بالأرقام.. تعرف على خريطة تجنيس السوريين منذ 2011 حول العالم

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

مضى عقد ونيف على محنة لجوء السوريين، بعدما أجبرتهم آلة نظام الأسد العسكرية على الفرار من مدنهم، لينتهي بهم المطاف في دول لم تتوان عن منحهم جنسياتها ليصبحوا مواطنين متساوين بالحقوق والواجبات فيها.

لم يكن مئات آلاف السوريين حينما عبروا حدود سوريا إلى دول غير عربية، يطلبون سوى الحماية من قصف طائرات النظام السوري وبطش أجهزته الأمنية في قمع الثورة الشعبية التي تفجرت عام 2011.

لكن اليوم بات أكثر من 300 ألف سوري يحملون جنسيات دول ثانية، منحتهم إياها الدول التي وصلوا إليها، إما لتحقق شروط الحصول عليها أو لتمتع الكثير منهم بالكفاءة والمهارات التي تجيز قوانين تلك البلدان منحهم جنسيتها.

وباتت خارطة توزع السوريين الحاصلين على الجنسية الثانية، عقب عام 2011، تشمل قارات العالم، ومعظمها متركزة في تركيا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.

 ويبلغ عدد سكان سوريا 23 مليون نسمة، بات 13 مليونا منهم حاليا بين نازح داخليا أو لاجئ خارجيا.

تركيا الأعلى تجنيسا

ففي مطلع مايو/ أيار 2022 كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، لغاية 31 مارس/ آذار من العام المذكور وصل إلى 200 ألف و950 شخصا.

بينهم 87 ألفا و296 طفلا، من أصل 3 ملايين و762 ألف سوري مقيمين في تركيا.

وأشار صويلو إلى أن 700 ألف طفل سوري ولد في تركيا منذ عام 2011.

وفي السياق، كشفت إدارة الهجرة التركية في 8 مايو، أن عدد اللاجئين السوريين تحت "الحماية المؤقتة" في تركيا وصل إلى 3،762،686 لاجئاً حتى 28 أبريل/ نيسان 2022.

أما في ألمانيا أكثر البلدان الأوروبية التي تحتضن اللاجئين السوريين، أكد مكتب الإحصاء الفيدرالي في بيان بتاريخ 10 مايو 2022، حصول 19 ألفا و95 سوريا على الجنسية الألمانية خلال عام 2021.

ولفت المكتب إلى أن السوريين احتلوا المرتبة الأولى بعدد التجنيس، تلاهم الأتراك بـ12 ألفا و245، والرومان ثالثا بـ6 آلاف و920.

واستوفى غالبية السوريين الحاصلين على الجنسية الألمانية ممن فروا في الموجة الكبرى بين 2014 و2016 المعايير المطلوبة للتجنيس.

وبشكل عام، يتعيّن أن يعيش الشخص في ألمانيا 8 سنوات على الأقل ليكون مؤهلا للحصول على الجنسية، إلا أن غالبية السوريين استوفوا المعايير في مدة أقل بعد 6.5 سنوات في المتوسط، لأنهم أظهروا استعدادا خاصا للاندماج، على سبيل المثال عبر المهارات اللغوية القوية والالتزام.

ووفقا للمكتب ذاته، حصل 6700 سوري عام 2020 على الجنسية الألمانية، كما حصل 2479 سوريا على الجنسية الألمانية عام 2017، وبذلك يصبح عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على الجنسية الألمانية يبلغ 28 ألفا و274، حتى تاريخ إعداد التقرير.

ويعد اللاجئون من سوريا ثالث أكبر مجموعة من أصل أجنبي في ألمانيا، ويبلغ عددهم الرسمي نحو 876 ألفا و585 لاجئ سوري.

50 ألفا في أوروبا

وفي السويد، أفاد مكتب الهجرة السويدي في مطلع يناير/ كانون الثاني 2022، بأن 27 ألفا و340 سوريا يحملون تصاريح إقامة وعمل في السويد حصلوا على الجنسية السويدية عام 2021.

ويؤكد المكتب بأن الجالية السورية أصبحت الأكبر في البلاد ويمثلون 1,7 في المئة من سكان السويد، حيث يبلغ عددهم أكثر من 189 ألف سوري، منهم 150 ألفا حاصلون على تصاريح الإقامة والعمل.

وفي هولندا التي لجأ إليها قرابة 50 ألف سوري منذ عام 2013، أكدت وزارة العدل والأمن الهولندية حصول 22 ألفا و820 سوريا ممن يحملون تصاريح الإقامة والعمل على الجنسية الهولندية حتى أبريل 2021.

وهولندا تعد وجهة مفضلة لبعض اللاجئين السوريين وذلك لسهولة الإجراءات المتعلقة بالحصول على الإقامة والجنسية ولم الشمل العوائل.

وفي النمسا الواقعة وسط أوروبا، وتحتضن أكثر من 50 ألف لاجئ سوري، والتي تتبع نظام تجنيس معقدا، فذكر مكتب الإحصاء النمساوي أن السوريين في المرتبة الثانية في أعداد الحاصلين على الجنسية النمساوية عام 2022 بواقع 304 أشخاص.

وحتى نهاية يونيو 2021، يوجد 35 ألفا و327 لاجئا سوريا في فرنسا، وفق تقرير نشرته صحيفة "لوموند" في 31 أغسطس/ آب 2021، إلا أنه لا توجد إحصائية حول أعداد السوريين الحاصلين منهم على الجنسية الفرنسية.

وفي ظل غياب الأرقام الدقيقة لأعداد السوريين الحاصلين على الجنسية في بعض الدول الأوروبية التي لجأوا إليها مثل الدنمارك والنروج وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا، نشر مزود الإحصاء الأوروبي، يوروستات في 24 مارس 2022 تقريرا حول إجمالي الأعداد.

وأكد التقرير، أن المواطنين السوريين الذين يمثلون 7 بالمئة من جميع الحاصلين على الجنسيات الأوروبية، يحتلون المرتبة الثانية من حيث عدد الجنسيات التي حصلوا عليها من الاتحاد الأوروبي لعام 2022، بإجمالي 50 ألفا و200 شخص.

كندا وأميركا

وفي كندا بلد المهاجرين، عملت الحكومة والمجتمع المدني على توطين ما يقرب من 73 ألف لاجئ سوري منذ عام 2011.

لكن تغيب الإحصائيات الحكومية حول أعداد الحاصلين على الجنسية الكندية، إلا أن قوانين الهجرة في كندا تتيح لهم تقديم طلبات الجنسية بعد ثلاث سنوات من وصولهم إليها.

أما في بلد الأحلام، فتفيد إحصاءات إدارة الجنسية والهجرة في الولايات المتحدة حصول 1694 سوريا على الجنسية الأميركية حتى مارس 2019.

 في وقت يوجد فيه حوالي 6700 لاجئ سوري يستفيدون من الحماية المؤقتة"، بحسب تصريحات القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق، ديفيد بيكوسكي في سبتمبر/ أيلول 2021.

وفي بريطانيا بلغ عدد المواطنين السوريين المقيمين في المملكة المتحدة حتى عام 2021 قرابة 28 ألف مواطن سوري.

وتضاعف عدد منح الجنسية البريطانية للمواطنين السوريين في يونيو/ حزيران 2020، من 1310 إلى 2618، وذلك بعد خمس سنوات من إطلاق خطة إعادة توطين الأشخاص الضعفاء في سوريا، حسب مكتب الإحصاء الوطني البريطاني.

وتظهر دراسات غربية متتالية أن غالبية الدول الأوروبية وكندا تشهد شيخوخة أسرع ومعدل مواليد أقل، وتتجه أعداد الوفيات لتجاوز عدد المواليد بشكل متصاعد.

وأمام هذا السيناريو، تحتاج الدول الغربية إلى عشرات الآلاف من المهاجرين سنويا، ولا يوجد أفضل من القوة البشرية السورية التي تتمتع بدرجات عالية من الكفاءة والاندماج.