"ماذا يخططون؟".. مخاوف من مجازر جديدة بعد لقاء الأسد وخامنئي في طهران

12

طباعة

مشاركة

بالتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية، بينها تقارير عن سحب روسيا جزءا من قواتها بسوريا لتعزيز جبهتها في أوكرانيا، أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد، زيارة غير معلنة إلى العاصمة الإيرانية طهران في 8 مايو/ أيار 2022.

وتعد هذه ثاني زيارة لرئيس النظام السوري إلى إيران منذ اندلاع الثورة في 2011، بعد زيارته الأولى في فبراير/ شباط 2019.

وخلال الزيارة، التقى الأسد نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد آية الله خامنئي.

وتداول الناشطون على تويتر، صورا للقاء الذي جمع الأسد وخامنئي، وتعددت توصيفاتهم لاجتماع الطرفين، منها "ديكتاتوريان في إطار واحد، وشياطين الإنس، ولقاء التلميذ بمعلمه، وغيرها".

واستنكروا عبر تغريداتهم ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خامنئي، #بشار_الأسد، #بشار_الأسد_مجرم_حرب، تدني مستوى الاستقبال الإيراني للأسد.

ورأى ناشطون أن سوء الاستقبال يحمل دلالات عدة، منها أنه يستقبل موظفا يعمل تحت راية إيران وأن بلاده التي ما زال يحكمها النظام السوري شكليا وبروتوكوليا أصبحت ولاية إيرانية بنظر خامنئي.

وأشاروا إلى أن رئيس النظام السوري الذي وصف في أغلب تغريدات الناشطين بالمجرم، ذهب إلى طهران لتجديد الولاء والتبعية واستجداء مواصلة الدعم ضد شعب سوريا بعد أنباء عن سحب موسكو جزءا من عناصرها الإجرامية من سوريا.

فيما رأى فريق آخر أن استدعاء طهران للأسد، يهدف لإبلاغه بتعليمات وأوامر وإملاءات جديدة يجب عليه تنفيذها مثلما جرت العادة.

كما تداول ناشطون صورا ومقاطع مرئية توثق المجازر التي ارتكبها نظام الأسد، مطالبين بمحاكمته ومستنكرين على المجتمع الدولي تجاهل هذه الجرائم.

رفض الزيارة

الصحفي السوري أبو الهدى الحمصي، وصف لقاء بشار الأسد بخامنئي كلقاء الولد بوالده! قائلا إن المجرم ذهب اليوم إلى مكانه الطبيعي (حذاء خامنئي في سوريا).

من جانبه، وصف الناشط الحقوقي خالد عبدالرحيم، اللقاء بأنه "لقاء مصاصي الدماء".
ونشرت الإعلامية هيفي بوظو صورة للقاء، قائلة: "الإرهاب في صورة". كما نشر علي بطيح العمري صورة لخامنئي يحتضن الأسد، قائلا: "شيطان العرب وشيطان الفرس وجها لوجه". وكتب الإعلامي عمر مدنية: "المجرم بشار الأسد بين أحضان خامنئي في إيران اليوم، اللهم مثلما جمعتهم في الدنيا اجمعهم في نار الآخرة".

دلالات الزيارة

وعن دلالات ورسائل الزيارة، كتب الصحفي إياد أبو شقرا: "في ظل الاستسلام الكامل للاحتلال الإيراني، بشار الأسد بات ميشال عون سوريا، في إشارة إلى تبعية الرئيس اللبناني لإيران".

ولفت الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى أن بشار في ضيافة سيده الثاني (خامنئي)؛ في ظل انشغال الأول بمأزق أوكرانيا.

ونقل عن خامنئي قوله: "مقاومة الشعب والنظام السوريين وانتصارهما في حرب دولية؛ شكلت أساسا لزيادة هيبة سوريا"، معقبا عليه بالقول: "الحق أن القوى الدولية الكبرى، بما فيها أميركا، أجمعت على بقاء النظام، لكن الاعتراف بذلك يضر دعاية إيران".

وتساءل الصحفي مالك الروقي: "لماذا يزور بشار الأسد إيران اليوم؟ موضحا أن خريطة خامنئي مرتبكة لأنه فقد سيطرته الكاملة على النخبة الشيعية في العراق بعد ثورة تشرين، وفي لبنان يواجه الحزب أزمة خانقة، وفي اليمن تفاجأ بتوحيد اليمنيين في مجلس القيادة الرئاسي! لكنه التقط انشغال الروس عن سوريا. كما تعجب الإعلامي أحمد رحال من استدعاء خامنئي ورئيسي للأسد، متسائلا: "ما هي تنجيسة الاحتلال الإيراني الجديدة بحق الشعب السوري، وإلى ماذا يخطط؟!".

احتقار الأسد

وانتقد ناشطون استقبال المرشد الإيراني للأسد في غرفة متواضعة يغيب عنها علم النظام السوري، مشيرين إلى أن سوريا الأسد منزوعة السيادة التي ذهبت منذ عشرة أعوام تحت عباءة خامنئي.

ودعا المحلل السياسي ياسر سعد الدين، إلى تأمل حجم الاحتقار الذي يعامل به نظام الآيات السفاح الأسد وكأنه أجير عندهم! وملاحظة المسافة التي تفصله عن خامنئي فإذا اقترب منه مصافحا ألبسوه الكمامة، مشيرا إلى غياب العلم السوري.

وسخر الناشط الإعلامي محمد أبو أنيس من تكتم النظام السوري على زيارة رئيسه إلى طهران ولقائه رئيسي وخامنئي، قائلا: "شحنوه من دمشق لطهران بالسر".  ولفتت مايا الحسن، إلى أن خامنئي استقبل بشار الأسد بالشحاطة (الشبشب)، متهكمة أنه "لولا الكاميرات والصحفيين لدخل عليه بالملابس الداخلية". وقال الباحث الإعلامي مبارك آل عاتي، إن بشار بين يدي خامنئي وحيد لم يعامل كرئيس؛ فعلم بلاده غير موجود، وجلس كالتلميذ المرتجف! مضيفا أن تواتر أنباء عن نوايا روسية للانسحاب من سوريا جعله يهرول مذعورا لتدبر أمر نظامه.

 جرائم الأسد

واستعرض ناشطون مقاطع فيديو توثق جرائم الأسد بحق السوريين، في مقدمتها مجزرة التضامن التي كشف عنها مؤخرا، مؤكدين أنه لم يترك جريمة إلا وارتكبها بحق شعبه، وأن جرائمه تفوق جميع من سبقوه بشاعة.

عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين الدكتور محمد الصغير، أكد أن وصف "مجرم حرب" كان أعلى درجات الوصف بالدموية ومعاداة الإنسانية، أما قولنا: بشار الأسد مجرم حرب فهذا أقل ما يوصف به.

وأشار فداء ياسر الجندي إلى أن الأسد دمر سوريا وقتل من أبنائها أكثر من مليون نسمة، وسبب الإعاقة الدائمة لعشرات الآلاف وهجر نصف من بقي على قيد الحياة من سكانها وباع ثرواتها ومقدراتها للمستعمر الإيراني والروسي.