"يغوصون في العار".. رفض واسع لتصاعد إجراءات التطبيع الخليجي مع إسرائيل

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تضج مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، لا سيما بدول الخليج، بتغريدات مستنكرة مع الكشف عن أي خطوة تزيد من تطبيع الأنظمة الحاكمة مع الكيان الصهيوني الذي يواصل انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.

فبعدما مضت دول خليجية قدما في إعلان تطبيعها مع الاحتلال رسميا أواخر 2020 وتجنبت أخرى ذلك مع المحافظة على عقد صفقات مع الكيان، باتت الشعوب تترقب المستجدات وتتخذها فرصة للتبرؤ من سياسات أنظمتها الحاكمة.

برز ذلك في ردود الفعل الغاضبة من فتح السلطات السعودية رسميا مجالها الجوي أمام الطائرات المتجهة من وإلى الاحتلال الإسرائيلي، في 3 أغسطس/آب 2022.

وكشفت شركة طيران سيشل" الإفريقية، حصولها على موافقة من الرياض بمرور إحدى طائراتها المتجهة من تل أبيب فوق الأجواء السعودية نحو جمهورية جزر سيشل.

كما برز الرفض الشعبي لسياسات الإمارات التطبيعية مع الكيان، في تعليقات الناشطين على واقعة اعتقال الاحتلال، في 2 أغسطس، سائحين إماراتيين اشتبه في تورطهما في إطلاق نار وسط تل أبيب، ثم أطلق سراحهما لاحقا.

وفي سلطنة عمان، أطلق ناشطون عمانيون حملة #ريحتها_دم تضامنا مع شعب فلسطين، تطالب بمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ومنع شراء منتجاتها وصف التعامل معها بأنه قبول بقتلها الفلسطينيين.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال لليوم الثالث، الاستنفار في مستوطنات "غلاف غزة"، مع استمرار إغلاق الحواجز  التجارية والمدنية المؤدية إلى القطاع، تحسبا لعمليات قد تنفذها حركة الجهاد الإسلامي ردا على اعتقال القيادي بالحركة بسام السعدي قبل أيام في جنين.

الناشطون استكروا عبر تغريداتهم انبطاح كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد لإسرائيل، وأعربوا عن رفضهم التطبيع مع الكيان، وعدوه خيانة للإسلام والمسلمين وللقضية الفلسطينية.

وانتقدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #التطبيع_خيانة، اعتقال الشرطة الإسرائيلية لإماراتيين وتعمد إهانتهم وإذلالهم، مؤكدين أن ذلك إهانة لابن زايد الذي يتماهى في سياساته مع الاحتلال بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة والصفقات التجارية.

تصهين ابن سلمان

وتعليقا على هذه التطورات، كتب الناشط يوسف العال، أن شركة الطيران الاسرائيلي "العال" أُذِن لها رسميا بأن تمر فوق جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم، بالمخالفة لقانون واضح وصريح في هذا البلد، مستنكرا أن أصبح من أهل هذه البلاد من يراقب لهم الأجواء حتى يصل المغضوب عليهم آمنين!

من جانبه أكد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن ابن سلمان يغوص في عار التطبيع، متسائلا: "مَن مِن ملوك وأمراء السعودية تجرأ على إظهار علاقاته مع الاحتلال، غير ابن سلمان؟ ومن منهم تجرأ على إظهار تصهينه وعدائه للإسلام والمسلمين غير ابن سلمان؟"

وأجاب: "لا أحد.. ابن سلمان ظاهرة يجب أن تُدرس للأطفال إلى جانب الخونة في التاريخ".

فيما قال المغرد عبدولي: "كلنا مع القضية والجهات المختصة يجب أن تعي ذلك نحن نرفض السماح للوجود الكيان المحتل فوق سماء وطننا الطاهر".

ثمن الخيانة

وعلق الناشط الإماراتي المعارض إبراهيم آل حرم، على واقعة اعتقال إمارتيين في تل أبيب، بقول الشاعر "أخلقْ بمن رضي الخيانةَ شيمةً أن لا يُرى إِلا صريعَ حوادثِ، ما زالتِ الأرزاءُ تُلحق بؤسَها أبدًا بغادرِ ذمةٍ أو ناكثِ".

وسخرت الكاتبة والناشطة السياسية علياء أبو تايه الحويطي، من واقعة اعتقال الإماراتيين، قائلة: "عشان تبقوا تغنوا خذني زيارة تل ابيب"، في إشارة إلى أغنية إماراتية احتفت بالتطبيع مع الكيان إسرائيل عقب توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل.

ووصفت يوم اعتقال الإماراتيين بأنه "يوم الشماتة العالمي بالمطبعين الإمارتيين"، قائلة: "الله لا يردكم من هالحال واردى واتحدى محمد بن زايد الوزره يرد لكم كرامة ولا إعتبار".

ونشر عبدالله محمد، مقطع فيديو يظهر الطريقة الوحشية التي اعتقل بها الإماراتيان في تل أبيب، متحديا شرطة الإمارات أن تعتقل صهيونيا واحدا بهذه الطريقة ولمثل الأسباب ذاتها.

وأكد أن انبطاح محمد بن زايد للصهاينة لم يشفع لمواطنيه زوار الكيان الصهيوني على عكس التكريم والدلال الذي يحظى به الصهاينة في الإمارات، داعيا إلى دعس ابن زايد.

ونشر الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، المقطع ذاته، قائلا: "هكذا تُهين إسرائيل الصهاينة العرب.. هذا هو الوضع الطبيعي، أما أكاذيب التعايش والسلام فهي من خزعبلات أنظمتكم". ووصفت رزان ملاش، الاحتلال بأنه "كيان إرهابي وعنصري، قائم على فكرة الخوف وعقدة الأمن". ودعت المذيعة ريم كامل، إلى استغلال الحدث بأدب ووعي لإثبات حقارة الصهاينة، لأن الشابين "الإماراتيين" ذاقوا ما يذوقه شعبنا في الداخل منذ 74 عاما. 

مقاطعة عمانية

وعن الحملة التي أطلقها العمانيون تضامنا مع الشعب الفلسطيني، أكد أحمد حسني أن "مقاطعة أي شركة يدها في يد الاحتلال الصهيوني واجب على كل مُسلم يُغار على دينه وهويته وقوميته".

وقالت ياسمين: "أنا عَقَبَة ضِد الاحتِلال، والأنذَال، والصَهاينة، والمُتصهّينين، والمُطبّعين، والمُجرمين، وكل نجسٍ، ومُغتصبٍ لا حقَّ لهُ في أرضٍ ليست أرضه". وأعادت حورية الراشد، نشر تغريدة تؤكد كاتبتها أن حملات المقاطعة أثبتت فاعليتها وتأثيرها على الشركات الداعمة للاحتلال وأرغمتهم في بعض الأحيان على اتخاذ موقف، وأن أقل ما يمكن فعله هو مقاطعة هذه الشركات واختيار سلع بديلة تحافظ على عدم تلطخ مستهلكيها بالدم الفلسطيني.