"تسعى للانتحار".. صحيفة روسية: أميركا تعزز وجودها النووي في أوروبا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أشارت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية، إلى احتمالية استخدام الولايات المتحدة للأسلحة النووية التكتيكية ضد روسيا، التي باتت محاصرة بالقنابل النووية الأميركية في عدة دول بأوروبا، في مقدمتها بريطانيا.

وذكرت الصحيفة في مقال للكاتبة "ليديا ميسنك" أنه رغم محاولات أميركا لإظهار عزمها على تعزيز وجودها النووي ضد روسيا، إلا أن إمكانية تفعيل هذا الخيار تبقى محدودة، لكن غير مستبعدة، مدعية أن ذلك سيعني "انتحارا" لواشنطن.

تهديد حقيقي

وأوضحت الصحيفة أن المملكة المتحدة باتت الدولة السادسة التي تخزن فيها أميركا أسلحتها النووية، ما يؤكد عزم أميركا استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، ما يفرض تهديدات حقيقية على روسيا.

ويقصد بالأسلحة النووية التكتيكية الأسلحة التي صممت لاستخدامها في ميدان المعركة مع وجود قوات صديقة بالقرب، أو على أراضي صديقة متنازع عليها.

وقررت السلطات الأميركية وضع أسلحتها النووية في المملكة المتحدة، لتنضم إلى دول ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وتركيا؛ حيث تحتوي كل منها على ما يقرب من 100 قنبلة هيدروجينية أميركية من طراز بي 61.

وبدأت بالفعل ترقية قاعدة "راف لاكينهيث" الجوية في بريطانيا، على بعد 100 كيلومتر من العاصمة لندن، لاستيعاب الجيل الجديد من القاذفات المقاتلة من طراز  إف- 35 لايتنيغ ذات القدرات النووية.

وذكرت الصحيفة بأنه تم تخزين الأسلحة النووية الأميركية في المملكة المتحدة لأكثر من نصف قرن، منذ عام 1952. لكن تم استبعادها في عام 2008، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، غيرت السلطات الأميركية موقفها بشأن هذه القضية.

ولفتت إلى أنه كان قد أثير موضوع مواقع الأسلحة النووية الأميركية في أبريل/ نيسان 2019، عندما كشف السيناتور الكندي "جوزيف داي" وهو عضو لجنة الدفاع والأمن في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بالخطأ عن هذه المواقع في تقريره المنشور على الإنترنت.

وحمل التقرير عنوان حقبة جديدة للردع النووي؟ وأجرى فيها تقييمات للسياسة المستقبلية لحلف الناتو في مجال الردع النووي.

وأشار إلى أن الأسلحة النووية الأميركية مخزنة في ست قواعد عسكرية أميركية وأوروبية، وهي: "كلاين بروجيل" في بلجيكا، و"بوشيل" في ألمانيا، و"أفيانو وجيدي توري" في إيطاليا، و"فولكل" في هولندا، و"إنجيرليك" في تركيا.

وبحسب التقرير، في إطار مهمة الناتو، نشرت الولايات المتحدة حوالي 150 من قنابلها النووية في أوروبا، بما في ذلك قنابل بي 61.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أزيل التقرير بعد ذلك، لكنه عاد للظهور على الإنترنت دون معلومات عن مواقع الأسلحة النووية الأميركية.

خطة تكتيكية

ونقلت الصحيفة الروسية عن الباحث الأميركي بالشؤون الإستراتيجية "فلاديمير فاسيليف"، قوله: "كل الحديث عن شيء ما تم استيراده أو تصديره هو ليس أكثر من خطة تكتيكية".

وأشار إلى أن هذه الأسلحة منتشرة، على ما يبدو، في قواعد مدروسة ورشيدة. وهي تقع، باستثناء تركيا، في مناطق موثوقة سياسيا وإستراتيجيا. وعلق قائلا : "من وجهة نظري، لقد كانت دائما في أوروبا".

في الواقع، يقال إن أسلحة من هذا القبيل تتمركز في تركيا. وفي صيف 2016، خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، حظرت أنقرة الطائرات الأميركية من الطيران من وإلى القاعدة.

وفي اليوم التالي بعد الانقلاب الفاشل، أغلقت قوات الأمن قاعدة إنجرليك الجوية وأزالت طاقتها.

كما أشارت بعض وسائل الإعلام الأوروبية إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد ذلك لدرجة أن واشنطن قررت نقل الأسلحة النووية إلى قاعدة ديفسيلو الرومانية، حيث تنتشر عناصر من نظام الدفاع الجوي الأميركي، لكن هذه المعلومات لم تؤكد رسميا.

ويعتقد فلاديمير فاسيليف أن الوضع في أوكرانيا اليوم قد يؤدي أو حتى ينبغي أن يؤدي إلى أزمة كوبية جديدة، إلى مواجهة نووية مماثلة لتلك التي كانت قبل 60 عاما.

وأضاف: "من وجهة نظري، هناك احتمال كبير إلى حد ما لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية. الحقيقة هي أنه، كما في فترة كوبا، كان هناك نوع من عدم التناسق في الإمكانات، وكان لدى الولايات المتحدة الكثير منها، وكان الاتحاد السوفيتي أقل".

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ظهر عدم التناسق من جديد. لطالما كان ينظر إلى الأسلحة النووية على أنها وسيلة للتعويض عن نقص القوات التقليدية. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن استخدام الأسلحة التكتيكية لا يؤدي إلى استخدام الأسلحة الإستراتيجية.

وفي رأيه، يمكن اليوم القول إن الغرب لا يستبعد نقل التهديد باستخدام الأسلحة النووية في مرحلة معينة إلى ترسانة الخطاب السياسي للدولة.

إذ سيتم رسم نوع من الخط الأحمر، سيقال إنه إذا تم تجاوزه، فسيتم استخدام أسلحة نووية تكتيكية.

وأضاف فاسيليف: "أعتقد أن الغرب يستعد لمثل هذا التطور في الأحداث".

ووصف نائب رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما "يوري شفيتكين" استخدام الولايات المتحدة للأسلحة النووية التكتيكية بأنه "غير محتمل". وحسب ما ذكره، من غير المرجح أن "تنتحر" واشنطن.