غازي الدويك لـ"الاستقلال": الأردن يقمع مواطنيه ويخذلهم بالتطبيع مع الاحتلال

عمان - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أكد نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن الدكتور غازي الدويك، أن "زوال الكيان الصهيوني المسخ بات وشيكا رغم استعلائه، إذ أدركت الشعوب الإسلامية وجوب جهاد المحتل ومقاومته بالوسائل كافة".

وأضاف الدويك في حوار مع "الاستقلال" أن الحكومة لجأت إلى أسلوب القمع الأمني لمواجهة أزمة الإضرابات بدلا من الحوار، وأنها المسؤولة بشكل كامل عن مقتل الضباط وتعطيل دولاب الدولة الاقتصادي.

وأرجع ذلك إلى تخبطها وسوء إدارتها لأزمة إضراب سائقي سيارات الشحن نتيجة التغول الأمني على مؤسسات الدولة وقراراتها مما زاد من حالة الغضب الشعبي والانسداد السياسي.

وشهدت محافظة معان (جنوب) خلال ديسمبر/كانون الأول 2022 إضرابا في قطاع النقل، للمطالبة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية، إلا أنه تطور فيما بعد إلى إضراب عام أغلقت على أثره المحال التجارية بالكامل.

وإضافة إلى معان، شهد عدد من محافظات المملكة احتجاجات وأعمال شغب، دفعت الأمن إلى التعامل معها وفضها. من جهتها، أعلنت الحكومة أن "أزمة قطاع النقل انتهت تماما"، فيما ينفي عاملون بالقطاع ذلك.

وتطورت الأحداث بعد إعلان مديرية الأمن العام، في 16 ديسمبر 2022، مقتل مدير شرطة محافظة معان جنوب الأردن، العقيد عبدالرزاق الدلابيح، بعيار ناري في الرأس أثناء تعامله مع ما وصفته بـ"أعمال شغب"، كما جرح خلالها ضابط.

واستنكر الدويك النهج السياسي للحكومات الأردنية المتعاقبة حيال قرارات مجلس النواب الرافضة للتطبيع مع الكيان المسخ، ما جعل دور المجلس هامشيا وأفق تحركاته محدودة مما أضرّ بمخرجاته.

وأوضح نائب أمين جبهة العمل الإسلامي أن الحزب يعاني من التضييق على كوادره وأقربائهم وأبنائهم وشبابه بالجامعات في الوقت الذي تدعو الحكومة فيه إلى فتح مناخ العمل الحزبي والمشاركة السياسية في الأردن.

في المقابل لفت الدويك الى أن الحزب طرح خطة إصلاح شاملة برؤية 2030 الإستراتيجية بعيدة المدى لحل الأزمات كافة التي يعاني منها الأردن في مختلف المجالات وتحقيق تنمية اقتصادية مستقرة ‏ومتوازنة.

التغول الأمني 

  • كيف ترى مستقبل الأوضاع السياسية والاقتصادية في الأردن اليوم؟  

الواقع السياسي اليوم في الأردن يشهد حالة انسداد شديدة، نتيجة التغول الأمني على مؤسسات الدولة وقراراتها، والتضييق على الحريات العامة من خلال قوانين مقيدة للحريات السياسية والفكرية للأفراد كقانون الاجتماعات العامة، وقانون الجرائم الإلكترونية وغيرهما.

هذا فضلا عن سياسات الحكومات المتعاقبة التي تقود البلاد إلى مزيد من حالة الاحتقان والتأزيم، وأفقدت المواطنين الثقة، وأوجدت فجوة واضحة بين المواطنين والمسؤولين.

كما أنّ هذه الحكومات في غالبها حكومات تسيير أعمال لم تقدم للبلاد طيلة عقدين أيّ برنامج عملٍ حقيقيّ يتضمن خططا لحل أزمات البلاد الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، لأنها ليست منتخبة، ولم تأت بناءً على برنامجٍ سياسي واضح.

وبالرغم من الحديث اليوم عن تحديث المنظومة السياسية ودعوة المواطنين إلى الانخراط في العمل الحزبي؛ فإن الممارسات الحقيقية على أرض الواقع تخالف هذه الدعوة.

فالتضييق على أعضاء حزبنا وأقربائهم وأبنائهم وشبابنا في الجامعات وغيرها، تجعلنا ننظر بريبةٍ وشكّ في مصداقية الدعوة إلى حياة حزبية وسياسية في البلاد. 

وأما على الصعيد الاقتصادي، فتشهد البلاد تردّيا كبيرا يظهر من خلال ارتفاع الدين العام الأردني إلى الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 115.6 بالمئة ويلامس 51 مليار دولار.

وأيضا في ظل عجز الموازنات السنوية الحكومية، وضيق العيش الذي اتسعت شريحته وتنوعت أشكاله، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، فضلا عن الفساد المالي المستشري.

كل ذلك في ظل عجز الحكومات المتعاقبة عن وضع أي حلول اقتصادية لزيادة دخل الفرد والعمل على تشجيع الاستثمار وزيادة الصادرات، أو معالجة الفقر والبطالة.

  • ما تفسيرك للاضطرابات التي حدثت أخيرا في البلاد وكيف تعاملت الحكومة معها؟  

ما حصل أخيرا من احتجاجات هو نتاج طبيعي للسياسات الرسمية وحالة العجز الحكومي في التعامل مع ما يمر به الوطن من تفاقم للأزمات الداخلية في مختلف الصُعد، مما تسبب بتوسع هذه الأزمات والتي كان من أبرزها في ذلك إضراب سائقي الشاحنات والنقل العام.

في السنوات الأخيرة شهدت البلاد احتجاجات عديدة كان أغلبها بسبب رفع أسعار المشتقات النفطية التي ارتفعت حوالي 16 مرة خلال عامين، وبخاصة الارتفاع غير المسبوق في أسعارمادة السولار التي ارتفعت بنحو 48 بالمئة منذ بداية العام المنصرم.

كما خرجت العديد من المظاهرات للمطالبة بمزيدٍ من الحريات ورفض التغول الأمني الذي يتحكم في البلاد والعباد.

ولعل ما أثار مخاوف الجانب الرسمي في الدولة هو أن إضراب السائقين الأخير قد بدأ من محافظة معان، وهي المدينة التي انطلقت منها هبة نيسان عام 1989، إثر تدهور سعر الدينار، وتفاقم الوضع الاقتصادي، الأمر الذي ساهم في اندلاع موجة احتجاجات واسعة أسقطت حكومة زيد الرفاعي إذ ذاك.

 وأما تعامل الحكومة مع هذه الاحتجاجات، لم يكن مستغربا في ظل التعاطي الأمني مع الأزمة أن تكون الحلول المطروحة هي التهديد والتلويح بالاعتقال واستخدام القبضة الأمنية بدلا من الاستماع لمطالب المعتصمين، وفتح باب الحوار مع مكونات المجتمع المختلفة، لتجعل الحكومة بسياستها تلك الباب مفتوحا لتجدد الاحتجاجات والاضطرابات. 

  • بوصفكم الحزب الذي يتصدر صفوف المعارضة، كيف تعاطيتم مع تلك الأزمة؟ وما دوركم في التخفيف من حدتها أو احتوائها؟ 

نحن دوما نقف إلى جانب مطالب شعبنا المُحقة في حياةٍ كريمة وهمومه المعيشية التي أرهقته فيها الحكومات المتعاقبة.

لقد حذرنا مرارا وتكرارا من رفع أسعار المحروقات، ورأينا أن إضراب السائقين يدق ناقوس الخطر، ويؤشر إلى تفاقم حالة الاحتقان الشعبي، وأنه لا يمكن أن يكون هناك مناخ سياسي يسمح للجميع بالمشاركة السياسية ما لم يتم تخفيف حالة الاحتقان المتزايدة في البلاد.

ثم إن الحزب كان قد تقدم قبل أشهر برؤية إستراتيجية بعيدة المدى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية عبر عدة ‏مراحل.

والهدف منها تحقيق تنمية اقتصادية مستقرة ‏ومتوازنة ورفاه اقتصادي واجتماعي مستدام للمجتمع ‏الأردني عام 2030، وفق نموذج لحل المشكلات الاقتصادية وابتكار نظرية للاقتصاد ‏المستدام الرشيد برؤية إسلامية، معتمدة على تحليل للاقتصاد الأردني على مدى 50 عاما ومعايير دولية للتنمية والاقتصاد.‏‏

كيف رأيتم مقتل عدد من الضباط خلال المواجهات التي حدثت؟ ومن يقف وراء هذه الجريمة؟ وما الهدف من ذلك؟  

إننا نتألم لأي قطرة دم مسلم تسقط بغير وجه حق، فنبينا ﷺ قد جعل هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم، ولقد استنكرنا تلك الجريمة.

ونُحمل الحكومة وسياستها المسؤولية الكاملة بسبب سوء إدارتها للأزمة، وتخبطها في حل مشكلة السائقين، مما عطّل الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد لعدة أيام.

التطبيع مع الاحتلال

  • الأردن بمثابة حائط صد منيع في مواجهة موجات التطبيع مع الكيان الصهيوني.. ما تفسيرك لذلك؟

لا شك أن الأردن الشعبي وليس الرسمي هو الذي يمثل حائط الصد المنيع لمواجهة التغلغل الصهيوني في جسد أمتنا العربية والإسلامية.

فالنظام السياسي القائم في الأردن مُطبع للعلاقات مع اليهود سياسيا واقتصاديا وتربويا وإعلاميا وسياحيا وغيرها من المجالات، وهو مقتنع بهذه العلاقة والمحافظة عليها وبقائها، وهناك سفارة للعدو على أرض الوطن وتعاون في المجالات كافة بين المملكة والكيان المسخ.

أما الجانب الشعبي فهو على النقيض من الموقف الرسمي ويرفض التطبيع والاعتراف بأن للمحتلين أي حقّ لهم على ذرة تراب من أرض فلسطين، ويؤمن كذلك بوجوب جهاد اليهود وقتالهم وإخراجهم من فلسطين المغتصبة.

 إن الشعب الأردني يرى نفسه صاحبا لهذه القضية وشريكا فيها، فوحدة المصير والبعد الجغرافي والديمغرافي، ودور الحركة الإسلامية في إبقاء جذوة العداوة لهذا الكيان المسخ في نفوس الناس؛ كل ذلك يجعل من الأردن الشعبي حائطا للصد ضد مشاريع التطبيع المختلفة.

وبالمناسبة فإن موقف الشعب الأردني تجاه التطبيع هو موقف كل الشعوب العربية والإسلامية التي ترفض المحتل والتطبيع معه، فالحكومات التي طبعت العلاقات مع العدو الغاصب هي حكومات معزولة عن شعوبها.  

  • كيف ترى مستقبل العلاقة بين المملكة والحكومة الصهيونية المتطرفة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو؟ 

نحن من حيث المبدأ نرفض إقامة أي شكلٍ من أشكال العلاقة مع هذا الكيان المجرم الغاصب، ونعد التطبيع مع هذا العدو خيانة وتفريطا بحق شعبنا في أرضه.

ولذلك لا يهمنا كثيرا تغير شكل حكومات العدو فاختلاف أسمائهم لا يعني اختلاف أهدافهم ومراميهم.

ومع هذا فإنني أقول لك إن مستقبل هذا الكيان إلى زوال، وإننا على موعد قريب لتحرير هذه المقدسات من رجس هذا العدو المغتصب. 

ماذا عن سعي الحكومة الصهيونية لإبعاد المملكة عن الإشراف على مقدسات بيت المقدس؟ 

الأردن له دور تاريخي وسياسي وقانوني في رعاية المقدسات، وبالرغم من التقصير في هذه الرعاية؛ فإننا نرى أنه حق وواجب يجب الاستمرار به.

ولعل من المفارقة العجيبة أن رئيس وزراء الكيان المحتل الأسبق نفتالي بينيت بعد استقباله في الأردن بحفاوة بالغة صرح بسيادة الكيان على المسجد الأقصى والمقدسات، ورأى أنّ "إسرائيل" هي صاحبة السيادة بغض النظر عن أي اعتبارات خارجية، وستتخذ جميع القرارات المتعلقة بالمسجد؛ ضاربا بعرض الحائط الرعاية الأردنية على المقدسات.  

  • ماذا يمنع الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني من طرد سفرائه انتصارا للأقصى؟ 

مشكلة الأمة الأساس اليوم تكمن في النظم السياسية القائمة التي تتسلط على رقاب البلاد والعباد، هذه الأنظمة تضبط بوصلتها على تطور علاقتها لصالح القوى الغربية ولعلاقتها مع الكيان الغاصب.

فهي مرتهنة للمشروع اليهودي ومتواطئة معه؛ لذلك فالأمة لم تستقل استقلالا حقيقيا بعد، وستبقى الأمّة وقضاياها المصيرية في خطر طالما أنّ النُظم الدكتاتوريّة تحكم وتتحكّم في قضايا الأمّة.

  • صوت البرلمان الأردني أكثر من مرة على طرد سفير الاحتلال دون جدوى.. ما السبب من وجهة نظرك؟ 

هذا يعود إلى النهج السياسي الأردني الذي جعل لمجلس النواب دورا هامشيا له أفقٌ محدود مما أضر بمخرجات المجلس. 

المقدسات والأقصى

  • كيف تنظر إلى ممارسات حكومة الاحتلال الحالية بشأن اقتحامات الأقصى المتكررة وتهويد القدس؟ 

هذا نتاج طبيعي لتعامل حكومات الدول العربية والإسلامية مع القضية الفلسطينية في ظل هرولة النُظم العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني وفتح الأبواب له بدلا من تعبئة شعوبها وإعدادها لمعركة التحرير القادمة، ثم إن هذه الممارسات مؤشر على الأداء المتطرف لهذا الكيان ورغبته في التوسع وتهجير الفلسطينيين، وإقامة الوطن البديل بحسب مزاعمهم.

ولا يخفى على أحد أن المسجد الأقصى هو قطب الرحى في الصراع اليوم، وأن هذا العدو المجرم يسعى لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم.

لكننا على يقين بأن وعد الله الحق سيبدد وعدهم المُفترى، فقال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} ..

كما أن التهديد الحقيقي للأقصى والمقدسات هو أن تفلح الصهيونيّة اليهودية، والصهيونية المسيحية، والصهيونية العربية (من قادة ماسونيين وغيرهم) في غسل أدمغة الشعوب العربية والإسلامية تجاه التسليم بحق اليهود؛ بل والحط من مكانة ومنزلة الأقصى في عقيدتنا الإسلامية، والأخطر من ذلك؛ هو التشكيك في حقيقة موقع الأقصى.  

مواجهة مخططات الصهاينة يتطلب دعم مقاومة المحتل بأشكالها كافة ونشر ثقافة التحرير

  • كيف يمكن التصدي للمخططات الصهيونية القذرة التي تهدد مستقبل البلدة القديمة؟

المخططات اليهودية لا تستهدف البلدة القديمة فحسب؛ بل تستهدف وجود الأمة الإسلامية وعقيدتها وأوطانها.

وتستهدف كذلك البشرية جمعاء بنشر الانحلال والشذوذ الفكري والأخلاقي، ولذلك فإن هذا الكيان المسخ سرطان يهدد البشرية يجب استئصاله والقضاء عليه قضاءً مُبرما.

أما ما يخص مخططات الاحتلال تجاه القدس والأقصى فالتصدي لها يكون بداية بعودة صادقة إلى الله تعالى واستلهام النصر منه سبحانه.

فسنن الله لا تحابي أحدا، ثم بالإعداد العلمي والسياسي والعسكري والفكري امتثالا لقوله سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}.

كما أن التصدي يتطلب دعم المقاومة ضد الاحتلال بأشكالها كافة وأدوارها بأشكال الدعم كافة، ونشر ثقافة التحرير لدى جماهير الأمة، وتقوية الجبهات الداخلية للبلاد الإسلامية والعربية، والتحام النُظم السياسية للدول العربية والإسلامية بشعوبها بدلا من الاعتماد على كيانٍ زائل لا محالة.

  • ما تقييمك لردود فعل الحكومة الأردنية المعنية بالإشراف على بيت المقدس حيال ممارسات الاحتلال؟ 

ردّ الفعل الأردني الرسمي ما زال دون المستوى المطلوب، فهو في دائرة الكلام والاستنكار دون أخذ خطواتٍ عمليّة تجاه هذه التهديدات كقطع العلاقة مع الكيان الغاصب، وطرد السفير اليهودي، ووقف أشكال التعاون والتنسيق معه. 

* كيف تعاطت الحكومة الأردنية مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بشأن اعتماد قرار يطلب فتوى محكمة العدل عن انتهاك الاحتلال حقّ الفلسطينيين بتقرير المصير؟

اليهود ناكثون للعهود والمواثيق، وهم فاسدون ومفسدون لا يلتزمون بعهد ولا ميثاق، دلّنا القرآن الكريم في أكثر من موضع على هذه الحقيقة الدامغة، قال تعالى: {أو كلّما عاهدوا عهدا ًنبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون}.

ومنذ نكبة فلسطين عام 1948م اتخذت الجمعية العامة ومجلس الأمن سلسلة من القرارات المتعلقة بالشأن الفلسطيني؛ إلاّ أنّ هذه القرارات وبالرغم من تحيز عددٍ منها لدولة الاحتلال، ظلت حبرًا على ورق؛ بسبب عدم التزام الكيان الغاصب بها؛ بل واستمراره في سياساته العدوانية بحقّ الشعب الفلسطيني.

قضايا مهمة

  • كيف ترى العلاقات الأردنية العربية اليوم؟ 

الموقف الرسمي يحصر نفسه بخيارات محدودة تتساوق مع بعض الدول العربية التي وقفت وتقف ضد حركات الإسلام السياسي، والتضييق عليه وملاحقته على كافّة الأصعدة، ومن ثَمّ فإنّ الدبلوماسية الأردنية نتيجةً لذلك تفقد أوراق قوةٍ إقليمية عديدة يمكنها استغلالها لصالحها.

  • ما واقع ومستقبل التيار الإسلامي في 2023 في الأردن؟ 

الواقع يُشير إلى أنّ كلَ من راهن في المنطقة على زوال الإسلام السياسي قد خابت مخططاته وخسرت، فلله الحمد والمنّة أنّ التيار الإسلامي يشهد حالة من الصعود والتمدد في المجتمع على كافة الأصعدة ؛ بالرغم من كلّ أساليب الإقصاء والتضييق وهندسة وتزوير الانتخابات في مواقع عدة كالنقابات المهنية مثلاً.

كما أنه ما زالت الجماهير تلتف حول هذه الدعوة المباركة ومشروعها الإسلامي ويتزايد الإقبال عليها، وتبني خطابها في مواجهة الأفكار العلمانية، ومشاريع التغريب الثقافي والأخلاقي التي تغزو البلاد.

فالتيار الإسلامي اليوم هو رأس الحربة في الوقوف ضد هذه المخططات وكشفها والتصدي لها.

لذلك فنحن نعتقد أن المستقبل لهذا الدين، ولهذا المشروع الإسلامي بإذن الله تعالى سواء أكان في الأردن أم في العالم العربي والإسلامي تصديقاً لحديث النبي ﷺ: " أنّ رسول الله ﷺ قال: "إنّ الله زَوَى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوِيَ لي منها".

  • ما دور أنشطة حزبكم الاجتماعية في مواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية على المواطن البسيط؟ 

الحزب أعلن ويعلن عن موقفه الرافض للغلاء المتزايد في البلاد، خاصة في قطاع الطاقة والمحروقات من خلال بياناته التي يُصدرها ولقاءاته مع الفعاليات الشعبية المختلفة.

ثمّ من خلال نوّابه في مجلس النواب الذين يحذرون دوماً من انعكاسات رفع الضرائب ومن ثَمّ تزايد غلاء السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن.

كما قدّمنا في ذلك عدة دراسات ومقترحات للتعامل مع الوضع الاقتصادي في البلاد؛ إلاّ أنّ الحكومات المتعاقبة لم تتعامل معها أو تلتفت إليها.

وندعو لمعالجة مسببات رقعة الفقر التي تتزايد يوما بعد يوم عبر حل حقيقي لتلك الأزمات من خلال معالجة حالة الفساد الاقتصادي والسياسي القائم.

 وأيضا التوقف عن استمرار حالة تغييب إرادة المواطن عن ‏المشاركة في صنع القرار، مما يفاقم من حالة الفساد الاقتصادي والاجتماعي واليأس والإحباط لدى الشباب الأردني.

وهذا الأمر الذي يتطلب رؤية وطنية واضحة تنسجم فيها جهود مختلف المؤسسات ‏الرسمية والوطنية والشعبية لمعالجة أزمات الأردن .. 

وأكد الحزب أنه لم تعد تُجدي نفعاً سياسة ‏ترحيل الأزمات أو تسكينها من قبل الحكومات المتعاقبة التي تعيش حالة انفصام عن واقع المواطنين، ولا تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم ‏لحياة كريمة للأردنيين. 

  • هل تقود اسرائيل المنطقة إلى حرب دينية، وكيف يمكن إيقاف غطرستها في ظل ازدواجية المعايير الدولية؟

لقد بيّنت لنا العديد من الآيات القرآنية الكريمة أهداف الصراع وحقيقته مع أعداء الأمّة، قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}، والأحداث التاريخية التي امتدت على مرّ الأزمان، ومن بينها الحروب الصليبية، تشهد على حقيقة هذا الصراع.

فالمؤامرة على الخلافة العثمانية وتقسيم الدول الإسلامية إلى دول ضعيفة، والاستعمار الغربي من قبل الدول التي ساهمت في الحرب الصليبية للدول العربية، كانت هذه الأحداث وغيرها في القرن الحالي مقدمة لانتزاع فلسطين من يد أهلها وتسليمها لليهود إرواء للحقد الدفين ضد المسلمين.

ومع ذلك فإننا نبشر أمتنا بقرب زوال هذا الكيان المسخ، فالشعوب المسلمة اليوم قد تغيرت، وأصبحت الرؤية للتحرير وجهاد المحتل ومقاومته واضحة بيّنة لا لُبس فيها ولا غموض، والقناعات بالقدرة على فعل ذلك أكيدة، وأنّ هناك مقدمات لا بد منها للسير في الطريق.

ولو أننا تأملنا في حدّة رَدة فعل الدول الغربية واليهود على نهضة الشعوب وثوراتها إبّان الربيع العربي لأدركنا حقيقة أننا في مرحلة النهوض..

وأن امتنا بدأت تسير في الطريق الصحيح، ودراسة سنن التاريخ تُخبرنا أنّه لا يمكن أن يكون هناك تحرير حتى يكون هناك مؤامرة واحتلال ثم جهاد وصبر ومصابرة، وقضاء الله بعد ذلك كلّه نافذ: قال تعااى: { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} .