في ذكرى #سربرنيتسا.. ناشطون: سقطات المجتمع الدولي تتكرر بسوريا

12

طباعة

مشاركة

أحيت دولة البوسنة والهرسك الذكرى السنوية الـ24 لمجزرة سربرنيتسا التي ارتكبتها القوات الصربية في يوليو/تموز 1995 وراح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف بوسني مسلم. وتداول ناشطون وسم "#سربرنيتسا" على نطاق واسع، إذ تصدر قائمة الهاشتاج العالمي على موقع "تويتر".  

وكانت القوات الصربية قد دخلت بلدة سربرنيتسا بقيادة راتكو ملاديتش في 11 يوليو/تموز 1995 بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة. وارتكبت القوات الصربية خلال أيام إبادة جماعية راح ضحيتها بوسنيون تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاما، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.

كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق المسلمين خلال فترة حرب البوسنة التي بدأت عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون وتسببت الحرب بإبادة أكثر من ثلاثمئة ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

أمام أعين أوروبا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كتب على حسابه الرسمي على "تويتر" في ذكرى المذبحة: "الإبادة العرقية في سربرنيتسا التي وقعت أمام أعين أوروبا وراح ضحيتها 8372 إنسانًا بريئًا لن تُنسى إطلاقًا على مر التاريخ". 

 

أما هيئة الإغاثة التركية "IHH" فنشرت على حسابها مقولة للرئيس البوسني الراحل، علي عزت بيجوفيتش، مفادها "ظُلمتم خلال الحرب، أنتم أحرار في أن تعفو أم لا، افعلوا ما تشاؤون لكن لا تنسوا المذبحة". 

 

وغرد حساب باسم "مدين" وكتب "في مثل هذا اليوم من سنة 1995 قامت القوات الصربية بعزل الذكور بين 14 و50 عام عن النساء والشيوخ والأطفال وتمت تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية كما تمت عمليات اغتصاب ممنهج ضد النساء المسلمات تحت أنظار الأمم المتحدة".

 

وكتبت رئاسة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق عبر حسابها "نستذكر بالرحمة والغفران جميع الذين فقدوا حياتهم (8372 شخص مدني) من إخوننا البوسنيين في مذبحة سريبرينيتسا قبل 24 سنة". 

 

وأعرب الناشط عبد الله حاتم عن حزنه العميق في ذكرى المذبحة، وقارنها بما يحدث في سوريا ودوّن قائلا: "مجزرة سربرنيتسا حلقة من حلقات السقوط الأخلاقي لدى المجتمع الدولي تتكرر أحداثها حتى اليوم، وسوريا خير مثال.. رحم الله شهداء المسلمين". 

نفاق العالم 

دوّن رجل الأعمال الفلسطيني، مصعب المعطي، عن المذبحة وأورد "مذبحة سربرنيتسا صرخة المسلمين التي فضحت نفاق دول العالم قبل ربع قرن".

 

وأعلن الحساب الرسمي لـ"وكالة الأناضول" التركية أنه بمساهمة تركيا "سوف يتم إحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا في المجلس الأوروبي لأول مرة". 

 

وكتب مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات، شاهو القرة داغي، قائلا: إن "اليوم ذكرى مذبحة سربرنيتسا في البوسنة 1995، أسوأ مذبحة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بحق المسلمين، إذ مات 8 آلاف رجل وصبي وطفل مسلم".

 

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر يقدّر عدد ضحايا المجزرة بـ8000 رجل وفتى مسلم تم قتلهم بشكل ممنهج، بينما قدرت محكمة الجزاء الدولية الخاصة في يوغوسلافيا السابقة العدد بأكثر من 7000.

وقد ارتكبت الجرائم وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش وبتحريض من الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش الذي أوقف العام 2008، واعتبرت الهيئات القضائية الدولية أن المجزرة ترقى لمستوى الإبادة وذلك وفقا للقوانين الدولية.

عمدت تلك القوات إلى فصل الرجال قبل قتلهم عن النساء والأطفال والمسنين، الذين تم ترحيلهم، كما تم اغتصاب العديد من النساء. وقد دفنت الجثث في مقابر جماعية تم نبشها لاحقا وتوزيع الرفات على مقابر أخرى أصغر ومشتتة من أجل إخفاء حجم المجزرة.

وحكمت محكمة الجزاء الدولية في فبراير/ شباط 2016 على رادوفان كراديتش الذي عرف بـ"سفاح البوسنة" بالسجن 40 عاما بتهمة "الإبادة" وفقا للمحكمة. وكان الجنرال راتكو ملاديتش الملقب بـ"جزار البلقان" قد اعتقل في أيار/مايو 2011 وتم نقله إلى محكمة لاهاي الدولية.