استخباراتي أميركي: الأوكرانيون يمكنهم ردع الروس إذا جرى تسليحهم جيدا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

يرجح ديفيد بترايوس، المدير العام السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي ايه"، أنه إذا تلقت كييف موارد مهمة من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فقد تكون قادرة على شن هجمات مضادة متعددة.

واستدرك بالقول إن سيناريو مضادا آخر قد يحدث أيضا في أوكرانيا، ويتمثل في أن "تتمكن روسيا من الوقوف على قدميها، وتتقدم أكثر في الجنوب الشرقي وربما في الشمال الشرقي"، وفق ما جاء في حوار مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" نقلته صحيفة "لينكياستا" الإيطاليتين.

كما عبر عن أمله في أن تمد بعض الدول المتاخمة لأوكرانيا يد العون بتوفير الطائرات المقاتلة بسرية دون الإعلان عن ذلك.

سيناريوهات متعددة

وأوضح المسؤول الأميركي السابق بأن "هناك العديد من السيناريوهات المحتملة للصراع، سيعتمد وقوعها على قدرة المعسكرين على التزود بالمعدات وإعادة التسلح، فضلا عن تعويض الخسائر وكذلك دمج مهارات جديدة". 

وتابع أن "هناك مجموعة من السيناريوهات من بينها الجمود الطويل الدموي الكابوسي نتيجة تقدم بطيء ومرهق من قبل الروس في الجنوب الشرقي بينما يواصل الأوكرانيون الهجمات المضادة المحدودة حول كييف وخاركيف في الشرق وميكولايف في الجنوب الغربي وأماكن أخرى".

وهناك سيناريو آخر يتمثل بتفوق أحد الطرفين على خصمه، يضيف بترايوس.

ونوه بأنه "من المرجح أن تحصد أوكرانيا بعض نقاط التفوق نظرا لعزمها والبراعة التي أظهرتها وحقيقة أن الحرب تجرى على أرضها". 

في المقابل، لا يستبعد احتمال أن تتعلم روسيا "من الأخطاء المرتكبة التي لا تعد ولا تحصى وكذلك الخسائر الفادحة الأخرى في الأرواح والمعدات، وتتمكن من إضعاف الدفاعات الجوية وتستنزف الموارد الأوكرانية بمرور الوقت".

كما لا يستبعد بترايوس احتمال "أن تصد أوكرانيا الروس وتكبدهم هزائم في جزء من البلاد"، لكنه لا يتوقع وقوع هذا السيناريو في الوقت الحالي. 

واستدرك بالقول "لكن إذا تلقوا موارد حيوية كافية من دول الناتو، فقد يتمكن الأوكرانيون من شن هجمات مضادة متعددة، وصد الروس والحد من الأضرار التي تسببها الهجمات باستخدام الصواريخ والقذائف وعمليات القصف". 

ويرى أنه من المهم جدا بالنسبة لأوكرانيا الحصول على "أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي خاصة إس 300 وبوك الفعالة والمتفوقة على أنظمة ستينغر المحمولة".

 وكذلك طائرات بدون طيار أميركية إضافية من طراز "سويتش بليد" بأعداد كبيرة، مزودة بقنابل وصواريخ أقوى مضادة للدبابات، بالإضافة إلى طائرات تركية إضافية بدون طيار بأعداد كبيرة كذلك إلى جانب الذخيرة. 

وشدد أيضا على "ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية وطائرات مقاتلة بديلة شريطة ألا يكون ذلك معلنا، وهنا يمكن لهذه الموارد أن تقلب ميزان الصراع لصالح أوكرانيا وتفيدها على طاولة المفاوضات".

وحذر بأنه في حال سقوط مدينة ماريوبول بيد الروس، ويبدو أنها تتجه نحو هذا المصير المأساوي على الرغم من دفاعها البطولي، سيكون لروسيا ميناء ممتازا لإمداد القوات في الجنوب الشرقي. 

واعتبر وقوع هذا السيناريو بمثابة "نجاح تكتيكي من شأنه أن يرفع معنويات الروس ويوفر بعض الكتائب المنخرطة في تلك المعركة الصعبة للغاية وهو ما سيدعم التقدم الروسي المرهق في مقاطعة لوغانسك وربما دونيتسك". 

عموما، لا شيء يمكن استبعاده في الوقت الحالي على الرغم من الأداء الاستثنائي للأوكرانيين وأخطاء الروس، وفق قول الجنرال الأميركي.

تعويض النقص

يحدد الجنرال أن الأنظمة الدفاعية المضادة للدبابات للطائرات والسفن التي يجرى تزويد كييف بها وكذلك "الطائرات بدون طيار، يمكن أن تعوض بطريقة ما النقص في امتلاك الدبابات والطائرات والسفن الكافية".

ولكن من الضروري توفير كفاءات متكاملة وعلى مستويات متعددة في كل منطقة وهذا يتطلب الكثير من الموارد، كما يقول. 

وتعليقا على ما أوردته تقارير غير مؤكدة تفيد بأن أوكرانيا استولت على الكثير من الدبابات الروسية لدرجة أنها باتت تمتلك أسطولا أكبر مما كان لديها قبل الحرب، يرى "بأن الأمر لا يقتصر على امتلاك الدبابات، بل توفير الطاقم الذي يجب أن يسيرها". 

ويتوقع بتريوس بأنه من الصعب "على الروس تجاوز ميكولايف التي تقف بينهم وبين أوديسا، لكن إذا سقطت ماريوبول، فإنهم سيعززون سيطرتهم على الساحل الشرقي من شبه جزيرة القرم إلى لوغانسك وربما يبسطون سيطرتهم على كامل إقليم دونباس". 

ورجح بأنه "يمكن لكييف بمزيد من الأسلحة الحيلولة دون وقوع ذلك".

وبحسب قائد المخابرات السابق، "يبدو أن الصراع الحالي يتخذ سمات الحرب الباردة مع جزئية واحدة مختلفة تتمثل في استخدام طائرات بدون طيار خصوصا وأن الأسلحة الروسية شبيهة بتلك التي كنا قلقين بشأنها في الثمانينيات، عندما كنت أمارس مهامي في ألمانيا".

ولاحظ أن التحديث الذي "تباهت به موسكو لم يحقق نجاحات كبيرة مقارنة بما كان يتوقعه العديد من المراقبين الغربيين وحقيقة أن القوة الجوية المتواضعة في كييف لا تزال تظهر الدليل على ذلك".

في غضون ذلك، قد يؤثر ذوبان الجليد على مدة الحرب لا سيما وأنه "لن تتمكن معظم المركبات ذات العجلات وربما الزاحفة من السير على الطرق الوعرة إذا أرادت تجنب أن تظل عالقة".

وهذا من شأنه أن يمنع الروس من دخول كييف بشكل خاص، مما يطيل من الحرب الدموية لمدة "أسابيع، وربما شهور"، وفق تقدير الجنرال الأميركي.

وتعليقا على المطلب الحالي بتخلي كييف عن دونباس وشبه جزيرة القرم، يرى بترايوس أنه "من الممكن أن يعرض الرئيس الأوكرامي فلوديمير زيلينسكي اقتراحا مماثلا للاستفتاء". 

ولكن "مع بعض التوضيحات على سبيل المثال، تأجير شبه جزيرة القرم لروسيا لمدة 99 عاما، بدلا من التخلي التام، وربما وضع خاص لمنطقة دونباس التي يسيطر عليها الروس منذ بداية الغزو".

 ويتوقع أن يحظى المقترح بالإجماع إذا استمر قصف المدن الأوكرانية.

في المقابل، "سيدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يجني الكثير مما كان يأمله على الميدان ويكتفي بمعاينة الأضرار المتزايدة التي لحقت باقتصاده وحاشيته وبالشركات وكذلك بالمستويات المعيشة الروسية".