطة لعبت على وتر الفتنة على الطائفة الشيعية ففشلت، وحاولت مع المسيحيين وفشلت أيضا. وقال في تغريدته: "جماعة الأنظمة الفتنوية حاولوا يلعبوا بنار الفتنة عالشيعة و ما بطت معهن.. و هلّق عم بيحاولوا يلعبوها على المسيحية عن طريق حرق شجرة ميلاد و كمان ما رح تزبط.. نحن أوعى من الجر لهيك شي" .
— Ali H. Maanna ���� (@h_maanna) December 18, 2019
ورأى المحامي عبد الناصر المصري أن المشكلة ليست في الطوائف إنما في السلطة الحاكمة، حيث غرد قائلا: "المشكلة في الوطن ليست بين سنة وشيعة أو مسلمين ومسيحيين، المشكلة الحقيقية بين شعب مظلوم من كل الطوائف وطبقة حاكمة من كل الطوائف".
— عبد الناصر المصري (@ElmasriAb) December 18, 2019
واعتبرت إحدى الناشطات أن السلطة تحاول توريط الحراك في العنف من أجل إقامة الحجة عليه ووصمه بالإرهاب، حيث قالت: "السلطة تريد تحويلنا إلى دواعش وإرهابيين كي يقف العالم بصفها لقتلنا".
— Timati25 (@Timati251) December 18, 2019
أما سارة عساف فاعتبرت أن الفتنة مصطنعة والقصد منها استهداف الحراك، ومعارضي السلطة، لذلك تم مهاجمة اعتصام المحتجين في النبطية على الرغم من أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية.وليه تم تحطيم خيم الثورة بالنبطية الليلة؟ كمان في فيديو طالع من هنيك؟
— Sara Assaf (@SaraAssaf) ١٧ ديسمبر ٢٠١٩
لا للطائفية
الأحداث التي جدّت منذ يومين في لبنان، دفعت عددا من رجال الدين من جميع الطوائف للتحرك لتطويق الأزمة قبل الانتشار، والجميع يستذكر أيام الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات وأدت لهلاك عدد كبير من اللبنانيين، وتدمير البلاد . وغرد رجل الدين الشيعي علي مرتضى على حسابه على تويتر "عندما تسب الزهراء والنبي، ثم يسب الصحابة ثم تحرق شجرة الميلاد، ويتوقع سب نبي الله عيسى، والسيدة مريم، وبعض القديسين، إذا المؤامرة مكشوفة والشعب اللبناني أوعى من أن ينجر إليها أو يغرق فيها".
— S. Alimortada���� (@alimortada_s) December 18, 2019
وكذلك غرد السيد علي فضل الله نجل المرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله، الذي دعا إلى تغليب الحكمة في قوله: "أيها الأحبة، واقعنا الذي تغلب عليه التوترات والانفعالات والحساسيات والعصبيات، هو أحوج ما يكون إلى الكلمة الواعية الحكيمة المدروسة التي تخاطب القلوب وتصل إلى العقول والقادرة على تجاوز الحساسيات والعصبيات {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}".
— السيد علي فضل الله (@SayyedFadlallah) December 17, 2019
من جهته، حيا وائل اليمان إمام مسجد الخندق الغميق، الذي تدخل من أجل فض الاشتباك وتهدئة الغاضبين، حيث قال: "تحية لإمام مسجد الخندق الغميق الشيخ كاظم عياد لشجبه ردة فعل ما حصل خاصة في بيروت وأسلوب الاحتجاج من حرق سيارات وغيره نتيجة فيديو مستهجن ومرفوض من السنة قبل الشيعة".
— Wael Yaman (@WaelYaman) December 17, 2019